«ذاكرة الأمة».. دور كبير للمتاحف فى توثيق التراث الثقافى وتشجيع البحث العلمى
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعد المتاحف بشتى أنواعها هي «ذاكرة الأمة» فدائمًا ما تجول بخاطرنا تلك العبارة عندما تطأ أرجلنا إحدى المتاحف، فالمتاحف لها دور كبير في توثيق ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي كما لها دور في تشجيع البحث العلمي في مجال حفظ وتوثيق التراث الثقافي والحضاري للشعوب.
زيادة الوعي المجتمعي
ويكمن دور المتاحف على المستوى المجتمعي في زيادة الوعي لدي المواطن بأهمية الحفاظ على تراثه كشاهد تاريخي على أصالة الشعب، ومن خلالها يمكن للأجيال المقبلة من الاضطلاع على تاريخها وتاريخ الأجداد وعلى التراث الشعبي الثقافي.
المتحف ضرورة وطنية للحفاظ على مقتنيات الشعوب
ومن خلال إنشاء وإقامة المتاحف يتم تنمية القطاع السياحي والثقافي كما يتم حماية الإرث الثقافي وإبرازه لدى المجتمع المحلي والعالمي، إذا يُعد ضرورة وطنية وذلك من خلال الحفاظ على التراث الشعبي وحماية وحفظ الموروث الثقافي والمجموعات الأثرية، باعتباره «ثروة وطنية» يجب تخليدها والحفاظ عليها.
وفي يوم الثامن عشر من كل عام يتم الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف ولهذا قررت وزارتا السياحة والآثار ووزارة الثقافة المصرية بفتح جميع المتاحف للجمهور وتدشين الكثير من الأنشطة الثقافية لزيادة وعي الجمهور بأهمية وجود المتاحف الوطنية.
ومصر زاخرة بالكثير من المتاحف، فمنذ منتصف القرن التاسع عشر ظهرت الحاجة إلى المتاحف لحفظ المقتنيات الأثرية والتراثية، والتي تنوعت وفقًا للأثر التي تم العثور عليها فهناك متاحف الفن والآثار، ومتاحف الفنون الجميلة والتطبيقية، ومتاحف التاريخ والمخطوطات والوثائق، والمتاحف الإثنروبولوجية والفنون الشعبية، والمتاحف الإثنوجرافية، والمتاحف الزراعية.
فتح المتاحف
وكانت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أعلنت عن فتح المتاحف الفنية والقومية التابعة لوزارة الثقافة بالمجان، أمس الأول السبت، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف والذي يوافق الـ 18 من مايو من كل عام.
وكان الاحتفاء بهذا اليوم من خلال برنامج حافل يضم فعاليات فنية وثقافية تهدف لزيادة الوعي بالدور المهم الذي تلعبه المتاحف في الارتقاء بالذائقة الفنية، وحفظ التراث، والتعريف بتاريخ الرموز، وزيادة الوعي بالدور الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمع.
وكانت الفعاليات في المتاحف التابعة لقطاعي الفنون التشكيلية، وصندوق التنمية الثقافية بالقاهرة والمحافظات، ومنها في القاهرة متاحف «محمد محمود خليل، محمود مختار، حسن حشمت، عفت ناجي سعد الخادم، نجيب محفوظ»، وفي الجيزة متاحف «محمد ناجي، أحمد شوقي، طه حسين، مصطفى كامل، زكريا الخناني عايدة عبدالكريم، أم كلثوم»، وذلك إلى جانب متاحف الفنون الجميلة، ومركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، والنصر للفن الحديث ببورسعيد، والأبنودي للسيرة الهلالية بقنا، المنصورة القومي - دار ابن لقمان.
وكانت أعلنت وزارة السياحة والآثار هي الأخرى عن فتح جميع متاحف الآثار على مستوى الجمهورية والتابعة للمجلس الأعلى للآثار أبوابها مجانًا لزائريها من المصريين، وذلك في إطار استراتيجية قطاع المتاحف المصرية للمشاركة في جميع الفعاليات والمناسبات التراثية والثقافية المحلية والدولية، ضمن خطتها لرفع الوعي الأثري والثقافي والسياحي لدى جميع جمهوره من الزائرين واستقطاب جميع أفراد المجتمع المصري بمختلف أطيافه وفئاته العمرية.
هل سيفتح المتحف الإثنوجرافي أبوابه للجمهور؟
ولأهمية المتاحف هناك بعض المتاحف التي يجب إعادة النظر في تبعيتها للدولة المصرية والتي منها المتحف الاثنوجرافي بالقاهرة والتابع للجمعية الجغرافية المصرية، والذي يتعذر على الباحثين والمتخصصين في مجال الفولكلور الشعبي في الدخول إليه على الرغم من أهمية هذه النوعية من المتاحف للباحثين وللجمهور، و«البوابة» تتساءل: «هل سيتم فتح هذا المتحف هو والمتحف الزراعي والذين يعلقون لافتة مغلق أمام الجميع».
وتُعد المتاحف الإثنوجرافية لها دور كبير في توثيق ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، كما أن لها دورا في تشجيع البحث العلمي في مجال حفظ وتوثيق التراث والموروث الثقافي الشعبي، وتعتبر المتاحف الاثنوجرافية من الأمكنة المهمة في تنشيط هذه الذاكرة.
كما تعتبر المتاحف المكان الذي يربطنا بالماضي من خلال الآثار والممتلكات الثقافية فهو شهادة على الماضي التي تحفظ به جميع الآثار المادية التي خلفها الأجداد، ومنها متاحف التقاليد الشعبية والتي تعتبر حاليًّا من أحدث متاحف الفولكلور وأهمها في عصرنا الحالي.
والمتحف الاثنوجرافي بالقاهرة يضم الكثير من التراث والموروث الثقافي المصري والذي يعتبر سجلا تاريخيا عن فترة من أهم فترات التاريخ المصري فنجد بداخله قاعة قناة السويس والتي جسدت مدن القناة قبل حفر قناة السويس وبعد الانتهاء منها، كما أننا نجد توثيقا بالخرائط والمجسمات لحفل الافتتاح الأسطوري للقناة والذي حضره جميع زعماء العالم.
ونجد مجموعة من الخرائط المجسمة وغير المجسمة والتي تم وصف فيها مدن القناة "بورسعيد وبورفؤاد والإسماعيلية" بالتفاصيل وذلك قبل التغيرات التي أجريت على تلك المدن مع تطور الزمن، وقبل فترة العدوان سواء كان العدوان الثلاثي أو حرب أكتوبر عام 1973.
ويعرض المتحف الإثنوجرافي مجموعة من الخرائط، والمنشورات، والقطع الأثرية والتي يعود أغلبها للعصر الـ 18 وحتى أوائل القرن الـ 20، ومن هذا السرد المبسط لمحتويات المتحف نجد أن له أهمية بالغة الأثر في الأجيال الجديدة والتي لا تعرف أي معلومات حقيقية عن حقيقة حفر قناة السويس والمعاناة التي عاشها الشعب المصري وضحى بكل ما هو نفيس وغالي من أجل حفر القناة.
شكل 1 منضدة يتم مخصصة للخرائط
لوحة تمثل حركة الملاحة ومرور السفن بقناة السويس
لوحة زيتية تمثل الاحتفال بافتتاح قناة السويس
تمثال لديليسبس مصمم قناة السويس
صورة عامة لقاعة قناة السويس
منظر عام لإحدى قاعات المتحف تظهر فيها مجموعة من أدوات الإنارة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البحث العلمي التراث الثقافي التراث الشعبي الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري المخطوطات حركة الملاحة متاحف الفنون الجميلة وزارة الثقافة المصرية قناة السویس على التراث الحفاظ على من خلال لها دور
إقرأ أيضاً:
سفير عُمان: اختيار السلطنة ضيف شرف «القاهرة للكتاب» يعكس روابط تاريخية وعلاقات أخوية متينة
ثمّن السفير عبدالله الرحبى، سفير عمان فى القاهرة، اختيار بلاده ضيف شرف على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56، وشكر القائمين على هذا الـعُرس الثقافى المشهود، لافتاً إلى أن معرض القاهرة الدولى للكتاب بمثابة «عيد سنوى» للثقافة فى العالم العربى، متمنياً أن تكون صورة عُمان أكثر وضوحاً وأن تكون الثقافة العمانية بفضل هذا الاختيار أكثر حضوراً فى المشهد الثقافى العربى، ومن مصر العزيزة تبدأ خارطة الثقافة العربية، فهى الشقيقة الكبرى التى قدمت للثقافة العربية الكثير.
وقال «الرحبى»: «تشارك عُمان فى الفعالية الثقافية المتميزة بعدد من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدنى والأهلية، وهى: وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام، ووزارة الأوقاف والشئون الدينية، ووزارة التراث والسياحة، وجامعة السُّلطان قابوس، والنادى الثقافى، والجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء، ومركز ذاكرة عُمان، وبيت الزبير، بالإضافة إلى مشاركة 13 مكتبة، ودور نشر عُمانية ستعرض إصداراتها للقراء».
وأوضح سُلطان البوسعيدى، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب بعمان، أن هذه المشاركة تأتى تجسيداً للروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتينة التى تربط بين سلطنة عُمان ومصر، وتعكس عمق التبادل الثقافى والتعاون المعرفى بين البلدين الشقيقين، إلى جانب ما يتمتع به معرض القاهرة الدولى للكتاب من أهمية كبيرة لدى القُراء العرب والدول الصديقة، وما يحظى به من مكانة مرموقة بين المعارض الإقليمية والعربية.
وأكد وكيل الوزارة أن سلطنة عُمان تولى أهمية كبيرة بهذه المشاركة، وتبذل كل المساعى الممكنة لإظهارها فى المستوى الذى يلبّى طموحات كلا البلدين، ويقدم رؤية واقعية عن المشهد الثقافى العُمانى للجمهور المصرى، مشيراً إلى أن الوزارة سعت منذ فترة مبكرة للاستعداد للمشاركة فى هذا الحدث الثقافى المهم، حرصاً منها على ضرورة إنجاح هذه المشاركة فى تقديم الصورة المثلى للثقافة العُمانية فى مختلف مجالاتها وتجلياتها.
وقال «البوسعيدى» إن الجناح العُمانى الموحد سيشمل عدة مفردات، تتمثل فى معرض المخطوطات العُمانية النادرة، ومعرض الفنون التشكيلية، والعروض الفنية والموسيقية، إلى جانب شاشة لعرض أفلام ترويجية وسياحية قصيرة عن سلطنة عُمان، ومجلس لتقديم الضيافة العُمانية، وركن خاص لتقنية (VR)، وفيما يتعلق بالفعاليات الثقافية، قال إنه تم إعداد برنامج ثقافى شامل يغطّى أيام معرض القاهرة الدولى للكتاب، ويشمل على مختلف المجالات والمفردات الثقافية من المحاضرات الفكرية والتاريخية، والأمسيات الشعرية والموسيقية والفنون الشعبية، والندوات وحلقات العمل والجلسات الحوارية والنقاشات حول الرواية وغيرها من الموضوعات الاجتماعية والأدبية.
وأضاف أن البرنامج يضم ما يزيد على 20 فعالية متنوعة بينها: «العلاقات العُمانية المصرية الحديثة.. مرتكزات ومواقف» وندوة «الخطاب الثقافىّ.. ومُتغيّر العصر»، وندوة «عباقرة عُمانيون.. من الفراهيدى إلى ابن ماجد»، وندوة عن «التراث العُمانى المخطوط»، وندوة «عُمان ومصر.. الوئام الأزلى»، وندوة «الدور العُمانى والمصرى فى دعم الثقافة والإنتاج الفكرى بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية». كما يضم برنامج الندوات كذلك ندوة موسيقية بعنوان «فهارس المقامات والألحان: موسيقيون مصريون فى عُمان»، كما أشار وكيل الوزارة للثقافة إلى أن البرنامج الثقافى سيشهد جلسات حوارية، من بينها جلسة حوارية بعنوان «جامعة السُّلطان قابوس فى عيون الأكاديميين المصريين» وجلسة حول «واقع صناعة النشر فى سلطنة عُمان»، وأخرى حول «أثر الثقافة العُمانية فى الشرق الأفريقى».
كما يشمل البرنامج جلسة حوارية بعنوان «من القاهرة، هنا مسقط: الفضاءات الثقافية العُمانية فى القاهرة»، وجلسة بعنوان «صعوداً على السفن المبحرة: الثقافة العُمانية فى تجلياتها المعاصرة»، إلى جانب أمسيات شعرية مشتركة وعدد من المحاضرات الفكرية التى تُقدمها نخبة من المتخصصين، من بينها محاضرة عن البيئة والإنسان فى عُمان عبر العصور: قراءة فى السجل الأثرى.