الاقتصاد نيوز = بغداد

أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، الانتقال إلى مرحلةِ التنميةِ بعد الانتصار على الإرهاب، فيما شدد على ضرورة العمل لوقفِ الإبادةِ الجماعيةِ الصريحةِ بحقِّ الشعبِ الفلسطيني.

وقال رئيس الوزراء، في كلمته خلال أعمال المنتدى الأمن العالمي المنعقد في الدوحة: "يشرّفُني أن أشاركَكم هذا المؤتمرَ المُفعمَ بالطموح، وأتقدمَ بالشكرِ الجزيلِ لدولةِ قطرَ الشقيقة، لاستضافِتها هذا الحدث، في تأكيدٍ وتعزيزٍ آخرَ لموقعِها لطليعةِ التجاربِ الناجحةِ بالتنميةِ والبناء".

واثنى، على "تركيزِ الاهتمامِ نحوَ سؤالِ الأمنِ وحلولهِ المستدامة، من جميعِ الأوجهِ والمساراتِ التي تمسُّ حياةَ الشعوب، وتُحكمُ سعيَها لتحقيقِ معيشةٍ كريمةٍ في ظلِّ سلامٍ مُستدام".

واشار، الى ان "الشعب العراقي تكبد عبر العقودِ الماضية، آلامٍ وحروبٍ ودكتاتورية، ومواجهاتٍ استهلكت جُهداً ودماءً عزيزة، واستنفذت وقتاً ثميناً لم يُستثمرْ لصالحِ آمالِ الشعب"، منوها انه "مع كلِّ هذهِ العقبات، تمكنُ العراقُ من تجاوزِ أكبرِ الشرور، وانتصرَ في معركةِ الإرهاب".

واضاف، "انتقلنا كعراقيين من مرحلةِ الانتصار، إلى مرحلةِ التنميةِ بقوّة، في ظلِّ ديمقراطيةٍ مستقرة، وآلت حكومتُنا على نفسِها أن تغيّرَ حالَ الاقتصادِ العراقي نحوَ الانفتاحِ على الشراكاتِ المثمرة، والتنوعِ في الموارد، ومواجهةِ التحدّياتِ المزمنة، في البطالةِ والخدماتِ والفسادِ ومحاربة الفقرِ وتدعيمِ الإصلاحِ الاقتصادي بجميعِ أشكالِه".

واوضح، "لم يمضِ إلّا عامٌ ونصفُ العام، حتى باتتِ الأرقامُ الاستقرائيةُ للاقتصاد تتحدثُ عن صعودٍ إيجابيٍّ متشعبٍ ومتنوع، ويَعِدُ بالمزيد، بالاضافة الى البنى التحتية شهدت نهوض حقيقي لنْ يتوقفَ، ويوماً بعد آخر، نجتازُ عقباتٍ كانت تبدو صعبةً بل مستحيلةً في سنواتٍ ماضية".

واردف، "من المهمِّ أن تُفهمَ هذه الخطواتُ ضمنَ سياسةٍ شاملةٍ تتبناها الحكومة، مدعومةً من مجلسِ النوّاب، تعالجُ بها كلَّ ما يمسُّ المواطنَ في معيشتهِ وتلبّي طموحَه"، موضحا انه "من هذا التشخيص، انطلقنا لتحقيقِ هذا الهدفِ المُمكن". 

وتابع، "واجهنا في جميع القطاعاتِ المستهدفةِ صعوباتٍ وتحدياتٍ شتّى، لكنَّ إيمانَنا بقدرةِ أبناءِ شعبِنا، وتمسّكهِ بإعمارِ بلادِنا وتنميتِها أمرٌ لا تحدّهُ حدود"، لافتا الى ان "الصحّةُ والكهرُباءُ والخدماتُ العامة، والبُنى التحتيةُ المدنية، والنظامُ المصرفيُّ المُعافى، والإدارةُ الحكوميةُ النزيهة، والعملُ على محُاربةِ الفقر، واستغلالُ الطاقةِ واستثمارُ الغاز، ومواجهةُ التغيراتِ المناخيةِ والبيئية، وتوفيرُ الغذاءِ والسّكنِ والتعليمِ وغيرُها، كلُّها صارتِ اليومَ بمثابةِ بنودٍ في العقدِ الرابطِ بين المواطنِ وحكومته، وهي دعامةُ استمرارِ الخيارِ الديمقراطي، والسببُ الأولُ الذي يدفعُ المواطنين إلى المشاركةِ في الانتخابات، كوسيلةٍ دستوريةٍ لا بديلَ لها لاختيارِ الحُكمِ وصُنعِ القرار".

وذكر "لقد وضعنا نُصبَ أعينِنا أنّ تغييرَ فلسفةِ إدارةِ الدولة، وتطويرَ أسلوبِ تنفيذِها لمهامَّها، سيكونُ مدخلاً صحيحاً لاستغلالِ الثروة، وبالتالي فإنهُ القاعدةُ الاجتماعيةُ الأولى للحكمِ الرشيد، فأسّسنا صندوقَ العراقِ للتنمية، وفتحنا الأبوابَ أمامَ القطاعِ الخاصِ بضماناتٍ سيادية، وشَرعنا في التعاونِ مع مؤسساتِ الائتمانِ العالمية"، موضحا "اننا نحثّ الخُطى الواثقةُ في مشروعِنا الأبرز، مشروعِ طريقِ التنمية، هذا الممرُّ الستراتيجيُّ الذي سيربطُ مصالحَ المنطقةِ ربطاً إيجابياً متكاملاً، وسيؤكدُ دورَ العراقِ التاريخي، بوصفهِ ساحةً آمنةً لصنعِ الفرصِ والتكاملِ الاقتصادي، وتشابكِ المصالحِ بين الشعوبِ قبل الحكومات، ونعتقدُ واثقين، أنّ هذه هي دعائمُ أمنٍ واستقرارٍ في المنطقة".

وذكر، ان "الأمنَ لم يعدْ رهينَ قرارٍ سياسي أو عملاً ميدانياً فقط"، مبينا إنه "حُزمةٌ متداخلةٌ من الإجراءات، والمصالحِ المتبادلةِ المشروعة، والنُـظُمِ التجاريةِ والاقتصاديةِ المنصفة، ولو دعمنا الأمنَ بكلِّ مفاهيمه، بترابطٍ اقتصاديّ صانعٍ للحلول، وساندٍ لمواجهةِ التحديات، سنجدُ أن أسبابَ الاضطرابِ ستنكفئ، وستتراجعُ فرصُ إثارةِ الفتنِ وتضمحلُ منابعُ الصراعات، وستُخصصُ المزيدُ من المواردِ الى قطاعاتِ التنمية".

وحول العدوان على غزة، اشار رئيس الوزراء الى ان "ما تسببَ به العدوانُ على المدنيين في غزّة والأراضي المحتلة، والموقفُ الدوليُّ الضعيفُ إزاءَ الحقِّ الفلسطيني، بات يهددُ المنطقةَ بأسرِها بانتشارِ الصراع، كما أنه أهانَ القانونَ الدولي، وانتهكَ حُرمةَ الدم، وهو يمثلُ اليومَ أكبرَ تهديدٍ لشعوبِ المنطقةِ واستقرارها"، لافتا الى ان "العملَ على وقفِ الإبادةِ الجماعيةِ الصريحةِ بحقِّ الشعبِ الفلسطيني، ستمثّلُ بدايةً لمنظومةِ الثقةِ المُتبادلةِ في مساعينا نحو تحقيقِ الأمنِ لشعوبِنا ولمنطقتنا".

واشار الى ان "العراقُ سيكونُ أوّلَ المساهمين في إعادةِ الحياةِ والإعمارِ لغزّةَ وأهلنا الصامدين فيها".

 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الى ان

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من ‏الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية‏، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل ‏أفضل: المرونة والقدرة ‏على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ ‏لما يجري في ‏الساحة من ‏حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على ‏تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس ‏‏عبد الفتاح ‏السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة ‏كريمة لجميع المصريين، واهتمام ‏أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح ‏الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ ‏‏مصر2030، التي تمثِّل إرادةً ‏حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في ‏مستقبلٍ ‏‏مختلفٍ. ‏

وأشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم ‏المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر ‏التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: ‏‏(التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ ‏الفقر) وتبعاته، وذلك ‏من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في ‏مجالات ‏التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول ‏مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة ‏لمواجهته.‏ كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ‏ويكثفوا جهودَهم من أجل ‏انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا ‏يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي ‏يصيب ‏الجميع بالألم.‏

‏وقال الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف ‏المتغيرة، ولقد أصبحت هذه ‏التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى ‏نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي ‏اختراق أو ‏استهداف.‏ وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ ‏الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، ‏والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، ‏وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة ‏هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق ‏بالتنمية ‏المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات ‏المعيشية وتداعياتها.. رؤية ‏شرعية قانونية» بكلية أصول الدين ‏بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور ‏‏الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.‏

وأشار وكيل الأزهر خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر ‏تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ‏ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع ‏منسوبيه وقطاعاته ‏وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة ‏والاقتصاد ‏الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي ‏إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة ‏والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ ‏العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين ‏‏والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل ‏أعبائها.‏

ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من ‏أجل القضاء على ‏‏الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي ‏‏والأخلاقي ‏والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة ‏‏بمفهومها الإسلامي الأكثر ‏شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز ‏الحلول ‏‏المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم ‏توزيع الثروات على نحو صحيح.‏

وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ‏ومواردها وإنسانها، ‏‏‏بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين ‏الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا ‏‏‏غنًى، وتساعد الفقراء في ‏الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها ‏أنواع الزكاة ‏‏‏والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها ‏تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد ‏‏‏البشرية، ومنها دعم ‏المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى ‏مباشرة مسؤوليتها ‏‏‏المجتمعية وغير ذلك من أدوات.‏ فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، ‏وغيرها من ‏‏‏أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي ‏تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية ‏‏‏المستدامة للفرد والمجتمع.‏

وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة ‏وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها.‏ فالفقر ظاهرة ذات جذور ‏متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة ‏اليوم، من حروب وقتل وتدمير من ‏أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به ‏‏المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، ‏يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى ‏المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ‏ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما ‏اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن ‏والاستقرار.‏

وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي ‏بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه ‏الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع ‏والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل ‏‏والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما ‏يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا ‏عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. ‏مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد ‏الإسلامي ‏لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب ‏تعاونًا دوليًّا وإرادة ‏سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف ‏المرجوة من هذا التكامل.‏

مقالات مشابهة

  • في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.. متى يتحول التضامن إلى تدخل حقيقي؟
  • قيادي بـ«الشعب الجمهوري»: جماعات الشر لا تريد للدولة مواصلة التنمية
  • قحط كانت تحمٍل مشروعاً متكامل أهدافه الأساسية ضرب هوية المجتمع السوداني
  • السوداني:العراق منفتح على العالم لزيادة حجم الاستيرادات
  • السوداني يؤكد مساهمة الشركات اليابانية في تنفيذ العديد من المشاريع المهمة بالعراق
  • الجامعة العربية تحذر من نوايا "إسرائيل" توسيع عدوانها في المنطقة
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا
  • السوداني يوعز بتقديم الخدمات لمزار شيعي وهمي في بابل
  • االخارجية العراقية تحذر الكيان الصهيوني من الاعتداء على العراق