طوفان الأحرار يختتم أعماله في إسطنبول بمبادرات لدعم المقاومة وغزة
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
إسطنبول- اختتم مؤتمر "طوفان الأحرار" الدولي فعالياته، اليوم الأحد، في مدينة إسطنبول التركية، بجملة من المبادرات الداعمة لصمود الفلسطينيين في قطاع غزة، والتأكيد على المقاومة كخيار إستراتيجي للشعب الفلسطيني لنيل حريته.
وأكد المؤتمر في جلساته على كون "طوفان الأقصى" حقا مشروعا للشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه، وأن المقاومة هي السبيل الأنسب لإنهاء الاحتلال.
ونظم المؤتمر كل من الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان ومدنيات، وجمعية البركة الدولية للإغاثة الإنسانية في تركيا، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وعدد من النخب الفكرية والسياسية وممثلي الحركات الشعبية من مختلف أنحاء العالم.
الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة فلسطين منير سعيد أكد على أهمية إطلاق مبادرات عملية لنصرة غزة (الجزيرة) أهداف المؤتمروفي كلمته، قال الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين منير سعيد إن المؤتمر يتوجه لأحرار الأمة والعالم، ويدعوهم لتعزيز العمل من أجل المعتقلين والأسرى، كما أكد على ضرورة العمل على إطلاق وتبني المشاريع والمبادرات التي تردع العدو وحلفائه.
كما أكد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عصام البشير أن هذا الطوفان تحول إلى طوفان للأمة وللشباب والأجيال، جامعا كل أحرار العالم، مضيفا أن الأحداث الأخيرة كشفت "تخاذل بعض الأنظمة العربية والإسلامية"، ومؤكدا أن "ما قبل الطوفان ليس كما بعده".
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح نائب الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين زياد بومخلة أن المؤتمر جاء في إطار عملية طوفان الأقصى، التي تشمل أبعادا سياسية وثقافية ودبلوماسية، مشيرا إلى أن هذه الفعالية تهدف لتوحيد الأمة بمختلف فئاتها حول دعم المقاومة الفلسطينية، باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني، وللتضامن مع أهالي غزة الذين يعانون من مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية.
وأوضح بومخلة أن أهداف المؤتمر تشمل دعم الرواية الفلسطينية وخيار المقاومة، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة دون قيد أو شرط، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للشعب الفلسطيني من خلال إطلاق سلسلة من المبادرات والمشاريع.
كما أكد على ضرورة إيجاد حركة دبلوماسية عالمية تضغط على الأنظمة العربية والإسلامية لتعزيز مواقفها تجاه الجرائم الإسرائيلية، وتحريك المؤسسات الدولية والإقليمية، لتكون أكثر فاعلية في وقف الحرب.
القيادي في حماس سامي أبو زهري أكد أن المقاومة بخير (الجزيرة) المقاومة مستمرةوخلال مداخلته في المؤتمر، شدد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل على أن الحركة مستمرة في جهادها، وقادرة على مواصلة المعركة ضد جيش الاحتلال في قطاع غزة.
كما أكد مشعل أن المقاومة بخير، وأن الحاضنة الشعبية صامدة وملتفة حولها، مشيرا إلى أن العدو يواصل ارتكاب جرائمه وعدوانه في غزة والضفة الغربية والقدس.
ودعا مشعل إلى مواصلة الجهاد بالمال، لدعم أهل غزة ونصرة المجاهدين وكفالة عائلاتهم، وشدد على أهمية استمرار الجماهير في الشوارع بالتعبير عن غضبها أمام السفارات الإسرائيلية، واستمرار "طوفان الإعلام" في نقل الرواية الفلسطينية.
كما طالب بمزيد من الجهود القانونية لمحاسبة المجرمين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن هناك حاجة لتشكيل جبهة سياسية عريضة "لمواجهة الصهاينة والإدارة الأميركية".
ومن جانبه، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، في كلمة بالمؤتمر، "حماس ليست فقط في غزة، بل هي في إسطنبول وفي كل بقعة في العالم وبلاد المسلمين"، مؤكدا أن هذه الرسالة المهمة تخرج من المؤتمر إلى الغرب "الواقف ضد المقاومة وغزة"، والذي أراد قادته أن "يدمّروا حماس والمقاومة".
وأضاف أبو زهري أن حماس وبعد 7 أشهر مستمرة بالقتال، ولا تزال يدها هي العليا، وأنها تصنّع السلاح خلال المعركة، وأنها "بقيادتها وسلاحها وأنفاقها بخير".
مبادرات ومشاريع عمليةوناقش المؤتمر العديد من القضايا المتعلقة بفهم الأحداث التي ترتبت على عملية طوفان الأقصى، في سبيل دراسة ووضع الخطط وإطلاق المبادرات التي من شأنها العمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه.
وبحث المشاركون المسار والأبعاد الحضارية لـ"طوفان الأقصى"، وانعكاسات الطوفان على الوضع الإنساني في فلسطين، والأدوار المطلوبة ما بعد المعركة.
وأوضح نائب الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين زياد بومخلة، للجزيرة نت، أن المبادرات والمشاريع التي أطلقها المؤتمر تتنوع بين الطابع السياسي والإنساني، وأن من بينها تشكيل لجنة دولية تضم نخبة من أنصار القضية الفلسطينية وأحرار العالم، تهدف إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية.
كما أشار إلى وجود حملة عالمية لمقاطعة بضائع الاحتلال والدول الداعمة له، تم إطلاقها قبل 3 أشهر، ويُسعى الآن لتحويلها إلى فرق عمل منظمة لتحقيق هذا الهدف ومحاصرة العدو اقتصاديا، بجانب ذلك، أطلق الائتلاف مشاريع إغاثية تتضمن تبني آلاف أسر الشهداء في غزة، وإعادة تأهيل المؤسسات المدمرة، مثل المستشفيات والبلديات والمرافق العامة.
وأضاف بومخلة أن من ضمن المشاريع التي تم إطلاقها مشروع "الناجي الوحيد" الذي يهدف لدعم الأفراد الذين فقدوا جميع أفراد عائلاتهم في الحرب، بالإضافة لمشروع إمداد غزة بالطاقة البديلة، من خلال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، كما تم إطلاق مشروع "الإيواء العاجل" الذي يسعى لتوفير حوالي 20 ألف كرفان (بيت متنقل) لإيواء أهالي غزة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
حضور من 60 دولة في مؤتمر طوفان الأمة بإسطنبول (الجزيرة) مشاركة دوليةوشهد المؤتمر مشاركة واسعة من ناشطين وحقوقيين مدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما عكس الاهتمام الدولي المتزايد بالقضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال الناشط الحقوقي الإندونيسي رافي سوكارنو، للجزيرة نت، إن الوعي المتزايد بالقضية الفلسطينية "يقترب من النضوج"، مشددا على ضرورة استغلال هذه الحالة وتنظيمها في إطار يدعم مصالح الشعب الفلسطيني بشكل فعّال.
وأشار سوكارنو إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية عالمية إنسانية، ثم إسلامية وعربية، موضحا أنها تحرك وجدان كل من يمتلك ضميرا وشعورا بضرورة تحقيق العدالة.
وأضاف أن هذا المؤتمر يعد خطوة مهمة في سبيل تعزيز التضامن الدولي مع فلسطين، داعيا إلى ضرورة تفعيل الجهود المشتركة بين الناشطين والحقوقيين حول العالم، لتحقيق المزيد من الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات للشعب الفلسطینی طوفان الأقصى کما أکد فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
يبحث هذا المقال فى المكاسب التى حقّقتها المقاومة فى هذه المعركة التاريخية مع العدو الصهيوأمريكى منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حين كتابته، ويحاول أن يستشف طبيعة انتصارات قوى المقاومة فى هذه اللحظة التاريخية من الصراع، ويشير إلى العناصر والعوامل الشاقلة والمرجّحة للميزان مستقبلاً، مع إدراكنا أننا ما زلنا فى قلب المعركة وما زالت الاحتمالات مفتوحة والنتائج قيد التشّكل إلى أن تضع الحرب أوزارها.
فى المكاسب:
أولاً؛ لقد طويت إلى غير رجعة موضوع الاصطراع داخل البيئة الإسلامية، فالفرز الذى أصاب الأمة الإسلامية أسقط مشروع الفتنة المذهبية وقوّم وجهة الصراع فى مواجهة العدو الأمريكى الصهيونى وعزّز الإرادة العابرة بل وخلق اتجاها فعليا فى الأمة نحو التآزر والتكاتف والوحدة على أرضية المقاومة ورفض الهيمنة.
لقد كان «طوفان الأقصى» تجسيدا فعليا لتوحيد كتلة تعتبر بمثابة الإرادة الحيّة والحرّة فى الساحة العربية ــ الإسلامية لتشّكل نواة التغيير اللاحق أو ما نسّميها بالموجة الثانية من الربيع العربى حيث ستكون شرعية العمل نحو التغيير فى واقعنا أرسخ وأوسع.
ثانيا؛ انفكاك أحادية الرواية الصهيونية وهيمنتها على بقية الروايات حتّى وصلنا اليوم إلى تعّدد روايات عالميا، وصار هناك تشكيك بالرواية الصهيونية.
ثالثا؛ سقوط نموذج الغرب فى منطقتنا، اجتماعيا وسياسيا، ومعه أسطورة هيمنة التقانة ودعوى أمنه الذى لا يتزعزع والجدار الفولاذى، فالكيان كاد أن يتهاوى فى أيام قليلة لولا المساندة الغربية المفتوحة، ما يُدلّل على هشاشته، إذ لم تستطع التقانة حتّى اليوم أن تحسم المعركة ولا أن تُحقّق أيا من الأهداف التى أعلنتها الحكومة الإسرائيلية واستطاع المقاومون برغم الضرر الذى أصابهم أن يُهددوا استقراره وأمنه ويتصّدوا بشجاعة وجدارة عسكرية قلّ نظيرها للآلة العسكرية الصهيونية.
رابعا؛ ازدادت القضية الفلسطينية حضورا فى الوعى العالمى وفى الأروقة السياسية والقانونية والحقوقية، ومن جهة أخرى، تسير إسرائيل إلى نوع من التوتّر فى علاقاتها الخارجية وتبّدل فى نظرة الأجيال الصاعدة إليها فى الغرب مع ما سيُخلّفه ذلك من تحول كبير فى صناعة القرار عندهم والسؤال حول العبء الإسرائيلى على سياسة أمريكا الخارجية ومصالحها والداخل الأمريكى على السواء.
خامسا؛ اعتماد المقاومات على ذاتها لجهة القدرة على التصنيع برغم صغر المساحة الجغرافية التى تتحرّك فيها.
سادسا؛ نجح خطاب المقاومة فى التكامل مع المجتمع بحيث نشهد أمامنا مجتمعات لا نظير لها فى التاريخ فى التزامها المبرم بحّقها وثباتها على موقفها. إننا نشهد استيلاد طاقة اجتماعية ثورية تحّررية وهذا من أكبر المكاسب الحضارية والتاريخية.
سابعا؛ شدّة وقوّة ثقافة هذه المجتمعات المقاومة وبنيتها التحتية جعلتها قادرة على التغّلب على اغتيال قياداتها ورموزها والاستمرار دونما ترّدد واستيعاب الصدمات بل تراها ازدادت توّهجا وحيوية وحضورا ونجح المقاومون أن يديروا معاركهم ويُطوّروا أداءهم وينهضوا بسرعة ويستعيدوا المبادرة وإن دّل ذلك على شىء فهو يدّل على أنّ الفرد المقاوم مجبول بنيويا بحيث يقف فى قلب المعركة من دون أن يهتّز ويبادر بمفرده ويصنع دوره التاريخى والحضارى.
ثامنا؛ انكشاف المخطط الصهيونى أمام عموم الشارعين العربى والإسلامى بل والعالمى. لم تعد المسألة مجرد إضعاف لكل من حماس والجهاد الإسلامى وحزب الله بل إدخال المنطقة فى الزمن الإسرائيلى؛ هذا ساعد إلى حد بعيد فى تعزيز أطروحة وحدة الساحات بحيث تنتقل من النظرية والرغبة إلى قناعة شعبية وإرادة عابرة، فإذا لم نخض المواجهة موّحدين سنخوضها كل على حدة وستكون كلفتها أكبر.
تاسعا؛ أثبتت مجددا الإدارة الأمريكية ومعظم أنظمة الغرب أنهم ليسوا إلا الوجه الآخر لإسرائيل كما ثبُت أن العدو يقوم بشراء الوقت لإنتاج وقائع جديدة وبالتالى هو يتبادل وأمريكا الحيلة علينا- هذا ما كان على شرائح من الشارع الإسلامى غير المسّيسة والمنخرطة استيعابه، وربّما احتاج لبعض الوقت من 7 أكتوبر 2023 حتى 7 أكتوبر 2024، أى إلى أن انجلت كامل الصورة وتحوّلت الافتراضات إلى حقائق ملموسة ومعطيات واحتجاجات دامغة.
عاشرا؛ عبّر العدو بأسلوبه الوحشى فى الحرب عن ضعف وفراغ هائلين واضطراب فى الشخصية الجماعية الصهيونية وقدم دليلاً إضافيا عن حالة الهلع الوجودى التى تساوره، وهو الأمر الذى يقتضى مزيدا من الدرس والرصد فى المرحلة المقبلة.
حادى عشر؛ تزايد شرعية المقاومة وحضورها فى الشارعين العربى والإسلامى. لقد غدت قضية المقاومة وتأييدها هى محور كل نقاش وموقف اليوم بعد أن كادت تغيب عن الأجندات السياسية للقوى والأحزاب العربية، وها هى تتقدم لتصير محور السياسة، فاستعدنا بالمقاومة السياسة بعد أن استغفلنا الغرب بالاجتماعى واليومى وكاد يُنهى موضوعة السياسة عند شرائح واسعة من عالمنا العربى والإسلامى. ولا أظن أن القوى التقليدية قادرة على ملء الساحة والتحدى بأجندة لا تكون المقاومة فى صلبها.
ثانى عشر؛ هشاشة بنية إسرائيل التى باتت مُزنرة بالخوف والقلق الوجودى والهشاشة، فنقاط قوّة إسرائيل ليست من النوع الذى يُعّوض فيها نقاط الضعف. وهذا ما علينا دوما التنبيه إليه كى لا ننساق لرؤية الكيان الصهيونى وكيف يقّدم نفسه للغير فيُبرز جانبا ويُغفل الأعمق. لقد تبيّن أنّ هذا الكيان لا يستطيع أن يصمد حتّى أياما قليلة أمام مقاومات جادّة وقاصدة وهادفة وتستفيد من تصحيح أخطائها. فإسرائيل نشأت وترعرعت واستمّرت إلى يومنا هذا بفضل الغرب وأمريكا ونقطة أول السطر.
نستنتج من هذه المسألة أنّ كل رهان على إبعاد إسرائيل عن أمريكا هو رهان خائب اليوم ــ ربّما إلى حين تحوّل المجتمع الأمريكى فى العقد المقبل حين يتقدّم نفوذ (الجيل Z) ليصير مؤثرًا فى صناعة القرار ــ، فلو لم تكن إسرائيل لوجب إيجادها، كما قال الرئيس الأمريكى جو بايدن وكل الرؤساء، إنّها أى إسرائيل جزء لا يتجزأ من هوية أنظمة الغرب وأمريكا الإمبريالية.
ثالث عشر؛ لقد أكّد لنا «طوفان الأقصى» وما تلاه أنّ الوضع الدولى بلا قيادة ومشرذمٌ ولا يمتلك أى طرف فيه القدرة الحاسمة لتوجيه الأحداث. إنه فعلاً وضعٌ انتقالى، وبمقدار ما هو معقّد وخطر بمقدار ما يمكن أن يحمل الفرص. هذا الوضع الدولى يفقد القدرة إلى الوصول لأنصاف حلول كمقدّمة لتسويات معيّنة، فالصراع بلغ مستوى من التخّمر والحدّة والانكشاف فصار حل الدولتين مسألة مشككة وفيها نظر عند متبنيها السابقين.
رابع عشر؛ برغم كل ما مارسته إسرائيل من بطش وتقتيل وإبادات أقّرت بها المؤسسات الدولية لم تنجز إلا إنجازات تكتية حتّى اللحظة وليس من طريق واضح لديها للإجابة عن سؤال اليوم التالى، أى كيف يتّم تحويل هذه النقاط التكتية إلى معطيات استراتيجية، إن بضمانات سياسية أو ضمانات أمنية، اللهم إلاّ إذا نجحت بالقضاء المبرم على خصومها وأعدائها ــ وهذا هذيان ومستحيل ــ، فإلى اللحظة وبرغم التوحّش الإسرائيلى، لم تحّقق فعلاً أيًا من أهدافها ولا تزال تسير بتعّنت وتصطدم بالوقائع على الطريق لبلوغ ولو المرحلة الأولى من أهدافها أى ضرب البنية العسكرية للمقاومة.. وها هى بعد عام ونيف لم تصل بعد لإنهاء هذا الهدف الأوّل فى غزّة، فماذا عن المقاومة فى لبنان إذا؟
ومن نواتج ما يحصل منذ ٧ أكتوبر أنّ أى صراع مستقبلى بين الغرب والشرق أو أى طرف آخر، سيكون المجتمع الإسلامى والعربى عمومًا شريكا فى الثأر من أمريكا وهذا سيكون له تداعيات هائلة فى المستقبل على أمريكا ونفوذها وقد ينفجر فى لحظة غير معلومة بوجهها فى منطقتنا فى لحظة احتدام الصراع بين القوى الكبرى فيّهدد مصالحها المباشرة.
ومن المكاسب الكبرى هى استشعارنا كعرب أن العقل العربى ـ الإسلامى ولاّد وقادر أن يبدع ويسجّل أهدافاً قاتلة فى عدّوه وربّما يطيح بعدوّه فى لحظة تخطيط وحسبة دقيقة ويراكم ويطّور ولا ينثنى أمام الاغتيالات حتّى لو طالت رموزه.
وأختم بالإشارة إلى مكسب كبير واستراتيجى وربّما أتى كنتيجة أكثر منه كهدف مباشر، فمعركة إسناد غزّة دلّت على نوع من العجز الأمريكى فى البحار ودعواه بجدارته فى حماية الممرات المائية، بدليل وقوف الغرب عاجزا أمام الشعب اليمنى نصرة لفلسطين، فالقوّة الأمريكية بنهاية المطاف محدودة عندما تخضع لاختبار مدروس ومخّطط له.. وشجاع.
وتبقى مسألة قابلة للنقاش أنه عندما تتمكن مقاومة فى بلد من هذا المستوى من الصمود الأسطورى وتنجح فى تثبيت سيادتها وكسر عدوها، فكيف سيكون الحال لو كنا أمام واقع «أمة مقاومة» ذات يوم، هل ستستطيع إسرائيل التفكير فى مواجهتها؟
(الشروق المصرية)