الجديد برس:

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35.386 فلسطينياً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 79.366  آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

واليوم الأحد، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، في قصف لمدفعية  الاحتلال وطيرانه على مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وفي مستجدات العدوان، انتشلت طواقم الإنقاذ والدفاع المدني جثامين 31 شهيداً في إثر قصف للاحتلال استهدف منزلاً بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فجر اليوم.

كما استهدفت مدفعية الاحتلال مبنى في أرض المفتي شمالي النصيرات، فيما استشهد فلسطيني وأُصيب آخر بعد استهداف طيران الاحتلال مجموعة مواطنين كانوا يجمعون الحطب بحي الصبرة وسط مدينة غزة.

وفي دير البلح، استشهد مدير مباحث المحافظة الوسطى زاهر حامد الحولي ومرافقه جهاد الحميدي إثر استهداف من طائرة استطلاع، كما ارتقى شهداء في قصف طيران الاحتلال مواطنين في المدينة.

أما جنوبي القطاع، فاستشهد مواطنان في قصف للاحتلال على منازل المواطنين في بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصفها  منازل المواطنين شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع.

وبالتزامن، قصفت مدفعية الاحتلال مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر بجباليا شمالي القطاع، بحسب ما أفادت طواقم الإنقاذ والإسعاف.

وأضافت طواقم الإنقاذ، في تصريح صحفي، أن الاحتلال دمر أكثر من 300 منزل في جباليا منذ بداية الاقتحام، مشيرةً إلى أن طواقمها “تمكنت من انتشال جثامين مئات الشهداء في جباليا، فيما لا يزال هناك أحياء وشهداء تحت الأنقاض يصعب الوصول إليهم”.

وأعلن الدفاع المدني في شمال قطاع غزة خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة في ظل تهديدات الاحتلال واستهدافاته.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان في تصريح صحفي إن عدداً من الجرحى استشهدوا أمس، بسبب عدم توفر المعدات الطبية اللازمة، مضيفاً أن الطواقم تقدم الخدمة الطبية بالحد الأدنى وسط استهدافات الاحتلال المستمرة.

وبالتزامن، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى العودة في جباليا شمالي قطاع غزة أيضاً، وأعادت تجريف محيطه، وفق وسائل إعلام محلية.

وأضاف الإعلام المحلي أن مدفعية الاحتلال قصفت المستشفى بعدة قذائف قبل أن تحاصره، وفيما يمنع الاحتلال المواطنين والطواقم الطبية من الدخول اليه أو الخروج منه، ما تسبب بصعوبة تقديم الخدمات العلاجية للمصابين والمرضى.

وكانت قوات الاحتلال أعلنت في 11 مايو الجاري بدء هجوم واسع على مدينة جباليا ومخيمها شمالي قطاع غزة، بعد أن طلبت من السكان إخلاء المنطقة والتوجه نحو غرب مدينة غزة.

ومنذ بدء العدوان، تعمد الاحتلال تعطيل المنظومة الصحية، باستهداف المستشفيات في القطاع ومنها، مستشفى العودة شمالاً، من خلال التهديدات المباشرة بالإغلاق، ومن ثم استهدافه بالقصف المباشر، وتدمير أقسام المبيت وغرف العمليات ومنظومة الطاقة الشمسية ومخازن المياه والسولار ومستودعات الأدوية والغازات الطبية وسيارات النقل والإسعاف والإمداد الطبي التابعة له.

ويعدّ مستشفى العودة الوحيد الذي يقدم خدمات جراحة العظام والنسائية والتوليد شمالي القطاع، إضافةً إلى الجراحة العامة والاستقبال والطوارئ، والعيادات التخصصية والأشعة والمختبر.

أزمة إنسانية عميقة

وبالتوازي مع مواصلته اعتداءاته على القطاع، يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال 3000 شاحنة مساعدات، ويمنع أيضاً 690 مريضاً وجريحاً من السفر للعلاج في الخارج، بسبب إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم الثالث عشر على التوالي، ما يُضاعف الأزمة الإنسانية العميقة في القطاع، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.

