المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخييل
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
يعتبر الكاتب المغربي أحمد الكبيري أن واقعية رواياته تنبني على التخييل وأنها وإن انطلقت من أحداث واقعية فهي تبقى "ملتبسة بالخيال".
وقال الكبيري في مقابلة مع رويترز على هامش الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط "حتى وإن اعتمدت على الواقع في رواياتي، أو على مجموعة من الأحداث وقعت بالفعل، فما هي إلا انطلاقة من أجل إعادة صياغتها في سياق آخر متخيل هذا التخييل هو البناء الأعم للرواية أو النص الأدبي".
وصدرت للكاتب عدة روايات منها ثلاثية (مقابر مشتعلة) و(أرصفة دافئة) و(مصابيح مطفأة) بالإضافة إلى عدة دراسات ومقالات أدبية ونقدية.
وحظت أعماله باهتمام خارجي تمثل في ترجمة روايته (مقابر مشتعلة) إلى اللغة الصينية، وعلق الصينيون عليها قائلين إنها "تحكي عن معاناة الناس البسطاء في مدينة مغربية صغيرة، تبين قسوة الحياة الاجتماعية التي يعيشونها، إلا أنها بالمقابل تعيد الاعتبار للذين يسعون للحفاظ على كرامتهم بالعمل والمثابرة ومقاومة قسوة الظروف".
ويبدو أن مسقط رأس الكاتب، تلك المدينة التاريخية الصغيرة في شمال المغرب (وزان)، حاضر في كل رواياته تقريبا وهو ما يمكن رصده من الأحداث والشخصيات المتعددة.
وقال الكبيري "بالفعل تلك المدينة تسكنني، ولكنني لا أكتب إلا عن الأشياء التي أعرف تفاصيلها الدقيقة وبالتالي من خلال الكتابة عنها يمكنني أن أجازف بتعميمها على مناطق مشابهة، فأنا لست كاتبا محليا أكتب عن فضاء معين".
وتابع قائلا "لا يمكنني أن أكتب إلا إذا كنت ممتلئا بفكرة وأشعر بها، لا أكتب إلا عن الأشياء التي تسكنني، وقضايا المجتمع والناس والأمكنة والوطن هي ما تهمني".
ويوضح الكاتب القادم من عالم الدراسات القانونية أن علاقته بالكتابة الأدبية "تعود إلى طفولته عندما توفيت أمه وعمره 12 عاما، فكان يوجه لها رسائل خطية ليخفف من وطأة الفقد" كما استمر في كتابة نصوص شعرية ونثرية في مرحلتي المراهقة والشباب.
وصدرت للكبيري مؤخرا رواية (أحلام ملتبسة) التي تلقاها القراء لأول مرة في معرض النشر والكتاب بالرباط، وهي صادرة عن دار الفِنِك للنشر بالدار البيضاء، وتقع في 419 صفحة.
وتعتبر هذه أول مرة تبادر دار نشر بتبني رواية له، إذ كان دائما ينشر على نفقته، مسكونا بحب الكتابة، وناشرا بالطريقة التي تلائمه.
وتتحدث رواية (أحلام ملتبسة) عن روائي ولد عام 1961، ويتمنى أن يعيش 100 عام ليرى مغرب آخر مختلفا في عام 2061، وتستضيفه قناة تلفزيونية محلية ليحكي عن تجربته ككاتب ومعمر عاصر فترات مختلفة من تاريخ بلاده.
ويقول الكبيري عن رؤيته للعمل "البلد يعرف تطورات لا يمكن نكرانها، لكن يبقى سؤال الحقوق والحريات مطروحا، فبعض القطاعات الإنسانية فيها تقصير، وتسير كأنها امرأة جميلة حافية القدمين تمشي على حقل من شوك، بمعنى هناك تباطؤ وتردي في مجالات معينة".
