الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٤١)
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
نستكمل حديثنا اليوم مع أسباب الصفقة التى عقدها نظام مبارك مع الإخوان هل بسبب رحلة المانيا كما ذكرا آنفا، وهل كانت هناك أسباب أخرى أهم، فقد كانت هناك مواجهة بين الأجهزة الأمنية والتيارات الإرهابية المتطرفة، وأراد النظام أن يتفرغ للمواجهة مع هذه التيارات، فكان لا بد أن يتم تحييد جماعة الإخوان وترك الفرصة كاملة لها فى الشوارع والمساجد، وهنا تظهر لنا عزيزى القارئ دراسة بعنوان «مبارك والإخوان من المهادنة إلى المواجهة» التى تذهب إلى أنه لم يكن أمام مبارك من أجل تثبيت حكمه وشرعيته سوى الاختيار بين بديلين، أولهما الدخول فى مواجهة شاملة مع الإسلاميين بجميع أطيافهم بمن فيهم جماعة الإخوان من أجل نزع شوكتهم، وهو خيار غير مأمون العواقب وقد يؤدى إلى عدم استقرار الحكم، وثانيهما أن يركز مواجهته مع الجهاديين والمتطرفين على أن يؤجل حسم مسألة العلاقة مع الإخوان إلى مرحلة لاحقة، وقد كان الخيار الثانى هو الأكثر أمنا ورشادا للنظام فى تلك الفترة.
ومن بين علامات التقارب العلنية بين مبارك والإخوان كان مشهد جنازة عمر التلمسانى، ففى ٢٢ مايو ١٩٨٦، شيعت جنازته وشارك فيها كل من الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء، وعدد كبير من أعضاء حكومته وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، فى إشارات واضحة إلى أن النظام لا يعادى الإخوان، ويشير السعيد رمضان العبادى إلى أن الجماعة لم تتردد فى اقتناص الفرصة من أجل إعادة بنائها التنظيمى من جديد، خاصة بعد انتهاء مرحلة اعتقالات سبتمبر١٩٨١، ونهاية نظام السادات الذى انقلب عليها فى أواخر أيامه. لقد عملت الجماعة على زيادة حضورها السياسى والمجتمعى منذ بداية الثمانينيات وبالتحديد فى العام ١٩٨٢، وهو العام الذى خرج فيه قيادات جماعة الإخوان من السجون، فقد شهد هذا العام إعادة جديدة لبناء تنظيم الإخوان على أسس تعتمد على العلانية ونبذ السرية إلى حد ما، والتفاعل مع المجتمع عبر أطره التنظيمية والجماهيرية المختلفة من نقابات وأحزاب سياسية واتحادات وأسر طلابية ونوادٍ لأعضاء هيئة التدريس، وصولاً إلى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، ومحاولة الاندماج فى المؤسسات الاجتماعية وخاصة المنتخبة.
كان المرشد الثالث للجماعة عمر التلمسانى هو صاحب الفضل فى التركيز من أجل بناء الجماعة من جديد، ويشير أبوالعلا ماضى -أحد الذين ساهموا فى تأسيس الجماعة وقتها- إلى أن التلمسانى لعب دورا محوريا مهما، فقد جمع الشباب من حوله وبدأ يدفع بهم، وفق رؤية سياسية واعية إلى مجلس الشعب والنقابات ، كان التلمسانى يريد أن تتحول الجماعة إلى مؤسسة سياسية ودعوية تندمج مع الجماهير من خلال خطاب وسطى يدعو إلى بناء نهضة إسلامية من خلال التفاعل مع المؤسسات الاجتماعية والسياسية المختلفة، وقد تحقق له ذلك لأنه تزامن مع رغبة مبارك فى أن يتفرغ هو الآخر لبناء دولة جديدة.
فى الثمانينيات تجلت كل مظاهر الصفقة الكبرى بين الإخوان المسلمين ونظام مبارك، فقد نجحت الجماعة فى المشاركة فى انتخابات ١٩٨٤ و١٩٨٧ والدخول فى تحالفات انتخابية مع أحزاب المعارضة، وهو ما حدث أولاً فى انتخابات العام ١٩٨٤ التى خاضتها الجماعة على قوائم حزب الوفد، وحصلت الجماعة وقتها على ٩ من إجمالى ٥٨ مقعدا، وفى انتخابات ١٩٨٧ دخلت الجماعة فى تحالف جديد ضم حزبى العمل والأحرار تحت مسمى التحالف الإسلامى، وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسباب الصفقة الأجهزة الأمنية مبارك والإخوان من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحوثيون أطلقوا 370 صاروخاً ومسيرة على إسرائيل
سرايا - أفادت صحيفة "معاريف" بأن أنصار الله (الحوثيين) أطلقوا أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيّرة متفجرة على "إسرائيل" منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضافت أن الولايات المتحدة والقوات الجوية والبحرية "الإسرائيلية" اعترضتا معظم الصواريخ والمسيّرات التي أُطلقت من اليمن.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيون يحيى سريع، قصف هدف عسكري في مدينة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي.
وأضاف أن "الصاروخ أصاب هدفَه بدقةٍ ولم تنجحِ الدفاعاتُ والمنظوماتُ الاعتراضيةُ في التصدي له".
كما أكدت صحيفة هآرتس أن فرق الإسعاف نقلت 20 مصابا "إسرائيليا" بجروح إلى مستشفيي ولفسون وإيخلوف، إثر سقوط صاروخ أُطلق من اليمن على تل أبيب.
إقرأ أيضاً : السعودي المشبته به بتنفيذ هجوم ألمانيا يصف نفسه بأنه "مسلم سابق"إقرأ أيضاً : 6 شهداء وعدة إصابات في قصف للاحتلال "الإسرائيلي" على غزة ورفحإقرأ أيضاً : مقتل 16 جنديًا في هجوم لمسلّحين بباكستان
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1446
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-12-2024 02:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...