ذا نيشن: غزة كارثة سياسية بالنسبة لبايدن
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يقول بعض المراقبين إن حرب غزة ليست مشكلة كبيرة في الحملة الانتخابية الأميركية عام 2024، ولكن الحقيقة هي أنها كارثة سياسية كاملة بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، وأفضل شيء يمكن أن يفعله، إن لم يكن من أجل إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح البريئة المعرضة للخطر، فمن أجل مصلحته الخاصة، هو تحريك السماء والأرض لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن.
هذه الجملة تلخص مقالا لجوشوا كوهين بمجلة "ذا نيشن" الأميركية، أوضح فيه أن بايدن يحتاج إلى القيام بشيء ما، لإقناع الناس بأن أميركا لديها ربان يقود سفينتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غريفيث يحذر من وضع مروع في غزة بعد إغلاق الطرق الحيويةغريفيث يحذر من وضع مروع في غزة ...list 2 of 2لوبوان: الفصل الثالث من دكتاتورية سعيد في تونسلوبوان: الفصل الثالث من ...end of listوأشار الكاتب إلى وجود كثير من التناقضات في انتخابات 2024، فمن ناحية يبدو أن استطلاعات الرأي تشير إلى ما ليس أقل من ثورة جمهورية، إذ يبدو أن الرئيس السابق دونالد ترامب يتقدم بشكل مستمر على مدى الأشهر الثمانية الماضية، في استطلاعات الرأي الوطنية وفي الولايات المتأرجحة الحاسمة، مما قد يمنحه فوزا سهلا ويجعله أول جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ جورج بوش الابن عام 2004.
ولكن في الوقت نفسه، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا، أن المرشحين الديمقراطيين لمجلس الشيوخ شهدوا تقدما قويا في نفس الولايات، مما قد يمنحهم نصرا تاريخيا على الحزب الجمهوري في سنة كان من المفترض أن تكون سيئة.
إيقاف نتنياهولذلك، أصبح السؤال السائد في الحملة قبل أقل من 6 أشهر على يوم الاقتراع، هو "لماذا لا يتمتع بايدن بشعبية كبيرة مثل حزبه؟" ليرد الكاتب بأن الجواب بسيط بالنسبة للكثيرين في اليسار، وهو "غزة"، لأن بايدن، من بين جميع أعضاء حزبه، يقف وحيدا في درجة تواطئه مع الحملة الإسرائيلية التي لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا ولا تحظى بتأييد شعبي.
رفض بايدن -كما يقول الكاتب- أن ينأى بنفسه عن الحرب رغم ارتفاع عدد القتلى إلى مستويات لا يمكن تصورها، ورغم تصدر الروايات المروعة عن الانتهاكات الإسرائيلية عناوين الأخبار اليومية، مما تسبب في انخفاض دعمه بين الناخبين الشباب والناخبين الملونين، وهما دائرتان انتخابيتان ديمقراطيتان أساسيتان.
وكل هذا يزيد من إلحاح ما يريده الناس من إنهاء الحرب، حتى إنه ليقال إن إيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن ينقذ أرواحا لا حصر لها فحسب، بل سينقذ أيضا الرئاسة، وبالتالي الديمقراطية الأميركية ذاتها، ولكن البعض يعترض على هذا التفسير، ويرى أن أولوية الناخبين الشباب والناخبين الملونين هي للقضايا المحلية، لا سياسة بايدن في غزة.
الجاني الحقيقي
وعندما أعلن بايدن ترشحه قبل عام، كان من المسلم به أن صراعه الأكبر هو الاقتصاد، لكن هذا الافتراض خطأ -حسب الكاتب- والحقيقة هي أنه على الرغم من سوء بعض جوانب الاقتصاد في عهد بايدن فإن ذلك لم يكن السبب وراء انخفاض شعبيته في البداية، بل كان الجاني الحقيقي على بايدن هو سجله في السياسة الخارجية.
وذكر الكاتب بأن الهالة التي كانت حول بايدن في حملته الانتخابية لعام 2020، كانت تدور حول فكرة أنه رجل دولة كبير السن قادر على إدارة دور أميركا في العالم بطريقة لم يستطع ترامب أبدا أن يفعلها، وحدد هذا المفهوم كل جانب من جوانب شخصية بايدن العامة، وجعله يتمتع بشعبية أكبر من معظم أعضاء حزبه.
ولكن تلك الهالة -كما يقول الكاتب- اختفت منذ فترة طويلة، ولم يكن الاقتصاد هو الذي بدأ في تدميرها، بل انهيار الحكومة الأفغانية في أغسطس/آب 2021، هو الذي منح بايدن شرف رئاسة نهاية حرب خاسرة وحطم الغموض الذي أكسبه الرئاسة في عام 2020، وفكرة أنه رجل دولة ذو خبرة وكفاءة.
وهم بلغ حد التطرفلذلك، يقول جوشوا كوهين، كان قيام أزمة ضخمة أخرى في السياسة الخارجية من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث لبايدن على الإطلاق في الفترة التي سبقت إعادة انتخابه، لأن ذلك عزز التصورات الأكثر ضررا لدى الناخبين عنه، ولكن فريقه رفض هذا الجانب مما يعرضهم للخطر، لأنهم بقوا غير مبالين بضعف الرئيس فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، مع أن قضية غزة أعمق بكثير من أي قضية أخرى.
وأضاف أن الوهم بلغ بهذا الشأن حد التطرف لدرجة أن البيت الأبيض اعتبر غزة بمثابة رصيد من شأنه أن يسمح لبايدن بمقارنة نفسه بشكل إيجابي مع ترامب، مع أن الأمر ليس مطلقا كذلك، كما يرى جوشوا كوهين.
وخلص الكاتب إلى أن الناخبين لا يرون بايدن من خلال الحرب، شخصية قوية وموثوقة، بل يرونه رئيسا غائبا غير كفء أثبت أنه غير قادر على إدارة البلاد، ناهيك عن العالم، ومع كل شهر تستمر فيه الحرب، ومع كل شيك بقيمة مليار دولار يتم إرساله إلى الخارج، يزداد هذا التصور سوءا، مما يقنع عددا صغيرا، ولكن له معنى، من الناخبين بأن بايدن لا ترامب، هو الأكثر خطورة بين الخيارين السيئين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن
نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن:
اكثر الممارسات بذاءة قي في الفضاء السياسي هذه الايام دعوة احزاب واجسام مدنية لإصلاح امني وعسكري حتي لو لم تتم الدعوة من ورش يمولها اجنبي تقوم في عواصم اجنبية بحضور اجانب جسميا او الكترونيا او عبر عملاء.
السبب بسيط وهو ان جل هذه الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى الداعية للإصلاح عبارة عن اقطاعيات معطوبة تفتقد الديمقراطية وتملكها اسر او افراد يحكمونها للابد ويتلقون التمويل والدعم والتوجيه من الاجنبي في غياب كامل للشفافية المالية والمعلوماتية.
نقول لهؤلاء المدنيين اصلحوا انفسكم واحزابكم ومنظماتكم وحققوا فيها الديمقراطية والشفافية وبعد ذلك يمكنكم الدعوة للإصلاح الامني والعسكري وسندعو معكم. اما نعيقكم باسم اصلاح الجيش من انشطة يمولها اجانب في إطار اجندة تخدم الاجنبي فذلك هراء لا يخصنا ويجد منا كامل الاحتقار.
موقفنا هو نعم للإصلاح الامني والعسكري الذي يأتي علي اجندة سودانية وبأيدي سودانية ويشارك فيه مدنيون وعسكريون مؤهلون – وليس كل من هب ودب علي سنة تقدم، نكتة القرن الاشد بذاءة- لتحقيق مصلحة سودانية لا من اجل اهداف اجنبية يحملها كمبرادور سوداني قادم من اقطاعيات حزبية وراثية ام شللية او مجتمع مدني من فاقدي ديمقراطية ووطنية ومرتهنين للتمويل الخارجي.
اصلاح امني وعسكري علي اسنة نفس الايدى التي قادت الثورة السودانية من خانة اجمل واعظم ثورة في العالم هذا القرن فحولت الوطن الي اسوأ كارثة انسانية في غضون اربعة اعوام لن نحصد منه سوي وضع السودان في قبره مرة والي الابد.
اختشوا يا هؤلاء واعتزلوا العمل العام فان الفشل والعوار الذي اتي منكم بلا انقطاع تعجز اللغة عن الاحاطة به. ولكم قدوة حسنة في السودانيين الشرفاء الذين يأكلون لقمة شريفة ونظيفة من ركشة او عمل شاق في مصانع الجوار او حراسة المباني او بيع الكسرة والكعك وحتي بائعو وبائعات الهوي يبيعون لحمهم الذي هو حق يخصهم ولا يبيعون لحم واوطان غيرهم الآخرين من غير حق لانها ليست ملكهم.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب