السودان والأراضي الفلسطينية بين أكثر الدول بعدد النازحين داخليًا جراء الصراع في 2023
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- واصل عدد النازحين داخليًا الارتفاع إلى 75.9 مليون حالة نزوح داخلي على مستوى العالم حتى نهاية عام 2023، ارتفاعًا من 71.1 مليونًا في عام 2022. وفقاً لمركز رصد النزوح الداخلي (IDMC)، الذي نشر تقريره العالمي السنوي حول النزوح الداخلي الذي قسم أسباب النزوح إلى العنف والصراع أو بسبب الكوارث الطبيعية.
وبلغ إجمالي حركات النزوح الداخلي في عام 2023 بسبب الصراعات والكوارث، 46.9 مليونًا، منهم 20.5 مليون نزحوا بسبب الصراع والعنف، و26.4 مليون نازح بسبب الكوارث.
وكان 68.3 مليون شخص يعيشون في حالة نزوح داخلي بسبب النزاع والعنف في نهاية عام 2023، وهو أعلى رقم منذ توفر البيانات. ويستضيف السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا واليمن ما يقرب من نصف النازحين داخليًا في العالم. أي زيادة بنسبة 9% في عدد النازحين بسبب الصراع والعنف منذ عام 2022.
ويسجل التقرير النزوح الداخلي والحركة القسرية خلال العام. يمكن إجبار نفس الشخص على التحرك عدة مرات، ومركز رصد النزوح يحسب كل حركة نزوح. على سبيل المثال، قد يضطر الشخص الذي يفر من الصراع ويذهب إلى مخيم للنازحين إلى الفرار مرة أخرى إذا تعرض المخيم لهجوم أو تعرض لزلزال أو فيضان أو أي كارثة أخرى.
وارتفعت أعداد النازحين داخليًا بنسبة 50% في السنوات الخمس الأخيرة.
ويستمر هذا الرقم في الارتفاع، حيث ينضم الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار بسبب الكوارث أو الصراع أو العنف إلى أولئك الذين يعيشون في حالة نزوح لسنوات أو حتى عقود ولم يتوصلوا بعد إلى حل دائم.
وتسببت الصراعات والعنف في حدوث 20.5 مليون حالة نزوح أو حركة داخلية جديدة في 45 دولة وإقليم خلال عام 2023. وشكل السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية ما يقرب من ثلثي المجموع.
وتسببت الفيضانات والعواصف والزلازل وحرائق الغابات وغيرها من الكوارث في 26.4 مليون حالة نزوح في عام 2023، وهو ثالث أعلى إجمالي سنوي للنزوح في السنوات العشر الماضية. والـ 7.7 مليون نازح داخليًا بنهاية 2023 بسبب الكوارث هو ثاني أعلى عدد للنازحين منذ أن بدأ مركز رصد النزوح الداخلي في 2019 في تسجيل هذا المقياس. وتشمل البلدان والأراضي الـ148 التي أبلغت عن عمليات نزوح بسبب الكوارث.
والبلدان التي سجلت أعلى أرقام لحالات النزوح الداخلي بسبب النزاع والعنف في 2023 هي: السودان جمهورية الكونغو الديموقراطية، والأراضي الفلسطينية، ميانمار وأثيوبيا
أدى صراع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل/نيسان 2023، إلى نزوح 6 ملايين شخص خلال العام، وأكثر من ذلك مقارنة بالسنوات الـ 14 الماضية مجتمعة. وقد أدى ذلك إلى نزوح 9.1 مليون شخص داخليًا حتى نهاية العام، مما جعل السودان البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين داخليًا على مستوى العالم. وهو ثاني أعلى رقم يتم تسجيله على الإطلاق بعد أوكرانيا في عام 2022.
وأدى الصراع والعنف إلى نزوح 3.8 مليون شخص في الكونغو في عام 2023، وهو انخفاض طفيف عن الرقم القياسي البالغ أربعة ملايين في عام 2022، لكنه لا يزال ثاني أعلى رقم على مستوى العالم بعد السودان. تعد الكونغو من بين البلدين الأكثر تضررًا من النزوح بسبب النزاع على مستوى العالم منذ عام 2016.
وحدثت 3.4 مليون حركة نزوح جديدة في قطاع غزة في الربع الأخير من عام 2023 خلفت 1.7 مليون نازح داخليًا بنهاية العام إثر شن حماس وغيرها من الجماعات المسلحة الفلسطينية هجومًا على إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة الحرب وشن عملية عسكرية جوية وبرية وبحرية في غزة. وأدى الصراع الذي أعقب ذلك إلى حدوث رقم قياسي بلغ 3.4 مليون حالة نزوح في الإقليم، أي ما يقرب من 17٪ من الإجمالي العالمي للصراع في عام 2023. وامتد النزاع أيضًا إلى لبنان، حيث تم الإبلاغ عن رقم قياسي بلغ 78,000 حالة نزوح.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية غزة قطاع غزة على مستوى العالم النازحین داخلی ا النزوح الداخلی بسبب الکوارث فی عام 2023 عام 2022
إقرأ أيضاً:
قصة الطفلة وسام.. رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان
بقلب ينبض بالأمل، ترسم الطفلة السودانية وسام زهرة في دفترها، وهي تتوسط زميلاتها داخل فصل يعج بأحلام العودة. بفضل لوازم مدرسية تمس الحاجة إليها وزعتها منظمة اليونيسف بدعم من صندوق “التعليم لا ينتظر”، استعاد أكثر من مئة ألف تلميذ سوداني حقهم في التعليم.
التغيير: وكالات
وسط همسات زميلاتها وهن يلملمن أغراضهن، غرقت وسام ذات التسع سنوات في عالم خيالها، ترسم صورة تنبض بالحياة. وعندما انتهت، أعادت أقلامها الملونة إلى حقيبتها، التي تحمل معها أملا لا ينضب، رغم قسوة النزوح التي عصفت بملايين الأطفال.
تقول وسام: “تركت ألعابي وكتبي وزيي المدرسي وحقيبتي وأقلامي. كان زيي جميلا”.
تواجه البلاد أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث يوجد أكثر من 17 مليون طفل في سن الدراسة خارج أسوار المدارس حاليا.
تضررت أو دمرت مئات المباني المدرسية منذ بداية الحرب في السودان في أبريل 2023. ويتم استخدام العديد من المباني الأخرى كملاجئ للنازحين.
مع إعادة فتح 489 مدرسة، عاد ما يقرب من 120 ألف طفل إلى الفصول الدراسية في ولاية البحر الأحمر الساحلية. يواصل صندوق التعليم لا ينتظر – وهو صندوق الأمم المتحدة العالمي المعني بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة – وشركاء مثل اليونيسف دعم الفتيات والصبيان في جميع أنحاء السودان لضمان مواصلة تعليمهم حتى في أصعب الظروف.
مرت وسام بمصاعب وأهوال تستعصي على الوصف، حيث اضطرت هي وعائلتها إلى الفرار من منزلهم في سنار طلبا للأمان في مدينة بورتسودان على السحل الشرقي للسودان، تاركين وراءهم جميع ممتلكاتهم تقريبا، بما في ذلك الزي المدرسي.
حقائب لمستقبل أكثر إشراقاعندما أُعيد فتح المدارس أخيرا في بورتسودان، لم تستطع عائلة وسام تحمل تكاليف اللوازم المدرسية اللازمة.
مع كل خطوة تخطوها وسام وأشقاؤها نحو مدرستهم الجديدة في بورتسودان، كان شغفهم بالتعلم يتجدد، لكن ظلال النزوح ألقت بعبء نقص اللوازم المدرسية، مما حال دون اكتمال فرحتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
لحسن الحظ أن مدرسة وسام هي واحدة من العديد من المدارس في السودان التي تتلقى لوازم مدرسية حيوية بفضل دعم صندوق التعليم لا ينتظر.
من خلال هذه المبادرة، التي تهدف إلى ضمان حصول جميع الأطفال على الأدوات التي يحتاجونها للعودة إلى التعلم، تلقت وسام وأشقاؤها زيا مدرسيا جديدا وحقائب ظهر مليئة بالأدوات مثل الدفاتر وأقلام التلوين والطباشير والمساطر.
وعن ذلك تقول وسام: “أحب حقيبتي الجديدة. إنها أكبر بكثير من الحقيبة التي تركتها في المنزل”.
أكثر من مجرد حقيبة مدرسيةحقيبة الظهر الجديدة هذه تعني أكثر من مجرد كتب ولوازم مدرسية بالنسبة لوسام. إنها تحمل أحلامها بمستقبل أكثر إشراقا وسلاما في وطنها يسمح لها بالتعلم والنمو وتحقيق كامل إمكاناتها.
تدرس وسام حاليا في الصف الثالث، وهي تشارك بحماس في مناقشات الفصل وترفع يدها بثقة للإجابة عن الأسئلة. زيها الجديد يضيف معنى إلى شعورها بالفخر والانتماء.
لكن في لحظات عزلتها الهادئة، في خضم الفوضى التي أحاطت بها منذ بداية الحرب، تنبض وسام بالحياة. فبعد انتهاء اليوم الدراسي، تبقى وسام في الفصل الدراسي، منغمسة في رسوماتها.
الزهور الملونة، المرسومة بعناية فائقة، هي شهادة على إبداعها وتصميمها على البحث عن الجمال حتى في الظروف الصعبة.
بفضل مجموعة أقلام التلوين الجديدة التي تلقتها، يمكن لوسام الآن التعبير عن نفسها بطرق لم تكن قادرة عليها من قبل. وعن ذلك تقول: “سأشارك الألوان مع أشقائي”.
التعليم أمر بالغ الأهمية في أوقات الأزمات، ليس فقط للتعلم الأكاديمي، ولكن أيضا لتوفير شعور بالوضع الطبيعي والاستقرار والأمان.
في الواقع، مبادرة اللوازم المدرسية هي جزء من استجابة صندوق التعليم لا ينتظر الشاملة في السودان والدول المجاورة، والتي تدعم إنشاء مساحات آمنة للأطفال ومراكز تعليم مؤقتة وتدريب المعلمين وتوفير مواد تعليمية ودعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والمزيد.
توفر المدارس للأطفال النازحين مثل وسام مساحة آمنة للتعافي من صدمة الصراع. كما أنها تساعد في حماية الأطفال من الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال وعمالة الأطفال والتجنيد القسري في الجماعات المسلحة، مما يمنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل.
تقول وسام: “المنزل أفضل من هنا، لكن لا يمكننا العودة بسبب الحرب. الحرب سيئة للغاية”. ومع ذلك، تظل وسام متفائلة. فبفضل الدعم الذي تلقته، تشعر الآن أن التعليم هو سبيلها للمضي للأمام.
الاحتياجات تتنامىحتى الآن، وصل دعم صندوق التعليم لا ينتظر إلى 135 ألف فتاة وصبي متضررين من الأزمة في السودان.
وبلغ إجمالي استثمارات الصندوق في السودان 33.7 مليون دولار ويدعم بناء وإعادة تأهيل الفصول الدراسية وتوفير مواد التعلم والتدريس وتدريب المعلمين وتحسين الوصول إلى مياه الشرب والمرافق الصحية والمرافق الصحية المراعية للنوع الاجتماعي وتحسين الوصول إلى تعليم جيد وشامل وصديق للأطفال.
قدم الصندوق الأممي أيضا أكثر من 20 مليون دولار استجابة لاحتياجات تعليم اللاجئين الإقليمية، مع منح تم الإعلان عنها في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا.
لكن الاحتياجات في السودان، وفي الأزمات حول العالم، مستمرة في التنامي. فقد وجد تقرير حديث صادر عن صندوق التعليم لا ينتظر أن 234 مليون فتاة وصبي في سن الدراسة يتأثرون بالأزمات ويحتاجون إلى دعم عاجل للوصول إلى التعليم الجيد، هذا يمثل زيادة لا تقل عن 35 مليونا خلال السنوات الثلاث الماضية.
حقيبة الظهر الجديدة تمثل بالنسبة لوسام تذكيرا بكل ما اضطرت إلى تركه وراءها، وهي تحمل الآن ثقل كل ما تأمل في تحقيقه. ومع كل درس، تقترب خطوة من المستقبل الذي تستحقه، وهو المستقبل الذي تصمم الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات على خلقه.
الوسومآثار الحرب في السودان أطفال السودان والتعليم اليونسيف