بوابة الوفد:
2024-12-22@22:44:33 GMT

حفلة الشاى الأمريكية

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

طوال سنين كثيرة اعتبر سكان أمريكا مواطنين بريطانيين، واضطروا لدفع الضرائب لها. فى عام 1773 تمرد سكان أمريكا للمرة الأولى، ورفض سكان بوسطن دفع الضرائب لبريطانيا مقابل استيراد الشاى.

ومن أجل التعبير عن احتجاجهم رمى الأمريكيون صناديق الشاى التى وصلت على متن السفينة إلى مياه الميناء. ويطلق على هذا الحدث اسم «حفل شاى فى بوسطن»، التى كانت بمثابة المرحلة الأولى فى نضال المستوطنين فى أمريكا من أجل الاستقلال.

 أرسلت بريطانيا جيشها من أجل قمع التمرد، فأشعل ذلك فتيل حرب استقلال الولايات المتحدة.

عوامل عدة ساعدت على قيام الثورة الأمريكية فى مقدمتها الضرائب، حيث شكلت الضرائب المفروضة على المستعمرات سبباً مباشراً لاشتعال الثورة الأمريكية، إذ تمسكت الحكومة الإنجليزية بحقها فى فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة، وأهم هذه الضرائب: ضريبة السكر، ضريبة الدمغة، لأن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أية ضريبة لم يشاركوا فى إقرارها عن طريق مجالسهم المنتخبة، وثانى أسباب قيام الثورة الأمريكية كان حرب السنوات السبع من 1756- 1763 حيث تطلع الأمريكيون إلى الحصول على الحقوق والحريات التى يتمتع بها نظراؤهم البريطانيون.

وفى عام 1765 أجاز البرلمان البريطانى قانون الطابع وفرض الضرائب الذى يلزم المستعمرات بشراء الطوابع لتكون ضريبة على المطبوعات. وقد قام أحد الرسامين فى المستعمرات برسم جمجمة وعظمتين متقاطعتين رمز الموت، إلى اليمين، تعبيراً عن احتجاجه على ذلك القانون. وأثارت هذه التغييرات ردود فعل غاضبة لدى المستعمرين الذين عارضوها بشدة، ورددوا شعار: «فرض الضرائب دون تمثيل يعد طغياناً»، ونجح الاحتجاج وألغى البرلمان البريطانى الطابع فى 1766.

لم يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً، فقد صدرت عدة قوانين بريطانية جديدة تثير الغضب والاستياء لدى الأمريكيين إلى درجة أن بريطانيا أرسلت قواتها إلى بوسطن ونيويورك، حيث قتلوا بعض المواطنين فيما سمى بـ«مذبحة بوسطن» التى رد عليها الأمريكيون بالاحتجاج المعروف بـ«بوسطن تى بارتى» فعاقبت بريطانيا المتمردين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطانى، وإجبار المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد المستعمرون بتشكيل المجلس القارى الأول فى فيلادلفيا، الذى يضم 12 مستعمرة، وأجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية، وبدأت الحرب رسمياً سنة 1775 وأعطت معارك ساراتوجا روحاً معنوية مهمة للأمريكيين. وفى يوليو 1776 أعلن المجلس القارى الرابع الاستقلال عن بريطانيا مكوناً الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين أمريكا وبريطانيا حتى انتصر الأمريكان عام 1781 فى معركة يور كانون بفرجينيا.

ثم وقع الطرفان معاهدة باريس فى 1783 وكانت بمنزلة إعلان نهاية الثورة الأمريكية. وفى عام 1787 وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التى تم التصديق عليها فى 1788.

أصبحت الولايات المتحدة القوة الصناعية الرائدة فى العالم فى مطلع القرن العشرين، بسبب قوة ريادة الأعمال والتصنيع ووصول ملايين العمال والمزارعين المهاجرين. أنهيت شبكة السكة الحديد الوطنية، وأنشئت مناجم ومصانع واسعة النطاق. وأدى الاستياء الجماعى من الفساد وعدم الكفاءة والسياسات النقدية إلى تحفيز الحركة التقدمية، من تسعينيات القرن التاسع عشر إلى عشرينيات القرن العشرين ما أدى إلى إصلاحات بما فى ذلك ضريبة الدخل الفيدرالية، والانتخاب المباشر لأعضاء مجلس الشيوخ، وحظر الكحول، وحق المرأة فى التصويت. ثم ظهرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى كقوتين عظميين متنافستين فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن مواطنين بريطانيين قيام الثورة الحكومة الإنجليزية الولایات المتحدة الثورة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة: أزمة سياسية أم ورقة ضغط؟

ديسمبر 21, 2024آخر تحديث: ديسمبر 21, 2024

المستقلة/- في مشهد متكرر يعكس التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، أُعلنت الحكومة الفيدرالية الإغلاق رسميًا بعد فشل التوصل إلى اتفاق على قانون تمويل مؤقت في الوقت المناسب. ويأتي هذا الإغلاق، الذي بدأ في منتصف الليل بتوقيت واشنطن، ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الأزمات التي هزت الإدارة الفيدرالية الأمريكية منذ عام 1976.

الإغلاق الحالي يُعد نتيجة مباشرة للخلافات السياسية الحادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث يشترط الرئيس السابق دونالد ترامب على الديمقراطيين إلغاء سقف الدين الوطني أو زيادته بشكل كبير مقابل تمرير قانون الميزانية المؤقتة. هذه المطالب، التي وصفتها الإدارة الحالية بأنها محاولة من الجمهوريين لفرض الإغلاق الحكومي، تعكس عمق الانقسام السياسي في البلاد.

الإغلاق الحكومي له تأثيرات واسعة النطاق على المواطنين الأمريكيين، حيث يتوقف العمل في العديد من المؤسسات الفيدرالية، مما يعطل الخدمات الأساسية ويؤثر على ملايين الموظفين الفيدراليين الذين قد يُجبرون على العمل دون أجر أو يأخذون إجازات غير مدفوعة.

ومن اللافت أن الإغلاق الحالي ليس الأول من نوعه، فقد شهدت الولايات المتحدة 21 حالة إغلاق حكومي منذ عام 1976. أطول هذه الإغلاقات كان في عهد دونالد ترامب خلال عامي 2018 و2019، واستمر 35 يومًا، مما تسبب في شلل كبير في القطاعات الحكومية وأثار جدلًا واسعًا حول فعالية هذا النوع من الضغوط السياسية.

السؤال المطروح الآن: هل سيوقع الرئيس جو بايدن على مشروع قانون الميزانية المؤقتة لإنهاء الإغلاق قبل يوم الاثنين؟ أم أن الأزمة ستستمر، مما يزيد من معاناة المواطنين الأمريكيين؟

في خضم هذه الأزمة، يبقى الإغلاق الحكومي رمزًا للتجاذبات السياسية التي غالبًا ما تكون تكلفتها باهظة على الشعب الأمريكي، سواء من حيث الاقتصاد أو الثقة في أداء الحكومة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • ترامب يعين منتج برنامجه لتلفزيون الواقع مبعوثا خاصا إلى بريطانيا
  • ترامب يعيّن مارك بورنيت مبعوثاً خاصاً لإدارته إلى بريطانيا
  • الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
  • ترامب يعين"مارك بورنيت"مبعوثا خاصا إلى بريطانيا
  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة: أزمة سياسية أم ورقة ضغط؟
  • خلال لقائه سفيرة بريطانيا.. الزبيدي يشدد على حشد الدعم الإنساني لمواجهة الأزمة الاقتصادية في اليمن