ليبراسيون: الأوضاع الحقوقية في تونس تزداد سوءا
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن الأوضاع الحقوقية في تونس تزداد سوءا يوما بعد يوم، مع إصرار أعلى سلطة في البلاد على تنفيذ سياساتها ومواجهة المعارضين بيد من حديد.
وأضافت الصحيفة أن غضب المحامين التونسيين وصل إلى درجة تظاهرهم ضد سياسات رئيس الدولة قيس سعيّد، حيث اتهموه بزيادة قمع معارضيه، وخاصة أعضاء نقابتهم.
وتجمع مئات المحامين قبل أيام وهم يهتفون: "الحرية، الحرية، انتهى النظام البوليسي" للتنديد بالعنف ضد أحد زملائهم، وهو المحامي مهدي زقروبة الذي نقل بشكل عاجل إلى المستشفى في سيارة إسعاف بينما كان القاضي يستمع إليه.
كما اعتقلت المحامية سونيا الدهماني في مقر النقابة وعلى الهواء مباشرة أمام كاميرات قناة فرنسا 24، وكان واضحا أن الجو متوتر للغاية بين المحامين وقوات الأمن، وزاد من حدته نشر النقابة الوطنية للمحامين في تونس بيانا صحفيا أكدت فيه "أن مهدي زقروبة تعرض لأعمال تعذيب" بين اعتقاله وجلسته في مكتب القاضي.
اتهامات
غير أن وزارة الداخلية التونسية نفت لاحقا استخدام أي نوع من أنواع التعذيب، وهددت بملاحقة أي جهة تريد تشويه عمل الشرطة. من جهتها، نددت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، بما وصفته "بالترهيب والمضايقة" التي يتعرض لها المحامون.
ونقلت ليبراسيون عن المحامي نزار التومي قوله: "ضرب محام هو انتهاك لحقوق المواطنين. كيف يمكننا أن ندافع بسلام عن التونسيين إذا كنا خائفين؟ الدكتاتورية تعيد توحيد صفوفها وعلينا أن نعارض ذلك بقوة وعلى الفور"، وفق تعبيره.
بينما صرح المحامي ناجح حسني: "من المحزن أن نرى التعبئة منخفضة، نحن، الذين كنا في عمر 18 إلى 20 عاما وقت الثورة، لن نقبل العودة إلى الدكتاتورية، إلى المربع الأول".
وذكّرت ليبراسيون بحادثة تغطية علم تونس في رادس قبل أيام داخل مسبح كانت تنظم داخله مسابقة مفتوحة للسباحة، وذلك التزاما بعقوبة فرضتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لعدم امتثال تونس للوائح القانونية المنظمة.
ووصل الرئيس قيس سعيّد إلى عين المكان، وردد النشيد الوطني وبكى واقفا أمام العلم التونسي والكاميرات، ووصف ما جرى بـ"الجريمة البشعة التي لا تغتفر".
"شيطنة المجتمع المدني"وبناء على موقع الرئيس سعيّد، يحاكم 9 أشخاص، من بينهم رئيس الجامعة التونسية للسباحة والمدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات، بتهمتي "التآمر على الأمن الداخلي للدولة" و"الاعتداء العلني على العلم التونسي". وهي عقوبات تعرض أصحابها لخطر عقوبة الإعدام مع وقف التنفيذ.
وتابعت ليبراسيون: "في حالة من الذهول التام، دعت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات إلى إطلاق سراح المتهمين فورا".
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن الموقف المتشدد لقيس سعيّد يريح أنصاره الذين خرجوا يحتجون "دفاعا عن العلم وضد التدخل الأجنبي".
وكان الرئيس سعيّد قد تحدث قبل أيام عن وصول مبلغ 683 مليون يورو من الخارج ليصل إلى بعض جمعيات المجتمع المدني ما بين عامي 2011 و2023. ويتهم بعض أنصار سعيّد جمعيات بالعمل لصالح أجندات أجنبية.
ونقلت ليبراسيون قول سونيا بن مسعود -الناشطة في "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات"- إن "الرقم الذي تحدث عنه الرئيس يأتي من العدم"، موضحة أنه يهدف إلى "شيطنة المجتمع المدني وتحريض السكان" عليهم، وبخاصة المنظمات غير الحكومية التي تتعامل مع المهاجرين غير النظاميين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
حجز محاكمة مضيفة الطيران التونسية المتهمة بقتل ابنتها للنطق بالحكم
حجزت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم السبت، محاكمة مضيفة الطيران التونسية أميرة.ح بتهمة إنهاء حياة ابنتها بالقاهرة الجديدة، لجلسة 26 ديسمبر للنطق بالحكم.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير وعضوية المستشارين كامل سمير كامل وسامح العنتبلي وشريف السعيد، وأمانة سر وائل فراج ومحمود الرشيدي.
كانت النيابة أحالت المتهمة إلى محكمة الجنايات بعد أن وجهت لها تهمة القتل رقم 12146 جنايات التجمع الأول والمفيدة برقم 1070 لسنة 2023 كلي القاهرة الحديدة.
وكان المُحامي مصطفى الصادق، دفاع المُضيفة التونسية، قد طلب في جلسةٍ ماضيةٍ الإطلاع على تقرير اللجنة الخُماسية المُشكلة من خبراء الطب النفسي لتوقيع الكشف الطبي على المُتهمة.
ولفت المُحامي لوجود موانع لتوقيع العقاب وفق القانون مُشيرًا لمُعاناة المُتهمة وقت ارتكاب الحادث من حالة نفسية تجعلها غير مُدركة لما تفعل.
وطلب استدعاء الزوج وجد الطفلة وجدتها، وذكر أن استدعاء الشهود سيُثبت أن المُتهمة كانت غير مُدركة لما تفعل.
وتساءل المُحامي مُستنكرًا: "حد عاقل هيطعن نفسه 6 طعنات عشان ينتحر؟".