الصهيونية تأريخ عريق في تمزيق القرارات والقوانين والمواثيق
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بحكم نشأة الكيان الصهيوني على أساس من مصادرة حقوق الآخرين وبحكم زرعها من قبل الأنظمة الصهيوـ صليبية في أرض فلسطين شوكة في خاصرة العرب والمسلمين، فقد اعتادت -منذ نشأتها قبل سبعة عقود وست سنين- التعاطي مع كل ما يصدر عن المنابر الأممية -بين الحين والحين- من تقارير وقرارات وما ينظم عملها من لوائح ومواثيق وقوانين باستخفاف مهين، مفضيةً بمعظم أنظمة العالم المنضوية تحت مظلة «منظمة الأمم المتحدة» وهيئاتها المتعددة -أولًا بأول- إلى حالةٍ من فقدان الأمل بتحقيق الحدِّ الأدنى من العدالة الدولية خلافًا لما كانت تؤمل.
تمزيق قرار أممي كون محتواه دعا للمساواة
لأنَّ الكيان الصهيوني متبنى من الغرب الصليبي بجناحيه (الأمريكي والأوروبي) المستحوذَين على أكثرية مقاعد الأعضاء الدائمين في «مجلس الأمن الدولي» الذي نعيش في ظله غير آمنين والخاضع -منذ تأسيسه قبل عشرات السنين- لنفوذ الأمريكيين والأوروبيين، ها هم الصهاينة يمارسون -على مدى تأريخ كيانهم العنصري البربري- أبشع الجرائم الوحشية في حقِّ أبناء فلسطين مطمئنين إلى أنهم -بفعل تبنيهم من قبل الحكام الإنجيليين- في مأمن من أن يقعوا -كالآخرين- تحت طائلة القوانين، بل لقد بلغ الاطمئنان بمندوبيهم إلى أنً كيانهم فوق أية قوانين إقدامهم -في بعض الأوقات- على تمزيق ما يصدر ضدهم في أروقة المنابر التشريعية الأممية من قرارات بتعالٍ مشين على كافة الحاضرين وبتطاولٍ مستفزٍّ لمشاعر الأعضاء المصوتين.
وقد تأكد هذا المعنى في سياق مقال الكاتب «جدعون ليفي» التحليلي الذي نشره في «news-details» وترجمته «الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين» ونشرته تحت عنوان [“ميدل إيست آي”: تمزيق الدليل: هكذا تفلت إسرائيل من العقاب الدولي] بتأريخ 2022-6-27 على النحو التالي: (وقف «حاييم هرتسوغ» سفير “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة ووالد الرئيس الصهيوني الحالي «إسحاق هرتسوغ» في الـ10 من تشرين الثاني/نوفمبر 1975 على المنصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومزق نص القرار رقم [3379] الذي كانت الجمعية قد تبنته في اليوم نفسه، وهو القرار الذي أعلن أنَّ “الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”.
فأصبح حاييم هرتسوغ -بذلك الصنيع القبيح- بطلًا خارقًا في “إسرائيل”. وكانت لحظة الذروة في حياته المهنية. إذ اعتبر “الإسرائيليون” لفتته المسرحية ردًّا مناسبًا على ما اعتبرته الدولة عملًا من أعمال معاداة السامية العالمية. فقد كان كل “الإسرائيليين” تقريبًا -بمن فيهم الأصغر سنًا- يتبنون هذا الرأي في ذلك الوقت).
تمزيق تقرير إحدى لجان مجلس حقوق الإنسان
مجلس حقوق الإنسان هو إحدى هيئات منظمة الأمم المتحدة يناط به التحقيق -بمهنية وموضوعية وإتقان- في كل ما يمكن أن يمثل انتهاكًا لأيِّ حقٍّ من حقوق الإنسان، تخلص كل لجنة من لجانه -حال انتهائها من التحقيق في أية قضية إلى صياغة تقارير غاية في الموضوعية والحيادية تصبح -فور الانتهاء من مناقشتها- أساسًا لما يمكن أن يتخذ ضد الكيانات أو الشخصيات المعتدية من عقوبات جماعية أو فردية.
