أثارت حادثت سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تفاعلا واسعا، لا سيما أن السلطات المختصة لم تتمكن من الوصول إليه بعد مرور ساعات على الحادثة.

وتاليا "بورتريه" نشرته "عربي21" سابقا حين وصول رئيسي إلى السلطة عام 2021:

فقيه جعفري وقاض شرعي وسياسي إيراني، يحمل لقب "حجة الإسلام"، هو الرئيس الثامن للبلاد منذ ثورة 1979، وفاز في الانتخابات قبل نحو 3 أعوام دون منافس جدي.


 
يرى منتقدوه أنه يفتقر إلى الكاريزما، ويعمل "بوحي الدروس الدينية والفقهية لعلي خامنئي"، فيما وصفته صحيفة "إندبندنت أون صندي" البريطانية بأنه "دمية الحرس الجمهوري والمرشد الأعلى" في "قصر سعد آباد" المقر الرئاسي في طهران. 

ولد إبراهيم رئيسي عام 1960 بمدينة مشهد لأسرة متدينة، فقد كان والده وجده لوالدته من علماء المدينة. التحق بالحوزة العلمية في مشهد، وبعد أن أتم مرحلة المقدمات توجه إلى مدينة قم، وتتلمذ على أيدي كبار علماء المذهب الشيعي.

لم يكتف رئيسي بالتحصيل الديني، فواصل أيضا دراسته الجامعية في جامعة "الشهيد مطهري"، حتى نال درجة الماجستير في الحقوق الدولية، ودرجة الدكتوراه في فرع "الفقه والمبادئ قسم الحقوق الخاصة"، ثم بدأ بإلقاء الدروس في الوسطين الديني والأكاديمي.

شغل عدة مناصب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ ففي عام 1980 أصبح المدعي العام لمدينة كرج غرب طهران، وبعد خمس سنوات، تولى منصب نائب المدعي العام في طهران.

وفي عام 1988، كلفه الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، بالنظر في ملفات قضائية تتعلق بـ"الإرهاب"، المتمثل حينها في "حزب توده" ومنظمة "مجاهدي خلق".

كان رئيسي واحدا من القضاة الأربعة الأعضاء فيما أطلق عليها "لجنة الموت" التي قررت مصير الآلاف من معتقلي المعارضة الذين أعدموا عند انتهاء فترات سجنهم، ويقول تقرير لمنظمة العفو الدولية إن عدد ضحايا حملة الإعدامات تلك يقدر بحوالي 5 آلاف شخص، بينما قالت "مجاهدي خلق" إن العدد تجاوز 30 ألفا.

ودعا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، إلى إجراء تحقيق مستقل في إعدام السجناء عام 1988، ودور رئيسي فيها عندما كان مدعيا في ذلك الوقت، وكذلك دوره في أحداث عام 2019.

وكانت الأمينة العامة لمنظمة "العفو الدولية" أنييس كالامار، قد دعت مجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى النظر في "آلية مستقلة" من أجل "تحقيق فعال" في ملف إعدام السجناء.

ويخضع رئيسي لعقوبات أمريكية بسبب دوره في إعدامات عام 1988، وفي حملات قمع ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة عامي 2009 و2019.

وفي أول مؤتمر صحفي بعد تعيينه رئيسا، قال رئيسي ردا على الاتهامات التي أدت إلى وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية عام 2019: "أنا فخور بكوني مدافعا عن حقوق الإنسان وأمن الناس وراحتهم كمدع عام أينما كنت".


وأضاف أن "كل الأعمال التي قمت بها خلال فترة استلامي لمنصبي كانت دائما في اتجاه الدفاع عن حقوق الإنسان".

وردا على أسئلة وجهت إليه سابقا عن تلك الحقبة، نفى رئيسي ضلوعه في هذه الإعدامات، لكنه أبدى تقديره لـ"الأمر الذي أصدره الإمام الراحل روح الله الخميني" لتنفيذ "الإجراءات" بحق هؤلاء الموقوفين.

وبعد رحيل الخميني عام 1989 عين رئيسي في منصب المدعي العام بطهران، فبقي في هذا المنصب حتى عام 1994، حيث تولى منصب رئاسة دائرة التفتيش العامة، وبقي في هذه المهمة حتى عام 2004.

 

وشغل ما بين عامي 2004 و2014 منصب النائب الأول لرئيس السلطة القضائية، ثم عين مدعي عام إيران، كما ترأس المحكمة الخاصة برجال الدين منذ عام 2012، وعضو مجلس خبراء القيادة، وواحدا من 11 عضوا يؤلفون لجنة تعيين القائد الأعلى الإيراني.

وفي عام 2016، عينه خامنئي سادنا لـ"لروضة الرضوية"، وبذلك أصبح وصيا على أحد أغنى المنظمات الدينية في العالم الإسلامي، التي تتكفل بإدارة أهم المزارات الدينية في إيران.

وهذا المنصب يحمل الكثير من الهيبة والنفوذ، حيث تبلغ موازنة المؤسسة مليارات الدولارات، وتملك نصف الأراضي في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، وشركات نفط وغاز ومصانع.

وفسر كثيرون تعيين رئيسي في هذا المنصب بأنه تهيئة له ليخلف المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي عام 2019، عين رئيسا للسلطة القضائية، وبعد انتخابه رئيسا للجمهورية، عين نائبه الأول خلفا له على رأس السلطة القضائية.

وفي عام 2017، أعلن رئيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية في إيران، وخسر في السباق الانتخابي أمام حسن روحاني الذي تمكن من الفوز بولاية ثانية.

وشهد عهد روحاني سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كانت أبرز محطاتها إبرام اتفاق فيينا 2015 بشأن البرنامج النووي مع ست قوى كبرى، هي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، وألمانيا.

وعاد رئيسي وترشح ثانية في الانتخابات الرئاسية في 2021، التي قيل بأنها "مصممة ومفصلة على مقاسه" لإيصالهِ لسدة الرئاسة، بعد أن استعبد جميع منافسيه الذين قد يتفوقون عليه من الانتخابات عن طريق "مجلس صيانة الدستور"، وأعلن عن فوزه بنسبة 61% من أصوات الناخبين المشاركين و29% من أصوات الناخبين المسجلين.

وأشارت وسائل إعلام إلى أن "صيانة الدستور" عبد الطريق أمام رئيسي للوصول إلى الرئاسة، بعد أن أزاح كل منافسيه الحقيقيين من الانتخابات عبر رفض أهليتهم، ومنهم رئيس مجلس الشورى الإسلامي السابق علي لاريجاني، والرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي وصف الانتخابات بـ"المهندسة سلفا، ووصف نجاد المرشحين الذين نافسوا رئيسي بأنهم "مدفوعون لإعطاء شرعية للانتخابات" التي اقتصرت على مخاطبة الأصوليين الإيرانيين، بعد استبعاد التيار الإصلاحي من الانتخابات.

وخلال فترة رئاسته، واجه رئيسي الذي وصفه خامنئي بـ"الرجل الحكيم"- تحديات أزمة اقتصادية وتوترا مع الغرب، بشأن العقوبات الأمريكية والمفاوضات حول الملف النووي، الذي أوقف العمل به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وزاد من تبعاتها وباء "كوفيد-19".


كما شهدت البلاد احتجاجات واسعة خلال الأعوام الماضية، أبرزها بعد وفاة الناشطة مهسا أميني، وتبعها تنفيذ مجموعة أحكام بالإعدام.

وفي خطاب التنصيب، شدد رئيسي على أن تحسين الظروف الاقتصادية لبلاده لن يرتبط "بإرادة الأجانب"، وقال "إن أعداء بلاده يشنون عليها حربا نفسية ويقاطعونها اقتصاديا". 

وأضاف: "برنامجنا النووي سلمي، والسلاح النووي في عقيدتنا محرم شرعا، ولن يكون له موطئ قدم في إستراتيجيتنا"، معتبرا أن "التدخل الأجنبي في المنطقة لا يحل أي مشكلة، بل هو المشكلة بعينها".

وأتاح تولي رئيسي رئاسة إيران الفرصة للتيار السياسي المحافظ والمتشدد لتعزيز نفوذه في هيئات الحكم، بعد الفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية العام الماضي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه الإيراني رئيسي خامنئي طهران إيران طهران خامنئي رئيسي سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان وفی عام

إقرأ أيضاً:

بمؤتمر مستقبل وطن المنيا.. أشرف صبحي : الدولة تؤمن بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن مؤتمر شباب الصعيد يُعد منصة وطنية هامة تبرز أهمية إشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، وهو دليل على إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية 

وقال صبحى : نسعى من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم ليصبحوا شركاء حقيقيين في صياغة مستقبل الوطن.

 

جاء ذلك خلال فاعليات مؤتمر حزب مستقبل وطن المنيا"  شاب صعيد مصر "  باستاد جامعة المنيا ووجه المؤتمر رساله للرئيس عبد الفتاح السيسي  " بأننا معك دائما لاستمرار جهود التنميه والتقدم والاستقرار " 

حضر المؤتمر المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ ورئيس حزب مستقبل وطن  والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة  والنائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس الحزب والأمين العام والدكتور علاء عابد نائب رئيس الحزب والنائب احمد حسام عوض امين الشباب بالمركزيه والنائب محمد نشأت العمدة أمين الحزب بالمحافظة والدكتور وليد عبد القوي امين تنظيم حزب مستقبل وطن المنيا وطاهر فاتح الباب وجابر جرجس ومحسن ابو حتة واحمد عبد الجواد الامناء المساعدين وعدد من أعضاء الهيئة البرلمانية لمجلسي النواب والشيوخ وأعضاء الامانه المركزيه وأكثر من 15 الف شاب من محافظات الصعيد.

IMG-20241221-WA0107 IMG-20241221-WA0111 IMG-20241221-WA0105 IMG-20241221-WA0106 IMG-20241221-WA0102 IMG-20241221-WA0103 IMG-20241221-WA0104 IMG-20241221-WA0099 IMG-20241221-WA0098 IMG-20241221-WA0064 IMG-20241221-WA0060 IMG-20241221-WA0062 IMG-20241221-WA0056 IMG-20241221-WA0058 IMG-20241221-WA0048 IMG-20241221-WA0050

مقالات مشابهة

  • إصلاح كسر خط مياه رئيسي في قرية قلندول بمركز ملوي
  • المطران رحمة ترأس قداسا على نية شهداء الدفاع المدني في دورس
  • فيديو | دبي.. افتتاح جسر رئيسي بطول 1000 متر يربط بين شارعي حصة والخيل
  • بمؤتمر مستقبل وطن المنيا.. أشرف صبحي : الدولة تؤمن بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية
  • خبير تركي: السوريون سبب رئيسي في ارتفاع البطالة في تركيا
  • سياسي إيرلندي يهاجم نتنياهو ويدعو لوقف الإبادة في غزة (بورتريه)
  • سياسي أيرلندي يهاجم نتنياهو ويدعو لوقف الإبادة في غزة (بورتريه)
  • أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
  • بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي
  • الرد على من زعم أن الإمام البخاري ليس فقيهًا