بين الثامن والعشرين والثلاثين من نيسان أبريل الماضي ،عقد في العاصمة الرياض “ملتقى السياحة الصحية” ،وقد تكون هذه هي النسخة الأولى في الملتقى.
التفكير في مثل هذا الملتقى ، قد يكون ترجمة أو لنقل استثماراً للتطور الصحي الذي تعيشه هذه البلاد، حيث ظهرت دعوات في بعض المدن ،تسعى إلى جعلها مزارات صحية ،ومحطات لمنتجعات صحية، لمعالجة أمراض قد تكون طويلة الأمد ،وتتطلب إقامات تمتد أشهراً بقرب المصحات.
شارك في الملتقى (بوصفهم رعاة) ،عدد من المستشفيات والمدن الطبية العامة وتلك التي يملكها القطاع الخاص.
ذُكر الكثير عن مفهوم السياحة الصحية، ومقومات هذا النوع من السياحة، وعن البنية التحتية التي يفترض أن تكون متوفرة عند التفكير في مثل هذا النوع من الاستثمار.،غير أنه لوحظ أن الرعاة المشاركين ، استغلوا هذا الحدث للترّويج لمستشفياتهم وكأنه ميدان للإعلان عن خدماتهم، وعن مدى تطورهم الطبي، واستعدادهم لعلاج مختلف الإصابات المُعقدة،وهذا معروف لكل من يعيش على هذه الأرض ،فقد تطورت الخدمات الطبية في بلدنا تطوراً ملفتاً ،حتى صارت محطة لقدوم رؤساء دول وحكومات بهدف تلقي العلاج في كبريات مستشفياته.
كما أن ما يتم التخطيط له في المجال الصحي، يفوق بكثير ما تحقق.
وما ينبغي لفت النظر إليه ،أنك إن أردت أن يفكر الآخرون حول العالم في جعلك محطة أولى ،أو من أول الخيارات عند رغبتهم في تلقي الشفاء أو البحث عنه، هو أن يعرفوا ماذا عندك، وما المشافي التي تمت تهيئتها ،والكوادر التي تم إعدادها لاستقبال آلاف القادمين من أنحاء العالم للبحث عن الشفاء.
ثلاث جهات كان ينبغي أن تكون أول المشاركين في الملتقى وهي:
1/ سفارات المملكة في الخارج
2/ وزارة السياحة وهيئاتها المختلفة
3/ وكالات السفر والسياحة التي تنظِّم رحلات من الخارج إلى داخل المملكة
لن تعرف الناس في مختلف دول العالم عن مشروعنا للسياحة الصحية ،إن لم يكن هذا العمل جزءاً مهماً من مهام كل سفارات المملكة في الخارج.
وهنا نقول: ليتنا نفكر في أن يكون ضمن العاملين في كل سفارة “ملحق سياحي” ،يتولى الترّويج السياحي، والسياحة الصحية للمملكة في الدولة المستضيفة.
كذلك ينبغي ألا يقتصر عمل وكالات السفر والسياحة، على تنظيم رحلات سياحية من المواطنين إلى الخارج، بل ينبغي أن تحمل هذه الوكالات مهمة الترويج للسياحة العلاجية والصحية من الخارج إلى داخل المملكة.
ولن يتحقق هذا إلا بترابط وتضافر كل الجهات المعنية بالسياحة العلاجية والصحية، لكي نرى العالم يأتي إلى الوطن ،بحثاً عن المصحات والمنتجعات الصحية ، وبحثاً عن علاج طبيعي ،يكتسب من الصحراء نقاءها وصفاءها.
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
خبراء مشاركون في «أسبوع أبوظبي للصحة»: صياغة جديدة لمفاهيم مستقبل الرعاية الصحية العالمية
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد عدد من الخبراء المختصين في قطاع الرعاية الصحية المشاركين ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، المقام في أبوظبي، أن الحدث منصة عالمية تسهم في صياغة مستقبل الرعاية الصحية العالمية، حيث يجمع خلاله مجموعة بارزة من قادة ورواد القطاع الصحي والخبراء المختصين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة الموضوعات الصحية وإبراز التحديات المستقبلية وعرض الحلول والابتكارات الحديثة في قطاع الرعاية الصحية.