بيد أنَّ الصهيونية تتعامل مع التقارير الميدانية التي ترفع ضدها إلى هذا المجلس بهدف مناقشتها واقتراح ما يراه أعضاء المجلس من عقوبات تصدر بها قرارات باستخفاف من لا ينتظر من الحضور لعب أيِّ دور، وغالبًا ما يقدم مندوب هذه الدولة المارقة على تمزيق النسخة الموجودة بحوزته من القرار في وجوههم غير مكترثٍ بوجودهم، ومن إقدام مندوبي هذه الدولة على هذا الصنف من الأعمال الممعنة في التعالي ما أشير إليه في مستهل الخبر الصحفي التفصيلي المعنون [سفير تل أبيب بالأمم المتحدة يمزق تقريرًا يدين جرائم “إسرائيل” بحق الفلسطينيين وأوروبا تجدد رفضها الاعتراف بالمستوطنات] الذي نشر في «الجزيرة نت» بتأريخ 30 أكتوبر 2021 بما يلي: (بالتزامن مع إصدار الاتحاد الأوروبي قرارًا يدعو “إسرائيل” إلى وقف خططها لتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإيقاف الجرائم الصهيونية المرتكبة بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة، مزق السفير الصهيوني لدى الأمم المتحدة «جلعاد أردان» تقرير مجلس حقوق الإنسان لإدانته “إسرائيل” بانتهاكات ضد الفلسطينيين.
وقبل تمزيق القرار قال منفعلًا: “منذ إنشاء هذا المجلس قبل 15 عامًا، وهو يوجه اللوم والإدانة إلينا، ليس 10 مرات مثل إيران، أو 35 مرة مثل سوريا، بل 95 مرة (يقصد 95 قرارًا للمجلس يدين “إسرائيل)”.
وختم المندوب الصهيوني-وهو يوجه خطابه إلى رئيسة لجنة التحقيق في ذلك الشأن «نزهة شميم خان»- قائلا: “المكان الوحيد الذي يستحقه هذا التقرير هو سلة المهملات، وهذا بالضبط ما سنتعامل معه”، ليقوم بتمزيق التقرير أمام أنظار الحاضرين).
تمزيق الميثاق الأممي صفعًا للتوافق العالمي
إذا كانت أهم مضامين «ميثاق الأمم المتحدة» تلزم الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها بصون السلم والأمن الدوليين، ودعم القانون الدولي، وتعزيز الاحترام العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع ومراعاتها دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، ولا تشترط -مقابل التصويت على استكمال عضوية الدول- سوى التأكد التام من حبها لـ«السلام».
من حق «دولة فلسطين» نيل العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة»، وقد صوت لنيلها هذا الحق في جلسة الجمعية العامة 143 عضوًا مثلوا أغلبية مريحة هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنَّ من المفترض احترام مضامين الميثاق من جميع الأعضاء، بيد أنَّ الكيان العبري تتعاطى معها بل مع الميثاق جملة وتفصيلًا -مستندةً إلى نفوذ حليفتها «أمريكا»- بمنتهى السخرية، لا سيما إذا صوتت غالبية الدول الأعضاء في «الأمم المتحدة» -في ضوء مضامين ميثاقها- لصالح مستقبل «الدولة الفلسطينية، إذ لا يتردد أيٌّ من مندوبي الكيان العبري القائمة على قيم العنصرية عن تمزيق نصِّ ميثاق الأمم المتحدة أمام جميع أعضائها بصورة مستفزة ومزرية غير موليًا أولئك الأعضاء أيَّ نوعٍ من الاحترام، وذلك ما حصل من قبل مندوب الكيان الدائم لدى الأمم المتحدة «جلعاد إردان» منذ عدة أيام، فكان ذلك الحدث هو الشغل الشاغل وأكثر القضايا القابلة للتناول من معظم وسائل الإعلام، بما فيها تليفزيون «العربي» الذي تناوله في سياق خبره المعنون [عقب قرار لصالح فلسطين.. سفير “إسرائيل” يمزق ميثاق الأمم المتحدة علنا] الذي أذيع ضمن نشرات أخبار الـ11 من مايو الحالي على النحو التالي: (بعد أن تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بأغلبية 143 صوتًا، خرج سفير الاحتلال الصهيوني لدى الأمم المتحدة «جلعاد أردان» أمام الجميع وقام بتمزيق ميثاق المنظمة الأممية).
