السيب بطل الدوري يؤكد تألقه بالفوز على الوصيف النهضة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
أكد نادي السيب بطل دوري عمانتل للموسم الحالي تفوقه وأحقيته في الفوز بلقب الدوري وذلك بعدما تمكن من مواصلة مسلسل الفوز وهذه المرة على صاحب مركز الوصافة نادي النهضة بهدفين مقابل هدف واحد في اللقاء الذي جمع الفريقين على أرضية استاد السيب الرياضي.
الشوط الأول بدأ بمناوشات بهدف جس النبض إلى أن بدأ اللاعبون الدخول إلى أجواء المباراة وانتشار جيد للاعبي الفريقين في الملعب وتبادل للكرة وسط الملعب مرورا بالدفاعات ومحاولات لافتتاح التسجيل.
الدقيقة ١٠ شهدت تسديدة للسيب عبر عبدالعزيز المقبالي إلا أن حارس النهضة إبراهيم المخيني تمكن من الإمساك بالكرة، مع أفضلية نسبية للاعبي السيب في ملعب النهضة وتناقل جيد للاعبيه للكرة باتجاه مرمى النهضة بقيادة محسن الغساني وعبدالعزيز المقبالي وعمر الفزاري، من جانبه تعامل لاعبو النهضة بواقعية مع ضغط لاعبي السيب المتواصل ونفذوا مجموعة من الطلعات باتجاه مرمى السيب كانت أخطرها فرصة عمر الصلتي الذي استلم كرة من عمر المالكي إلا أن الكرة طالت عليه لتخرج إلى ضربة مرمى.
واصل لاعبو السيب بحثهم عن فرصة الوصول إلى مرمى المخيني وعابهم التحضير البطيء أمام المرمى ما أتاح الفرصة للمدافعين للتعامل معهم بشكل جيد وقلل من خطورة محاولات لاعبي السيب، الحضور الجماهيري الجيد من جانب رابطة مجلس جماهير نادي السيب ساهمت في بث الحماس بين اللاعبين، وفي الدقيقة 37 استطاع لاعب السيب عبدالرحمن المشيفري تسجيل الهدف الأول، لتتواصل الأفضلية للسيب بالرغم من التقدم ومحاولات لاعبي النهضة الإمساك بالكرة ولكن محاولاتهم كانت تتكفل بها دفاعات السيب وتعيد الكرة إلى منتصف الملعب.
وشهدت الدقيقة ٤٣ الهدف الثاني للسيب من كرة عرضية قوية داخل منطقة مرمى حارس النهضة من قدم عبدالرحمن المشيفري الذي راوغ وسدد كرة عرضية إلا أن الكرة اصطدمت بقدم أحمد المطروشي لاعب النهضة وغيّرت مسارها داخل المرمى في الزاوية البعيدة للحارس معلنة هدف السيب الثاني، لينتهي الشوط بتقدم السيب بهدفين.
الشوط الثاني بدأ بشكل جيد وسط انطلاقة للاعبي النهضة في الدقائق الأولى وتغيير في صفوفه بدخول المحترف والتر سابوا بديلًا للاعب عمر بن ساحة، وواصل مدرب النهضة التغيير في صفوف فريقه بدخول علي الرشيدي والمنذر العلوي بديلين لعمر الصلتي وعمر المالكي.
أخطر محاولة لمنذر العلوي في الدقيقة ٦٥ الذي استلم كرة راوغ بها دفاع السيب وسدد كرة زاحفة باتجاه المرمى في الزاوية البعيدة إلا أن قائم المرمى منع الكرة من الولوج داخل الشباك لتضيع فرصة تقليص النتيجة للنهضة.
أول تغيير في صفوف السيب كان بدخول حمد الحبسي وخروج عبدالرحمن المشيفري، ليستمر الأداء المتكافئ للاعبي الفريقين ومستوى فني جيد مع التشجيع الجماهيري المتواصل.
محاولات للاعبي النهضة لتقليص النتيجة أتت أكلها وذلك عبر كرة ثابتة نفذها صلاح اليحيائي لتجد المنذر العلوي الذي سدد الكرة داخل المرمى مسجلًا هدف النهضة الوحيد في اللقاء في الدقيقة ٨٩ قبل أن ينتهي الشوط واللقاء بفوز السيب بهدفين مقابل هدف واحد للنهضة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
الذات الدقيقة في مواجهة التهميش.. قراءة في مجموعة نافذة للصمت لهشام ازكيض
في كتابه "منابع الذات وتكوّن الهوية الحديثة" تحدث تشارلز تايلر عن مجموعة من طرائق البحث عن المنهجية التي تساعد الإنسان في فهم صفاته ورغباته وميوله وعاداته الفكرية والشعورية التي تمكنه من بناء المواقف وردود الأفعال تجاه محيطه والتفاعل معه. وقد أطلق عليها (البحث عن الذات الدقيقة) التي تشكل ماهية العوالم الداخلية لإنسانية الفرد. ومن النصوص التي تتناول حداثة الشخصية وألفتها وسط صخب من الأفكار والحوادث والأزمات الفردية والجمعية المجموعة القصصية للكاتب والأديب المغربي هشام أزكيض المعنونة باسم "نافذة للصمت" والتي تتكون من عشرين قصة مختلفة لكن رابطا دقيقا وشفافا يكاد يجمعها داخل حزمة غير مرئية من حيث اختلاف التناول والمضمون لكنها متشابكة تماما إلى حد اللاانفكاك من حيث الشعور وتدفق الفكرة الإنسانية متقاسمة الوقوف بإخلاص وثبات على نافذة للصمت. وكما أن الكلام له القدرة الأعظم على تفسيرالإنسان والتوغل في أعماقه فإن للصمت في حياتنا المعاصرة وزنه الراجح في كفتي الميزان بل ربما أطاح بالكفة الأخرى أرضا في كثير من المواقف حتى وإن "لم يكن في الغرفة المظلمة المغلقة الإحكام سوى نافذة صغيرة جدا خلفها جدار أكثر إعتاما من محاولات النافذة للإمساك بخيوط الشمس".
