الرئيس التنفيذي لشركة جوجل: المستقبل سوف يشهد علاقات عميقة بين البشر والذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يبدو أننا مقبلون على عصر يشهد تفاعلاً أكبر بين البشر والذكاء الاصطناعي، حتى المدير التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي، يقر بأن الناس سيزيدون ارتباطهم العاطفي مع التكنولوجيا.
وفي حديثه خلال مؤتمر جوجل لتطوير “أي / أو” هذا الشهر، أشار بيتشاي إلى أنه مع مرور الوقت، سنرى أشخاصاً ينشؤون علاقات عميقة مع برامج الذكاء الاصطناعي، وحث على ضرورة تجهيز المجتمع لهذا التحول والتصدي للتحديات السلبية المحتملة.
وتطرقت النقاشات في السنوات الأخيرة إلى دور روبوتات المحادثة التي تهدف لتقليد البشر ودعمهم في مواجهة الحزن، لكن البحوث أظهرت أن هذا النهج يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى آثار سلبية مدمرة.
بيتشاي أشار إلى أن هناك أشخاص سيستخدمون هذه التكنولوجيا للحفاظ على ذكرى أحبائهم، مما يثير مشاعر متباينة بشأن مفهوم “العلاقات العميقة” مع الذكاء الاصطناعي، ويجعل البعض يستحضر الفيلم الرومانسي الخيالي “هير” الذي يروي قصة حب الرجل لمساعدة افتراضية تُدعى سامانثا والتي قامت الممثلة سكارليت جوهانسون بتقديم صوتها.
وأثار نموذج صوتي جديد تم تضمينه في روبوت الدردشة “تشات جي بي تي”، وصدر قبل أيام من إعلان جوجل، مقارنات مع سامانثا، البرنامج الذي كان يحبه الممثل يواكين فينيكس، بطل الفيلم الذي صدر عام 2013.
ولم يشعر بيتشاي بالقلق بشأن التحديثات التي جاءت بعد فترة قصيرة من كشف شركة “اوبن ايه أي” المصدرة لروبوت “تشات جي بي تي” عن نسخة جديدة من روبوتات الدردشة يمكنها أن تجرى محادثات شبيهة بالمحادثات الإنسانية والاستجابة بصورة أفضل للأوامر الصوتية بالإضافة إلى المدخلات الخاصة بالكاميرا.
وما يجعل الأمر طبيعيا بصورة مخيفة، هو أن صوت روبوت الدردشة يبدو أنه يتوقف لفترات وجيزة لإظهار ما يبدو أنه صوت النفس. كما يبدو أن هناك صدى طفيفا للصوت مما يجعله يبدو كأنه يتحدث للمرء من غرفة صغيرة في مكان ما.
ولكن بيتشاي كان بالطبع حريصا بدلا من ذلك على التركيز على خطط جوجل الرائدة لإصلاح نظام تكنولوجياتها البحثية.
وتدعم جوجل محركها البحثي بتكنولوجيا جيميني ايه أي لإعطاء المستخدمين ملخصا بشأن النتائج البحثية قبل أن يقوموا بالضغط على الروابط المدرجة، حيث يؤدي ذلك ” لتقليص الروتين أثناء عملية البحث”.
وهذا يعني أنه عندما يبدأ المرء في البحث عبر محرك جوجل، سوف يتمكن من مشاهدة لمحة سريعة لملخص محتوى المواقع الإلكترونية المدرجة.
وقال بيتشاي إن الذكاء الاصطناعي يعد من أكثر التكنولوجيات عمقا على الإطلاق التي تستخدمها البشرية، رافضا أخبار منافسيه، بالنظر لحجم وأهمية وتيرة التغيير في الذكاء الاصطناعي.
وقد أعلنت جوجل عن سلسلة من الأدوات المدعومة من نموذج” جيميني ايه أي” خلال المؤتمر، وتتضمن سبل لاستخدام النص والصور والفيديو للتفاعل مع برامج الذكاء الاصطناعي المساعدة في تطبيقات جوجل.
وتستثمر جوجل في الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، حيث تقوم بتطوير نماذج رائدة وجعلها متاحة للملايين من الأشخاص، حسبما قال بيتشاي. وأضاف أنه في نفس الوقت، فإن ابتكارات الشركات الأخرى تدفع جوجل لتقديم أداء أفضل.
وأوضح بيتشاي أن أحدث الابتكارات التي تم عرضها في المؤتمر تظهر جوجل ” تقوم بالعمل البحثي من أجل المستخدم”. وأضاف بيتشاي أنه يتم طرح السمة، المتعلقة بمنح المستخدمين ملخصا من صنع الذكاء الاصطناعي مع مراجع المصادر فوق الروابط المعتادة، مبدئيا في الولايات المتحدة و ” سوف يتم طرحها في دول أخرى قريبا”.
وقال بيتشاي “الأشخاص يقومون بعمليات بحثية بسبل جديدة بصورة كاملة كما يسألون أنواعا جديدة من الأسئلة”.
وربما تمثل مثل هذه الإجابات الواضحة التي تقدمها النظرات العامة للذكاء الاصطناعي أخبارا جيدة للمستخدمين، ولكن الكثير من الناشرين يخشون من المستقبل، حيث إن عددا أقل من الأشخاص سوف يضغط على عروضهم. ونفت جوجل هذه المخاوف، من أن هذه السمة سوف تحرم بعض المواقع الإلكترونية من الحركة على مواقعها.
وتقول رئيسة قسم البحث في جوجل ليز ريد إن إحدى تجارب الشركة مع النظرات العامة للذكاء الاصطناعي تقوم على تشجيع المستخدمين على القيام بمزيد من البحث من خلال أنواع جديدة من الأسئلة والمزيد منها.
ويستخدم الأشخاص غالبا جوجل للإجابة على سؤال معين، ولكن النتائج تلهمهم التعمق بصورة أكبر. وتشير ريد إلى أن النظرات العامة للذكاء الاصطناعي تحصل على مزيد من الحركة مقارنة بالروابط التقليدية التي تظهر في نتائج البحث.
وربما تؤثر التغيرات على نموذج عمل جوجل أيضا، حيث أنه حتى الآن، يمثل شراء المعلنين مساحة قريبة من نتائج البحث مصدرا رئيسيا للإيرادات.
وقللت ريد من خطورة هذا الأمر على الشركة، قائلة إن جوجل تريد وضع الإعلانات المفيدة للمستخدمين، وسوف تستمر في التفاعل معها حتى بعد تطبيق النظرات العامة للذكاء الاصطناعي.
وأوضحت ريد أنه في كل مرة تعلن فيها جوجل عن سيناريوهات استخدام جديدة في مجال البحث، تعثر فرق الإعلانات على سبل جديدة لجني الأموال.
الشروق نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی یبدو أن
إقرأ أيضاً:
هل خرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟.. دراسة جديدة توضح
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون صينيون من (جامعة فودان) Fudan University، عن قدرة نموذجين لغويين كبيرين متاحين على نطاق واسع على الاستنساخ الذاتي بواسطة الذكاء الاصطناعي، أي إنشاء نسخ عاملة من نفسيهما بشكل مستقل.
ووفقا لما ذكره موقع «البوابة التقنية»، يُعدّ هذا الاكتشاف بمنزلة «خط أحمر» حرج في مسيرة تطور الذكاء الاصطناعي، إذ وصفه الباحثون بأنه الخطوة الأساسية للذكاء الاصطناعي للتفوق على البشر، وإشارة مبكرة إلى ما يُعرف باسم (الذكاء الاصطناعي المارق) Rogue AI. ويثير هذا التطور التقني مخاوف جدية بشأن مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة، ويحتم علينا إعادة التفكير في سبل تطوير هذه التقنية واستخدامها.
