يمانيون:
2025-01-20@11:27:14 GMT

قراءاتٌ في قمة “المنامة”

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

قراءاتٌ في قمة “المنامة”

يمانيون| بقلم- د. شعفل علي عمير|

 

قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأسباب} في ظل واقع الحكومات العربية والإسلامية المتخاذلة تأتي أهميّة أن يكون للشعوب الإسلامية والعربية بالذات موقفٌ يبرِّئُهم أمام الله -سبحانه وتعالى- ويجنِّبُهم سخطَه في يومٍ يُسألون فيه، يومٍ يقول الله عنه: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} وهنا يجب على كُـلّ مسلم أن يعتبر نفسه مسؤولًا عن موقفه مسؤوليةً إيمانيةً، في يومٍ لا ينفعُهم فيه قادتُهم وأمراؤهم، يومٍ يتبرَّأُ منهم شياطينُ الإنس وشياطينُ الجن.

 

لعل اختيار المنامة لانعقاد القمة العربية التي جاءت دون مقدمات تفاجَأُ بها الكثيرُ من أبناء الأُمَّــة، جاء اختيار المنامة مناسباً من حَيثُ إنها عَبَّرت عن معنى الاسم في مضامينه الفعلية؛ فهي المنامة فعلاً، حَيثُ اجتمع فيها ثُلَّةٌ ممن يسمَّون أنفسَهم زعماءَ وحُكَّامًا؛ للاتّفاق على استمرار سُباتهم ونومهم؛ فحين يراد للطفل أن ينامَ يأخذونه إلى منامه.

 

لا نقول هذا افتراءً بقدر ما هو ترجمةٌ لـ “نتائجَ” عبَّرت فعلاً عن المعنى الحقيقي للقمة، التي رسائل هامة يجب أن تقرأها الشعوب العربية وَتعيَ معنى أن يخرج المجتمعون دون أي اتّفاق عملي لإنقاذ شعبٍ عربي يباد.

 

فإذا كان الاجتماع لم يأتِ بنتيجة بقدر ما أعطى الكيانَ الصهيونيَّ ضوءًا أخضرَ لاجتياح ما تبقى من المُدُنِ في غزة أولاً، وأرسل للدول التي تدعمُ أنظمتُها الكيانَ الصهيوني رسالةً مفادُها أننا لا زلنا كعربٍ مشغولين أكثرَ بقضايانا البَينية؛ فهناك من ينتقد حماس لدفاعِها عن نفسها، وهناك من يقول إنه يجبُ وقف أي نشاط يعرقِلُ الملاحةَ الدولية (الإسرائيلية) وكأنَّ هذا الاجتماعَ جاء للدفاع عن “إسرائيل”!

 

فبعد كُـلّ هذا هل تبقَّى للأُمَّـة العربية من أملٍ في أن تتحَرّكَ أنظمتها لنجدة إخوانهم في غزةَ أَو لوقف المجازر اليومية؟!

 

العجيب أن الزعماءَ المجتمعين خرجوا من القمة وهم يعتبرون أنفسَهم منتصرين، وهم فعلاً كذلك؛ لأَنَّهم انتصروا مراتٍ ومراتٍ في تخدير الشعوب العربية، انتصروا للكيان الصهيوني ولم ينتصروا للشعب الفلسطيني في غزةَ، انتصروا للظالم على المظلوم.

 

وهنا نقدم للشعب العربي سؤالًا: هل ستظل الأُمَّــة بثرواتها وجيوشها في موقفها السلبي؟ فإذا كانت الإجَابَة بنعم وهي الإجَابَة الأكثر احتمالاً؛ فالسؤال الآخر موجَّهٌ لكل أبناء الأُمَّــة: إلى متى سيستمرُّ الشعبُ العربي على هذه الحال؟!

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني

يمانيون ـ بقلم ـ فضل فارس

اليمن وعلى مدى عام وقرابة نصف عام آخر وهي تفرض قرارها على مياهها الإقليمية بتوقيف الملاحة الإسرائيلية وإخراجها عن الخدمة.

اليمن استطاعت بالله وبعزيمتها الفولاذية المستمدة من مشروعها القرآني وحكمة قيادتها أن تجمد وتخرج على طول كُـلّ هذه المدة أحد أهم موانئ الكيان المحتلّة المقابلة للبحر الأحمر -ميناء أم الرشراش المسمى بميناء إيلات- عن الخدمة وحتى أعلن إفلاسه الكامل.