وفي بيان، أوضح المكتب الإعلامي أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال المساعدات الغذائية والتموينية والأدوات والمستلزمات الطبية، ويمنع إدخال الوقود للمستشفيات والأجهزة التي تقدم الخدمات الإنسانية، وكذلك يمنع سفر الجرحى والمرضى بعد احتلال معبر رفح الحدودي، وإغلاق معبر كرم أبو سالم.

وأضاف أن ما يفعله الاحتلال “يُشكل خطورة واضحة في ظل انهيار المنظومة الصحية واستهداف وتدمير وحرق وإخراج المستشفيات عن العمل بشكل كامل”، الأمر الذي يعزز ارتكاب الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء.

وتابع المكتب الإعلامي أن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي “لم يقوموا بواجبهم، ولم يُمارسوا الدور المطلوب منهم لمنع الإبادة الجماعية، بل إنهم منحوا الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية، ومواصلة سياسات التجويع والحصار، في مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وعليه، حمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي كامل المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة الجماعية، مديناً استمرار هذه الجريمة بكل العبارات، ومطالباً كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية والأممية بإدانة هذه الجريمة المستمرة للشهر الثامن على التوالي.

كما طالب كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، وفتح المعابر فوراً قبل وقوع الكارثة الإنسانية، والسماح لإدخال المساعدات لأكثر من 2 مليون و400 ألف إنسان يعيشون في قطاع غزة، بينهم 2 مليون نازح يعيشون على المساعدات بشكل أساسي ووحيد.

بدورها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع من النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية لتقديم خدمات الطوارئ والعمليات والرعاية الأولية والعديد من الخدمات، والتي أصبح رصيدها صفراً في المستشفيات وأماكن تقديم الخدمة، الأمر الذي يهدد حياة المرضى بالخطر.

وناشدت الوزارة المؤسسات الإنسانية والأممية والدولية كافة للعمل على توفيرها وإدخالها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلاله لجميع معابر قطاع غزة.

نزوح ومجاعة

في هذا السياق، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أن المجاعة في شمال غزة وشيكة.

وأمس، أكد المفوض العام لـ”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، “الأونروا”، فيليب لازاريني، أن نحو 800 ألف شخص، أي ما يعادل نصف سكان رفح، أُجبروا على مغادرة مناطق سكنهم، بسبب العملية الإسرائيلية في المنطقة.

وشدد لازاريني على أن “الادعاء أن المدنيين في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة هو ادعاء كاذب”، مشدداً على أنه “لا توجد مناطق آمنة في غزة، ولا يوجد مكان آمن، ولا أحد في أمان داخل غزة”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الإبادة الجماعیة مدفعیة الاحتلال المکتب الإعلامی مستشفى العودة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

موت بطيء.. معركة حياة لمرضى السرطان في غزة وسط الدمار

مع استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة، تتفاقم معاناة مرضى السرطان الذين وجدوا أنفسهم بلا علاج، وسط انهيار النظام الصحي ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والمستشفيات المدمرة، وانعدام الخيارات العلاجية، وإغلاق المعابر.

وداخل مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يرقد مرضى السرطان في أجنحة تعاني نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط حصار الاحتلال الإسرائيلي خانق ومنع تام لسفر المرضى للعلاج، مع عملية الإبادة والتطهير العرقي التي ترتكبها تل أبيب بدعم أمريكي.

على أحد أسرة المستشفى، تجلس الفلسطينية أم سامر بجوار طفلها الصغير سامر عصفور، الذي يواجه سرطان الدم بجسد نحيل ووجه شاحب، بلا علاج أو رعاية صحية مناسبة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في منشور على إكس، إن "مخزون الإمدادات الإنسانية آخذ في النفاد بقطاع غزة، والوضع يزداد سوءا، ويجب إنهاء الحصار الإسرائيلي والسماح بإدخال المساعدات".

وقالت الأم، وهي تحاول كتم دموعها وبجانبها طلفها: "طفلي يعاني سرطان الدم، ووضعه الصحي سيئ للغاية، لديه نقص حاد في المناعة ولا يتوفر علاج له".


وترفع الفلسطينية صوتها بنداء عاجل إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية لإنقاذ طفلها الوحيد قبل فقدان حياته.

