الخماسية بلا خرق..الرئاسة تنتظر نتائج حرب غزة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
تسعى"اللجنة الخماسية" عبر سفرائها إلى تزخيم حراكها في الأيام المقبلة، بعد البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في لبنان، عن مضمون الاجتماع الذي عقده سفراء المجموعة الخماسية، والذي شدد على "أهمية ذهاب المكونات السياسية إلى مشاورات محدودة النطاق والمدّة، فلا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد فانتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية".
وكرر السفراء موقفهم الموحّد والذي تم التعبير عنه في "بيان الدوحة" الصادر في تموز الماضي.
يتحرك السفراء في الأيام المقبلة تجاه القوى السياسية لاستطلاع رأيها من مسألة التشاور والتي حملت تفسيرات متضاربة لا سيما بين عين التينة ومعراب، على أن يحملوا خلاصة اجتماعاتهم إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، علماً أن السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بدأ نشاطه سريعاً بعد اجتماع عوكر حيث زار رئيس حزب "القوات اللبنانية"سمير جعجع ووضعه في أجواء اللقاء الذي حصل.
يواصل المقربون من الرئيس بري التأكيد أن "بيان الخماسية" يصب في خانة مبادرته الحوارية والتي أطلقها في أيلول الماضي لمدّة أقصاها سبعة أيام ومن ثم الذهاب إلى جلسات انتخابية مفتوحة، في حين أن "القوات" تظن ان بيان "الخماسية" ليس إلا تأكيد على ما تنادي به لجهة أن تكون المشاورات غير موسعة وان تكون على غرار ما دعت اليه "كتلة الاعتدال".
ورغم كل الكلام المتكرر عن محاولات حثيثة لتذليل العقد أمام الاستحقاق الرئاسي خلال الشهر الحالي والشهر المقبل، فإنه من الناحية الفعلية لا خرق يذكر في هذا الموضوع، فلا "الثنائي" تزحزح عن موقفه في ربط الانتخاب بالتوافق، ولا الفريق الآخر أظهر ليونة تجاه انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لذلك فإن التحركات التي قامت بها "اللجنة الخماسية" التي أشاعت في بعض المحطات مناخات إيجابية أثناء اللقاءات التي أجرتها لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة، كذلك الأمر بالنسبة إلى "كتلة الاعتدال الوطني" التي ورغم إصرارها على إشاعة أجواء تفاؤلية، لم تؤد عملياً إلى أي نتيجة يمكن البناء عليها، علماً أنها تتجه إلى تطوير مبادرتها عبر اضافة بعض التعديلات عليها بما ينسجم مع مواقف الكتل وذلك من خلال الدعوة إلى عقد جلسة تشاورية للبحث في الإنتخابات الرئاسية على غرار الجلسة التي عقدت بين ممثلي الكتل النيابية وسبقت جلسة مجلس النواب الاربعاء الماضي وخصصت للبحث في هبة المليار يورو الأوروبية.
ستشهد الأسابيع المقبلة تفعيلاً لدور باريس عبر زيارة المندوب الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وسط حديث عن تنسيق هذا الدور مع واشنطن، من خلال التواصل بين لودريان ومساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف والسفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون التي سوف تغادر إلى بلادها قريبا ولأيام معدودة.وتتوقع أوساط مراقبة عدم قدرة هذه المحاولة الفرنسية على تحريك الملف الرئاسي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ووسط اقتناع سفراء "الخماسية" بصعوبة الفصل بين ملف لبنان وغزة في ظل ما يسمى بوحدة الساحات.
وعلى الرغم، من تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدم ربط الملف الرئاسي بالحرب على غزة، إلا أن هذا الربط بدا أمراً واقعاً وفرض نفسه على الجميع، إذ أن الرهان على زحزحة المواقف وإعادة خلط الأوراق التي قد تنتج تفاهمات إقليمية مؤاتية هو بحد ذاته يشكل عامل ربط بين الملفين ويجعل من انتظار نتائج حرب غزة ذات مغزى وأثر في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية.
وعليه، سيبقى الملف الرئاسي معلقاً بانتظار نضوج ظروف التسويات الاقليمية وانتهاء الحرب على غزة، لكن يبقى الترقب سيد الموقف، فالرهانات قد لا تكون أحيانا كثيرة في محلها، وسط قلق شديد في الأوساط المحلية من انزلاق الوضع إلى حرب مفتوحة، إذا لم تنجح المساعي الأميركية في طي صفحة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتبر أن معركة رفح حاسمة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غزة تنتظر الإغاثة والأعمار… مئات آلاف النازحين دون مأوى
وكالات:
فيما يواصل مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى بيوتهم ومناطقهم الواقعة في شمال غزة، لليوم الثالث على التوالي بعد انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، تتعالى المناشدات عن افتقار حاد في الخيام لإيواء العائلات التي دمر جيش الاحتلال منازلها في حرب الإبادة التي شنها على القطاع.
تقول الإحصائيات إن 90% من النازحين دمر جيش الاحتلال منازلهم في عمليات التدمير والقصف التي طالت القطاع من شماله إلى جنوبه.
