بوابة الوفد:
2024-11-22@10:44:42 GMT

حفلة الشاى الأمريكية

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

طوال سنين كثيرة اعتبر سكان أمريكا مواطنين بريطانيين، واضطروا لدفع الضرائب لها. فى عام 1773 تمرد سكان أمريكا للمرة الأولى، ورفض سكان بوسطن دفع الضرائب لبريطانيا مقابل استيراد الشاى.

ومن أجل التعبير عن احتجاجهم رمى الأمريكيون صناديق الشاى التى وصلت على متن السفينة إلى مياه الميناء. ويطلق على هذا الحدث اسم «حفل شاى فى بوسطن»، التى كانت بمثابة المرحلة الأولى فى نضال المستوطنين فى أمريكا من أجل الاستقلال.

 أرسلت بريطانيا جيشها من أجل قمع التمرد، فأشعل ذلك فتيل حرب استقلال الولايات المتحدة.

عوامل عدة ساعدت على قيام الثورة الأمريكية فى مقدمتها الضرائب، حيث شكلت الضرائب المفروضة على المستعمرات سبباً مباشراً لاشتعال الثورة الأمريكية، إذ تمسكت الحكومة الإنجليزية بحقها فى فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة، وأهم هذه الضرائب: ضريبة السكر، ضريبة الدمغة، لأن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أية ضريبة لم يشاركوا فى إقرارها عن طريق مجالسهم المنتخبة، وثانى أسباب قيام الثورة الأمريكية كان حرب السنوات السبع من 1756- 1763 حيث تطلع الأمريكيون إلى الحصول على الحقوق والحريات التى يتمتع بها نظراؤهم البريطانيون.

وفى عام 1765 أجاز البرلمان البريطانى قانون الطابع وفرض الضرائب الذى يلزم المستعمرات بشراء الطوابع لتكون ضريبة على المطبوعات. وقد قام أحد الرسامين فى المستعمرات برسم جمجمة وعظمتين متقاطعتين رمز الموت، إلى اليمين، تعبيراً عن احتجاجه على ذلك القانون. وأثارت هذه التغييرات ردود فعل غاضبة لدى المستعمرين الذين عارضوها بشدة، ورددوا شعار: «فرض الضرائب دون تمثيل يعد طغياناً»، ونجح الاحتجاج وألغى البرلمان البريطانى الطابع فى 1766.

لم يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً، فقد صدرت عدة قوانين بريطانية جديدة تثير الغضب والاستياء لدى الأمريكيين إلى درجة أن بريطانيا أرسلت قواتها إلى بوسطن ونيويورك، حيث قتلوا بعض المواطنين فيما سمى بـ«مذبحة بوسطن» التى رد عليها الأمريكيون بالاحتجاج المعروف بـ«بوسطن تى بارتى» فعاقبت بريطانيا المتمردين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطانى، وإجبار المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد المستعمرون بتشكيل المجلس القارى الأول فى فيلادلفيا، الذى يضم 12 مستعمرة، وأجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية، وبدأت الحرب رسمياً سنة 1775 وأعطت معارك ساراتوجا روحاً معنوية مهمة للأمريكيين. وفى يوليو 1776 أعلن المجلس القارى الرابع الاستقلال عن بريطانيا مكوناً الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين أمريكا وبريطانيا حتى انتصر الأمريكان عام 1781 فى معركة يور كانون بفرجينيا.

ثم وقع الطرفان معاهدة باريس فى 1783 وكانت بمنزلة إعلان نهاية الثورة الأمريكية. وفى عام 1787 وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التى تم التصديق عليها فى 1788.

أصبحت الولايات المتحدة القوة الصناعية الرائدة فى العالم فى مطلع القرن العشرين، بسبب قوة ريادة الأعمال والتصنيع ووصول ملايين العمال والمزارعين المهاجرين. أنهيت شبكة السكة الحديد الوطنية، وأنشئت مناجم ومصانع واسعة النطاق. وأدى الاستياء الجماعى من الفساد وعدم الكفاءة والسياسات النقدية إلى تحفيز الحركة التقدمية، من تسعينيات القرن التاسع عشر إلى عشرينيات القرن العشرين ما أدى إلى إصلاحات بما فى ذلك ضريبة الدخل الفيدرالية، والانتخاب المباشر لأعضاء مجلس الشيوخ، وحظر الكحول، وحق المرأة فى التصويت. ثم ظهرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى كقوتين عظميين متنافستين فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن مواطنين بريطانيين قيام الثورة الحكومة الإنجليزية الولایات المتحدة الثورة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله

الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تعلن تقديم دعم جديد لقوات خفر السواحل اليمنية
  • الولايات المتحدة تقرر نشر قوات أمريكية في اليمن بناء على طلب دولة خليجية!!
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله
  • بريطانيا: نأسف لعدم توصل مجلس الأمن لإجماع بشأن غزة
  • تقرير يكشف تورط بريطانيا في تسليح الاحتلال الإسرائيلي عبر طرف ثالث
  • “هدية” يبحث مع المسؤول الاقتصادي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز التعاون بين البلدين
  • متجاوزاً التوقعات.. التضخم في بريطانيا يرتفع بشكل حاد لـ2.3% في أكتوبر
  • نوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية
  • هل مقلبت روسيا بريطانيا ؟
  • "إس آند بي" تحذر من فقاعة ديون في الولايات المتحدة