الجمال كُلٌ لا يتجزأ، فى الشكل والمضمون. لا تنخدع بمسميات وألقاب، ولا تُسلم بحملات دعاية ووصلات تصفيق، وأرصد الإنسانية داخل كل إنسان لتتمكن من الإمساك بقيمته.
ما كل جميل جميل، وما كل ما يلمع ذهبا، ففى عصر المساحيق والجمال الاصطناعى والصور الملفقة فمن الصعوبة الاطمئنان تماما لتقدير القيمة فى الشخصيات العامة.
أبرز مثال على ذلك، مينوش، أو فخر الإسكندرية كما كان يردد البعض، النموذج اللافت للمرأة المتفوقة، المُتحققة، والمؤثرة خارج حدود وطنها. نعمت شفيق، هذه الأكاديمية المصرية التى شغلت الشباب العربى فى الآونة الأخيرة بسبب مواقفها ضد الحريات، وضد فلسطين. هاجرت مينوش مع أسرتها من مصر زمن عبدالناصر، وهى فى الرابعة من عمرها، لأنه أمم ثروة والدها، فتعلمت فى أميركا، وتخرجت في ماساتوشستس، ثم حصلت على الدكتوراة من أكسفورد فى الاقتصاد، ثم عملت فى صندوق النقد الدولى، كما شغلت منصب أمين عام وزارة التنمية الدولية ببريطانيا وحققت إنجازات علمية وأكاديمية كبيرة، ثم تفرغت للعمل الأكاديمى، وتولت بعد أن تجاوزت الستين من عمرها رئاسة جامعة كولومبيا بأمريكا لتصبح أول امرأة ترأس الجامعة.
ما حققته نعمت شفيق من خطوات يرفع الرأس ويدفعنا لتكرار المقولة الشعاراتية البراقة « مصر ولادة»، لكن ما بان منها من مواقف ضد العدالة، والحرية فى حراك الطلاب الأخير تضامنا مع فلسطين، يرفع الضغط. لذا فإننا نجد اسمها ضمن لوحة الشرف فى موقع المجلس القومى للمرأة، كما نجده أيضا ضمن قوائم أعداء الحرية على صفحات التواصل الاجتماعى.
فى كتابها «ما يدين به كل منا للآخر» دعت مينوش شفيق للحرية بكل معانيها، فالتنمية لن تتحقق دون عدالة، ودون قيام برلمانات حرة ومجتمعات حرة.
وبعد تظاهر طلاب كولومبيا ضد وحشية إسرائيل، سمحت مينوش للشرطة الأمريكية باقتحام الجامعة للقبض على الطلبة المعبرين عن آرائهم، ثم منعت الأساتذة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية من التدريس بالجامعة، وهو ما دفع كلية الآداب داخل الجامعة نفسها تصدر بيانا بحجب الثقة عن مينوش شفيق لاعتدائها على حرية التعبير.
تبدو مينوش شفيق نموذجا متكررا، نراه مرارا لنجباء وعباقرة يغادرون مصر أو الشرق عموما طلبا للتحقق والنجاح، ثُم ينصهرون فى بلاد الفرص ويتشربون قيمها وأفكارها، لدرجة انقلابهم على جذورهم وتجارتهم بكل القيم طلبا للحفاظ على ما اكتسبوه. بئست الصفقة، وما ربح البيع!
فى الطرف الآخر قامات أخرى حققت نبوغا وحملت خُلقا وفكرا. منهم مثلا محمود محيى الدين، الذى نجا من قوالب الأمركة وأفلت من الخضوع لغايات الغرب ومصالحه. غادر «محيى الدين» مصر قبيل إنتفاضة 2011، فعمل فى البنك الدولى، ومؤسساته، مديرا، ومخططا، ومنفذا، ومحاضرا وواضع سياسات، لكنه حافظ على رأسه وقيمه وجذوره. بلغتهم وبوعى تام بقيم الغرب وقواعده، وعبر مواقف عدة، علا صوت الرجل منتقدا ومنددا بسياسات الدول الكبرى تجاه العالم كل يوم.
قبل أيام قليلة شارك «محيى الدين» فى مؤتمر اقتصادى بالكويت، تحدث فيه عن اتساع الفجوة بين البلدان النامية والدول ذات الدخل المرتفع، وحذر من السياسات السلبية للدول الكبرى وانتهاك قواعد العمل ومقررات منظمة التجارة العالمية. وقبلها انتقد الرجل ما فعلته الدول الغنية بالدول الفقيرة فيما يخص زيادة الانبعاثات والتغير المناخى، وأكد حق المتضرين عن التعويض عما لحق بهم.
وفى كل منبر، وعبر كل طلة، يؤكد محمود محيى الدين أنه فلاح ابن فلاح، مغروس فى غيطان مصر، موثوق بتاريخها وتراثها، ممتزج بهموم أبنائها وآمالهم، مهما تغرّب أو تشرّق، لذا لا نتعجب أن نراه كلما زار مصر مرتدديا الجلابية البلدى، جالسا وسط أحبائه وأهله من الفلاحين فى كفر شكر.
