الذكرى السنوية للصرخة… المشروعُ التحريري للأُمَّـة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في الثالث من ذي القعدة من العام 1422هـ أطلق الشهيدُ القائدُ المؤسِّسُ للمسيرة القرآنية، السيد حسين بدر الدين الحوثي، شعار الصرخة في وجه المستكبرين؛ ليشكل النواة الأولى لانطلاقة المشروع القرآني التحرّري المنبثق من العمق القرآني.
وجعل الشهيدُ القائدُ من العداء لأمريكا و”إسرائيل” بُوصلةً للتحَرّك العملي في الميدان، رافعاً لراية الإسلام التي نكّسها عملاء الصهاينة من المسلمين لعقود من الزمن.
ويأتي هُتافُ الحرية المنبثق من رؤية قرآنية كضرورة ملحة للتصدي للمشروع الأمريكي بعد وصوله لمرحلة بالغة الخطورة.
وتطل الذكرى الـ (23) لانطلاق هتاف الحرية، والمشروع القرآني يؤتي ثماره الطيبة والإيجابية على المستوى المحلي والعالمي.
وفي خطاب المناسبة أكّـد السيد القائد العَلَمُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن الأُمَّــة الإسلامية اليوم ترى إيجابية هذا المشروع القرآني المبارك في مساندة الشعب الفلسطيني بشكل مميز، وموقف متكامل.
وعلى صعيد متصل يشدّد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، على أن “شعار الصرخة ضرورة ملحة تتطلبها المرحلة، داعياً جميع الشعوب والدول والأنظمة العربية والإسلامية للانخراط ضمن المشروع القرآني”.
ويوضح في حديث خاص لـ “المسيرة” أن “الهجمة الأمريكية التي جاءت في مطلع الألفية على الأُمَّــة الإسلامية توسعت وبشكل غير مسبوق للحد الذي شملت مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مبينًا أن “شعار الصرخة أتى ليواجه المشروع الأمريكي الذي يسعى لاحتلال العالم وإخضاع الأُمَّــة الإسلامية”.
ويذكر الفرح أن “الغرب بقيادة أمريكا و”إسرائيل” استطاع استهداف الأُمَّــة الإسلامية، مستغلاً الشتات والتبعثر والتفرقة التي عليها المسلمون في مختلف دول العالم”.
ويذكر أن “الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل حرص منذ انتهاء الحرب العالمية على تأمين الكيان الصهيوني الإسرائيلي وذلك من خلال حروبها الصُّلبة والناعمة التي شنتها على جميع المسلمين”، موضحًا أن احتلال أفغانستان والعراق أتى في السياق العملي لتأمين “إسرائيل”، لافتاً إلى أن أمريكا استطاعت تدجين الأُمَّــة الإسلامية من خلال المصطلحات الرنانة التي تتغنى بها كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، مُشيراً إلى أن جرائم أمريكا في العراق وَفلسطين وغيرها من الدول تثبت مدى زيف وكذب تلك المصطلحات وأنها تكشف الوجه الحقيقي للحضارة الغربية.
وعن الدور الإعلامي في كشف المشاريع الأمريكية الاستعمارية يؤكّـد الفرح أن “على الإعلاميين مسؤولة كبيرة أمام الله في تبيين الحقائق للناس وتوعية الذين لا يزالون منخدعين بأمريكا ويرونها ذات حضارة”.
ويشدّد على أن “الجهل الحقيقي يكمن في المصطلحات والمفاهيم وليس في القراءة والكتابة كما كان في الماضي”، مبينًا أن “العديد ممن وصلوا إلى أعلى مراتب الدرجات العلمية وقعوا في شراك الحرب الناعمة التي يشنها الصهاينة”.
ويستغرب الفرح من “الخضوع والانبطاح الكبير لأمريكا من قبل العديد من الدول الإسلامية، بحجّـة الحماية وتوفير الأمن”، منوِّهًا إلى أن “الهيمنة الأمريكية على العالم بدأت في الانحدار، وبدأ العد التنازلي لانهيارها رغم وصولها لأوج قوتها”.
أمريكا شَرٌّ مطلق:
بدروه يؤكّـد الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني محمد البحيصي، أن “مشروع الصرخة التحرّري يأتي من منطلق الاستشعار بالمسؤولية الإيمانية في التحَرّك لنصرة الدين ومواجهة أعداء الإسلام”.
ويعتبر البحيصي أن “هتاف الصرخة بذرة المشروع القرآني الوارفة التي نراها اليوم تمد أغصانها وثمارها في مختلف بلدان العالم”، موضحًا أن “القرآن الكريم ذكر في آيات عديدة ضرورة العداء لليهود والنصارى، محرِّماً موالاتهم”، مبينًا أنه “لا مبرّر للسكوت والخنوع أمام مخطّطات الأعداء مهما كانت الأسباب والمعوقات”.
ويؤكّـد أن “المشروع القرآني يُخرِجُ الأُمَّــة الإسلامية من الضعف إلى القوة، ومن الظلام إلى النور، ومن الخوف إلى الطمأنينة؛ وهو ما تجلى في فكر ورؤية ومنهج الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.
وعن الهيمنة الأمريكية، يؤكّـد البحيصي أن “الولايات المتحدة الأمريكية أحكمت السيطرة على العالم من خلال الأنظمة العميلة التي تخوف الشعوب وتمنعها من الوقوف ضد أمريكا”.
ويوضح البحيصي أن “المستبصرين بالقرآن الكريم يدركون جيِّدًا خطورة أمريكا ومشاريعها التدميرية في المنطقة”.
ويعتبر البحيصي أن “غالبية الأنظمة العربية والإسلامية منتَجٌ من منتجات اللوبي الأمريكي، وَأن الكونجرس الأمريكي تبنى منذ ثمانينيات القرن الفائت مسألة تقسيم وتجزئة وبعثرة المنطقة الإسلامية ومحاولة تعميم القيم والعادات والفكر الأمريكي على العالم”.
ويلفت البحيصي إلى أن “القرآن الكريم بيّن لجميع المسلمين خطورة اليهود والنصارى، مشخصاً تشخيصاً دقيقاً سلوكياتهم ومكرهم وكيدهم وخداعهم، وفي المقابل حدّد للمسلمين أساليب وقائية تحمي المسلمين من الوقوع ضحية لليهود والنصارى”.
ويقول البحيصي: “كلّ من تولى أمريكا من الدول العربية والإسلامية والعالمية نراهم في حالة ليست جيدة وغير رابحة فمثلاً مصر منذ عهد أنور السادات الذي شخص أن مشكلة الصراع بين العرب و”إسرائيل” هي بيد أمريكا فطّبع مع أمريكا في الأمور الاقتصادية والعلمية والسياسية في حين نجد الآن الشعب المصري يعاني بشدة من أثر التطبيع”.
ويضيف: “وكذلك النظام السعوديّ وأنظمة الخليج انفتاحها مع أمريكا عزز السيطرة والهيمنة الأمريكية على دول الخليج كاملة ويكفيها ذلاً وخنوعاً ومهانة حينما ظهر الرئيس الأمريكي ترامب، وقال إنه لو رفع يده عن النظام السعوديّ لهزمت وتدمّـرت وكذلك تصريحه بأن السعوديّة بقرة حلوب يتم حلبها إلى أن يجف ضرعها وتذبح وكذلك الأردن والمغرب أي أنه كُـلّ من فتح بأبه للأمريكان أنما فتح بابه للشيطان ولجهنم”.
ويواصل: “الواقعُ يُثبِتُ أن جميعَ حلفاء أمريكا يخضعون للسيطرة الأمريكية ولا يستطيعون اتِّخاذ أي قرار دون استشارة من أمريكا، الحكام الذين خدموا أمريكا تخلت عنهم في نهاية المطاف، أمريكا شر مطلق”.
وعن ثمار التحَرّك القرآني، يؤكّـد الحبيصي أن مشروعَ المسيرة القرآنية استطاع فرض واقعاً إيمانياً تحرّرياً، ابتداء من المواجهة مع السلطة الظالمة، مُرورًا بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، ثم مواجهة التكالب العالمي بقيادة السعوديّة والإمارات، والتي لا تزال آثارها حتى اللحظة، ثم الموقف التاريخي العظيم الذي صنعه اليمن بالوقوف العسكري والشعبي والسياسي مع غزة.
ويشدّدُ على أن “اليمنَ استطاعت بفضل القيادة القرآنية تغيير المعادلات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والعالمي”، مبينًا أن “معركة اليمن ضد أمريكا و”إسرائيل” في (طوفان الأقصى) أثبتت أن اليمن دولة عظمى، وذات ثقل على مستوى الساحة الإقليمية والعالمية”.
