تدور  أحاديث الرئيس "عبد الفتاح السيسى " عن دور الأم المصرية والمدرسة والجامعة، والمسجد والكنيسة فى مناسبات عديدة، وأهمية الدور الذى يجب أن تقوم به تلك المؤسسات، فالأًم مؤسسه أيضًا فى بيتها !
نحو بث الإنتماء للوطن، والحرص على الاخلاق الحميدة، وأهمية التمسك بتلابيب عقائدنا وتقاليدنا المصرية الأصيلة.
وهى فى الحقيقة أدوات للتقدم والإزدهار حتى نعيد تلك السمات لشباب مصر !
إن تقدم الأمة، والعمل على إعادة هويتها وإعادة بناء بنيتها الأساسية !
من طرق وطاقه ومدن جديدة والقضاء على عشوائيات توارثناها.

عبر حقبات زمنية، تاهت فيها مؤشرات التقدم والإحترام للذات.
كل ذلك يدعونا أن نرنوا بأبصارنا إلى الماضى، إلى زمان نتمنى أن يعود يوما.
هكذا نقول ويقول كثيرين ممن يتباكون على العمر وعلى الماضى الذى ضاع !!
وأسميناه الزمن الجميل والماضى الأصيل وغيره من صفات طيبة على كل ما فات من زمن فى عمر الإنسان !! نتذكر مواقف بعينها أو أحداث معاصرة ونقارن بينها وبين مثيلاتها من أحداث فى الماضى وكذلك أغانى زمان وأفلام زمان ومواصلات زمان وأدب وإحترام الأبناء زمان وإحترام الطلاب لأساتذتهم زمان ومظاهر المبانى والشوارع زمان وسلوكنا زمان حينما كنا نقوم بنزهة وسط البلد أو نذهب لأحد دور السينما بالملابس الرسمية أو حضور حفلات أم كلثوم الشهرية (بالفراء) على أكتاف السيدات "والبوبيون" فى ياقات قمصان الرجال شيىء يدعوا للإحترام والفخر بما مضى أمام (حابل إختلط بالنابل) فى هذه الأيام إفتقدنا نحن الكبار لهذا الزمن وأسميناه الزمن الجميل، لكن من زاوية أخرى كيف يرى أبناؤنا وشبابنا هذه الأيام وهذا الزمن على أشرطة أفلام أبيض وأسود أو على (سيديهات) (وشرائط) أغانى أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش أو فى كتب التاريخ المزيفة المعاصرة كيف يرى أبناؤنا أدب توفيق الحكيم وعباس العقاد وطه حسين وكيف يروا شعر حافظ إبراهيم وكامل الشناوى وصلاح عبد الصبور ؟ هذا كله فى الضياع لا شيىء مؤصل ولا شيىء يُدَّرِسْ ولا شيىء تهتم به الدولة فى صورة مدارس وجامعات ولا الأسرة فى صورة "مكتبة الأسرة" أو مكتبة الطفل أو أى مكتبة فى سيارة متنقلة.
نحن ينقصنا فى هذا البرنامج الإدارة كما ينقصنا أيضًا فى المناخ العام المصرى الإدارة الناجحة سواء كانت على مستوى مدرسة أو نادى أو هيئة أو وزارة فالإدارة لدينا فى أسوأ حالاتها !
لذا فنحن فى إحتياج للنظر نحو الماضى ليس للإجترار أو للتباكى عليه ولكن النظر للماضى لكى نتقدم بقوة للأمام، مطلوب أن نمسك بكتابنا بقوة" وأن نتمسك بما كسبناه "بشراسة" حتى نحافظ على ما لدينا من أدب وفكر وتراث وفن وعلم وكذلك سياسات، كل هذه ثروات الأمة ثروات الوطن التى ورثناها ونورثها لأبنائنا لكننا أخفقنا فى طريقة ووسيلة نقلها للأبناء، هذه هى المصيبة الكبرى التى نراها حينما نعود للماضى وننظر للحاضر، نحن فى أشد الإحتياج لتعليم أبنائنا وبث روح الإنتماء لدى أولادنا وتشجيعهم على المستقبل وعلى التعلم وعلى التحصيل لكل أدوات التكنولوجيا والتقدم مع التمسك بما نملكه من ثروات.
كيف يتم ذلك فى وجود القائمين على إدارة العملية التعليمية فى الأساس تائهين! 
لا خطة لديهم ولا سياسات يمتكلون وأعتقد أنهم بلا ماضى وهذا أكيد فلو كان لديهم ماضى محترم كانوا قد أدوا شيىء أخر محترمًا فى إسلوب إدارتهم لثروة مصر البشرية فى المدارس وفى الجامعات وفى مراكز البحث وفى النوادى وفى المجتمع المدنى ووضع التربية قبل التعليم فى مجال الوطن.
لذا مطلوب أن ننظر للماضى قليلًا ونأخذ منه كثيرًا ونتمسك بالحاضر وندعم الطريق للمستقبل !!
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

