بوابة الوفد:
2025-01-22@19:14:28 GMT

(الذوق) فى الفن والأدب

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

كثيراً ما نسمع أو نقرأ عبارة (إنه اختلاف الأذواق) من أحد الذين لم ينفعل برواية أو فيلم أو أغنية، مبرراً عدم الانفعال هذا بتلك العبارة (اختلاف أذواق).

فهناك من لا يطيق غناء أم كلثوم، أو ينزعج من شعر شوقى، أو تضجره رواية لمحفوظ أو ماركيز، وعلى الفور، ومن باب الأدب، يعلن هؤلاء الرافضون: صحيح أن أم كلثوم عظيمة ومحفوظ عبقرى وشوقى شاعر فذ، لكننى لا أحب أعمالهم.

.. إنه (مجرد اختلاف أذواق).

الحق أن كلمة (الذوق) فى دنيا الأدب والفن فى حاجة ماسة إلى شرح وتفصيل وتفسير وتحرير. ولنبدأ هكذا: مم يتكون الذوق؟ وكيف؟ وما الفرق بين (الذوق العام)، (والذوق الرفيع)؟.

فى ظنى أن (الذوق) بصورة عامة يتشكل من عدة عوامل أبرزها: حساسية الإنسان فى التعامل مع الآداب والفنون، فهل ولد المرء مزوداً بحساسية خاصة تجاه عالم الإبداع، أم أنه ولد محروماً من تلك الحساسية اللطيفة؟ هل جيناته تتفاعل بيسر مع الموسيقى والكلمة واللوحة، أم أنها لا تتأثر بهذه الأمور؟.

العامل الثانى يتمثل فى مستوى ثقافة الفرد، والمدى الذى بلغه فى التحصيل المعرفى منذ كان طفلاً، وهل وهبته المقادير نعمة النشأة فى بيئة اجتماعية (الأسرة/ المدرسة/ المجتمع) تحترم الآداب والفنون وتثمن دورها فى إسعاد الناس وإغناء أرواحهم أم لا؟.

أما العامل الثالث، فيتجلى فى قدرة المرء على تطوير مهاراته فى استقبال الفن والأدب، والانفعال بهما والتأثر بما يقرؤه ويراه وينصت إليه من كلمة ومشهد ولوحة وأغنية.

ولأضرب لك مثلاً... هل الصبى الذى يبلغ 11 عاماً يملك القدرة على استيعاب قصيدة لشوقى والتمتع بأبياتها؟ بالتأكيد لا، لأن خبراته الحياتية ومحصوله اللغوى لا يسمحان له باكتشاف عبقرية الفن الشعرى، الأمر نفسه يتكرر إذا تحدثنا عن إنسان محروم من نعمة الإنصات إلى الموسيقى بتنوعاتها الخلاقة، لذا نراه ينفر من غناء عبدالوهاب وأم كلثوم وتزعجه موسيقى بيتهوفن وموزارت.

أما الإنسان الذى اكتفى من الروايات بمجموعة من الأعمال التى تخاطب الفتيان وعقولهم البسيطة وخبراتهم الحياتية المحدودة، فظنها هى الأمثل، وتوقف عن القراءة بعدها، فلن يطرب لمحفوظ ولن يسعد بماركيز.

لذا يمكن القول إن (اختلاف الأذواق) عبارة تصلح نسبياً فى مسائل الطعام والأزياء، رغم أن مستوى الثقافة يتحكم أيضاً فى تلك الأمور.

لكن عند الحديث عن الأدب والفن، علينا أن ننتبه جيداً، إذ إن الأمر مرتبط بمستوى الثقافة العامة لدى المتلقى، علاوة على مدى علاقته وعمقها بالآداب والفنون.

أما الأمر البالغ الأهمية، فهو الدور الذى يلعبه الترويج/ التسويق فى فرض ذوق أدبى أو فنى معين على الغالبية، خاصة فى الأعوام الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك ويوتيوب وانستجرام وواتساب وغيرها. إذ نرى أعمالاً أدبية وفنية محدودة القيمة وفقاً لمعايير (الذوق الرفيع)، لكنها شائعة بمنطق (الذوق العام البسيط) الذى يروج لمقولة (اختلاف الأذواق).