غير بعيد عن سرير سامر، يرقد خالد صالح أحد مرضى السرطان الذين توقفت رحلتهم العلاجية بسبب الإبادة وتدمير المنشآت الصحية، وعلى رأسها المستشفى التركي الفلسطيني في غزة، الذي كان يعد المركز الوحيد المختص بتقديم العلاج الكيميائي.

وقال خالد بصوت ضعيف: "كنا نتلقى علاجنا في المستشفى التركي بغزة، وهو أهم مستشفى وكانت إمكاناته ضخمة، لكن كل شيء انتهى بعد تهجير المرضى واعتقال الأطباء، ولم تعد العلاجات متوفرة".

وأوضح أنه انتقل إلى مستشفى غزة الأوروبي، وهو الآن الملاذ الأخير لمرضى السرطان.

ولفت إلى أن المستشفى يعاني نقصا في الأدوية وأجهزة الفحص، ولا سبيل أمامنا سوى السفر لتلقي العلاج في الخارج، لكن المعابر مغلقة بسبب الإبادة الإسرائيلية.

الاحتلال ينسف ويدمّر مستشفى الصداقة التركي، المستشفى الوحيد لرعاية مرضى السرطان في غزّة. pic.twitter.com/1igDRpocbX — Meqdad Jameel (@Almeqdad) March 21, 2025

وفي 2 آذار / مارس الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.


من جانبه، أكد رئيس قسم الأورام السرطانية في مستشفى غزة الأوروبي الدكتور موسى الصباح، أن المستشفى هو الوحيد حاليا في القطاع الذي يقدم خدمات طبية لمرضى السرطان.

وأوضح، أن المستشفى يفتقر إلى العلاجات الكيماوية الأساسية، والأدوية التلطيفية، وحتى بعض الأجهزة الحيوية لم تعد تعمل، وهناك مرضى حالتهم تتدهور.

ولفت الصباح إلى أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر يمنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ويحول دون خروج المرضى للعلاج في الخارج، في ظل تصاعد الإبادة.

والأحد، أعلن وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، نفاد 59 بالمئة من الأدوية الأساسية، و37 بالمئة من المستلزمات الطبية.

وحذر خلال لقائه بغزة منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بالإنابة سوزانا تكاليتش، من أن القطاع الصحي وصل إلى "مستويات خطيرة وكارثية"، وسط الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي.

مستشفى الصداقة التركي المخصص لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة تحول إلى "ثكنة عسكرية اسرائيلية" على محور نتساريم.

نفس العدو الذي اتهم المقاومة باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية!! pic.twitter.com/SJnbPOqaEJ — #القدس_ينتفض ???????? (@MyPalestine0) May 3, 2024

ومنذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، دمر الاحتلال الإسرائيلي 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
مريض سرطان يتلقى جرعات العلاج "الكيماوي" أمام المستشفى جنوب قطاع غزة في ظل انعدام الإمكانات واستمرار معاناة مرضى السرطان والأمراض المزمنة pic.twitter.com/Htxhni5p5x — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 27, 2025


ومطلع أذار / مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19  كانون الثاني / يناير الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.

وسعى نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين بغزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • السودان يتهم الإمارات بـ”انتهاك معاهدة منع الإبادة الجماعية” أمام محكمة العدل الدولية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب “السلطة الفلسطينية” والأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة
  • منظمات فلسطينية: قطاع غزة يدخل مرحلة متقدمة من المجاعة
  • الأمم المتحدة تحذر من التداعيات الإنسانية في دارفور وسط تصاعد العنف ونزوح آلاف المدنيين
  • فلسطيني يقرر مقاضاة مايكروسوفت لتورطها في الإبادة الجماعية بغزة
  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ23 على التوالي
  • محكمة العدل الدولية تنُظر في قضية تورط الإمارات في الحرب ودعمها الإبادة الجماعية في دارفور
  • حماس والأمم المتحدة ترفضان الآلية المقترحة لتوزيع الاحتلال مساعدات غزة
  • موت بطيء.. معركة حياة لمرضى السرطان في غزة وسط الدمار
  • مظاهرة أمام الأمم المتحدة بنيويورك تطالب بإيقاف “الابادة الجماعية” بغزة