إنّ الالتفات إلى الطبيعة من جبال وغابات وكيفية اختلاف النباتات وتنوعها ومناطق نموها، والنظر إلى الإنسان والحيوان وإلى سير الليل والنهار والتمعن فيها يعدّ من طرق تعظيم العبد لله تعالى، ومن ثمرات التفكر أنه يجعل الإنسان يتذكر أن لا قوة له ولا ملجأ من دون الله، كما أنه يجعل المسلم كثير الذكر والتسبيح لله تعالى، بسبب ما يراه من بديع صنعه، ويعطيه شعور الفقر والانقياد التام لله -عز وجل-.
وكما أن التفكر من طرق تعظيم الله فإن له فوائد أخرى للعبد، فتفكره في أهل الابتلاءات وكيف أنه -سبحانه وتعالى- قد يبتلي بعض الناس بالمرض أو عقوق الأبناء أو بفعل المعاصي والمجاهرة فيها فيجعله عندما ينظر لنفسه مقارنةً بحالهم يستشعر نعم الله عليه وأنه بخير دون مرض ومع عائلته دون تشتت مما يدفعه للمزيد من الطاعات للتقرب لله تعالى.
ومن مفاهيم التفكر أن يتفكر الإنسان في نفسه وفي عيوبها وأن يفكر كيف يعالجها ويقوّم نفسه للابتعاد عن الأخطاء وتجنب الذنوب والآثام، وأن يفكر في تحصيل الراحة لنفسه ولعائلته ولمن حوله، أما أهمية التفكر فهي أنه يعطي الإنسان الحكمة ويجعل فيه الخوف من الله تعالى وخشيته، كما أنه يبيّن عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الإنسان يتواضع لربه، ويفتح له آفاق العلم والمعرفة، وفيه افتقار الإنسان لعظمة الله تعالى وقدرته بما يجعله يتذلل بعبوديته لله ويتواضع له ويزداد إيمانه بالله من خلال رؤيته لدقة إتقان الله تعالى في الخلق.
وقد جاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تحثّ الإنسان على التفكر، ومنها ما جاء يحثّ على التفكر في خلقه فقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)،فعلى الإنسان أن يتفكر في خلقه وكيف أن الله جمع بين الزوجين وجعل من مائهما نطفةً مستقرة في الرحم ثمّ أنشأ منها الجنين وأنشأ أعضاءه وعظامه ثمّ كساه باللحم وجعله يخرج إلى الدنيا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التفكر خ ل ق ن ا ال الله تعالى لله تعالى
إقرأ أيضاً:
ابن خلدون تكلم في أن الحرب تفسد أخلاق الناس
في ناس مفتكرين انو الحربه دي المفروض تصلح أخلاق الناس وانو الناس حتخلي عاداتها السيئة و الصفات الذميمة
لا بالعكس ابن خلدون رحمه الله تعالى تكلم في أن الحرب تفسد أخلاق الناس وتذهب كثيرا من القيم وتنزع قيم الرحمة من القلوب
عشان كده المجتمعات التي تكثر فيها الحروب بتلقى ناسها قاسين وفيهم جفوة وغلظة و قد تنعدم الأخلاق الكريمة عندهم
أنا بقول الكلام ده ليه؟
عشان نعرف انو نحن كلنا علينا مسؤولية التوعية و التوجيه و محاربة السلوكيات السيئة و القبيحة
زي ما ناس الحكومات و المؤسسات حيشتغلوا في تعمير البلد
نحن برضو نجتهد في تعمير الأخلاق والقيم
دي مسؤولية كل داعية أو معلم أو مثقف
وأنا بعد ده بقول انو السودانيين أفضل من غيرهم كثيرا، وبقول الميديا ليست السودان و زي ما أظهرت الحرب أخلاقيات سيئة وفعائل قبيحة في نفس الوقت
أظهرت معادن وقيم عظيمة للشعب السوداني
أظهرت عزة السودانيين وتعلقهم بالله عزوجل
و المساجد اتعمرت عمار شديد و بقى في إقبال عليها وعلى الدروس أكتر من أول
وغيرها من الصفات الحميدة
فالمسؤولية كبيرة علينا كلنا
الزول ما يتنكر لمسؤوليته ودوره
ودائما أتذكر كلمة شيخ محمد سيد حاج رحمه الله تعالى قال لو ما مسؤولياتي الدعوية دي والله كان مشيت قعدت في حلفا
فالشيخ رحمه الله تعالى كان مستشعر انو عليهو مسؤولية لازم يؤديها للمجتمع ولنكن كذلك
ربنا يعين وييسر أمرنا جميعا يارب …
مصطفى ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتساب