أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن عملية كبيرة في أرخبيل كاليدونيا الجديدة، بمشاركة مئات من عناصر الشرطة لاستعادة النظام، وذلك بعد 6 ليالٍ من أعمال عنف قُتل خلالها 6 أشخاص.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن العملية يشارك فيها أكثر من 600 من رجال الشرطة، وتهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على الطريق الرئيسي البالغ طوله 60 كيلومترا بين نوميا والمطار، وتعد السيطرة على ذلك الطريق أمرا حيويا وملحا بالنسبة إلى باريس.

وارتفعت حصيلة القتلى في المظاهرات التي يشهدها الأرخبيل إلى 6 قتلى، بينهم شرطيان قُتل أحدهما برصاص زميله.

واندلعت الاحتجاجات بعد تنبي باريس مشروع قانون جديد، الثلاثاء الماضي، يسمح للمواطنين الفرنسيين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة 10 سنوات بالتصويت في الانتخابات المحلية.

وأثارت تلك الخطوة غضب السكان الأصليين للأرخبيل، إذ يرى المنادون باستقلال الإقليم أن ذلك سيجعل من السكان الأصليين من الكاناك أقلية بشكل أكبر.

ويمثل هذا التعديل أحدث نقطة توتر في صراع مستمر منذ عقود حول دور فرنسا بالجزيرة المنتجة للمعادن والواقعة في جنوب غرب المحيط الهادي، على بعد حوالي 1500 كيلومتر إلى الشرق من أستراليا.

وأكد المفوض السامي لفرنسا بكاليدونيا الجديدة، في بيان صباح اليوم الأحد، أن الليلة الماضية كانت "أكثر هدوءا"، مشيرا إلى أنه "تم توقيف ما مجموعه 230 مثيرا للشغب" خلال أسبوع.

وقد فرضت السلطات حالة الطوارئ، بما يشمل حظر التجول بين السادسة مساء والسادسة صباحا، ومنعت التجمعات وحمل الأسلحة وبيع المشروبات الكحولية، كما حظرت تطبيق "تيك توك"، وألغت مرور الشعلة الأولمبية عبر كاليدونيا الجديدة، الذي كان مقررا في 11 حزيران/يونيو المقبل.

 اتهامات

وقد أثارت تلك الاضطرابات موجة من التساؤلات والاتهامات حول الجهة التي تقف وراءها، إذ اتهم نائب رئيس المحافظة الجنوبية في كاليدونيا "خلية تنسيق العمل الميداني"، وهي جزء من "جبهة تحرير شعب الكاناك الاشتراكية"، وقد تم وضع عدد من قادة الخلية قيد الإقامة الجبرية بعد اندلاع أعمال العنف.

ومن دون ذكر صلة مباشرة بأعمال العنف، اتهم وزير الداخلية الفرنسي، الخميس الماضي، أذربيجان بالتدخل في الأرخبيل، وهو ما نفته باكو بشدة.

ومن جهته، رأى السيناتور الفرنسي كلود مالوريه أنه "إذا كانت هناك تدخلات غير مرئية بشكل أكبر ويجب الخوف منها، فهي تدخلات الصين".

يُذكر أن كاليدونيا الجديدة هي مستعمرة فرنسية منذ أواخر القرن الـ19، ويدور الجدل السياسي في الأرخبيل حول ما إذا كان ينبغي أن يكون جزءا من فرنسا، أو يتمتع بحكم ذاتي أو استقلال، مع انقسام الآراء على أساس عرقي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات کالیدونیا الجدیدة

إقرأ أيضاً:

معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟

عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات. 

ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.
 

معاهدة العريش

بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.

نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية. 

كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.

لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.

بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.

لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية. 

ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية المهندس علي كدة يتفقد قسم الشرطة في مدينة جبلة لتقييم الأضرار
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو سرقة «أكفان الموتى» من مسجد مصر الجديدة
  • توجيهات من وزير الداخلية لوكيل الوزارة لشؤون الشرطة وقائد شرطة صلاح الدين الجديدين
  • مظاهرات في نيويورك تطالب بالإفراج عن الفلسطيني المعتقل وترامب يهدد باعتقال المزيد
  • سفيرة مصر في ليبرفيل تبحث مع وزير الداخلية الجابوني تعزيز التعاون بين البلدين
  • السوداني يكلف الفريق هادي رزيج وكيلا لوزارة الداخلية لشؤون الشرطة
  • بعد اعتقال متظاهر مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا..ترامب: “سيتم توقيف المزيد
  • توقيف طالب بجامعة كولومبيا بتهمة تأييد فلسطين.. وترامب يعلق: سنعتقل المزيد
  • NYT: الفراغ الأمني وزيادة حالات الاختطاف تحد كبير يواجه حكومة دمشق الجديدة
  • معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