لذا لزم التنويه: الزمن في السجن (4)

"أضعُ علامة جديدة على الحائط، لأنهي شهرا بانتظارٍ آخر
في الحائطِ متسعٌ لمنتهى العمر.. عاما بعد عام
الحوائط -أصلا- لا تعبأ بالحياة، تماما كما لا يعبأ السجان
أما النفسُ فقد ضاقت بالعلاماتِ.. بالحوائط.. وبالانتظار"

ليس أحمق من بدء رحلتك السجنيّة بحساب الوقت، تلك العلامات على الحائط ستبقى ندوبا في روحك، حتى بعد خروجك، وإلى أن تموت، لن تنصلح علاقتك بالوقتِ وقد ظللت تحسبه يوما فساعة فدقيقة، بانتظارِ أن تخطّ خطا جديدا على حائط زنزانتك، لن تسامحه و-ربّما لن تسامح نفسك.

وليس أحمق كذلك من التخلّي عن الانتباه للوقتِ والوعي به، حفرةٌ هائلةٌ تترقّب ابتلاعك حينها، في لحظتك المناقضة لكلّ ما هو حيّ/حيوي أو إنساني، عليكَ أن تنتبه دون أن تسقط، عليكَ أن تعي -ربّما- حتى تستطيع التحايل. فالزمن السجنيّ ليس مجرّد معيار، إنّما معركة قائمة/مستمرّة بين حفرة اللحظة، وبين الماضي ذاكرة والقادمُ أحلاما، وكلّ احتيالٍ تقوم به سيكون جسرا يعبر بك إلى العالم والحياة والحريّة ولو لـ لحظات.

الوقت في السجن ليس محايدا، بل هو سلطة، أداةُ قمع، ومعركةٌ دائمة. ويكفي -بحسب فوكو- أن يُنتزع منك الحق في إدارة وقتك حتى تُنتزع إنسانيّتك بالتدريج، لا يحتاج الأمر إلى أسوار وأبواب ليحدث، فما بالك وكلاهما واقعٌ في حياتك السجنيّة؟ بين عشرات الجدران الأسمنتيّة الخرساء، وعشرات الأبواب الحديديّة الصدئة، تحدّد السلطةُ -حسب قوانينها أو حسب مزاج المختلّ صاحب القرار- متى تستيقظ ومتى تأكل ومتى تنام ومتى تتحرّك و-ربّما- متى تموت.

هي لا تسجن جسدكَ وحده حين تفعل، إنّما زمنك كذلك، وسجن الزمن ليس فقط أشدّ قسوة، إنّما أكثر قدرة على الإرباك، وإحداث الزلزلة فيما رسخ بنفسك وذهنك.

في السجن ليس ثمّة زمنٌ واحد، هناك زمنٌ آخر تحت الجلد وفي الدماغ أو الروح، زمنٌ داخليٌّ أشدّ بطئا وثِقلا من ذلك الآخر الدائر في تعاقب الليل والنّهار. إنّه ذلك الزمن الحيويّ الذي لا يدور مع عقارب الساعة أو يُنزع مع أوراق التقويم، بل تقيسه دقّات قلبٍ وتخلّجات جلد وتقلّباتُ نفس، دقيقةُ الانتظار تمتدُ فيه عمرا، ولمسةٌ في الزيارة تطولُ لتملأ أسابيع ما بين زيارتين.

والزيارةُ ليست ذلك اللقاء الذي يجرب تحت أعين الضباط والمخبرين وأجهزة التسجيل فحسب، بل هو نصٌّ مليءٌ بالعلامات وكل نصّ يفتح أبوابا للمعنى تمتد بعيدا عن الحوائط والقضبان: كلّ كلمة عابرة، نَفَس روتينيّ، رعشة شفاة، أو تشتّت فكرٍ ونظر.. يُعاد رسم الزمن حولها -كما الأفكار والهواجس- فتطول وتقصر حسب ما تحمله من أملٍ أو خيبة.وسطر في الرسالة قادرٌ على "شقلبة" عالمك لأيّام: تؤوِّلُ الكلمات، تستنبط النبرة والصوت، تفتّش عمّا لم يُقل وتفسّر ما لم يُبيّن، تقرأ الفراغات بين السطور قبل أن تقرأ الكلام المكتوب ذاته.

