رسالة إلى رئيس الوحدة (1)
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
د. صالح الفهدي
تعرَّف إلى مرؤوسيك
قابلَ رئيس وحدة موظفًا كبيرًا في وحدته فسأله: أَينَ تعمل؟ فقال له: أنا مدير عام بوحدتك؟! قد يبدو الأمرُ غريبًا لكنَّه قد وَقَع بالفعلِ نظرًا لأن رئيس الوحدة لم يكن يلتقي بهذه الطبقة من مديري العموم في وحدته، ناهيكم عن صغار الموظفين!
لا شكَّ أَنَّ الرئيس المنفصل عن موظفيه هو رئيس يعيشُ في برجٍ عاجي، لا يعلم ما يدور حوله إلا ما ينقلُ إليه عبر وسائلَ محدودة، أما الرئيس الذي يطَّلعُ على عمل موظفيه هو الذي يعي ما يدور في وحدته.
قال لي رئيس وحدة سابق: "لقد استفدتُ من أحدِ مقالاتك التي تدعو فيها إلى الجلوس مع صغار الموظفين، فخصَّصتُ كل ثلاثاء للالتقاء بأحد صغار الموظفين من المديريات التابعة للوحدة، القريبة منها والبعيدة جغرافيًّا". إنَّ الآثار الإيجابية لقربِ رئيس الوحدة من موظفيه هي كثيرة أوردُ منها الآتي:
أولًا: تمكِّنك من ملامسة الواقع عند اتخاذ القرارات الخاصَّة بالعمل، فيكون أي قرار ناشئًا في أساسه من الحاجة الواقعية، لا من مجرَّد تصوَّر عقل الرئيس، أو مما يجولُ في خيالهِ، أو من فكرة طرحها أحدهم عليه، أو من نظريَّةٍ معيَّنة قرأها، أو تجربةٍ سمعها، وهُنا يكون للقرار دواعيه القويَّة، وثوابته الداعمة، لأنه نشأ من الميدان، وهو محكِّ التجربة، ومعقلُ الاختبار.
ثانيًا: تمكِّنكَ من التعرُّف على موظفيك كبارًا في الدرجات والمناصب أو صغارًا فيها، فقد يُلفتُ نظرك موظِّفٌ هو بعيدٌ عنك في إحدى الدوائر فترى فيه كفاءةً مميَّزة، ففي إحدى الوحدات زار رئيسها إحدى الدوائر البعيدةِ عن المركز؛ فالتقى بالمسؤولين والموظفين فيها، وطلبَ من أحدهم أن يرفع إليه محضرًا لذلك الاجتماع، فلمَّا رُفعَ إليه المحضر أُعجب رئيس الوحدة بأسلوب ولغة ذلك الموظف فعَرضَ عليه على الفور أن يكونَ رئيس أحد الأقسام الإدارية، ويكون مقررًا للجنةِ شؤون الموظفين، فقبلَ الموظف الذي أصبحَ فيما بعد أحد كفاءات الوحدة.
ثالثًا: اقترابُكَ من موظفيك يجعلك على مقربةٍ من أفكارهم المختلفة التي تُسهم في تجويد العمل، وتحسين آلياته، فبضع دقائق من الجلوس مع أحد الموظفين قد تكون لها آثار إيجابية كبيرة على الوحدة.
رابعًا: إنَّ الآثار النفسية الإيجابية للتقرب من الموظفين هي من بين النتائج الحميدة لك؛ باعتبارك رئيسًا للوحدة، إذ إنَّ الموظف يُشعر بتقدير الرئيس له، وبأنَّ له قيمةً في الوحدة التي يعمل فيها فيزيدُ ذلك من همَّته، ويرفع من معنوياته.
خامسًا: ستتعرَّف على مشكلات معيَّنة في وحدتك لا ينقلها إليك موظفوك الكبار، وستستمع إلى حلولٍ فاعلة لم تسمع عنها من قبل، وتُقابل كفاءات لا تعرف أنها ضمن كوادر وحدتك، وذلك كلُّه يمكِّنك من إدراك وضع الوحدة، وتنمية قدرات موظفيك بالصورة الصحيحة.
هذه بعض الفوائد التي تعودُ عليك من تقرِّبك من موظفيك، ولا يعني ذلك أنك تقضي اليومَ جوَّالا في الوحدةِ، وإنما تخصِّص أوقاتًا معيَّنة إما للقاءِ في مكتبك، أو لقاءٍ في مقرِ أعمال موظفيك.
قُربُكَ من موظفيك يُجسِّرُ الفجوة الإدارية والنفسية بينك وبينهم؛ مما يعودُ على الوحدة بفوائدَ جمَّة تُحسِّن من بيئتها العملية، والعلاقات البينية بين أفرادها، وتطوِّر من أدائها، وترتقي بالقيم التي تستندُ إليها في عملها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يوجه رسالة لـ الرئيس السيسي: سِر على بركة الله
قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن هناك توافقًا من قبل دار الإفتاء على العديد من المسائل التى تم طرحها في مشروع قانون الأحوال الشخصية.
وأضاف المفتي، في حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، أن مشروع قانون الأحوال الشخصية يعمل على كيفية تجاوز الخلافات في الأعراف والعادات.
ووجه مفتي الجمهورية، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة العام الجديد، قائلاً: “سِر على بركة الله، وأسأل الله لكم العناية والرعاية والتوفيق”.
كما وجه نظير عياد، رسالة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلاً: «الشيخ الطيب هو شيخي ووالدي وأستاذي، وأسأل الله له التوفيق والسداد، وأن يكون زخرا للإسلام والمسلمين».
وعن رسالته إلى البابا تواضروس، قال مفتي الجمهورية: «البابا تواضروس رمز من الرموز الدينية، وأسأل الله له التوفيق والسداد»، مشيدًا بوسائل الإعلام الكبرى قائلاً: «أنتم على قدر المسئولية وأداة بناء للوطن».