قبل انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، عاش الفلسطينيون في قطاع غزة فصلاً قاسياً من المعاناة جراء دخول فصل الشتاء للمرة الثانية عليهم في ظلال حرب الإبادة الجماعية، إذ حطمت العواصف الشتوية خيامهم، واقتلعت أمواج البحر ما تبقى منها، وفي هذه المرحلة تتصاعد الأسئلة والمناشدات حول مستقبل عملية إعمار المنازل المدمرة، وقبل ذلك توفير الخيام والمآوي المتنقلة “الكرفانات” لسد احتياجاتهم، فما هي معالم المرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار؟ وهل ستحمل البشرى والمشاريع العملية لإغاثة النازحين؟
نزوح منذ بداية الحرب وانعدام للمأوى في نهايتها
هبة الكحلوت، شابة فلسطينية نزحت مع عائلتها من مدينة الزهراء في شمال قطاع غزة سبع مرات منذ بدء حرب الإبادة، أفادت في حديث خاص لـ”قدس الإخبارية” إن ظروف النزوح المأساوية لازمتهم طوال الحرب، ولا زالت مستمرة إلى هذا اليوم بعد وقف إطلاق النار، حيث تعيش العائلة في خيمة بالية لا تقي برد الشتاء بجوار مجمع ناصر الطبي في خانيونس.
كانت عائلة هبة، من العائلات التي جرفت أمواج البحر خيمتهم قبل أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كانت طائرات الاحتلال قد دمرت منزلهم بشكلٍ في مدينة الزهراء.
وأوضحت أن عائلتها كسائر العائلات التي فقدت منازلها تنتظر دخول المساعدات الإنسانية والخيام إلى منطقة شمال قطاع غزة، في ظل انعدام مقومات الحياة بشكلٍ كلي في منطقة الجنوب.
وأكدت أن النسبة الأعلى من سكان شمال القطاع لم يبقى لهم أو بيوت، أو حتى مكاناً لنصب الخيمة بسبب الركام المنتشر بشكلٍ واسع النطاق، مع انعدام وجود المياه بسبب تدمير جيش الاحتلال للآبار، وانهيار منظومة الاتصالات والانترنت.
وأضافت أن الأمور تشهد انفراجة بشكلٍ تدريجي منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة أسعار المواد الغذائية إلى مستوى مقبول، ودخول المساعدات الإنسانية، فيما تنتظر هبة وعائلتها إلى جانب العائلات المنكوبة للخيام والمنازل المؤقتة، ثم إعادة الإعمار.
جهود مستمرة لإعادة الإعمار وإدخال الخيام
في حديثٍ خاص لـ”قدس الإخبارية”، وعند سؤاله عن مجريات عملية الإعمار وإدخال الخيام للنازحين، قال المتحدث الرسمي باسم الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، إن عملية الإعمار في غاية التعقيد، ولكنها وصلت مرحلة متقدمة تسعى الحكومة الفلسطينية لإتمامها.
وأكد الثوابتة أن الحكومة لديها خطط استراتيجية كاملة وجاهزة للإعمار، ولكنها تنتظر التحرك الدولي للمساعدة بإتمامها.
وأوضح في حديثه أن الأولوية القائمة الآن ليست للعمار بل إلى الإيواء، حيث يتواجد نحو ربع مليون عائلة فلسطينية ليس لديها مأوى؛ وكان جيش الاحتلال قد دمر ربع مليون وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي.
وأكد أن هناك حاجة ماسة للخيام و “الكرفانات” لإيواء هذه العائلات التي تعاني معاناة شديدة.
وناشد الثوابتة المجتمع الدولي لإدخال أكثر من ربع مليون خيمة و “كرفان” لإنهاء معاناة النازحين، ثم البدء بعملية الإعمار الكامل لقطاع غزة، وهذا ما يتطلب مجهوداً ضخماً ويحتاج إلى تكاتف الجهود بين المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المانحة.
وذكر أن عملية الإعمار تتطلب مشاركة واسعة النطاق من هذه الدول، ومستوى عالٍ من الكفاءات والموزنات، لسد الفراغ الذي نشأ بسبب تدمير جيش الاحتلال والذي طال 15 قطاعاً حيوياً في قطاع غزة، وفي مقدمة هذه القطاعات القطاع الإسكاني والقطاع الصحي والقطاع التعليمي والديني.
وطالب الثوابتة جامعة الدول العربية بالوقوف والمشاركة في عملية الإعمار في ظل الخسائر الضخمة، في حين بلغت مجمل الخسائر جراء الحرب إلى 38 مليار دولار بشكل أولي.
وأكد الثوابتة أن هنالك كارثة حقيقية يشهدها أهالي قطاع غزة الآن بعد توقف الحرب، تفاقمها تأخر إدخال البيوت المتنقلة والخيام إلى المناطق المنكوبة، فيما ينام النازحون في العراء والشوراع، وهم في حاجة ماسة إلى وقوف المجتمع الدولي ودول العالم عند مسؤوليتهم لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة والحساسة.
وأضاف أن تأخير دخول الخيام عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وهو ما يتطلب فتح كلي للمعابر مع إدخال المواد اللازمة لعملية الإعمار.
وحذَّر مكتب الإعلام الحكومي بغزة خلال الأسابيع الماضية من كارثة إنسانية تهدد النازحين في القطاع تزامنا مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع.
وأوضح المكتب الإعلامي، في بيان سابق له، أن الاحتلال الإسرائيلي تسبَّب بأزمةٍ إنسانيةٍ مأساويةٍ تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110,000 خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة، مطالبا بتوفير الاحتياجات الأساسية فورا.
وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى اهتراء 81% من خيام النازحين، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة، حيث يعيش النازحون ظروفا قاسيةً وتشكل خطراً على حياتهم.
وأكد أن نحو مليون نازح يعيشون، منذ أكثر منذ بدء حرب الإبادة، في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية.
وأشار إلى أن 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81% من الخيام قد تدهورت بصورة كاملة.
وأوضح المكتب الإعلامي أن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في عدم تحرك أي ساكن من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، ودون اتخاذ أي خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.
وأدان المكتب هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال «المجرم»، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأميركية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية، وطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.