لجريدة عمان:
2024-11-08@01:16:19 GMT

أوهام جو بايدن في رفح

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

يبدو أن الرئيس جو بايدن تعلم كل ما يعرفه عن الشرق الأوسط من فيلم «الوصايا العشر» لتشارلتن هيستن الذي عرض حينما كان بايدن لا يزال شابا يحب السينما سنة 1956. ففي الآونة الأخيرة، وتحديدا في السابع من مايو، تحدث الرئيس عن «الكراهية العتيقة» معتبرا أنها تفسير لكل ما يجري في المنطقة منذ هجمة حماس في السابع من أكتوبر.

فالأمر هكذا: كراهية أقدم من حماس، وأقدم من إسرائيل، وأقدم من أمريكا نفسها، وهي التي تمثل الأساس لسياسته -إن أمكن تسميتها سياسة.

من الخطر دائما البحث عن تفسيرات في الماضي العتيق، والأخطر منه البحث عنها في ماض أسطوري لا وجود له في غير الملاحم الهوليودية. فهذا لا يترك من مجال للفهم الأصيل، وبايدن يعرف المزيد عن الأحداث القريبة في المنطقة. فلا بد أن يدرك أنها لا تتواءم مع أساطيره.

في حوار مع إيرين برونيت المذيعة في شبكة سي إن إن في الثامن من مايو، اعترف بايدن بأن إسرائيل تستعمل قنابل الألفي رطل الهائلة أمريكية الصنع في «تعقب المراكز السكنية» في غزة. وهذه قنابل يبلغ نصف قطر مداها ألف متر. ولذلك السبب أوقف بايدن شحنة مستقبلية من هذه القنابل لإسرائيل خوفا من أن تستعمل في هجوم على رفح. لكن لو كان بايدن يعرف أن هذه الأسلحة تستعمل لتدمير مراكز سكنية، فلماذا لم يفعل شيئا من قبل؟

ترمي الألعاب البهلوانية السياسية التي ينشغل بها بايدن ومستشاروه الآن إلى الحفاظ على الأسطورة في صراعها اليومي مع الأحداث الحقيقية. فحينما يقول بايدن: إن على إسرائيل ألا تدخل رفح -المدينة الواقعة على الحدود المصرية التي لاذ بها أكثر من مليون فلسطيني- فإنه يتحدث خائفا من أن تكون هجمة كهذه هي اللحظة التي يستحيل فيها التصديق بأن إسرائيل تخوض حربا ضد «كراهية عتيقة» وليست حربا هدفها الدمار التام لغزة.

حينما سـألته برونيت بقولها: وإذا كانت إسرائيل قد دخلت رفح، فانتهكت بذلك خطه الأحمر، رد بايدن بأن إسرائيل لم تدخل مركز المدينة، وكأن مدينة رفح الصغيرة في مثل ضخامة حاضرة طوكيو.

يغدو واضحا أن ما تريده إدارة بايدن حقا من إسرائيل هو المساعدة في الحفاظ على الأسطورة، وأن تحرص على ألا تسمح لواقع غزة الوحشي أن يدمر الرواية. لقد دخلت إسرائيل عمليا رفح. وقصفتها بلا تمييز شأن بقية القطاع. ومئات آلاف البشر تركوا المنطقة الآن، متجهين إلى خان يونس، وما هي إلا ركام، أو اتجهوا غربا إلى المواصي وهي أرض مهجورة بلا كهرباء أو صرف صحي أو إمدادات غذائية.

منذ بداية عملية إسرائيل في رفح في السابع من مايو، لم تعبر مساعدات من مصر، بما يهدد بامتداد المجاعة إلى جنوب غزة، حيث يوجد الآن أغلب السكان. وفي وقت مبكر من صباح الثالث عشر من مايو، تردد عدد من التقارير الموثوقة عن انفجارات وقصف مدفعي وطائرات حربية ونيران طائرات المروحية في عدة مناطق في رفح.

فهل من مخرج؟ تتمثل الخطوة الأولى في أن ندرك أننا واقعون في قبضة الهوس. وبضمير الجمع هذا أعني البلاد الديمقراطية الغربية، حتى لو أن هذه المجموعة تضم عددا قليلا من الخارجين على الديمقراطية. علينا أن نتعلم من جديد أن نرى ما يقع أمام أعيننا. فبعد رفح سوف تصبح غزة كلها مدينة خيام بلا مبان متبقية فيها. فهل كنا نعرف هذا منذ البداية؟ لقد قال مسؤول دفاع إسرائيلي للقناة الثالثة عشرة الإسرائيلية في العاشر من أكتوبر في العام الماضي: إن «غزة سوف تتحول في نهاية المطاف إلى مدينة خيام، لن تبقى فيها أي مبان».

غير أن بايدن يبدو مصرا على التشبث بمساره: إسرائيل لم تدخل رفح. لعله يقصد أن إسرائيل لم تقم باجتياح رفح، ولكن إسرائيل تتبع في رفح البروتوكول الذي اتبعته في غزة، إذ يتضح أن هدفهم هو اجتناب وقوع خسائر في صفوفهم، مع حملة قصف كثيف يليها غزو بري مشفوع بتدمير شامل للمباني والبنية الأساسية.

أما عن المسافة القائمة فيما بين إدارة بايدن ومجلس وزراء إسرائيل الحربي، فيبدو أنها لا تعدو خلافا في طريقة التواصل. فبايدن يرغب في أن تستعمل لغة مختلفة بعض الشيء، ولعله يرغب في أن تستعمل قنابل مختلفة. لكن إدارته سارعت بإيضاح أن شحنة واحدة فقط من قنابل الألفي رطل هي التي تم تأجيلها، وحتى هذه الشحنة قد تستأنف.

خطيرة هي مقامرة بايدن. فقد أقام واقعا بديلا، يجري بالتوازي مع أحداث حقيقية في غزة. وفي حال انهيار هذا الواقع، بل عند انهياره، فإن قدرا كبيرا سوف ينهار معه. ففي السابع من مايو اتهم المتظاهرين المناهضين للحرب في عشرات الجامعات بنفس اتهام الكراهية العتيقة التي تفسر بالنسبة له كل شيء في الصراع. فهل إهانة الناخبين الطلبة استراتيجية انتخابية جيدة لمرشح رئاسي ديمقراطي؟ لقد كان بايدن متخلفا بالفعل بإحدى عشرة نقطة عن دونالد ترامب في استطلاعات الرأي للفئة العمرية في ما بين 18 و34 عاما، بحسب استطلاع رأي لسي إن إن في أبريل. وبيرني صاندرز محق في تخوفه من أن تعامل بايدن مع الحرب في غزة قد يكلفه انتخابات نوفمبر.

بالنسبة لصورة أمريكا ومكانتها في الشرق الأوسط -وفي العالم- تمثل غزة نقطة تحول تاريخية. والولايات المتحدة ـ مثلما قال لي مسؤول في الأردن في أبريل- تحولت من مصدر للنظام إلى عامل للفوضى. وكثيرا ما يقال: إن السياسات الأمريكية انكفأت على نفسها. ويفترض بذلك أن يعني النأي عن العالم والانشغال بالهموم المحلية الأمريكية. وأخشى أن الوضع أسوأ من ذلك كثيرا. فلو أن الولايات المتحدة انكفأت على نفسها، فقد انكفأت نائية عن العالم مستغرقة في أوهامها وأساطيرها وأغوار عقلها المحموم.

برونو ماسياس وزير برتغالي سابق للشؤون الأوروبية وأحد كتاب الرأي في نيوستيتسمان

عن موقع نيوستيتسمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی السابع من أن إسرائیل من مایو فی غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

طعن سيدة كرمتها حياة كريمة بمطواه في 15 مايو| التفاصيل الكاملة

 

أمرت  نيابة حلوان الكلية، بضبط وإحضار المتهم بالتعدي على سيدة تروسيكل حياة كريمة، كما استعلمت عن الحالة الصحية للمجني عليها السيدة نوال مرزوق، واستمعت لأقوالها.

وكشف التقرير الطبي، عن إصابة نوال مرزوق سيدة تروسيكل حياة كريمة، بجرح قطعي في الرأس جهة اليمين طوله 5 سم وتمت خياطة الجرح 4 غرز، وجرح قطعي في الفخذ الأيمن طوله 3 سم وتمت خياطة الجرح 4 غرز، وجرح قطعي في الكتف الأيسر طوله 15 سم وتمت خياطة الجرح 40 غرزة، والمصابة تحتاج لراحة أكثر من 21 يوما

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغ من سيدة التروسيكل التي تم تكريمها من حياة كريمة، تتهم فيه  سائق سيارة بالتعدي عليها بالضرب وإحداث إصابات طعنية وقطعية بجسدها.

 

ومن جانبها قامت أجهزة الإدارة العامة لمباحث القاهرة بإشراف اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بفحص منظومة كاميرات المراقبة الذكية المتواجدة في مايو، وتم التوصل إلى صورة للسيارة التقطتها الكاميرات، يستقلها شخص بالمواصفات التي أدلت بها السيدة، وتم عرض الصورة على السيدة وأقرت بأنه مرتكب الواقعة.

وكشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، ملابسات وتفاصيل التعدي على سيدة التروسيكل «نوال» التي كرمتها مبادرة حياة كريمة وطعنها بمطواة على يد شخص في مدينة 15 مايو جنوب القاهرة.

 

واستعلمت أجهزة أمن القاهرة من الإدارة العامة للمرور عن السيارة التي فر قائدها والتي تحمل لوحات ع ه ن 792، وتبين أنها مسجلة باسم سيدة، كما تم فحص السيارة على منظومة الكاميرات الذكية بوحدة مباحث قسم 15 مايو وتم التوصل إلى التقاط صورة للسيارة يستقلها المتهم.

تم عرض صورة الشخص الذي ظهر في الكاميرات على المجني عليها وتعرفت عليه، وأقرت بأنه مرتكب الواقعة وتكثف الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من جهودها لضبط المتهم بالتعدي على نوال - سيدة التروسيكل التي تم تكريمها من مبادرة حياة كريمة وذلك بعد اعتدائه عليها بالضرب والطعنات مستخدما آلة حادة.

وتبين من التحريات التي أجرتها أجهزة أمن القاهرة، بإشراف اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أن سيدة حياة كريمة تم التعدي عليها من قبل المتهم بسبب كسر مرآة السيارة الخاصة به، حيث أصابها بـ مطواة في الرأس و الفخذ الأيمن وكذا الكتف الأيسر، وتم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • السيطرة على حريق داخل مصنع ملابس في 15 مايو دون إصابات
  • جولة تفقدية لرئيس هيئة النظافة بمصانع المخلفات بـ 15 مايو
  • طعن سيدة كرمتها حياة كريمة بمطواه في 15 مايو| التفاصيل الكاملة
  • «حياة كريمة» كرَّمتها.. شاب يطـ ـعن جسد سيدة التروسيكل في 15 مايو
  • مصر: أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل
  • «مزق جسدها بمطواة».. «أم رحاب» كادت أن تفقد حياتها على يد شاب وزوجته بـ 15 مايو
  • وزير الخارجية لنظيره الهولندي: أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل
  • وزير الخارجية: أوهام القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل
  • إدارة بايدن: إسرائيل "فاشلة" في تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • الإطاحة بشبكة لتنظيم رحلات “الحرقة” بسيدي بلعباس