خطوة استراتيجية
وقال رامي الطيار المدير الإقليمي لمستشفى الأطفال الوطني في واشنطن: مشاركتنا ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، هي خطوة استراتيجية بالغة الأهمية للتعرف على أحدث مستجدات القطاع الصحي، حيث يناقش الحدث مواضيع مهمة في مجال الرعاية الطبية، منها الصحة المديدة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات، ومشاركتنا ضمن هذا الحدث تعكس عمق الشراكة التاريخية بين المستشفى ودولة الإمارات، وخاصة أنه في مجال الابتكار الطبي ورعاية الأطفال تلقينا عام 2009 دعماً كبيراً وسخياً من حكومة أبوظبي بإجمالي تبرعات بلغ 150 مليون دولار، لإنشاء معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال، حيث أصبح المعهد مركزاً عالمياً للأبحاث حالياً، وتجاوزت قيمة الدعم من دولة الإمارات إلى أكثر من 200 مليون دولار، والتي أسهمت في تطوير علاجات مبتكرة، وتحقيق إنجازات طبية تخدم الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية وحول العالم.
رؤية الحكومة
وقال أنس الأيوبي مدير العمليات في مجموعة مستشفى الإمارات الدولي في مدينة العين: فخورون بالمشاركة ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي، والشعار الخاص بالحدث العالمي، العمر المديد مفهوم جديد نحو الصحة والعافية، تجتمع من خلال هذه المنصة جميع الاختصاصات والخبراء من مختلف دول العالم، في مكان واحد لتبادل الخبرات والمعرفة والتطورات الحديثة.
من جانبه أكد الدكتور محمد العامري مدير إدارة الجينوم والبنك الحيوي، بالإنابة في دائرة الصحة أبوظبي، أن أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، يسهم في بناء شراكات بين مختلف الدول المشاركة، التي تتطلع للوصول إلى أعلى جودة في مجال الرعاية الصحية، ونحن نسعى في أبوظبي إلى ذلك أيضاً، ومشاركتنا في الحدث لتحقيق 3 أهداف أساسية، وهي مجتمع متعافٍ وجودة عالية في القطاع الصحي والاستدامة والابتكار، الوصول إلى الأهداف لدينا في مجال الجينوم والبنك الحيوي عبر مشاريع مختلفة، منها الطب الوقائي على سبيل المثال، فحوصات ما قبل الزواج وفحص المواليد الجدد والطب التشخيصي في أمراض السرطان والقلب.
مستقبل الرعاية الصحية
وقالت مرام قنديل نائب المدير في قسم الاستثمار في M42: فخورون بإطلاق منشأة رائدة للعلاج بالأيونات الثقيلة، خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، خطوة نوعية تغير مستقبل ومسار علاج مرضى السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتيح المركز المتقدم أحد أكثر العلاجات بالأشعة في العالم، هناك علاج بالبروتون وغيرها مع تسجيل مستويات غير مسبوقة من الدقة والفعالية في علاج الأورام المعقدة والمقاومة، هناك 15 مركزاً موجوداً فقط حول العالم، وليس هناك مركز قريب من مناطقنا، لذلك سيسهم هذا المركز الذي سيكون في العاصمة أبوظبي من سد ثغرة كبيرة، وسيكون أملاً لآلاف المرضى نتيجة دعم حكومة العاصمة.
وذكرت أن أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، هو حدث مهم جداً، نتيجة اجتماع مختلف رواد قطاع الرعاية الصحية من مختلف التخصّصات الطبية، للتحاور وتبادل المعرفة واكتشاف الحلول وغيرها، وأبوظبي مهتمة بمجال الرعاية الصحية ومستقبل العافية، وكافة الشركات تحرص على التواجد هنا لطرح مشاركاتها وإسهاماتها الطبية، لتكون أبوظبي مركزاً لتشكيل مستقبل الرعاية الصحية.