المسيرة- محمد حتروش
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المشروع القرآنی ــة الإسلامیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إقرار مشروع خطة حكومة التغيير والبناء لإحياء الذكرى السنوية للشهيد
يمانيون/ صنعاء أقر اجتماع حكومي اليوم، برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، مشروع خطة حكومة التغيير والبناء لإحياء الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ.
وفي الاجتماع الذي ضم النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، ونائب رئيس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، ووزراء العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، والثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، والشئون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة، والإعلام هاشم شرف الدين، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، جرى استعراض ومناقشة مشروع الخطة التي تهدف إلى تعزيز قيم الوفاء للشهداء الأبرار وإجلال أدوارهم وتضحياتهم الجسيمة من أجل خير وعزة وطنهم وأمتهم ، فضلا عن حشد كافة الجهود الرسمية والشعبية لدعم ورعاية أسر الشهداء كواجب إنساني وأخلاقي وديني، إضافة إلى إبراز أثر وأهمية الجهاد في حياة الأمة وواقعها الراهن والشهادة في سبيل الله في تحقيق النصر والتمكين ودفع الأخطار الكبرى التي تحيق اليوم بالأمة ومقدساتها.
واستعرض الاجتماع الذي شارك فيه مساعد وزير الدفاع لشئون الموارد البشرية اللواء الركن علي الكحلاني ونائب وزير الصحة والبيئة ناشر القعود، ومساعد مدير مكتب رئاسة الوزراء طه السفياني، ورئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء طه جران، المهام والأنشطة الرئيسية والفرعية الواردة في الخطة المقرة والمقرر تنفيذها وإقامتها من قبل مختلف وحدات الخدمة العامة على المستويين المركزي والمحلي خلال الذكرى السنوية للشهيد والأيام التي تسبقها، إحياءً لهذه المناسبة الهامة في حياة وواقع شعبنا اليمني الذي يواجه للسنة العاشرة تحالف العدوان والحصار الأمريكي والبريطاني السعودي الإماراتي.
وركزت الخطة على الأعمال الإنسانية المتصلة بالمناسبة وعظمتها سيما ما يخص تقديم الدعم المباشر لأسر الشهداء وزيارتها والعمل على إدخال السرور إلى أبناء الشهداء ورعايتهم، فضلا عن مواصلة دعم جهود هيئة رعاية أسر الشهداء والعمل على توفير السلال الغذائية لعموم أسر الشهداء والاستفادة من مختلف الفعاليات في استنهاض همم الأمة في مواجهة خطورة المرحلة التي تواجهها الأمة الإسلامية.
واشتملت الخطة على المهام المنوطة بالإعلام الرسمي والأهلي ومراسلي القنوات الفضائية الخارجية لإبراز المناسبة وأهميتها الكبيرة وأبعادها الدينية والإنسانية والأخلاقية والوطنية من خلال إعداد البرامج وإجراء اللقاءات والحوارات المرئية والمسموعة والمقروءة وكذا التهيئة للمناسبة والتغطية المواكبة لمختلف الأنشطة والفعاليات التي ستشهدها كافة وحدات الجهاز الإداري والسلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات الحرة إضافة إلى الفعاليات الشعبية.
ووجه الاجتماع كافة الوحدات العامة على المستويين المركزي والمحلي بتنفيذ المهام والأنشطة والفعاليات الواردة في الخطة والمساهمة الفاعلة في إنجاح فعالياتها وتحقيق مقاصدها الوطنية والإنسانية والدينية.
وأكد على المسئولية الواقعة على عاتق الجميع في مختلف المستويات المركزية والمحلية في ترسيخ وتعزيز حالة الثبات والصمود في مواجهة أمريكا وإسرائيل وأدواتهما وأهمية الاستمرار في نصرة أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني والتضحيات المقدمة من قبل شعبنا وقواته المسلحة في هذه المعركة التي كان لها دورها الكبير في إجلاء الحقائق وإظهار الوجه القبيح للعدو الإسرائيلي والأنظمة العربية المطبعة والمتخاذلة.
كما أكد الاجتماع أهمية التطرق في مختلف الفعاليات إلى التضحيات الكبيرة والمتواصلة التي يقدمها أبناء الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني في سياق المواجهة المصيرية ضد العدو الإسرائيلي والنتائج الكبيرة وغير المسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو التي يحققها المجاهدون في غزة والجنوب اللبناني.
وأشار إلى أهمية التطرق إلى العمليات المباركة للقوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي استهدفت عمق العدو على هذا النحو المشرف وما ألحقته من آثار تدميرية في قدرات العدو ونفسية مواطنيه الغاصبين.