مصطفى لطفى المنفلوطى وهجرة النصوص
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
يُعتبر مصطفى لطفى المنفلوطى، الذى وُلد فى عام 1876 بمدينة منفلوط بصعيد مصر وتوفى فى عام 1924، واحدًا من أبرز الأدباء فى الأدب العربى المعاصر.
لقد ترك المنفلوطى بصمة لا تُمحى فى الأدب العربى من خلال أعماله الأصلية وترجماته وتهذيباته للأعمال الأدبية الفرنسية. أسلوبه الفريد فى الكتابة، الذى جمع بين الأصالة والجمال الأدبى، جعله محبوبًا بين قراء الأدب العربى فى زمانه وما بعده.
على الرغم من أن المنفلوطى لم يكن يجيد اللغات الأجنبية، إلا أنه تأثر بشدة بالأدب الفرنسى، خاصة بأعمال الكتاب الرومانسيين مثل جاك هنرى برناردين دى سان بيير. اعتمد المنفلوطى على الترجمات الفرنسية للأعمال الأدبية الغربية وقام بتهذيبها وصياغتها بأسلوبه الخاص. من أبرز الأعمال التى ترجمها وقدمها بأسلوبه «ماجدولين» و»الشاعر»، حيث أضاف لهذه الأعمال لمسته الخاصة، ما جعلها تبدو وكأنها خضعت لعملية مماثلة لعملية التناسخ فى الفلسفة اليونانية والذى يتعلق بالتقمص وانتقال الروح إلى جسد آخر.
تميز أسلوب المنفلوطى بالبساطة والوضوح، حيث استخدم لغة سهلة وبليغة تُمكن القارئ من فهم النص بسهولة دون الإخلال بعمق المعنى وجمال التعبير. كان يسعى دائمًا إلى إيصال الفكرة بأسلوب سلس ورشيق، ما جعل أعماله مقروءة على نطاق واسع.
تُعد العاطفة والرومانسية سمة بارزة فى كتابات المنفلوطى، حيث تعكس نصوصه مشاعر الإنسان ببراعة. يجيد وصف الحب والألم والفراق بصدق وعذوبة، ما يجعل القارئ يتعاطف مع الشخصيات ويتفاعل مع أحداث القصة. يظهر هذا بوضوح فى أعماله مثل «النظرات» و»العبرات».
امتاز المنفلوطى بقدرته على الوصف الدقيق للمشاهد والأحداث والشخصيات، ما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش داخل القصة. هذا الأسلوب أضفى على نصوصه جاذبية خاصة وعمقًا واقعيًا.
ركز المنفلوطى فى أعماله على القيم الإنسانية والأخلاقية مثل العدالة والصدق والإخلاص. سعى من خلال كتاباته إلى تعزيز هذه القيم فى المجتمع، واستخدم قصصه لإيصال رسائل تربوية وأخلاقية، مؤمنًا بأن الأدب وسيلة لإصلاح المجتمع وبناء الإنسان الفاضل.
من أشهر أعمال مصطفى لطفى المنفلوطي: النظرات: مجموعة من المقالات والقصص القصيرة التى تعكس أفكار المنفلوطى وأسلوبه الأدبى. العبرات: مجموعة أخرى من القصص القصيرة، تركز على موضوعات العاطفة والحياة الإنسانية. ماجدولين: ترجمة وتهذيب لرواية «بول وفيرجيني» للكاتب الفرنسى برناردين دى سان بيير.
الشاعر: تهذيب لرواية «سيرانو دى برجراك» للكاتب الفرنسى إدموند روستاند.
مصطفى لطفى المنفلوطى كان ولا يزال أحد أعمدة الأدب العربى المعاصر. أسلوبه المميز الذى يجمع بين البساطة والعاطفة والوصف الدقيق جعله محبوبًا بين القراء. أعماله تُعتبر نموذجًا للأدب العربى الرصين الذى يهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية وإيصال الأفكار بأسلوب بليغ وجميل. بفضل جهوده وتأثيره، أصبح للأدب العربى مكانة متميزة فى عالم الأدب العالمى، مؤكدًا قدرة الأدب على تحقيق التقارب الثقافى بين الشرق والغرب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللغات الأجنبية الأدب العربى مصطفى لطفى
إقرأ أيضاً:
اتفاقية تعاون بين «الثقافة» و«كُتّاب الإمارات» لإصدار سير أعلام الأدب والفكر
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةضمن فعاليات «أبوظبي للكتاب»، وقّع «اتحاد كتّاب الإمارات»، اتفاقية تعاون مشترك مع وزارة الثقافة، تُعدّ استكمالاً للاتفاقية الموقعة بين الجانبين في 5 مايو 2024، بشأن تنفيذ مشروع الإصدار الثقافي المشترك.
وقّع الاتفاقية عن وزارة الثقافة مبارك إبراهيم الناخي، وكيل الوزارة، وعن اتحاد الكتّاب الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
وتنص الاتفاقية على توسيع نطاق التعاون ليشمل إصدار أعمال تُعنى بـالسير الغيرية لأعلام ورموز الفكر والأدب في دولة الإمارات، وتسليط الضوء على الشخصيات الإماراتية الرائدة في الحقول الثقافية والفكرية، بهدف توثيق مساهماتهم وإبراز دورهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز القيم الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي.
كما تأتي هذه الاتفاقية في سياق الجهود الوطنية الحثيثة لتعزيز الحضور الثقافي الإماراتي، وتوثيق إرثه الرمزي والإنساني، بما يعزز من استدامة الهوية الثقافية، ويثري الأجيال القادمة بسِيَر ملهمة.
من جانبه، قال الدكتور سلطان العميمي: «تأتي الاتفاقية لنُعيد بها إحياء فنّ مهم في الأدب، وهو فن كتابة السيرة، الذي يكاد يكون مهمَلاً في الكتابات العربية عموماً، ويشهد نقصاً واضحاً في الكتابة المحلية».
وأكد العميمي أن وزارة الثقافة والاتحاد يسعيان من خلال هذه المبادرة، لتوثيق سير شخصيات وطنية كان لها أثرٌ عميق في مجالات الثقافة، والإعلام، والمجتمع، كما أنها تسهم بشكل كبير في تشجيع الكتّاب الإماراتيين على خوض تجربة هذا الحقل الأدبي المهم، سواء في شكل السيرة الذاتية أو السيرة الغيرية.
وأعربت شيخة الجابري، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد، عن سعادتها بالتعاون، قائلة: «نرحّب بالاتفاقية التي تأتي في وقت نحتاج فيه إلى توثيق مسيرات المبدعين الإماراتيين الذين أثروا المشهد الثقافي والفكري. فالمكتبة الوطنية بحاجة إلى أعمال نوعية توثّق لذاكرة الوطن ورجالاته، وهذه الاتفاقية تشكّل خطوة فاعلة نحو تطوير المحتوى الثقافي الوطني وإثرائه».