عُمان والكويت.. علاقات متجذرة ورؤى مشتركة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
د.سليمان المحذوري
abualazher@gmail.com
بالنظر للموقع الجغرافي لكل من سلطنة عُمان ودولة الكويت، نجد أنَّ عُمان تقع في أقصى الشرق، وتُشرف بشكل مباشر على عنق الزجاجة مضيق هرمز، كما أنّها تقع في منطقة آمنة بعيدة عن أية مهددات جيوسياسية قد تعصف بالمنطقة؛ فيما تقع الكويت في أقصى الغرب في نهاية الخليج العربي؛ وبالتالي فإن الدولتين تُعدان كرُمَّانة الميزان لعموم المنطقة؛ من أجل الحفاظ على استقرار الأوضاع في هذا الجزء المهم من العالم، لا سيما مع اشتداد الصراعات الدولية.
وعند الحديث عن سرِّ العلاقات المتميزة بين عُمان والكويت، والتي امتدت لعقود طويلة، يقفز إلى الذهن مباشرة الارتباط التاريخي بين البلدين، لا سيما تلك المتعلقة بالتجارة البحرية، والتبادل التجاري، وما نتج عنها من ثمار اقتصادية، وتأثيرات حضاريّة متبادلة ثقافيًّا واجتماعيًّا لا يمكن التغافل عنها أو تجاوزها. فمنذ القدم، كانت الكويت إحدى المحطات الرئيسية للسفن العُمانية المتجهة إلى البصرة. وفي المقابل، كانت الموانئ العُمانية محطات رئيسية للسفن الكويتية التجارية المبحرة في مياه المحيط الهندي. ونتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية في منطقة الخليج بسبب إفرازات الحرب العالمية الأولى، كانت السفن الكويتية تصل إلى عُمان بغرض التزود بالمواد الغذائية، خاصة الأرز، وخلال الحرب العالمية الثانية استمرت السفن الكويتية بالتردُّد على المحطات العُمانية لاستيراد السلع النادرة إبان تلك الحقبة مثل السكر.
وحاليًا، ونتيجة لذلك؛ فإنَّه لا غرابة ألبتة من استمرار هذه الصلات، والتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وأهمية البناء عليها لحاضر ومستقبل البلدين؛ بما يحقق الأهداف المشتركة لرؤية عُمان 2040، ورؤية الكويت 2035؛ حيث شهد شهر فبراير من هذا العام زيارة دولة لأمير دولة الكويت صاحب السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى سلطنة عُمان. ولعل أبرز النتائج المباشرة لتلك الزيارة هي افتتاح مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، والتي يُعول عليها قيادة قاطرة الاقتصاد العُماني خلال هذه المرحلة المهمة من نهضة عُمان المتجددة. وتجدر الإشارة كذلك إلى أنَّ هذا المشروع يُعد أحد أكبر المشاريع الاستثمارية المشتركة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت. وقبل عدة أيام، زار حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، دولة الكويت الشقيقة أيضا في زيارة "دولة"، وبمعية جلالته وفد رفيع المستوى؛ تأكيدًا على عمق العلاقات الأخوية، وتعزيزًا للتفاهمات بين الدولتين في مختلف الجوانب السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة؛ حيث حظيت هذه الزيارة باهتمام رسمي وشعبي كويتي، وكانت بؤرة تركيز الصحافة الكويتية على مدار يومي الزيارة التي تمخضت عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات؛ لعل أبرزها: الاستفادة من الفرص الاستثمارية بمختلف المجالات في كلا البلدين.
وختامًا.. وفي خضمّ المستجدات الإقليمية والدولية في الوقت الراهن، فإنَّه من الأهمية بمكان تمتين التكتلات الإقليمية، وتعزيز التقارب الخليجي الخليجي، وتوحيد الرؤى السياسية بما يتوافق مع تحقيق التطلعات المشتركة، وبناء شراكات اقتصادية تكاملية تُسهم في تحقيق الرخاء لشعوب المنطقة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
البصرة تستعد لتأمين مباراة العراق والكويت ضمن تصفيات كأس العالم
مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025
المستقلة/- في إطار استعداداتها لاستضافة المباراة المرتقبة بين منتخب العراق ونظيره الكويتي، أعلنت قيادة شرطة محافظة البصرة عن تنفيذ ممارسة أمنية شاملة ضمن خطة تأمين الحدث الرياضي، الذي سيجري في مدينة البصرة الرياضية يوم الخميس المقبل، في إطار تصفيات كأس العالم 2026.
وتهدف هذه الإجراءات الأمنية إلى ضمان أعلى مستويات الأمان للفرق الرياضية والجماهير، حيث سيتم نشر القوات الأمنية في مختلف أنحاء المدينة الرياضية، إلى جانب تنفيذ عمليات التفتيش الدقيقة عند مداخل ومخارج الملعب. كما سيتم اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين سلامة المشجعين واللاعبين على حد سواء، بما يضمن سير المباراة في أجواء آمنة ومنظمة.
وأكد البيان الصادر عن وزارة الداخلية أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص الأجهزة الأمنية على تأمين الفعاليات الرياضية الكبرى في البصرة، وإبراز صورة المدينة كوجهة رياضية آمنة تحتضن البطولات الدولية. كما أن هذه الإجراءات الأمنية تعكس استعداد العراق لتنظيم مثل هذه الأحداث العالمية، حيث سيتم التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية لضمان سلاسة سير المباراة دون أي تعقيدات أو مشاكل أمنية.
إضافة إلى ذلك، فإن هذه التحضيرات تأتي ضمن الجهود المتواصلة للسلطات المحلية في البصرة لتعزيز صورة المدينة على الصعيدين الرياضي والسياحي، وجعلها وجهة رائدة لاحتضان الفعاليات الرياضية الكبرى.