اختصار جلجلة الشغور: تشاور ثم انتخاب؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": في زمن الإفلاس السياسي، والقحط في طرح مبادرات الحلول الخلاّقة، والتي أدت إلى هذا الشغور المتمادي في رئاسة الجمهورية، وإبقاء الدولة بلا رأس، وإنعكاسات ذلك على حالة الشلل والتسيُّب والضياع في السلطة، وتعطيل المؤسسات الدستورية عن القيام بمهماتها في حفظ الإنتظام العام، وتسيير شؤون هذا الشعب المغلوب على أمره، برزت جلستان نيابيّتان، شكلتا مخرجاً لحالة الجمود القاتلة، والقطيعة المستحكمة في علاقات الأطراف الحزبية والسياسية.
الجلسة الأولى في كانون الأول الماضي، والتي تم فيها التمديد لقائد الجيش ومديرعام قوى الأمن الداخلي، بعد حلقات تشاور بين الكتل النيابية، وإتصالات بين القيادات السياسية، حيث تم التفاهم على تلك الخطوة، بعد جولات من المزايدات والخطابات الشعبوية، كادت تطيح بتماسك المؤسسات الأمنية الرئيسية، في حال حصول فراغ في منصب قائد الجيش بالذات. وهذا يعني أن التشاور بين الأطراف السياسية أعطى ثماره، وأنقذ البلد من ورطة إضافية.
الجلسة الثانية في الشهر الحالي، حيث أجمعت الكتل النيابية والأطراف الحزبية، على إقرار التوصيَّتين بخصوص تنظيم الوجود السوري في لبنان، والحد من إقامة النازحين غير الشرعيين، وضرورة البحث مع الحكومة السورية ومفوضية اللاجئين في سبل تسهيل عودة العائلات السورية النازحة في لبنان إلى بلدها، وتوفير المساعدات الممكنة لتيسير هذه العودة، فضلاً عن الإجراءات الأمنية التي بدأت وزارة الداخلية تنفيذها على أرض الواقع، لإبعاد المتسللين غير الشرعيين، وقمع المخالفات في الأسواق والأحياء.
«الإنجازان» تحققا بإجماع داخلي نادر، نتيجة حلقات تشاور ونقاش بين الأطراف النيابية والسياسية مباشرة، متجاوزين بذلك خنادق القطيعة بين القيادات السياسية والحزبية، وواضعين الخلافات التقليدية جانباً.
والسؤال الذي من حق كل لبناني أن يوجهه إلى زعمائه ونوابه وأهل الحل والربط، في بيئته: لماذا لا نكرر تجارب التشاور الناجحة، والتي أسفرت عن قرارات إنقاذية واضحة في ملفات معقدة وحساسة، ما كان لها أن تُبصر النور، لولا تلك المشاورات التي سبقتها، وأدت إلى تدوير الزوايا، والتوصل إلى صِيغ تحظى بإجماع المتناقضين.
لم يعد خافياً أن الخماسية تُشجع التواصل المباشر بين الأطراف السياسية، بمعزل عن خلافاتهم المُزمنة والمُعقدة، بهدف التشاور وبذل الجهود اللازمة لإخراج الإستحقاق الرئاسي من حلقة التعطيل الخانقة، والتوافق على آلية الإنتخابات، وخاصة إلتزام الجميع بعدم تطيير النصاب في الجلسات الإنتخابية.
وربط الإنتخابات الرئاسية بانتهاء الحرب في غزة لا يراعي المصالح اللبنانية العليا، وفي مقدمتها إنقاذ ما تبقى من مقومات الدولة، والعودة إلى الحياة الدستورية الصحيحة والصحيّة. بل قد يخدم هذا الربط من يحاول توظيف حرب غزة وتداعياتها الجنوبية في المعادلة الداخلية، وعدم مراعاة ضرورات إصلاح الخلل الحاصل نتيجة القطيعة الحالية، وما تقتضيه التفاهمات الداخلية من تواصل وتشاور، بعيداً عن التحديات والتشجنات الراهنة.
لقد أعاد بيان السفيرين السعودي والمصري الإعتبار لمبادرة الرئيس نبيه برّي، والقاضية بإجراء حوار بين الكتل النيابية والقيادات السياسية لإسبوع كحد أقصى، ثم الذهاب إلى جلسات متتالية ومفتوحة لإنتخاب الرئيس العتيد.
بيان السفيرين البخاري وموسى دعا النواب إلى الذهاب لإنتخاب رئيس، بعد التشاور للتفاهم على مرشح إجماع، وإلا تجري الإنتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح، في أجواء من التنافس الديموقراطي.
فهل من يسمع..، ويختصر جلجلة الشغور الرئاسي، ويعمل على الحد من معاناة البلاد، وتخفيف آلام العباد؟
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الكونغرس يقترح قرارا يسمح بإعادة انتخاب ترامب لولاية ثالثة
الولايات المتحدة – قدم أعضاء مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي قرارا من شأنه أن يسمح بإعادة انتخاب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لولاية ثالثة.
ويقترح القرار الذي قدمه الجمهوري آندي أوجلز (من ولاية تينيسي)، تعديل دستور الولايات المتحدة وزيادة عدد الفترات المحتملة في أعلى منصب في البلاد إلى ثلاث، بشرط ألا يكون المرشح قد خدم الرئاسة لفترتين متتاليتين. وجاء في مشروع القرار أنه “لا يمكن انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من ثلاث مرات، وكذلك إعادة انتخابه لفترة إضافية لفترتين متتاليتين”.
وسيسمح اعتماد مثل هذا الإجراء بانتخاب ترامب لولاية ثالثة في عام 2028، لأنه فشل في إعادة انتخابه لولاية ثانية في عام 2020. في الوقت نفسه، سيحرم القرار الرؤساء السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، الذين شغلوا البيت الأبيض لفترتين متتاليتين، من فرصة إعادة انتخابهم. قال أوجلز في بيان: “من الضروري أن نزود الرئيس ترامب بجميع الموارد التي يحتاجها لتصحيح المسار الكارثي الذي رسمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن”.
ورغم ذلك، قال موقع “أكسيوس” إن اعتماد هذا القرار غير مرجح، لأنه يتطلب موافقة ثلثي المشرعين في مجلسي الكونغرس، فضلا عن تصديقه من قبل سلطات 38 ولاية لتغيير الدستور الأمريكي. وفي الوقت نفسه، أعرب الموقع عن اعتقاده بأن مجرد ظهور مثل هذه المبادرة يدل على “الولاء العميق” لترامب في صفوف أعضاء مجلس النواب.
ومن الجدير ذكره، أنه وفقا للتعديل الثاني والعشرين للدستور الأمريكي الذي تم تبنيه في عام 1951، لا يمكن انتخاب نفس الشخص رئيسا للدولة أكثر من مرتين على التوالي أو مع استراحة.
المصدر: وكالات