والزمنُ في السجن أزمانٌ، أو على الأقلّ هو زمنٌ مركّب: زمنٌ مسلوبٌ وآخر داخليّ مقاوم أو منكسر، وثالثٌ كنصٍّ يُعاد تأويله بعد قراءته مع كلّ رسالةٍ أو زيارةٍ أو خبر.

هكذا تصبح الرسالةُ براحا متحايلا، وشعاع حريّةٍ أو جسر عبورٍ مؤقّت إلى رحابة العالم من ضيق الزنزانة، وإلى الوقت الحيّ من مواقيت السجّان القسريّة.

والزيارةُ كذلك لا تعودُ مجرّد لقاءٍ جسديّ مؤّقت، بل طقسُ مقاومة، و"وعاء ادّخار" للمشاعر كما للجسد وللذاكرة كما للروح، يتجسّد فيها زمنك الداخليّ: عناق لحظةٍ يروي عطش أسابيع الحرمان، ونظرة واحدة تختزنُ عونا على ألف يومٍ من الغياب؛ الزيارةُ تعيد تشكيل الزمن، وتكسر إيقاع السجن المفروض.

حتى التريّض "ساعةُ الشمس في السجن" التي رأى درويش استحقاقها لأن تُذكر ضمن ما تستحقّ الحياة لأجله على هذه الأرض، يتحول إلى فسحة دلالية: خطى قليلة بين جدارين قريبين، تصبح إبحارا كاملا إلى ذكريات العمر جميلها وثقيلها، أو إلى مستقبلٍ تخلقه متجاوزا لإمكانات الواقع والجسد في خيالك الذي لا يُسجن.

في مواجهة زمننا السجنيّ، نبتكرُ جسورا أو ثغرات "ربّما ننفق العمر كي نثقب ثغرة ليمرّ النور للأجيال مرّة"، لكنّنا نفعل هذه المرّة ليمرّ النور والحريّة والحياة -ولو مؤقّتا وجزئيّا- لنا نحن.. جسور من أحلام مؤجّلة، من رسائل سوّد الكثير من سطورها حبرُ الرقيب، من زيارات تخرقُ الزمن ولو خرقتها أعين الضبّاط والمخبرين، من تريّضٍ يُستعاد فيه الجسد ولو لدقائق، ولو في الخيال المتفلّت من الرقابة والقمع.

ولأن فوكو علّمنا أن الزمن المراقب يخلق أجسادا طيّعة، فإن جسورنا ليست مجرد عزاء، بل مقاومة.. ولأن برغسون أهدانا فكرة الزمن الحي، فإن كل لحظة أملٍ -مهما خفت نورها- تمتد كالعروق تحت تراب الأسى.. ولأن بارت نبهنا إلى أن كل نصّ مفتوح على تأويلات لا نهائية، فإن كل رسالة وزيارة تصبح وثيقة حرية مكتوبة بالحبر الخفي للصبر.

هكذا يصبح السجن ليس موتا للزمن بالضرورة، كما يريد منه أن يكون، بل مولدا لأزمنةٍ جديدة: زمن الذاكرة، زمن الحلم، زمن التأويل، زمن الحب.. والوقت الذي كان سلاحا بيد السجّان، نصنع منه نحن جسورا صغيرة، ضيقة، لكنها تقود إلى عالم كامل من الحياة والحريّة.

سيأتي يومٌ -ولو بعُد-

تعالجُ ضمتُنا فيه كلَّ ما اعتَرَانا،
تسيلُ دمعاتُنا المؤجلات، وداعا لمن فُقد،
ننتشي بالشعر، بالأمنيات، بالحياة.

أنشغلُ عنها بصحبةِ موسيقاي وكتبي،
وتنشغلُ عني بتخيّل طفلٍ تأخرَ مجيئه.

ننحشرُ في مطبخٍ صغير، نعدُّ وجبة نحبها،
ولا يفيقنا من (قبلةٍ اعتراضية) إلا رائحة الشوّاط.

ننتفضُ في حضرةِ فلسطين، بتوقٍ وحنين.
نتأسّى على ثورتنا المغدورة،
نرفضُ الكراهيةَ والقبح،
نُكملُ الحلم، ونُكملُ الحياة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: حتمية الإتجاه " للواحات " !!{1}
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر أولًا !!
  • انطلاق ملتقى “عين على المستقبل” لفتح آفاق جديدة في التعاون المعرفي
  • لذا لزم التنويه: الزمن في السجن (4-8)
  • لذا لزم التنويه: الزمن في السجن (4)
  • بالدي يسابق الزمن للمشاركة مع برشلونة أمام إنتر
  • د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!
  • هاني تمام: مرونة الشريعة الإسلامية تؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • «فكرني بأفراح زمان».. داليا البحيري تشيد بحفل زفاف شقيق شريف مدكور