وزير الري: مصر تعاني عجزا مائيا يبلغ 55% من احتياجاتها
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
ألقى الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، كلمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، في الجلسة الافتتاحة للمنتدى العالمي العاشر للمياه، الذي يعد من أهم المنصات الدولية في هذا المجال.
وفيما يلي نص الكلمة:
وأود أن أتوجه بالشكر للمجلس العالمي للمياه والدولة المضيف إندونيسيا لتنظيم هذا المؤتمر الهام.
لقد أدى التطور المتسارع من أجل التنمية بالإضافة لتحديات تغير المناخ إلى تزايد الضغوط على الموارد المائيـة المتاحة حتى وصلنا لمراحل حرجة من تناقص نصيب الفرد من المياه وتفاقم أزمة الندرة المائية في عدد كبير من دول العالم، ويعتبر الغذاء هو المحور الأكبر للاستخدامات المائية عالميا، فلا يوجد انفصام بين قضايا المياه والأمن الغذائي، مما يضع العديد من البلاد أمام تحديات متزايدة ومركبة لتوفير الاحتياجات الأساسية من المياه.
وكان قَدر مصر أن تقع في قلب هذه التحديات المتشابكة اتصالاً بالندرة المائية والغذاء وتغير المناخ.. فمصر تواجه وضعية ندرة مائية فريدة من نوعها دولياً، إذ تتصدر قائمة الدول الأكثر جفافًا بأقل معدل لهطول الأمطار في العالم، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98% من مواردها المائية المتجددة، والتي يذهب أكثر من 75٪ منها لتوفير الأمن الغذائي للمصريين عبر الزراعة، مصدر الرزق لأكثر من 50% من المصريين، كما أن نصيب الفرد في مصر من المياه يقترب حثيثاً من الندرة المائية المطلقة بمعدل 500 متر مكعب للفرد سنوياً.
وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55% من احتياجاتها، ويفاقم ذلك تداعيات تغير المناخ التي تحدث داخل مصر وفي حوض النيل بأسره لكون مصر دولة المصب الأخيرة لنهر النيل، ولمواجهة ذلك تبذل مصر جهوداً هائلة لترشيد استخدام المياه، لا سيما عبر إعادة الاستخدام المتكرر للصرف الزراعي المعالج، مما أدى لأن تبلغ كفاءة استخدام المياه للري في مصر معدلات قياسية دولياً، كما تتكبد مصر فاتورة واردات غذائية هائلة لتغطية هذا العجز المائي.
في إطار مواجهة هذه التحديات انتهجت مصر أيضاً "استراتيجية وطنية لإدارة الموارد المائية" لتوفير مياه الشرب وتحسين نوعيتها وترشيدها، كما تتبنى مصر سياسة للأمن الغذائي توازن بين الإنتاج المحلي والواردات.
وعلى الصعيد الإقليمي.. فإن رؤية مصر الراسخة هي أنه لا غنى عن العمل معا بما من شأنه تلبية مصالح الجميع لتكريس وتقاسم الازدهار، وفي هذا الإطار لطالما أكدت مصر أهمية الالتزام غير الانتقائي بقواعد ومبادئ القانون الدولي للتعاون والتشاور وتجنب التسبب في ضرر في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، ومن هذا المنطلق تحذر مصر من مغبة السياسات الأحادية التي تتمثل في استمرار بناء وتشغيل سدٍ عملاقٍ على نهر النيل على نحو يخالف قواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، وبدون تقديم أية دراسات فنية تفصيلية حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العابرة للحدود على دول المصب، وهي الممارسات التي من شأنها تكريس التوتر وعدم الاستقرار.
أما على الصعيد الدولي.. فإن مصر تستمر حريصة على الإسهام في قيادة التحرك الجماعي لتنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وفي هذا الإطار شرفت مصر بالقيادة المشتركة مع اليابان للحوار التفاعلي الثالث حول المياه والمناخ في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 والذي نتابع عن قرب تنفيذ مخرجاته، كما تستمر في الانخراط الجاد بكافة المحافل ذات الصلة، مؤكدا على أهمية المياه كعامل محوري في تحقيق الأمن والسلام الدوليين والتنمية المستدامة، وتطلع مصر أن نستمر في العمل جميعا من خلال تبادل الخبرات والحلول المبتكرة في مجال المياه حتى نتمكن من تلبية احتياجات الجميع وضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس السيسي وزير الري الري عجز مائي الموارد المائیة
إقرأ أيضاً:
مسئولة ألمانية: تحقيق أهداف المناخ العالمية بجميع القطاعات أمر لا غنى عنه
أكدت هايكي ليتزينجر المسؤولة بوزارة التعاون الإنمائي الألمانية أن بلادها تعتبر المياه موردا رئيسيا للتنمية المستدامة وحافزا لتعزيز القدرة على الصمود في مختلف القطاعات.
وقالت هايكي ليتزينجر - في كلمتها خلال جلسة حول الأمن والاستثمار والمياه ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي الذي تستضيفه القاهرة – إن ألمانيا قدمت مساهمات كبيرة لتعزيز قدرة قطاع المياه على الصمود في مواجهة تغير المناخ من خلال تعزيز النهج المتكاملة ومختلف القطاعات.
وتابعت أن ألمانيا تدعم البلدان الشريكة في تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها، وخاصة المتعلقة بالمياه، كما نعمل على دمج المياه في خطط واستراتيجيات التكيف الوطنية، والحماية من الجفاف والفيضانات، وتحسين أنظمة الرصد والإنذار المبكر، فضلاً عن زيادة كفاءة استخدام المياه.
ولفتت إلى أنه: "بالإضافة إلى ذلك، نعمل بنشاط على تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة، فضلاً عن النهج الرامية إلى حماية الموارد المائية..وإدارة النظم البيئية للمياه العذبة بشكل مستدام لتحسين جودة المياه وتوافرها للجميع".
واستطردت قائلة:"نعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي وشركائنا الرئيسيين في إفريقيا، مثل الاتحاد الإفريقي ومجلس الوزراء الأفارقة المعني بالمياه، من خلال مبادرة فريق أوروبا بشأن إدارة المياه عبر الحدود في إفريقيا".
وتابعت: "نعمل على تحسين حوكمة المياه وتمويل إدارة الموارد المائية المشتركة القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ لتخفيف الصراعات المحتملة حول الموارد والمساهمة في الاستقرار والسلام الإقليميين".
وشددت على أن تحقيق أهداف المناخ العالمية في جميع القطاعات، بما في ذلك المياه، أمر لا غنى عنه، ولتحقيق هذه الغاية، نعمل بشكل وثيق مع بنوك التنمية وصناديق المناخ (على سبيل المثال، صندوق المناخ الأخضر) لتعبئة الاستثمارات القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ في البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي، مع تعزيز القدرات في الوقت نفسه، يجب أن نضمن توفير خدمات مستدامة للجميع.
وأشارت المسئولة الألمانية إلى ضرورة تلبية متطلبات التمويل اللازمة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي لتكون قادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وخاصة في البلدان التي تشهد معدلات نمو مرتفعة وضغوطاً قوية على التوسع الحضري.