وقد قوبل هذا التصرف المقرف بسيلٍ جارف من الاستهجان والتأفف وإدانة قوية للدولة الصهيونية وللإدارة الأمريكية التي تحول دون معاقبتها على تصرفاتها الهمجية، وقد عُبِرَ عن ذلك -على سبيل المثال- في سياق مقال الكاتب «حسام عبدالبصير» التحليلي المعنون [ما فعله مندوب الكيان الصهيوني بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة عار عليهم وعلى الإدارة الأمريكية] الذي نشره في جريدة «القدس العربي» في الـ13 من مايو الحالي بما يلي: (ما فعله مندوب الكيان الصهيوني بتمزيق «ميثاق الأمم المتحدة» عارٌ عليهم وعلى الإدارة الأمريكية، بل هو بالضبط استهزاء بالمنظمة الدولية التي يجب -حسب الدكتور «محمد حسن البنا» في “الأخبار”- أن تتخذ قرارًا بطرد «إسرائيل» من المنظومة الدولية).
* المصدر: موقع عرب جورنال
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: میثاق الأمم المتحدة لدى الأمم المتحدة الکیان الصهیونی حقوق الإنسان قرار ا
إقرأ أيضاً:
مرشحة ترامب للأمم المتحدة تدعم مزاعم إسرائيل في الأراضي المحتلة
أيدت مرشحة دونالد ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إليز ستيفانيك، مزاعم إسرائيل بشأن الحقوق التوراتية في الضفة الغربية بأكملها، وذلك خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ لتأكيد تعيينها، وهو ما يتوافق مع مواقف من شأنها أن تعقد الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فقد واجهت عضو الكونجرس عن نيويورك، إليز ستيفانيك، وهي من الحزب الجمهوري، بشأن دعمها لموقف يتماشى مع أقصى اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي السابق إيتامار بن جفير.
قال السناتور الديمقراطي عن ولاية ماريلاند كريس فان هولين أثناء استجوابها: "لقد أخبرتني بذلك، نعم، لقد شاركت هذا الرأي. هل هذا هو رأيك اليوم؟ فأجابت ستيفانيك: "نعم".
سلطت جلسة تأكيد ستيفانيك الضوء على الخلافات بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن سياسة إسرائيل، والتي تعد الولايات المتحدة أكبر ممول لها، تدفع الولايات المتحدة - التي تستضيف الأمانة العامة في نيويورك - حوالي 3.6 مليار دولار، أي 22 بالمئة من الميزانية العادية للأمم المتحدة، بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية بنسبة 15.25% واليابان بنسبة 8 بالمئة.
وبينما يضع هذا الموقف ستيفانيك على خلاف مع الإجماع الدولي القائم منذ فترة طويلة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، فإنه يتماشى بشكل كبير مع مواقف إدارة ترامب.
أطفال فلسطينيون ينظرون إلى الأعلى وسط حشد من الناس
في وقت لاحق من العام 2017، عبر مايك هاكابي، سفير ترامب لدى إسرائيل، عن مشاعر مشابهة بشأن سيادة إسرائيل، حيث أعلن "لا يوجد شيء مثل الضفة الغربية". كما رفض هوية الفلسطينيين، حيث زعم أنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني".
جاء بيان ستيفانيك بعد ساعات من إلغاء دونالد ترامب للعقوبات الأمريكية على جماعات وأفراد مستوطنين من أقصى اليمين متهمين بالتورط في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي تزامنت مع إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية "واسعة النطاق ومهمة" في المنطقة.
وقال مسؤولون صحيون في المنطقة إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات.
وقال منتقدو موقف ستيفانيك مثل فان هولين إن تأييد المطالبات التوراتية بالأراضي المتنازع عليها قد يقوض مصداقية الولايات المتحدة كوسيط في المنطقة، ويعقد الجهود الرامية إلى تعزيز حل الدولتين، وهو ما كان حجر الزاوية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لعقود.
وقال فان هولين: "سيكون من الصعب جدًا تحقيق السلام إذا واصلت التمسك بالرأي الذي عبرت عنه للتو".
تاريخيًا، كانت الولايات المتحدة أقوى داعم دبلوماسي لإسرائيل في الأمم المتحدة، إلى جانب عدد من الدول الجزرية الأصغر.
وفقًا للمكتبة الافتراضية اليهودية، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد 49 قرارًا لمجلس الأمن موجهًا ضد إسرائيل منذ عام 1970، بما في ذلك خمسة قرارات منذ 7 أكتوبر 2023.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للعلاقات بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بعد أشهر من الخلافات المتصاعدة حول دور الهيئة الدولية في الصراع في الشرق الأوسط. كما علقت الولايات المتحدة تمويل الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين، بعد مزاعم بتورط بعض موظفيها في هجمات حماس في 7 أكتوبر.