اليمن بتحَرّكها الفعال الحر والشريف عبر البحر استطاعت أن تفرض واقعاً وَحضراً ملاحياً على الكيان العبري عبر المياه الإقليمية المؤدية إليه، حيث قد أضرت وهزت بعمق الكيان الصهيوني وذلك ببتر وَتعطيل خطوط التجارة البحرية إلى موانئه بنسبة قد تكون شبه تامة.

اليمن مثلت -وطوال كُـلّ هذه المدة من الحرب- من موقعها المركزي في محور المقاومة وجبهات الإسناد والمؤازرة للشعب الفلسطيني نقطة ومسار تحول تاريخي غير المعادلة الأمريكية والصهيونية على مستوى المنطقة ككل، حيث استطاعت ضرب العمق الإسرائيلي ونشر حالة الرعب والخوف في مواطنيه، كما حولت العديد من مدنه المحتلّة -كما هي مدينتا “أم الرشراش” و”عسقلان” المحتلّتَين- إلى مدن مليئة بالخوف والرعب الجاثم والمنتشر في أرجائها.

وفيما تمكّنت أَيْـضًا وذلك بتأييد الله ومعونته من التصدي لذلك العدوان الثلاثي عليها وإلجامه بالفشل والانكسار وتكبيده الخسائر الكبيرة أَيْـضًا في قواه ومعنوياته وسُمعته التي باتت تحت الأقدام.

كما أن من تأثيرات الجبهة اليمنية في هذه المعركة التأثير على وضع الطيران إلى مطار بن غريون الدولي في يافا المحتلّة، كذا إلحاق الضرر الكبير في الوضع الاقتصادي لها، وذلك ما جعلهم يدخلون في تصعيد وعدوان عليها.

مع أنها ورغم ذلك الوعد والوعيد وَالترغيب والترهيب الأمريكي والصهيوني والبريطاني والغربي بكله لم تتوقف ولو لساعة واحدة إنما ازدادت صموداً وعنفواناً وعزة في مواصلة الإسناد؛ فهي تعتبر ذلك من أقل ما يمكنها فعله، مع شعورها بالتقصير على إتمام الواجب الكامل الذي ترضاه ويرضاه شعبها وقيادتها وقواتها المسلحة فيما يتعلق بواجباتها ومسؤولياتها الدينية والإنسانية تجاه هذه القضية والمظلومية الفلسطينية التي ليس لها على الأرض مثيل.

إن اليمن ورغم استضعافه الكبير وقلت أَيْـضًا قدراته وَإمْكَاناته وذلك مقارنة بما تمتلكه الكثير من الدول والأنظمة في المنطقة، أَيْـضًا لما يعانيه وتفرض عليه وعلى واقعه وأمنه الداخلي من سنوات وأعوام طويلة من سياسات ومؤامرات أمريكية وإقليمية عدوانية.

إلا أنه لا زال وبرغم كُـلّ ذلك غنياً رافعاً الهامة تجاه أي داع إنساني أَو ديني يفرض عليه، وذلك بما يمتلكه من نهر فياض من الأخلاق والقيم والأسس والمبادئ الدينية والإنسانية والعرفية، التي هي ميراثٌ اكتسبها من تاريخه العريق والمشرف لآبائه وأجداده الأول وتحَرّكهم الصادق مع دينهم ونبيهم وأعلام الهُــدى خلفهم، وهي اليوم تلك الهُوية الإيمَـانية من تحَرُّكِهِ وترسُمُ خطوطَ سيره ومسيرة أبنائه المباركة، التي سوف تواصلُ عزمَها في المسير قُدُماً، ولو بعدَ هذه الجولة، حتى تحرير فلسطين كُـلّ فلسطين وذلك وعد الشعب والسيد القائد رضوان الله عليه.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يرفض الافراج عن رموز حركة التحرير الفلسطينية بالمرحلة الأولى
  • الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني
  • التصدعات تظهر في الداخل الصهيوني
  • معهد دراسات “الأمن القومي الصهيوني”: “الجيش الإسرائيلي” تم استنزافه في غزة
  • حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة الى 46,899 شهيدا منذ بدء العدوان
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة الى 46,899 شهيداً و110,725 مصاباً
  • "قراءات في أعمال أدباء المنيا".. أمسية أدبية لقصور الثقافة
  • قوات العدو الصهيوني تعتقل 3 فلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة
  • العدو الصهيوني يرتكب 11 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان
  • قراءات في أعمال أدباء المنيا.. أمسية أدبية لقصور الثقافة