بوابة الوفد:
2025-04-17@06:49:38 GMT

مينوش شفيق ومحمود محيى الدين

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

الجمال كُلٌ لا يتجزأ، فى الشكل والمضمون. لا تنخدع بمسميات وألقاب، ولا تُسلم بحملات دعاية ووصلات تصفيق، وأرصد الإنسانية داخل كل إنسان لتتمكن من الإمساك بقيمته.

ما كل جميل جميل، وما كل ما يلمع ذهبا، ففى عصر المساحيق والجمال الاصطناعى والصور الملفقة فمن الصعوبة الاطمئنان تماما لتقدير القيمة فى الشخصيات العامة.

أبرز مثال على ذلك، مينوش، أو فخر الإسكندرية كما كان يردد البعض، النموذج اللافت للمرأة المتفوقة، المُتحققة، والمؤثرة خارج حدود وطنها. نعمت شفيق، هذه الأكاديمية المصرية التى شغلت الشباب العربى فى الآونة الأخيرة بسبب مواقفها ضد الحريات، وضد فلسطين. هاجرت مينوش مع أسرتها من مصر زمن عبدالناصر، وهى فى الرابعة من عمرها، لأنه أمم ثروة والدها، فتعلمت فى أميركا، وتخرجت في ماساتوشستس، ثم حصلت على الدكتوراة من أكسفورد فى الاقتصاد، ثم عملت فى صندوق النقد الدولى، كما شغلت منصب أمين عام وزارة التنمية الدولية ببريطانيا وحققت إنجازات علمية وأكاديمية كبيرة، ثم تفرغت للعمل الأكاديمى، وتولت بعد أن تجاوزت الستين من عمرها رئاسة جامعة كولومبيا بأمريكا لتصبح أول امرأة ترأس الجامعة.

ما حققته نعمت شفيق من خطوات يرفع الرأس ويدفعنا لتكرار المقولة الشعاراتية البراقة « مصر ولادة»، لكن ما بان منها من مواقف ضد العدالة، والحرية فى حراك الطلاب الأخير تضامنا مع فلسطين، يرفع الضغط. لذا فإننا نجد اسمها ضمن لوحة الشرف فى موقع المجلس القومى للمرأة، كما نجده أيضا ضمن قوائم أعداء الحرية على صفحات التواصل الاجتماعى.

فى كتابها «ما يدين به كل منا للآخر» دعت مينوش شفيق للحرية بكل معانيها، فالتنمية لن تتحقق دون عدالة، ودون قيام برلمانات حرة ومجتمعات حرة.

وبعد تظاهر طلاب كولومبيا ضد وحشية إسرائيل، سمحت مينوش للشرطة الأمريكية باقتحام الجامعة للقبض على الطلبة المعبرين عن آرائهم، ثم منعت الأساتذة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية من التدريس بالجامعة، وهو ما دفع كلية الآداب داخل الجامعة نفسها تصدر بيانا بحجب الثقة عن مينوش شفيق لاعتدائها على حرية التعبير.

تبدو مينوش شفيق نموذجا متكررا، نراه مرارا لنجباء وعباقرة يغادرون مصر أو الشرق عموما طلبا للتحقق والنجاح، ثُم ينصهرون فى بلاد الفرص ويتشربون قيمها وأفكارها، لدرجة انقلابهم على جذورهم وتجارتهم بكل القيم طلبا للحفاظ على ما اكتسبوه. بئست الصفقة، وما ربح البيع!

فى الطرف الآخر قامات أخرى حققت نبوغا وحملت خُلقا وفكرا. منهم مثلا محمود محيى الدين، الذى نجا من قوالب الأمركة وأفلت من الخضوع لغايات الغرب ومصالحه. غادر «محيى الدين» مصر قبيل إنتفاضة 2011، فعمل فى البنك الدولى، ومؤسساته، مديرا، ومخططا، ومنفذا، ومحاضرا وواضع سياسات، لكنه حافظ على رأسه وقيمه وجذوره. بلغتهم وبوعى تام بقيم الغرب وقواعده، وعبر مواقف عدة، علا صوت الرجل منتقدا ومنددا بسياسات الدول الكبرى تجاه العالم كل يوم.

قبل أيام قليلة شارك «محيى الدين» فى مؤتمر اقتصادى بالكويت، تحدث فيه عن اتساع الفجوة بين البلدان النامية والدول ذات الدخل المرتفع، وحذر من السياسات السلبية للدول الكبرى وانتهاك قواعد العمل ومقررات منظمة التجارة العالمية. وقبلها انتقد الرجل ما فعلته الدول الغنية بالدول الفقيرة فيما يخص زيادة الانبعاثات والتغير المناخى، وأكد حق المتضرين عن التعويض عما لحق بهم.

وفى كل منبر، وعبر كل طلة، يؤكد محمود محيى الدين أنه فلاح ابن فلاح، مغروس فى غيطان مصر، موثوق بتاريخها وتراثها، ممتزج بهموم أبنائها وآمالهم، مهما تغرّب أو تشرّق، لذا لا نتعجب أن نراه كلما زار مصر مرتدديا الجلابية البلدى، جالسا وسط أحبائه وأهله من الفلاحين فى كفر شكر.

المصرى بأخلاقه وقيمه وتراثه، لا بموطن مولده.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الجمال الأكاديمية المصرية الشباب العربي مینوش شفیق محیى الدین

إقرأ أيضاً:

لبنان.. عون يوجه طلبا عاجلا لوزير العدل بشأن الأردن

 أفادت مؤسسة الرئاسة اللبنانية بأن الرئيس جوزيف عون أجرى اتصالا هاتفيا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للاطلاع على نتائج التحقيقات في خلية تصنيع الصواريخ التي تم الكشف عنها. 

وبحسب البيان الرئاسي؛ فقد أبدى الرئيس عون لملك الأردن كامل استعداده للتنسيق والتعاون بين البلدين.

كما أوعز الرئيس عون  إلى وزير العدل اللبناني  بالتنسيق مع نظيره الأردني بشأن التحقيقات وتبادل المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية. 

وفي وقت سابق؛ أفادت وسائل إعلام اردنية بأن دائرة المخابرات العامة في المملكة نجحت في إحباط مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة.

وأشار صحيفة هلا أخبار الأردنية؛ الي ان دائرة المخابرات العامة ألقت القبض على 16 ضالعا بتلك المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021.

كما شملت المخططات قضايا تتمثل بـ: تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج.

وأعلنت دائرة المخابرات العامة أنها أحالت القضايا جميعها إلى محكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني

الرئيس اللبناني: الجيش يقوم بواجبه في البلدات المنسحبة منها إسرائيلتصريحات مثيرة للرئيس اللبناني بشأن سلاح حزب اللهالرئيس اللبناني: ملتزمون بتنفيذ الإصلاحات وبالقرار الأممي 1701 بشكل كاملالرئيس اللبناني: قصف الضاحية الجنوبية يحمل إنذارا خطيرا عن نوايا الاحتلالالرئيس اللبناني يدين القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ويدعو للوحدة الوطنيةالرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادناالرئيس اللبناني: ندين عودة الاعتداءات الإسرائيلية على بيروت والجنوبالرئيس اللبناني: نشعر بالأسف إزاء انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • سليمان شفيق يكتب: أسبوع الآلام.. رحلة الإيمان بين الألم والخلاص
  • إعلام العدو: مؤسسة هند رجب تقدم طلبا لاعتقال ساعر الذي يزور بريطانيا
  • هند رجب تقدم طلبا لاعتقال وزير خارجية إسرائيل في لندن
  • لبنان.. عون يوجه طلبا عاجلا لوزير العدل بشأن الأردن
  • سليمان شفيق يكتب: أربعاء أيوب.. طقوس الشفاء وميراث المحبة
  • إنهاء مهام محمد شفيق مصباح بصفته مستشارا لدى رئيس الجمهورية
  • إنهاء مهام محمد شفيق مصباح 
  • أرسين فينغر يؤطر لقاءً تقنيًا بمدينة الدار البيضاء بحضور وليد الركراكي وفتحي جمال 
  • لبنان.. الرئيس عون يوجه طلبا عاجلا إلى أمير قطر
  • حصيلة برنامج “دعم السكن المباشر” تبلغ 20 ألف مستفيداً