الوَحدةُ اليمنية.. إرادَةُ شعب وإلهامُ أُمَّـة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
طارق مصطفى سلَّام*
في ذكرى مايو والوحدة المباركة يتبادرُ إلى الأذهان المشروعُ الصهيو أمريكي بريطاني، الذي يُعَدُّ من قبل أعداء الأُمَّــة لتقسيم اليمن إلى إقليم شمالي وآخر جنوبي، يشرع فيه التشظي والترهيب وتهيمن عليه قوى الإرهاب والتصهيُن؛ بما يحقّق أطماع الغزاة والمحتلّين.
لم ولن تكون الوحدة اليمنية بسلبياتها وإيجابياتها مزاداً لحزب أَو طرف أَو فصيل بذاته يبيع ويشتري بها متى ما أراد، ولا يمكن أن تكون تلك الدماء الزكية التي سقطت في سبيل ذلك لوحة إعلانية يراد منها تحصيل حاصل أَو اكتساب منافع وهمية على حساب تضحيات الأبطال في سبيل تحقيق الوحدة المباركة والقضاء على كُـلّ وسائل التشطير والانقسام.
الوحدة اليمنية هي الضمان الثابت والسبيل الوحيد لوجود استقرار وازدهار في البلدان والمجتمعات، ولا يمكن لقوى منتفعة أَو باغية أن تتحكم في مصير شعب بأكمله، وتسعى إلى فرض إرادتها ورغباتها لتحقيق أهداف قوى خارجية وزعزعة الأمن والاستقرار في بلدانها لتنتفع بذلك دول أُخرى وتستحوذ على مقدراتها ومكتسباتها، وما يحدث الآن في عدن والمحافظات المحتلّة من تواجد أجندة خارجية تحت مسميات مختلفة تسيطر وتتحكم بحياة الناس ومعيشتهم تحت غطاء ودعم خارجي مَـا هو إلَّا غيض من فيض وقطرة في بحر.
إننا اليوم أمام تحديات كبيرة وغاية في التعقيد تتطلب منا إيجاد الرؤى والحلول الرادعة وَالمناسبة لانتزاع الإرادَة المسلوبة والحقوق المنهوبة، التي يرى فيها المحتلّ حقاً مشروعاً وواجباً وطنياً اختص بها دون أصحاب الحق، الذين يعانون فيها الأمرَّين ويفتقدون لأبسط الحقوق والواجبات التي تتحلى بها الشعوب والمجتمعات الحرة، ناهيك عن حجم الدمار والنهب والسلب الذي تمارسه تلك القوى الإجرامية في المحافظات المحتلّة، وسياسة التقسيم والانفصال الذي يراد تحقيقها لتمرير تلك الجرائم دون حساب أَو رقيب؛ بما يضمن لها المضي في استكمال مشروعها المزعوم.
إن الوحدة اليمنية وُجِدَت لتبقى وستظل مكسباً وطنياً سَطَّرَ ملاحِمَه الأبطالُ؛ كونها جاءت عن إرادَة شعبيّة راسخة وليس قراراً فردياً؛ وهو ما جعلها اليوم مَطْمَعاً لتلك القوى الاستكبارية والإقليمية المتصهينة، والتي تسعى أن تنال من الجسد اليمني الموحَّد وتزرَع بذور التفرقة والانقسام بين أفراد الشعب الواحد.
* محافظ محافظة عدن.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: 64% من الأسر اليمنية تواجه صعوبة في تلبية احتياجاتها الأساسية
شمسان بوست / خاص:
أكد تقرير أممي حديث أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن شهدت تفاقماً إضافياً نهاية العام الماضي، مع وجود 64% من الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها من الغذاء الكافي.
وقال برنامج الغذاء العالمي: “لا يزال وضع انعدام الأمن الغذائي في اليمن عند مستويات مقلقة باستمرار، حيث لم تتمكن 64% من الأسر التي شملها الاستطلاع من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في ديسمبر/كانون الأول 2024”.
وأضاف التقرير أن الأزمة كانت أكثر حدة في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً، حيث أظهرت البيانات أن 67% من الأسر تفتقر إلى الوصول إلى الغذاء الكافي، مقابل 63% في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.
وأشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن تدهور الأمن الغذائي يرتبط بشكل أساسي “بارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا (منطقة العمليات الجنوبية)، والمساعدات الغذائية الإنسانية المحدودة المقدمة في المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين (منطقة العمليات الشمالية)، بالإضافة إلى ندرة الأنشطة المدرة للدخل، والاضطرابات الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد”.
وأوضح التقرير أن استمرار الصراع الداخلي خلال الربع الأخير من العام الماضي “ساهم في مزيد من التدهور في وضع الأمن الغذائي، وخاصة في المديريات الواقعة على خط المواجهة في محافظات تعز والضالع وأبين”.
وأكد البرنامج الأممي أن مستويات الحرمان الشديد من الغذاء (سوء استهلاك الغذاء) بلغت 38% بحلول نهاية العام، (40% في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً و37% في مناطق الحوثيين). وتجاوزت جميع المحافظات عتبة “عالية جدا” أكثر أو يساوي 20% لسوء استهلاك الغذاء في ديسمبر/كانون الأول، باستثناء محافظة صنعاء