ما العمل إذن؟

أظن أن الأمر فى حاجة إلى مقال آخر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق حاجة ماسة الأدب والفن

إقرأ أيضاً:

معرض القاهرة للكتاب 2025.. “الأدب الصغير والكبير” جديد قصور الثقافة

 

معرض القاهرة للكتاب 2025.. صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، كتاب "الأدب الصغير والأدب الكبير" لأبي محمد عبد الله بن المقفع، ضمن مجموعة كتب "التراث" التي تقدمها الهيئة بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، المقرر انطلاقها في الفترة من 23 يناير الحالي إلى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ضمن برامج وزارة الثقافة، تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة".

السهل الممتنع

 

اشتهر ابن المقفع بأسلوبه السهل الممتنع، حيث امتزجت في كتاباته الأفكار الواضحة بقوة المنطق، مع استخدام ألفاظ بسيطة وفصيحة تحمل معاني عميقة. تميز ببلاغة رفيعة، وكان يوصي بتجنب التعقيد اللغوي والابتذال في التعبير.

في كتابه "الأدب الكبير"، استلهم ابن المقفع مادته من أقوال السابقين، وقسمه إلى قسمين: الأول تناول صفات الحاكم وعلاقته بمن حوله، والثاني ركز على أهمية الأصدقاء. أما كتابه "الأدب الصغير"، فكان بمثابة دروس أخلاقية واجتماعية تدعو إلى تهذيب النفس وحب العلم، مستندا فيه أيضا إلى حكم السابقين.

وتشارك هيئة قصور الثقافة في دورة المعرض هذا العام من المعرض بأكثر من 165 عنوانا جديدا تم اختيارها بعناية وصدرت ضمن سلاسل الهيئة، ومجموعة أخرى تم إصدارها بمناسبة المعرض، وتقديمها بأسعار مخفضة للجمهور، وتنوعت موضوعات الكتب لتشمل التاريخ والتراث والأدب الشعبي والتراجم العالمية وكتب أعلام الفكر بالإضافة إلى إصدارات متنوعة في سلاسل: السينما، السير الذاتية، أدب الرحلات، الفلسفة، والدراسات الشعبية، الفن التشكيلي، النقد الأدبي، المسرح، والموسيقى، والعبور، وكذا الأعمال الإبداعية في القصة والشعر والرواية، بجانب الركن الخاص بكتب الأطفال وركن في جناح الهيئة للكتب المخفضة.

ويشرف على إصدارات الهيئة في المعرض الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للنشر الثقافي، برئاسة الكاتب الحسيني عمران، والإدارة العامة للتسويق والمبيعات، برئاسة تغريد كامل، وصمم غلاف الكتاب سمر أرز.

ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 80  دولة و1300 دار نشر و6 آلاف عارض، وتحل عليه سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور الراحل أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.

مقالات مشابهة

  • بعد اختلاف الآراء.. منة عرفة تعتذر لـ إلهام شاهين
  • الأدب السوري مترجمًا.. كيف شوّهت سياسات الهوية السردية السورية
  • معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر كتاب «الأدب الصغير والأدب الكبير» لابن المقفع
  • معرض القاهرة للكتاب 2025.. “الأدب الصغير والكبير” جديد قصور الثقافة
  • السَّاردُ السَّاحر
  • ميلانيا ترامب تحيي أناقة الذوق الكلاسيكي من عام 1955 في حفل تنصيب زوجها (تفاصيل)
  • "دبي للثقافة والفنون" تعرض إبداعات 15 إماراتياً في باريس
  • متى تختفي ظاهرة اختلاف تفسير النظام من موظف إلى آخر
  • مسرحية الأرتيست
  • أمير الشرقية يستقبل الفائزين من جمعية الثقافة والفنون بالدمام في مهرجان الرياض للمسرح