كتب مجد بو مجاهد في" النهار": تحرَّك الفرنسيّون سريعاً بعد اجتماع "اللجنة الخماسية" بحثاً عن سبل ترشيقية وترسيخية للتوصيات الصادرة عنها، مع تأكيد الأجواء الفرنسية بحسب معطيات "النهار" على أهمية الالتزام في خريطة طريق كانت بحثتها اللجنة ويمكن أن تنطلق من العمل على إجراء مشاورات بين التكتلات النيابية، على أن تؤدّي إلى الاتفاق على فكرة انتخاب "مرشّح ثالث" لرئاسة الجمهورية اللبنانية أو اقتراح سلّة أسماء يمكن أن تشكّل نقاطاً مشتركة بين القوى السياسية ثم الانتقال إلى انعقاد جلسة انتخابية بدورات متتالية.

لا تلغي هذه المرونة في التحرّك أنّ ثمّة بعض الاستفهامات غير الخافتة في الأروقة السياسية اللبنانية، والتي حصل التباحث بها حديثاً مع الفرنسيين لناحية الكيفية الممكنة لبلورة تلك المشاورات الدافعة في اتجاه إنهاء الشغور الرئاسي لناحية من سيتولّى تنظيم الدعوة إليها ومن يمكن أن يرأس تلك المفاوضات.   لا يزال الفرنسيون يحفّزون حصول توافق بين التكتلات السياسية اللبنانية على الانعقاد التشاوريّ، وفق ما استقته "النهار" من أجواء مباحثات حديثة، مع محاولة السفير الفرنسي هيرفي ماغرو البحث عن اتّفاق أو آلية تشاورية يمكن أن تلاقي تحبيذ غالبية من القوى اللبنانيّة. ويمكن اختصار الانطباعات الفرنسية التي حصلت الإشارة إليها ما بعد إصدار بيان "اللجنة الخماسية"، في التأكيد على أنّ اللبنانيين هم من يحوزون زمام الانتقال نحو مرونة على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية. وثمة اقتناعٌ من الديبلوماسيين الخارجيين بما يشمل الفرنسيين، في أن الملفّ الرئاسيّ لبنانيّ بحت وأنّه من غير الممكن تحقيق نتيجة إذا لم يساعد الساسة اللبنانيون في الحلّ. وكذلك، يحاول الفرنسيون تحضير الترتيبات الهادفة إلى إنجاح التسويات الممكنة وإن في مرحلة لاحقة في الجنوب اللبنانيّ، مع أجواء ديبلوماسية فرنسية تقول إن هناك ما يشكّل بداية اهتمام من "الثنائي الشيعي" في الورقة الأمنية الفرنسية الحديثة، بعدما حصلت الإجابة على مضامينها. وهذه مسألة لا بأس بها بالنسبة للفرنسيين رغم أن هناك معرفة واضحة في أنّ المناوشات الحربية جنوب لبنان تنتظر ما يمكن أن تنحو إليه الأوضاع في قطاع غزّة، كما انتظار موافقة صريحة من "الثنائي الشيعي" على تسوية محدّدة. ولن يتراجع الفرنسيون عن المحاولات الهادفة للاستقرار على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، حيث طرحت الورقة الأمنية الفرنسية بهدف العمل على تحضيرات أقلّه في انتظار بلورة المرحلة المناسبة للحلول.   في غضون ذلك، تبقي القوى البرلمانية اللبنانية المعارضة لـ"حزب الله" على توجّسها من الكيفية التي يعتمدها محور "الممانعة" مع استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، مع استفهامات حول إذا كان محور "الممانعة" سيلتزم في توجّهات بيان "اللجنة الخماسية" ومقترحات "الاعتدال الوطنيّ". ولن توافق قوى المعارضة على مناورة أو مراوغة من محور "الممانعة" يمكن لها أن تتحوّل بمثابة مطبّات إضافية معرقلة لانتخابات الرئاسة. وفيما لم تتّبع آلية واضحة لإدارة أي تشاور نيابيّ حتى الآن، يتأكد لتكتلات المعارضة أنّه لا بدّ لفريق "الممانعة" أن يقلّص التعقيدات. تحاول "اللجنة الخماسية" التوصّل إلى استنتاجات مشتركة حول الطريقة التشاورية التي يمكن أن تضاعف القواسم المشتركة بين التكتلات البرلمانية اللبنانية، حيث انطلق السفراء في مهمّة إضافية لمعرفة انطباعات القوى السياسية على تنوّعها والتي منها أعربت عن التزامها في ما تضمّنته طروحات تكتل " الاعتدال الوطنيّ" ومن بينها "القوات اللبنانية"، ما يختصر الأسس التي من الضروريّ الانطلاق منها مع ملاءمة المقتضيات المساهمة في الحلّ.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللجنة الخماسیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تكشف النقاط التي تم تأكيدها للمبعوث الأممي الخاص لليمن

الوحدة نيوز/ أصدرت وزارة الخارجية المغتربين بيانا حول ثوابت ومواقف الجمهورية اليمنية، التي تم تأكيدها للمبعوث الأممي أثناء زيارته إلى العاصمة صنعاء.

وفيما يلي نص البيان:

عقب اختتام زيارة، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ؛ للعاصمة صنعاء، خلال الفترة 6 – 9 يناير 2025، تم خلالها إجراء مناقشات مكثفة مع وزير الخارجية، جمال عامر، حول عملية السلام، والتحديات التي تواجه مسار تقدمه، بالإضافة إلى مستجدات القضايا ذات العلاقة على مستوى المنطقة والعالم.

وخلال اللقاءات، تم التأكيد على عدد من المواقف، التي تمثل ثوابت لسياسة الجمهورية اليمنية بهذا الشأن:

1. اعتبار السلام خياراً استراتيجيا أكد عليه الدين الإسلامي الحنيف، إلا أنه لن يكون كذلك في حال تم اعتباره مجرد محاولة لطرف العدوان للهروب من تبعات الجرائم التي اقترفها بحق الشعب اليمني، ونقل الحرب إلى الداخل اليمني.

وبناءً على ذلك، تم التأكيد على دعم جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة والمساعي الحميدة، التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.

2. اعتبار خارطة الطريق، التي تم التفاهم بشأنها بين صنعاء والرياض، وأعلن عنها بشكل رسمي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بتأريخ 23 ديسمبر 2023، الخطوة الأولى الجادة نحو التوصل إلى السلام، وبناءً على ذلك أعلنت الحكومة اليمنية استعدادها للتوقيع عليها، والبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من الخارطة، بينما -وتحت الإملاءات الأمريكية- تراجعت الرياض عن المضي فيها.

3. استهجان ما تقوم به الإدارة الأمريكية من ضغوط متواصلة على الأمم المتحدة والداعمين لتجفيف المساعدات الإنسانية، واستخدامها كعقاب على الشعب اليمني المساند للشعب الفلسطيني في غزة، الرافض لما يتعرض له من إبادة.

4. التشديد على رفض السعي الأمريكي، الذي خضعت له الرياض، للربط بين عملية مسار السلام في اليمن والتوتر الحاصل في البحر الأحمر، باعتبارهما قضيتين منفصلتين، ومن أن الإصرار على الربط بين القضيتين يمثل دعما واضحا للجرائم الصهيونية على غزة.

5. التأكيد على أن إنهاء التوتر في البحر الأحمر لن يكون واقعا إلا وفق المعادلة المنطقية والعادلة، التي طرحها قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، المتمثلة: بوقف جرائم الحرب والإبادة؛ التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، مقابل وقف التوتر في البحر الأحمر، وهي المعادلة الوحيدة القابلة للتنفيذ، والأقل كلفة من التصعيد والتحشيد العسكري في البحر الأحمر.

6. تحذير النظامين السعودي والإماراتي من استمرار رضوخهما لأمريكا والكيان الصهيوني بجعل عاصمتيهما ساحتين لصناعة المؤامرات، وتهديد سلامة اليمن واستقراره من خلال التحضير لإشعال حرب بالوكالة عبر أدواتهم المحلية العميلة، وهو ما سيضطر القيادة اليمنية لاستخدام كل ما هو متاح للدفاع عن اليمن وشعبه العظيم، وهو حق كفلته كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

7. تعتبر صنعاء إعادة الرياض محاولة زيادة معاناة المواطنين اليمنيين عبر الحكومة العميلة في عدن عن طريق اتخاذ إجراءات أحادية فيما يخص معاملات المواطنين في المحافظات الحرة من هيمنة الخارج جزءا لا يتجزأ مما يحضّر له من حرب دولية تحت اللافتة اليمنية.

8. تجديد التأكيد على أن وجود قوات غير يمنية في عدد من محافظات اليمن وجزره يمثل احتلالا متكامل الأركان، لا يمكن القبول به، وإنما مقاومته بكل الوسائل الممكنة.

9. استهجان صنعاء لتهديد الإرهابي ومجرم الحرب نتنياهو، باستهداف كافة البنى التحتية اليمنية، بما يمثله من استهتار بكافة القوانين الدولية المجرّمة لمثل هذه الانتهاكات، ومطالبة مجلس الأمن بإعلان موقف واضح، في تجريم هذه التصريحات، ومثلها الهجمات الإرهابية، التي يقوم بها الكيان الصهيوني من استهداف للمنشآت المدنية؛ مثل محطات الكهرباء وميناء الحديدة ومطار صنعاء، الذي كاد أن يتعرض فيه مدير عام منظمة الصحة الدولية للموت أثناء مغادرته صنعاء، وهو ما يعد دليلا إضافيا على همجية العدو الإسرائيلي، وتحلله من أي التزامات قانونية أو أخلاقية، وهو ما يستدعي من مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.

10. وبخصوص تبادل الأسرى، تم تجديد التأكيد على جاهزية صنعاء -عبر اللجنة الوطنية لتبادل الأسرى- لإجراء التبادل وفقا لقاعدة “الكل مقابل الكل”، وبحسب الاتفاقيات الموقَّعة؛ باعتبار تلك قضية إنسانية لا يجوز استغلالها لأغراض سياسية، كما هو حال الطرف الآخر، ومطالبة مكتب المبعوث الخاص بإعلان المعرقل لعملية التبادل.

11. دعوة الأمم المتحدة للإيفاء بالوعود المسبقة، التي تم الاتفاق عليها، بشأن فتح وجهات سفر جديدة من مطار صنعاء.

12. تثمين مواقف الدول، التي عبَّرت عن استنكارها وإدانتها للجرائم الصهيونية ضد المدنيين وتجويعهم في غزة، وتثمين موقف الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص.

مقالات مشابهة

  • %12 نمو أعداد القوى العاملة خلال عام 2024
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. أفضل الأدعية المكتوبة التي يمكن ترديدها
  • وزارة الخارجية تكشف النقاط التي تم تأكيدها للمبعوث الأممي الخاص لليمن
  • الأسرة الثورية تُعرب عن استنكارها للتحرشات العدائية الفرنسية التي تستهدف الجزائر
  • القيادة تهنئ الرئيس جوزيف عون بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة اللبنانية
  • باحث سياسي: الساعات المقبلة حاسمة وفاصلة في مسار الرئاسة اللبنانية
  • "المعارضة اللبنانية" تعلن دعم جوزيف عون في انتخابات الرئاسة
  • لبنان.. تفاؤل سياسي بانتخابات الغد وشخصية عسكرية الأوفر حظاً باعتلاء كرسي الرئاسة
  • المصرية اللبنانية تقدم رؤية متكاملة لدعم الاقتصاد المصري والقطاع الخاص في 2025
  • ليس الخطأ في الجولاني بل في القوى التي دعمته