تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتميز محافظة القليوبية في إنتاج محصول "المشمش"، والذي يحل ضيفًا عزيزًا في هذا التوقيت من كل عام، حيث تشتهر به المحافظة خاصة “مشمش العمار” والذي يزرع في قرية العمار.

وتعتبر قرية العمار هي أصل المشمش في مصر كلها، حيث إن زراعته يتوارثها الأجيال، وتتأهب القرية بأكملها استعدادًا لموسم الحصاد والذي يعد عيدًا للأهالي.

وأكد مزراعو المشمش أن هذا العام استثنائي بالنسبة لأهالي القرية بسبب حالة الفقر الشديد في إنتاج المشمش على مدار 3 سنوات متواصلة، حتى جاء الفرج هذا العام.

يقول "محمد عبدالمعز"، أحد أهالي قرية العمار، خلال حديثه مع "البوابة نيوز"، إن محصول المشمش ضيف عزيز يأتي لمدة شهر فقط في العام، ولكنه يأتي بالخير الوفير لجميع أهالي القرية، مشيرًا أن مشمش العمار يختلف كليًا عن المشمش الجبلي ولا يمكن مقارنتهم مع بعضهم البعض لأنها تعد مقارنة ظالمة في صالح مشمش العمار، مؤكدًا أن جميع الشركات تتهافت على شراء مشمش العمار من مختلف محافظات الجمهورية، مشيرًا أن مشمش العمار هو الأصل والسكريات فيه مضبوطة ويختلف عن "الجبلي".

وأضاف "محمد"، خلال حصاده المحصول، أن المشمش عبارة عن شجرة صغيرة يميل ارتفاعها إلى ما بين ثمانية و12 مترًا، حيث أن الفاكهة التي تنتجها هذه الشجرة هي في الأساس نبتة، والتي يمكن مقارنتها جدًا بالخوخ، فلا يوجد سوى بذرة واحدة داخل المشمش، مغطاة بقشرة صلبة وحجرية، تُعرف باسم النواة، والمشمش لذيذ جدا، لكنه ليس أفضل شيء للعصير، مشيرًا إلى أن القرية شهدت 3 سنين كان إنتاج المحصول فيها ضعيف ولكن هذا العام كان مختلفا كليًا، منوهًا أن وفرة الإنتاج يرجع إلى استقرار درجات الحرارة خلال مرحلة النضج، ولم تشهد تقلبات بين الارتفاع والانخفاض، موضحًا أن شجرة المشمش تمكنت من الاحتفاظ بالزهر الخاص بها، ما أدى إلى تحقيق إنتاجية بجودة عالية.

من جانبه قال "محمد حلمي شكر"، موظف من قرية العمار، إن مشمش العمار يمتاز بحبته الصغيرة والتي يكون منقوش عليها حمرة بسيطة تميزه عن غيره من أنواع المشمش الأخرى، مؤكدًا أن كل زراعة ليها أصول ونحن توارثنا تلك الزراعة من أجدادنا، قائلًا "مشمش العمار من أيام الفراعنة"، مؤكدًا أن مشمش العمار له مذاق خاص وطعم ومواصفات خاصة لا يضاهيها المشمش في الأنواع الأخرى، موضحًا أن موسم المشمش هو الخير وتنتشر الزيجات وتجهيز العرائس وبناء المنازل وشراء الملابس فهو العيد الحقيقي لأهالي القرية وفيه يقوم المزارعين ببيع المحصول وتحقيق كل أحلامهم وتزويج أولادهم وغيرها من الاحتياجات التي يحلمون بها طوال موسم الزراعة والحصاد.

وأوضح "محمد حلمي"، أن القرية بها 400 فدان مزروعة بالمشمش، مشيرًا إلى اعتماد الفلاح على المحصول، واعتباره موسما لتجهيز البنات والشباب للزواج، مشيرًا أن حقوله تشهد حلقات جمع المحصول وبيعه ويطلق عليها "السويقة"، حيث يجمع المزارعون المشمش في الحقول ويسلمونه للسويقة حيث يتم فرزه درجة أولى وثانية وثالثة ويجتمع المزارعون والتجار لعمل المزاد لتحديد سعر المشمش وبيعه ومن خلال السويقة يتم بيع الإنتاج لشركات العصائر والمواد الغذائية.

من جانبه، أشار الدكتور محمد الشحات الصباغ ، الباحث في مركز البحوث الزراعية، إلى أن قرية العمار تعتبر واحدة من أشهر القرى في الجمهورية في زراعة المشمش منذ آلاف السنين، على مساحات واسعة تصل إلى 600 فدان.

وأوضح الشحات أن حصاد المحصول يرتبط منذ زمن بعيد بالمناسبات السعيدة في القرية، مثل حفلات الزواج وبناء المنازل، وكان يعتبر صك عملة في القرية القديمة، حيث كان يتم تبادل المحصول بين أهل القرية لتلبية احتياجاتهم اليومية من السلع الغذائية والمنتجات.

وبحسب الباحث ، فإن نسبة النحاس في باطن التربة بقرية العمار تعادل أربعة أضعاف النسبة المتواجدة في العديد من المناطق الأخرى حول الجمهورية، مما يساعد في زراعة المشمش بأحجام مختلفة.

وأشار إلى أن المحصول الجديد مبشر ومتوفر بكميات كبيرة، وأن سعره مناسب للفلاحين وميسر للغاية. بعد تجاوزه تجاوز الأزمات التي تعرض لها المحصول في السنوات السابقة بسبب التقلبات الجوية، حيث كان الطقس مناسبًا وساهم في زيادة الإنتاجية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محافظة القليوبية المشمش قرية العمار قریة العمار مشیر ا

إقرأ أيضاً:

المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص

أكَّد الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- خلال كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظَّمتها جامعة حلوان حول "تجديد الخطاب الديني"، أنَّ الإسلام دينٌ عظيمٌ في جوهره، متفرِّدٌ في مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية. 

المفتي: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياة المفتي: دار الإفتاء تؤكد استعدادها لتقديم التدريب في مجال الإفتاء للمؤسسات الدينية بأذربيجان

وأوضح أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرةً للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام دينٌ صالح لكل زمان ومكان، متجددٌ في عطائه، ثابتٌ في قيمه.

 

وأشار إلى أن جمود الخطاب الديني، وخاصةً عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيِّقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يمثِّل أزمةً حقيقية تعوق حركةَ الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مِمَّا يهيِّئ بيئةً خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذي يقوِّض أُسس الاستقرار. واستشهد فضيلته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [رواه أبو داود]، مؤكدًا أنَّ التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها.

 

وشدَّد مفتي الجمهورية، على أنَّ الإدراك الواعي لمقاصد الشريعة هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الاتزان الفكري والسلوكي الذي تحتاج إليه المجتمعات في ظلِّ عالم يموج بالتحديات، لافتًا الانتباه إلى أنَّ الإسلام يدعو دائمًا إلى التوسُّط والاعتدال، كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. وأكَّد فضيلتُه أنَّ التطرف لا يمكن أن يُنسب إلى الدين ذاته، بل هو انعكاسٌ لسوء فَهْمِ النصوص وجهلٌ بمقاصدها السامية، ممَّا يضع المسؤولية على عاتق العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» [رواه البخاري].

تجديد الخطاب الديني

وتطرَّق إلى الدَّور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، في تجديد الخطاب الديني، انطلاقًا من رسالتها السامية التي تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات. وأكَّد أنَّ دار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمي عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب ديني يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتي هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، في مواجهة الجمود الفكري والتطرف، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.

 

وفي ختام كلمته، أوضح فضيلةُ المفتي أنَّ التجديد في الخطاب الديني ليس دعوةً لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، مضيفًا أنَّ التجديد الحقيقيَّ هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع متطلبات العصر.

 

هذا، وقد استقبل فضيلةُ مفتي الجمهورية فور وصوله أ.د. حسام رفاعي، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الطلاب، و أ.د. أشرف رضا، رئيس مركز الفنون والثقافة بالجامعة، ولفيفًا كبيرًا من السادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلبة وطالبات الجامعة، في أجواءٍ تملؤها الحفاوة والإجلال، وتؤكد عمقَ الصِّلة بين المؤسسات الدينية والعلمية في بناء الوعي المستنير.

مقالات مشابهة

  • حقول دوار الشمس تزين الجوف: قصة نجاح زراعي غير مسبوقة في اليمن
  • فريق كفر الشيخ يحصد 6 ميداليات ذهبية بالبطولة العربية لـ«جيت كون دو»
  • فريق كفر الشيخ يحقق 6 ميداليات ذهبية بالبطولة العربية لـ «جيت كون دو»
  • وزير الشباب والرياضة يهنئ نور الدين محمد البطل الأولمبي لفوزه بثلاث ميداليات ذهبية
  • محمد شحته أبو تريكة يطالب محافظ القليوبية باستكمال مشروع الصرف الصحي بالعزب الثلاثة في سرياقوس
  • تسهيلات حكومية شجعت على العودة لزراعة القطن بالغربية
  • اعتماد خطة للنهوض بزراعة المحصول ومنتجاته.. «نوَّرت يا قطن النيل» الخير من «قِبلي لبحري»
  • المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص
  • مقتل شخص على يد شقيقين في القليوبية
  • محمد فكري: النجاح والتفوق ثمرة العمل الدؤوب والإرادة القوية