يبدو هشام أزكيض في مجموعته القصصية "نافذة للصمت" كأنه يمارس أسلوب التعلم الذاتي الذي تحدث عنه أحمد خالد توفيق في كتابه (اللغز وراء السطور) مبينا حقيقة الكتابة والكاتب الذي يجد نفسه منغمسا بلا إرادة أو وعي في حاضنته الاجتماعية المتشابكة التي تضخ ألاف الأفكار الملاحقة للفرد بلا رحمة حتى تلجئه قسرا إلى ذلك الجدار وتلك النافذة .
عشرون قصة تقترف خطيئة البحث عن الذات الدقيقة ، تلك الإنسانية الصافية المتمردة بطبعها جنوحا لحرية منحها لها الخالق - سبحانه - عند أول صرخة في هذه الحياة ، ولكن هشام أزكيض يضعنا منذ العتبة الأولى لمجموعته في مواجهة صادقة مع الذات مقرا أن كتابه مثقل بالحزن الذي يستوجب من قارئه ان يحتمي احترازا بالبكاء بين الحين والأخر. وهذا يحيلنا إلى سؤال مكرور لماذا يلجأ الكاتب إلى صبغ عتبته الأولى لكتابه بصبغة الضياع والألم غير أبه لقارئ يبحث عن بصيص أمل أو خيط نجاة بين دفتي كتاب أو في متن قصصي مختزل.
تبدأ المجموعة بقصة "تحت المجهر" التي تأخذنا منذ الجملة الأولى إلى مجهر من نوع مختلف ، إنه مجهر الذات التي تترنح على شعرة فاصلة بين العقل والجنون في مستشفى للطب النفسي حيث يبدو أعقلهم ذلك المنكمش على نفسه يراقب بصمت ما يحاوله الأطباء من استجداء بارقة وعي وإدراك ما مع مرضاهم .لتخلص بنا القصة إلى أن الصمت أكبر دلائل العقلانية والتعقل في كثير من دروب الحياة .وفي قصة " نافذة للصمت " التي سميت المجموعة باسمها نجد منصورا الذي اغتال السجن زمانه الماضي ويلتهم زمانه الحاضر ممعنا في التغول على مستقبله أيضا ، هكذا يقبع الجسد المقهور في الزنزانة وكأن الروح انفصلت عنه لتعذب تعذيبا خاصا يليق بها بعد أن استبدلوا خلاياه الحية النابضة بأخرى مصنّعة ، مادتها الأولى الصمت . إن التحليق الذي يحاوله الكاتب أزكيض في فضاءات نصوصه محاولة جيدة للاقتراب من الداخل الإنساني الذي مهما ظننا أننا كشفناه تماما وعريناه بالكلية يبقى قابلا للبحث والحفر في العمق هناك حيث تقبع الذات الدقيقة للفرد التي ترسمأناه وهويته النفسية والروحية والفكرية.وفي قصة " على الهامش " نجد مفهوم التهميش الدقيق متجسدا في شخصية الموظف البائس الذي تصفعه الحياة من كل جانب بالمطالبات والاستحقاقات التي لا تنتهي ، ويكفي أن نقول موظفا في عامنا العربي لنتخيل كمية "الحزن الثقيل الذي نشعرأنه يمتلك موهبة العدوى " فحن جميعا على حد اعتراف الكاتب في قصته " نستطيع أن نحزن سريعا لأن الأوطان قامت بتوريث هذه الجينات لنا منذ الصغر".
تبدو الهوية الذاتية في مجموعة هشام أزكيض في مهب (التشييء) الذي يطمس تفردها بذلك الوميض الروحي النابع من حقيقة الكينونة الإنسانية الأولى قبل أن تمتد أياد كثيرة للنيل من تلك الحقيقة لصالح عولمة مزعومة أحيانا أو حداثة وما قبلها وبعدها جعلت الإنسان في مهب الاختبار المتواصل وانعدام الثبات في ظل دعاوى كثيرة للتخلص من ذلك الذي يسمونه عبئا قيميا وإرثا فكريا ودينيا يقاوم تجدد الأفكار، غير أن الإنسان انغمس في تشتته وضياعه حتى بات يبحث عن ذاته الدقيقة وأناه المتفردة في كومة من الفلسفات والنظريات وعبثا يفعل.
وبين قصص "الهاتف الأخير " و " أحلام منهوبة" و " ذاكرة غيمة صيفية " يظل السرد عالقا في فخ الوصف المكثف الذي يحمّل الكلمات القليلة معان عظيمة تماما مثلما قال ستيفن كينغ عن احتفائه باستدعاءات الزمان والمكان قبل شروعه في الكتابة وهو بذلك يوقظ قدرة حواس الكاتب على تصيد المعنى بلغة طازجة ومشبعة بالشعور والمعنى .
لقد أثبت الكاتب المغاربي هشام أزكيض وهو الموغل عميقا في عالم الكتابة على اتساع مستوياتها أن القاص يمكنه أن يتحول إلى أكثر من سارد داخل نصه سيما إذا كان النص من النوع الذي يستدعي انثيالات نفسية واجتماعية عميقة تلامس وجدان الإنسان إلى أعمق نقطة حيث تتجلى ذاته الدقيقة في إشارة سيمائية إلى معنى الهوية والأنا والذات في تناولاتنا الأدبية والفكرية ووعينا الجمعي.
• زينب المسعود الروائية والناقدة من الأردن