رئيس حزب أيرلندي شمالي: ما يحدث بفلسطين يذكرنا بتجربتنا مع الاستعمار
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
قال رئيس حزب "شين فين" في أيرلندا الشمالية ديكلان كيرني إن ما يحدث في فلسطين "يذكرنا بما مررنا به من القمع التاريخي الذي تعرض له الشعب الأيرلندي على مدى قرون كنتيجة مباشرة للاستعمار الإنجليزي".
وأضاف كيرني -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إبادة جماعية، وكارثة أخلاقية، وانتهاك تام لكل القوانين والأعراف الدولية، ويجب وضع حد لكل ذلك على الفور.
وشدد على أن القوى الغربية متواطئة في دعمها لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة، لكنه قال أيضا إن بعض هذه الدول عدّلت مواقفها حاليا بعد 7 أشهر من الحرب.
وكانت الجزيرة نت التقت كيرني على هامش مؤتمر الفصل العنصري الإسرائيلي الذي استضافته جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، وتوصل في بيانه الختامي إلى تشكيل هيئة دولية لمكافحة التمييز العنصري والاستيطان الإسرائيلي في كل فلسطين.
وديكلان كيرني سياسي أيرلندي من مواليد عام 1964، ويشغل حاليا رئيس حزب "شين فين" الوطني، وهو عضو في الجمعية التشريعية عن جنوب أنتريم منذ عام 2016، وشغل سابقا منصب وزير تنفيذي في أيرلندا الشمالية (2020-2022).
وإلى تفاصيل الحوار..
ما موقف الأيرلنديين من العدوان على الشعب الفلسطيني؟
هناك تقارب تاريخي طويل الأمد بين شعبي أيرلندا وفلسطين، وعندما ننظر في عيون الشعب الفلسطيني نرى القمع التاريخي الذي تعرض له الشعب الأيرلندي، ونرى تجربة الاستعمار التي لحقت بنا، ونرى كذلك أساليب المجاعة والإبادة الجماعية التي استُخدمت ضد شعب أيرلندا على مر القرون كنتيجة مباشرة للاستعمار الإنجليزي.
لذلك، لدينا تقارب عميق جدًا مع أخواتنا وإخواننا الفلسطينيين، واليوم هناك دعم شعبي وزخم كبير لقضية الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء جزيرة أيرلندا.
وأود أن أقول للشعب الفلسطيني إن أيرلندا تراك وتسمعك، ونحن معك، والشعب الأيرلندي لن يتخلى أبدا عن الشعب الفلسطيني.
كيرني (وسط) طالب من جنوب أفريقيا بوجوب الإيقاف الكامل وغير المشروط لإطلاق النار في غزة (الجزيرة) وكيف ترى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟حرب إسرائيل في غزة إبادة جماعية، وكارثة أخلاقية، ولا يوجد فيها أي احترام لإنسانية الفلسطينيين، وإن ما يحدث جريمة حرب على نطاق واسع، وانتهاك تام لكل القوانين والأعراف الدولية، ويجب أن يُوضع حد لكل ذلك على الفور.
كما أنه يجب على القوات الإسرائيلية أن تنسحب من القطاع، ويجب اتخاذ إجراءات دولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية على الفور إلى غزة، وأن تُتخذ خطوات على أساس وقف كامل وغير مشروط ودائم لإطلاق النار من أجل البدء في إعادة إعمار غزة.
وكيف تنظر إلى الدعم الغربي لإسرائيل بميزان العدالة الإنسانية؟إن الموقف الذي اتخذته القوى الغربية الكبرى فيما يتعلق بدعمها لإسرائيل وتواطئها في الحرب في غزة غير مبرر على الإطلاق.
لكن من المهم الإشارة إلى أنه مع استمرار الحرب خلال الأشهر السبعة الماضية بدأت بعض القوى الغربية تعديل مواقفها، لذا لا ينبغي لنا أن نصف الغرب بأنه نموذج متحد ومتراص في مواقفه، فهناك الآن مواقف مختلفة يتم تبنيها كرد فعل مباشر على حجم الفظائع التي يتم ارتكابها.
ويتعين علينا جميعا، ممن يحملون الموقف الأخلاقي والسياسي الإنساني الصحيح لدعم الشعب الفلسطيني، العمل بجد لضمان دفع القوى الغربية تجاه اتخاذ الموقف الصحيح فيما يتعلق بهذه الحرب.
ويجب أن يعني ذلك أن يتوقف تمويل وتسليح آلة القتل الإسرائيلية فورا، وأن تتوقف القوى الغربية عن تواطئها مع الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، وأن تتصرف بطريقة إنسانية وبما يتوافق مع القانون الدولي.
ما أهمية مؤتمر الفصل العنصري بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
إن مؤتمر الفصل العنصري الذي تستضيفه جنوب أفريقيا مهم للغاية، ويجب أن يصبح حافزا لتطوير حملة عالمية ضد التمييز العنصري دعما للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية والديمقراطية.
وتكمن أهميته في أنه يستوحي إلهامه من الحملة العالمية ضد الفصل العنصري التي قامت لدعم شعب جنوب أفريقيا ومناهضة نظام الفصل العنصري الذي عانت منه هذه البلاد، ومن المناسب جدا أن نجتمع هنا في جوهانسبرغ لنستمد الإلهام من تلك الحملة المميزة، ونجمع العديد من الممثلين الدوليين، للتركيز بشكل جماعي على كيفية إطلاق حملة دولية مماثلة لدعم إنهاء الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
ديكلان كيرني (وسط) قال إن الشعب الأيرلندي لن يتخلى أبدا عن الشعب الفلسطيني (الجزيرة) هل يمثل هذا المؤتمر استمرارا للنجاح الذي حققته جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد العدوان الإسرائيلي؟بالتأكيد، ويجب أن يكون هذا المؤتمر مكملا للإجراء القانوني الشجاع جدا الذي اتخذته حكومة جنوب أفريقيا في لاهاي عبر محكمة العدل الدولية، ولا بد أن تكون هناك مجموعة من الإستراتيجيات التي تتخذ في هذا الوقت.
هذه لحظة فاصلة، ومن الضروري تنسيق العديد من المبادرات الدولية معا لضمان استثمار الضغط العالمي على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار المطلق والكامل وغير المشروط، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة والضفة الغربية.
ولا بد من محادثات تشارك فيها جميع الأطراف، ويجب أن نفسح المجال في النهاية لطاولة مفاوضات تكون شاملة وتمثل الجميع لضمان قيام سلام دائم بين فلسطين وإسرائيل.
لكن ذلك يجب أن يكون على أساس احترام الحقوق الوطنية والديمقراطية للشعب الفلسطيني التي تحقق الدولة الفلسطينية ذات السيادة الوطنية، ويجب أن يشرف عليها المجتمع الدولي وقيادة حكومة جنوب أفريقيا في هذا الوقت.
لذلك نحن بحاجة إلى العديد من الإستراتيجيات، ويجب أن تكون متكاملة ومنسقة بشكل كامل، وأعتقد أن مؤتمر الفصل العنصري هذا سيكون بمثابة مبادرة للمساعدة في توجيه هذا الزخم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات مؤتمر الفصل العنصری الشعب الأیرلندی الشعب الفلسطینی القوى الغربیة جنوب أفریقیا ویجب أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الفصائل الفلسطينية تستنكر القانون الصهيوني الذي يقضي بترحيل عائلات المقاومين
يمانيون../ استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، القانون الصهيوني الذي يقضي بترحيل عائلات المقاومين الفلسطينيين منفذي العمليات الفدائية لمدّة تصل إلى 20 عاماً.. مؤكدة أنه لن يرهب الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها: إنّه وفي خطوة جديدة من خطوات القمع والتنكيل التي يمارسها العدو بحق الشعب الفلسطيني صادق الكنيست على قانون يمنح وزير الداخلية صلاحية ترحيل أفراد عائلات منفذي العمليات لمدة تصل إلى 20 عاماً، كما ويسمح بسجن الأطفال الصغار، ممن تقل أعمارهم عن 14 عاماً، وإصدار أحكام بحقهم.
وأشارت إلى أنّ “هذا القانون الخطير يُشكّل انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية التي تحرم العقاب الجماعي”.. مؤكدةً أنّ سلسلة القوانين التي أقرّها “الكنيست” في الآونة الأخيرة، والتي يعمل على إقرارها “أداة من أدوات التطهير العرقي، وجزء من آلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني”.
ولفتت إلى أنّ “منح مجرم مدان بارتكاب جرائم إرهابية، يشغل اليوم منصب وزير الداخلية في الكيان، الصلاحية بطرد عائلات بأكملها في إطار فرض عقوبات جماعية انتقامية، هو أصدق تعبير عن مستوى التدني الأخلاقي الذي وصل إليه الكيان الصهيوني”.
كما حمّل البيان ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأنظمة المطبعة مع هذا الكيان مسؤولية تماديه في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، بسبب صمتها المخزي الذي يمنحه الغطاء لتنفيذ سياساته العدوانية المجرمة.
من ناحيتها، استنكرت لجان المقاومة في فلسطين القانون الصهيوني.. مؤكدةً أنّه “يكشف النوايا الصهيونية المبيتة لتهجير الشعب الفلسطيني، وإفراغ الأراضي المحتلة من أصحابها وسكانها الأصليين”.
وشدد البيان على أنّ “القوانين والإجراءات الإسرائيلية القمعية كافّة “لن تفلح في إرهاب أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في العام 1948، ولن تكسر إرادته ولن تثنيه عن مقاومته وكفاحه ونضاله المشروع ضد العدو”.
ودعا البيان إلى أوسع تحركٍ جماهيري ومقاومة فاعلة للتصدي لهذا القانون الإجرامي في كل أنحاء فلسطين المحتلة.. مُطالباً “الأحرار في الأمة وحول العالم بمساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة”.
ويُشار إلى أنّ “الـكنيست” الصهيوني، صادق اليوم، على قانون يسمح لوزير الداخلية الصهيوني بترحيل أفراد عائلات منفذي العمليات الفدائية ضد أهداف صهيونية، لمدة تصل إلى 20 عاماً.
كما صادق على إجراء مؤقت لمدة خمسة أعوام يسمح بفرض عقوبات بالسجن على القاصرين دون سن 14 عاماً، الذين يدينهم العدو بجرائم قتل متصلة بأعمال مقاومة أو في إطار نشاط الفصائل الفلسطينية.
وتم تمرير القانون بتأييد 61 عضو “كنيست”، ومعارضة 41، فيما دعم الإجراء 55 نائباً وعارضه 33.
وجاء في نص اقتراح القانون لترحيل أفراد عائلات منفذي العمليات، الذي بادر إليه عضو “الكنيست”، حانوخ دوف ميلفيتسكي من حزب “الليكود” “سيتم ترحيل ابن الأسرة (قرابة من الدرجة الأولى) إلى قطاع غزة أو إلى وجهة أخرى تحدد وفقاً للظروف”، وذلك إذا تقرر أنه “كان على علم مسبق بخطة أحد أفراد عائلته لتنفيذ عمل ضدنا ولم يبذل كل الجهود المطلوبة لمنعه”.