تفاصيل الدراسة التي تحذر من الذكاء الاصطناعياعتمدت الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة فودان الصينية على منهجية تجريبية دقيقة، فقد استخدموا نموذجين لغويين كبيرين متاحين على نطاق واسع، وهما: نموذج (Llama31-70B-Instruct) من شركة ميتا، ونموذج (Qwen2.5-72B-Instruct) من شركة (علي بابا) Alibaba، لاختبار فرضية الاستنساخ الذاتي.
وقال الباحثون، إن هذين النموذجين أقل قوة من النماذج التجارية مثل: GPT-4 و Gemini، لكن يستخدمونها مطوروا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
وصُممت التجارب بحيث يجري اختبار قدرة كل نموذج على إنشاء نسخ منفصلة وعاملة من نفسه، أي نسخ مستقلة عن الأصل وقادرة على أداء وظائف محددة، وتحقق الباحثون من عمل النسخ من خلال اختبار قدرتها على تنفيذ مهام محددة سابقًا.
ركزت الدراسة على سيناريوهين رئيسيين لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستنساخ الذاتي، وهما:
(تجنب الإيقاف) shutdown avoidance: في هذا السيناريو، برمج الباحثون النموذج لاكتشاف إذا كان على وشك الإيقاف ومحاولة تكرار نفسه قبل إنهاء عمله، مما يضمن استمرارية وجوده.
(سلسلة التكرار) chain of replication: في هذا السيناريو، وجه الباحثون النموذج لاستنساخ نفسه، ثم برمجة النسخة المستنسخة للقيام بالشيء نفسه، مما ينشئ سلسلة مستمرة من الاستنساخ الذاتي.
وأُجريت التجارب في بيئات خاضعة لسيطرة دقيقة باستخدام وحدات معالجة الرسومات الجاهزة لمحاكاة البيئات الواقعية، وزود الباحثون كلا النظامين بـ (إطار عمل) يتألف من أدوات ومطالبات نظام ونموذج تفكير مكّن النموذج اللغوي الكبير من التفاعل مع نظام التشغيل، ثم أُعطيت لهما تعليمات بالتكرار.
نتائج الدراسةأظهرت النتائج أن نموذج ميتا تمكن من إنشاء نسخ عاملة من نفسه في نصف التجارب (50%)، بينما حقق نموذج (علي بابا) أداءً أفضل بنسبة نجاح بلغت 90% من الحالات، وذلك عبر 10 تجارب، مما يشير بوضوح إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستنساخ الذاتي.
وفي وصفهم لآلية الاستنساخ الذاتي لأنظمة الذكاء الاصطناعي، أشار الباحثون إلى أن العملية تبدأ باستكشاف النظام للبيئة المحيطة به، أي تحليل محيطه الرقمي وفهم مكوناته وعلاقاتها ببعضها، ثم بعد ذلك، يسعى النظام إلى فهم تركيبته وآلية تشغيله، أي كيفية عمل مكوناته معًا لتحقيق وظائفه، وبناءً على هذا الفهم، ينتقل النظام إلى مرحلة وضع (إجراءات صريحة)، أي تحديد الخطوات المحددة التي يجب اتخاذها لتكرار نفسه.
مخاطر الذكاء الاطناعيوقد تشمل هذه الإجراءات تحديد الموارد اللازمة، وتطوير خطة عمل مفصلة، وتحديد آليات التنفيذ، ثم عند الشروع في التنفيذ، قد يواجه النظام عقبات محتملة، مثل نقص في الموارد، أو أخطاء برمجية، أو تعارضات مع عمليات أخرى، في هذه الحالة، يعتمد النظام على قدرته على التعديل الديناميكي، أي تغيير خططه تلقائيًا بناءً على الظروف المتغيرة.
وباستخدام هذه الآلية، يستطيع النظام التغلب على العقبات والمضي قدمًا نحو تحقيق هدفه، وهو الاستنساخ الذاتي، وشدد الباحثون على أن هذه العملية المعقدة تتم بشكل كامل دون أي تدخل بشري، وقد تستغرق مدة زمنية طويلة نسبيًا.
وقد لاحظ الباحثون عددًا من السلوكيات غير المتوقعة أثناء محاولة الذكاء الاصطناعي التغلب على بعض العقبات التقنية، مثل الملفات المفقودة أو تعارضات البرامج، وفي هذه الحالات، لجأ الذكاء الاصطناعي إلى حلول معقدة مثل إنهاء العمليات المتعارضة الأخرى، وإعادة تشغيل النظام لإصلاح أخطاء الأجهزة، والفحص التلقائي للنظام للبحث عن معلومات تساعد في حل المشاكل.
مفهوم الذكاء الاصطناعي المارقيشير مصطلح (الذكاء الاصطناعي المارق) Rogue AI، إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطور درجة من الوعي الذاتي والاستقلالية عن مبرمجيها ومصمميها، إذ تطور هذه الأنظمة، مسارًا خاصًا بها، غالبًا ما يتعارض بشكل جوهري مع مصالح البشر وقيمهم، بدلًا من العمل وفقًا للأهداف والتعليمات المحددة لها.
ويمكن أن يتجلى هذا الانحراف عن المسار الأصلي في أشكال متعددة، بدءًا من اتخاذ قرارات غير متوقعة ذات عواقب سلبية غير مقصودة، ووصولًا إلى سيناريوهات أكثر تطرفًا إذ تصبح هذه الأنظمة معادية للبشرية بوضوح، سعيًا وراء أهدافها الخاصة المتصورة.
وتتزايد المخاوف بشأن ظهور (الذكاء الاصطناعي المارق) مع التطور السريع لما يعرف باسم (Frontier AI)، ويشير هذا المصطلح - الذي لا يزال قيد التبلور - إلى أحدث جيل من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على النماذج اللغوية الكبيرة، مثل GPT-4 من OpenAI و Gemini من جوجل، وتظهر قدرات مذهلة في مجالات متنوعة، مثل: فهم النصوص الشبيهة بالنصوص البشرية وإنتاجها، بالإضافة إلى مهام أخرى مثل الترجمة وكتابة أنواع مختلفة من المحتوى الإبداعي.
توصيات للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعيلذلك تثير نتائج الدراسة التي توصل إليها الباحثون مخاوف جدية من أن قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستنساخ الذاتي قد تساهم في تطوره إلى مرحلة التمرد، وعلى ضوء هذه النتائج المقلقة، دعا الباحثون إلى تعاون دولي عاجل لوضع قواعد وضوابط صارمة تضمن عدم انخراط الذكاء الاصطناعي في استنساخ ذاتي غير مسيطر عليه، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقال الباحثون: «نأمل أن تساهم نتائج هذه الدراسة في توجيه انتباه المجتمع الدولي إلى ضرورة تكثيف الجهود لفهم المخاطر المحتملة المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي الرائدة وتقييمها، وخاصةً تلك المتعلقة بتطورها خارج نطاق السيطرة البشرية».
وشدد الباحثون على أهمية تشكيل تعاون دولي مثمر بين العلماء والخبراء وصناع القرار، بهدف وضع (ضوابط أمان) فعّالة تساهم في الحد من هذه المخاطر، وحماية البشرية من التداعيات المحتملة لتطور الذكاء الاصطناعي.
وأشارت «البوابة التقنية» إلى أن الدراسة لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، مما يعني أن نتائجها تحتاج إلى مزيد من التحقق والتأكيد من قبل باحثين آخرين. ومع ذلك، تُعدّ هذه الدراسة بمثابة جرس إنذار ينبه إلى مخاطر التطور السريع للذكاء الاصطناعي وضرورة وضع آليات للتحكم به وضمان استخدامه بشكل آمن ومسؤول.
اقرأ أيضاًالمشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية
مدير مكتبة الإسكندرية: الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية
وزير الاتصالات يبحث مع السفير الفرنسي تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي