لماذا توجه الإيرانيون إلى مرقد الإمام الرضا بعد حادث رئيسي.. ومن هو؟
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
توجهت أعداد كبيرة من الإيرانيين إلى مرقد "الإمام الرضا" في مدينة مشهد، من أجل الدعاء بنجاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الذي "هبطت طائرته اضطراريا بشكل صعب" في منطقة بالقرب من قرية "أوزي" في غابات "أرسباران"، بمقاطعة "ورزقان"، إحدى مقاطعات محافظة أذربيجان الشرقية في إيران.
وطلبت وكالة أنباء "فارس" من الإيرانيين الدعاء لرئيسي عقب تعرض طائرته لحادث، في وقت قالت وكالة "إرنا" الرسمية إن "ظروف الطقس الصعبة والضباب تعقد جهود الإنقاذ عقب حادث طائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس".
فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
الإيرانيون يصلون ويدعون لسلامة #الرئيس_الإيراني والمسؤولين الآخرين في مرقد الإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد#إيران #إبراهيم_رئيسي#Iranian pic.twitter.com/gRyh6x2AYO — اليمن في عيون العالم (@Y0eme1n_1) May 19, 2024
ويأتي التوجه إلى مرقد "الإمام الرضا" تزامنا مع ذكرى مولده بحسب ما يحتفل الإيرانيون كل عام، وهو 11 ذي القعدة بحسب التقويم الهجري.
وأظهرت مقاطع مختلفة جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي الإيرانيين وهم يبتهلون يدعون بسلامة الرئيس الذي تولى منصبه منذ 3 آب، أغسطس 2021 خلفًا لحسن روحاني.
والإمام علي الرضا هو علي بن موسى بن جعفر، المعروف بـ "الرضا"، وهو ثامن أئمة أهل البيت عند الشيعة الإمامية، وتولى الإمامة بعد استشهاد أبيه الكاظم، واستمرّت إمامته حوالي 20 عاما.
متباركين بولادة الامام الرضا
اللهم بحق علي الرضا رد الرئيس الإيراني ووزير الخارجية ومرافقيهم سالمين غانمين يا الله ????????
ولادت امام رضا مبارك باد pic.twitter.com/2GdTLfrOD1 — Maya Sabbagh (@MayaSabbagh7) May 19, 2024
ويكنى علي الرضا أيضا بأبو الحسن الثاني، وهو الذي ولد في المدينة المنورة عام 148هـ، و"استشهد بسم دسَّ إليه المأمون العباسي، في طوس سنة 203 هـ، ودفن في مدينة مشهد، وصار مرقده مزارا يقصده الملايين من مختلف البلدان"، بحسب المعتقد الشيعي.
وذكر موقع "ويكي شيعة" أن الإمام الرضا عُرف عند أهل زمانه بـ "الزهد والعبادة والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وذلك لتفوقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته مناظراته، التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، لعلّه يتمكن من إثبات أنّ أئمة أهل البيت ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو المتداول عند شيعتهم ومواليهم".
???? شـــــــــــــــــــــاهد
دعاء التوسل في مرقد الامام الرضا عليه السلام لسلامة الرئيس الايراني والوفد المرافق له#ايران pic.twitter.com/2nm2zwWsFd — وكالة تسنيم للأنباء (@Tasnimarabic) May 19, 2024
وهناك العديد من المؤلفات حول حياة الإمام الرضا بمختلف اللغات کالعربية، والفارسية، والإنجليزية، منها كتاب "الحياة السياسية للإمام الرضا"، من تألیف السيد جعفر مرتضى العاملي، و"حياة الإمام علي بن موسى الرضا: دراسة وتحليل"، لمؤلفه باقر شريف القرشي.
تواصل السلطات الإيرانية، الأحد، عمليات البحث عن طائرة هليكوبتر كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي، قبل أن تتعرض لحادث أثناء تحليقها عبر منطقة جبلية يحيط بها ضباط كثيف في طريق عودتها من زيارة لأذربيجان.
وأشار التلفزيون الإيراني إلى أنه "لا يمكن مواصلة البحث جويا، بسبب الأحوال الجوية السيئة"، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني أنه "لا نزال يحدونا الأمل لكن المعلومات الواردة من موقع التحطم مقلقة للغاية".
وذكر مصدر لوكالة الأنباء الإيرانية (IRIB) أن هناك احتمالاً "كبيراً" لسقوط ضحايا، بسبب "خطورة" الحادث الذي تعرض له الرئيس رئيسي.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن المروحية التي تعرضت للحادث كانت تقل رئيسي وأمير عبد اللهيان ومسؤولين محليين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإيرانيين الإمام الرضا مشهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إيران مشهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الإمام الرضا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: غياب الاقتداء بالنموذج النبوي في الحياة الزوجية سبب رئيسي للمشكلات الأسرية
أكد الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المشكلات الأسرية التي نشهدها اليوم تعود في جانب كبير منها إلى غياب الاقتداء بالنموذج النبوي في المعاملة بين الزوجين، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جسَّد في حياته اليومية مع أهل بيته أرقى معاني الرحمة واللطف وحسن العِشرة، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
وأوضح فضيلته، خلال لقائه اليومي ببرنامج «اسأل المفتي» الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدرك طبيعة المرأة جيدًا، وأن العاطفة لديها قد تغلب أحيانًا على العقل، وهو ليس انتقاصًا من شأنها، وإنما أمرٌ فُطرت عليه لتحقيق التوازن في الحياة الأسرية. وأورد فضيلته مثالًا على ذلك عندما كسرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إناءً أرسلته السيدة صفية إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدافع الغيرة، فما كان منه إلا أن ابتسم قائلًا: «غارت أمكم»، ثم قام بتعويض السيدة صفية بإناء جديد من آنية السيدة عائشة، مما يدل على حكمته في التعامل مع المواقف بحب واحتواء، بعيدًا عن التوبيخ والتصعيد.
وأشار فضيلة المفتي إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يقتصر على التعامل بحكمة في لحظات الغضب، بل كان يمازح أهل بيته ويشاركهم لحظات المرح، مستشهدًا بسابقته الشهيرة مع السيدة عائشة في إحدى الغزوات، حيث تغلبت عليه في السباق المرة الأولى، ثم غلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاحقًا بعدما تقدمت قليلًا في السن، وقال لها مازحًا: «هذه بتلك».
وتابع فضيلة المفتي موضحًا أن الوفاء والاعتراف بفضل الآخرين كانا من أبرز صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما ظهر جليًّا في حديثه المتكرر عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- بعد وفاتها، حيث كان يذكر فضلها ومواقفها الداعمة له، حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة، فقالت له: «يا رسول الله، قد أبدلك الله خيرًا منها»، فرد عليها بقوله: «والله ما أبدلني الله خيرًا منها»، مستذكرًا تضحياتها ودعمها له في أصعب المواقف.
وأوضح فضيلة المفتي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يكتفي بالحديث عن فضائل السيدة خديجة، بل كان يكرم صديقاتها وأهلها حتى بعد وفاتها، مما يعكس عمق الوفاء النبوي، وهي قيمة نفتقدها كثيرًا في مجتمعاتنا اليوم، حيث أصبحت المصالح تطغى على معاني الإخلاص والاعتراف بالجميل.
وأضاف فضيلة المفتي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان نموذجًا فريدًا في مراعاة مشاعر الآخرين، سواء داخل بيته أو في تعامله مع الصحابة والناس عامة، حيث كان يتجنب التصريح بما قد يحرج الآخرين، مستشهدًا بموقفه عندما كان مجتمعًا مع الصحابة وأحدث أحدهم بإخراج الريح، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من أكل لحم جزور فليتوضأ»، ليجنِّبه الشعور بالإحراج أمام الناس.
كما ضرب فضيلة المفتي مثلًا آخر بموقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما بال أحد الأعراب في المسجد، فأراد الصحابة نهره بشدة، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم بعدم مقاطعته، ثم قام بتوجيهه بالحسنى وتعريفه بحرمة المسجد، مما جعل الأعرابي يقول: «اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا»، فانظر كيف حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الموقف من الغضب إلى درس تعليمي راقٍ دون تجريح أو إساءة.
وانتقل فضيلة المفتي للحديث عن أخلاقيات الحرب في الإسلام، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوصي أصحابه بعدم الاعتداء على غير المحاربين، وعدم قتل الأطفال والنساء والرهبان، وعدم هدم دور العبادة، بل إنه عندما رأى التمثيل بجثمان عمه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- توعد في البداية بالانتقام، لكنه عاد وامتثل لأمر الله في قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]، فاختار الصبر ورفض الانتقام، ضاربًا بذلك أعظم الأمثلة في العفو عند المقدرة.
وختم فضيلة المفتي حديثه عن السيرة النبوية بقوله: "أين نحن اليوم من هذه القيم العظيمة؟! العالم يشهد حروبًا لا تراعي للإنسانية حرمة، بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضع لنا دستورًا أخلاقيًّا في الحرب والسلم، يدعو للعدل والرحمة والتسامح".
وفي الجزء الأخير من الحلقة، أجاب فضيلة المفتي عن سؤال حول حكم زكاة المال وموعد إخراجها، مؤكدًا أن الزكاة ركن من أركان الإسلام، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بُني الإسلام على خمس»، مشيرًا إلى أن الله تعالى قرنها بالصلاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}.
وأوضح فضيلته أن الزكاة ليست تفضُّلًا من الغنيِّ على الفقير، وإنما هي حق واجب في المال، لأنها تطهيرٌ للنفس من الشح، وتزكيةٌ للمال، وتحقيقٌ للتكافل الاجتماعي، مستدلًّا بقول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].
وحول موعد إخراج الزكاة ومقدارها، بيَّن فضيلة المفتي أنه إذا بلغ المال النصاب (وهو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب)، وحال عليه الحول، وجب إخراج 2.5% منه.
أما عن حالة من اقترض من البنك، وكان يسدد الأقساط، فهل تجب عليه الزكاة؟ فأوضح فضيلته أن القاعدة الشرعية تقضي بأن الضرورة تُقدَّر بقدرها، فلا يمكن إصدار فتوى عامة دون معرفة تفاصيل الحالة، فإذا كان الشخص يمتلك أصولًا وأموالًا أخرى تكفي لسداد الدَّين، فلا تسقط عنه الزكاة، أما إذا كان الدَّين يشكل عبئًا حقيقيًّا، فيُنظر في الأمر وفقًا لظروفه الشخصية.
وفي ختام الحلقة، شدد فضيلة المفتي على أهمية الفهم الصحيح للأحكام الشرعية، ودعا إلى الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أخلاقه ومعاملاته، قائلًا: "إذا أردنا أن نحيا حياة مستقرة، فعلينا أن نستلهم من السيرة النبوية قيم الرحمة والتسامح والتراحم، فهي المنهج الأسمى في بناء مجتمع متماسك ومتوازن".
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: الموقف العربي خلال القمة يعيد لقضية فلسطين زخمها في وجدان الأمة
مفتي الجمهورية: الصيام مدرسة سلوكية تنطوي على منظومة قيمية وأخلاقية| فيديو
مفتي الجمهورية: رمضان يحقق التوازن بين الطاعة والتوبة في حياة المسلم