المصرى بأخلاقه وقيمه وتراثه، لا بموطن مولده.
والله أعلم
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى عبيد الجمال الأكاديمية المصرية الشباب العربي مینوش شفیق محیى الدین
إقرأ أيضاً:
أخبار المنيا| افتتاح مشروع تطوير قرية بني سليم.. تسليم 34 منزلا ومشروعا تنمويا.. وبحث 75 طلبا للأهالي
شهدت محافظة المنيا عدة أحداث مهمة على مدار اليوم.. فقد افتتح اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، مشروع تطوير قرية بنى سليم ويسلم 34 منزلاً ومشروعاً تنموياً صغيراً ضمن مبادرة "بداية"، ويدعم تنشيط السياحة أولوية قصوى لتحقيق التنمية المحلية، ويبحث 75 طلبًا في لقاء خدمة المواطنين، ويوافق على مشروعات رصف وإنارة وتعليم وفرص عمل للشباب.
محافظ المنيا: دعم وتنشيط السياحة أولوية قصوى لتحقيق التنمية المحلية.
أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، على اهتمام الدولة بدعم وتنشيط القطاع السياحي، مشيرا ًإلى أن المنيا تمتلك إرثاً حضارياً وتاريخياً فريداً يجعلها مقصداً مميزاً للسياح من مختلف أنحاء العالم.
وأكد اللواء كدواني على الجهود الحكومية المبذولة لتطوير القطاع الثقافي والسياحي، مشيراً إلى أن أعمال استكمال إنشاء المتحف الأتوني تجري حالياً ليصبح أحد أهم المعالم الثقافية والسياحية في المنيا بعد توقف دام أكثر من 22 عاماً، وذلك ضمن خطة الدولة لإنشاء وتطوير المتاحف الكبرى بهدف تعزيز مكانة مصر الثقافية على الصعيد العالمي ودعم السياحة الأثرية.
محافظ المنيا يفتتح مشروع تطوير قرية بنى سليم ويسلم 34 منزلاً ومشروعاً تنموياً صغيراً
وسط فرحة عارمة من أهالي قرية بني سليم بشوشة فى مركز سمالوط، قام اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا صباح اليوم الخميس بتسليم 17 منزلاً مُعاد تأهيلها وإعمارها وتجهيزها بالأثاث والأجهزة المنزلية بالمجان، تحت إشراف مديرية التضامن الاجتماعي بالمنيا، وبالتعاون بين جمعية الأورمان عضو التحالف الوطنى، وشركة مصر للبترول، في إطار المبادرة الرئاسية “بداية” الهادفة إلى تحسين مستوى المعيشة للفئات الأولى بالرعاية.
وفي تصريحاته، أكد محافظ المنيا على أهمية العمل المشترك بين مختلف القطاعات ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتوفير احتياجات المواطنين وتحقيق طموحاتهم، تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخفيف العبء عن المواطن، وتحسين مستوى المعيشة وجودة الخدمات المقدمة.
لقاء خدمة المواطنين بالمنيا يبحث 75 طلبًا ويوافق على مشروعات رصف وإنارة وتعليم وفرص عمل للشباب
تنفيذا لتوجيهات اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، استعرض الدكتور محمد ابو زيد نائب المحافظ 75 طلبا للأهالى خلال لقاء خدمة مواطنى مدينة المنيا، وذلك في إطار جهود تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين والعمل على إيجاد حلول فورية لمشكلاتهم.
وخلال اللقاء، تمت مناقشة عدد من الشكاوى والمطالب التي شملت استكمال مشروعات البنية التحتية، ورصف الطرق، وتوصيل المرافق، وتحسين خدمات التعليم والصحة، إلى جانب دعم منظومة الإنارة وتوفير مياه الشرب والصرف الصحي. كما تم الاستماع إلى مطالب أهالي قرية صفط الشرقية، والتي تضمنت استكمال مشروع الصرف الصحي، ورصف مدخل القرية الرئيسي.
تحت شعار " اعرف بلدك".
جامعة المنيا تشارك في ملتقي متطوعي وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات بالوادي الجديد.
شاركت جامعة المنيا، برعاية الدكتور عصام فرحات رئيس الجامعة، في الملتقي الاول لمتطوعي وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات المصرية بحضور وفود 14 جامعة وذلك بمحافظة الوادي الجديد تحت شعار " اعرف بلدك" والذي نظمته وزارة التضامن وجامعة الوادي الجديد برعاية الدكتوره مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور عبد العزيز طنطاوي، رئيس جامعة الوادي الجديد، واشراف الدكتور محمد العقبي مساعد وزير التضامن الاجتماعي للاتصال الاستراتيجي والاعلام والمشرف العام علي وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات.