يمانيون| بقلم- د. شعفل علي عمير|
قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأسباب} في ظل واقع الحكومات العربية والإسلامية المتخاذلة تأتي أهميّة أن يكون للشعوب الإسلامية والعربية بالذات موقفٌ يبرِّئُهم أمام الله -سبحانه وتعالى- ويجنِّبُهم سخطَه في يومٍ يُسألون فيه، يومٍ يقول الله عنه: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} وهنا يجب على كُـلّ مسلم أن يعتبر نفسه مسؤولًا عن موقفه مسؤوليةً إيمانيةً، في يومٍ لا ينفعُهم فيه قادتُهم وأمراؤهم، يومٍ يتبرَّأُ منهم شياطينُ الإنس وشياطينُ الجن.
لعل اختيار المنامة لانعقاد القمة العربية التي جاءت دون مقدمات تفاجَأُ بها الكثيرُ من أبناء الأُمَّــة، جاء اختيار المنامة مناسباً من حَيثُ إنها عَبَّرت عن معنى الاسم في مضامينه الفعلية؛ فهي المنامة فعلاً، حَيثُ اجتمع فيها ثُلَّةٌ ممن يسمَّون أنفسَهم زعماءَ وحُكَّامًا؛ للاتّفاق على استمرار سُباتهم ونومهم؛ فحين يراد للطفل أن ينامَ يأخذونه إلى منامه.
لا نقول هذا افتراءً بقدر ما هو ترجمةٌ لـ “نتائجَ” عبَّرت فعلاً عن المعنى الحقيقي للقمة، التي رسائل هامة يجب أن تقرأها الشعوب العربية وَتعيَ معنى أن يخرج المجتمعون دون أي اتّفاق عملي لإنقاذ شعبٍ عربي يباد.
فإذا كان الاجتماع لم يأتِ بنتيجة بقدر ما أعطى الكيانَ الصهيونيَّ ضوءًا أخضرَ لاجتياح ما تبقى من المُدُنِ في غزة أولاً، وأرسل للدول التي تدعمُ أنظمتُها الكيانَ الصهيوني رسالةً مفادُها أننا لا زلنا كعربٍ مشغولين أكثرَ بقضايانا البَينية؛ فهناك من ينتقد حماس لدفاعِها عن نفسها، وهناك من يقول إنه يجبُ وقف أي نشاط يعرقِلُ الملاحةَ الدولية (الإسرائيلية) وكأنَّ هذا الاجتماعَ جاء للدفاع عن “إسرائيل”!
فبعد كُـلّ هذا هل تبقَّى للأُمَّـة العربية من أملٍ في أن تتحَرّكَ أنظمتها لنجدة إخوانهم في غزةَ أَو لوقف المجازر اليومية؟!
العجيب أن الزعماءَ المجتمعين خرجوا من القمة وهم يعتبرون أنفسَهم منتصرين، وهم فعلاً كذلك؛ لأَنَّهم انتصروا مراتٍ ومراتٍ في تخدير الشعوب العربية، انتصروا للكيان الصهيوني ولم ينتصروا للشعب الفلسطيني في غزةَ، انتصروا للظالم على المظلوم.
وهنا نقدم للشعب العربي سؤالًا: هل ستظل الأُمَّــة بثرواتها وجيوشها في موقفها السلبي؟ فإذا كانت الإجَابَة بنعم وهي الإجَابَة الأكثر احتمالاً؛ فالسؤال الآخر موجَّهٌ لكل أبناء الأُمَّــة: إلى متى سيستمرُّ الشعبُ العربي على هذه الحال؟!
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
حملة ضد بيع جزيرة عبد الكوري للإمارات والكيان الصهيوني
يأتي ذلك في أعقاب تسهيل حكومة الفنادق وما يسمى المجلس الانتقالي، عملية استحواذ وسيطرة الاحتلال الإماراتي على مطار جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى.
وقال المشاركون في الحملة الإلكترونية: إن “تمكين دولة أجنبية من إنشاء مطار في جزيرة يمنية غير مأهولة بالسكان “لا يتجاوز عدد سكانها الألف” لا يخدم سوى مصالحها العسكرية، معتبرين ما حدث في عبد الكوري جريمةً.
وأكّـد الناشطون أن “المطار على هذه الجزيرة هو مطار عسكري لصالح أمريكا والكيان الصهيوني تحت إشراف إماراتي، وهو جزء من القاعدة العسكرية الكبيرة التي أصبحت الآن على مشارف الانتهاء من البناء”، متهمين حكومة المرتزِقة والانتقالي بممارسة عمليات الإرهاب والقمع ضد من ينتقد هذه التحَرّكات التي تفرط بالسيادة اليمنية، مضيفين أن “ما يحدث في سقطرى لا يعني سقطرى فحسب، وإنما يخص كُـلّ اليمن، داعين كافة أطياف المجتمع اليمني إلى الاحتجاج والرفض لهذه التحَرّكات”.
وأفادوا بأن “الإمارات حوّلت جزيرة سقطرى إلى ساحة مستباحة للإسرائيليين؛ فقد قامت ببناء القواعد العسكرية في جزيرة عبد الكوري بوتيرة سريعة لتكون موقعًا ومقرًا للقوات الأمريكية والإسرائيلية”، لافتين إلى أن “هذا يعني أن الاحتلال لم يعد إماراتيًّا سعوديًّا فحسب، بل أصبح أمريكيًّا إسرائيليًّا”.
إلى ذلك، أوضح الناطق الرسمي باسم لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة، علي مبارك محامد، أن “ما يحدث في جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى هو كارثة وطنية وجريمة بحق الأرض اليمنية”، مبينًا أن “الاحتلال الإماراتي -وعبر وكيله “المجلس الانتقالي”- يمضي في تفكيك اليمن واحتلال أراضيه، وآخر فصول هذا العبث هو بناء قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري بسقطرى تحت غطاء “مطار مدني”.
وتساءل محامد قائلًا: “كيف يُنشأ مطار في جزيرة غير مأهولة بلا سكان ولا مشاريع تنموية؟”، مؤكّـدًا أن المطار عسكري بحت وتم إنشاؤه ضمن مخطّط السيطرة الكاملة على أرخبيل سقطرى، واصفًا ذلك بالتهديد الوجودي لليمن وهُويته.