وعن اختياره لعنوان الرواية قال "دلالته في أن الرواية فيها رواية داخل رواية.. رواية كتبتها.. وروائي آخر داخل الرواية هو نبيل الوزاني الذي بدوره يختلق شخصيات روائية، وسيعيش قرنا من الحياة ممتدا على المستقبل، وحلمه أن يكتب هذه الرواية، لكنه لا ينهيها لأسباب معينة مذكورة في الرواية".
وأضاف أن الالتباس يتجلى في الواقع ذاته "بمفارقاته وتنازع المشاعر والمواقف في الشخصيات التي تعيش نوعا من الفصام في واقع غير متكافئ يسعى إلى التغيير، هناك في كثير من الأحيان أشخاص ملتبسون".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة يدشن الجناح المغربي بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس
أشرف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم السبت بباريس، على تدشين الجناح المغربي بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس، الذي يحتفي بالمملكة كأول بلد أجنبي ضيف شرف.
وبهذه المناسبة، قام أخنوش، الذي كان مرفوقا بوزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، السيد جان نويل بارو، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، وسفيرة الملك في باريس، سميرة سيطايل، بقص الشريط الرمزي إيذانا بالتدشين الرسمي للجناح المغربي.
إثر ذلك، قام رئيس الحكومة بجولة داخل الجناح الوطني وتبادل مع العارضين المغاربة. وتميزت هذه الزيارة بحضور عدد من الشخصيات البارزة في المشهد السياسي الفرنسي، لاسيما نائبة رئيس الجمعية الوطنية، نعيمة موتشو، ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس الشيوخ، كريستيان كامبون، والسيناتور هيرفي مارساي، علاوة على عدد من أفراد الجالية المغربية.
وفي تصريح صحفي بالمناسبة، قال أخنوش “يسعدنا أن يكون المغرب ضيف شرف دورة هذا العام. وهذا تتويج للشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وفرنسا بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وإرادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
وأكد رئيس الحكومة أن حضور الفلاحة المغربية في المعرض الدولي للفلاحة بباريس كضيف شرف، لأول مرة في تاريخ هذا الحدث، يعكس “الصداقة العميقة” التي تربط المغرب وفرنسا، و”أهمية الفلاحة وتضامن مزارعينا”.
وأضاف السيد أخنوش “لقد اخترنا أن نكون حاضرين بمنتجات محلية، مع جميع الجهات المعنية”، مشيرا في هذا السياق إلى مشاركة النساء المجتمعات داخل تعاونيات واللاتي حضرن لعرض منتجاتهن. وسجل أن “هذا يعطي صورة عن تنوع وثراء المنتجات الفلاحية التي نمتلكها في بلدنا”.
ويندرج الاحتفاء بالمغرب خلال نسخة 2025 من المعرض الدولي للفلاحة (22 فبراير-2 مارس)، في سياق العلاقات الاستثنائية بين البلدين، فضلا عن كونه يسلط الضوء على تفرد الشراكة الفرنسية-المغربية. كما يعد تكريما استثنائيا للمملكة التي أضحت نمودجا إقليميا وقاريا للفلاحة الذكية والمستدامة.
ويحضر المغرب في هذا الحدث بجناح كبير يقع في قلب المعرض، ويمتد على مساحة 476 مترا مربعا، ليشكل بذلك واجهة تعكس ثراء وتنوع قطاعه الفلاحي. وتنعقد الدورة الـ61 من معرض باريس الدولي للفلاحة تحت شعار “فخر فرنسي”، حيث ي توقع استقبال أكثر من 600 ألف زائر، مع عرض حوالي 4000 حيوان، ومشاركة 1000 عارض على مساحة 16 هكتارا موزعة على تسعة أجنحة.
ويجد تكريم المغرب في معرض باريس صداه في حدث قادم، حيث ستحل فرنسا بدورها ضيف شرف على المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في أبريل المقبل، وهو ما يعكس رمزية قوية للتكامل والتعاون بين البلدين.
ويمثل هذا الحدث تجسيدا للتكامل بين البلدين، حيث يتجاوز إطار المبادلات التجارية ليشمل التحديات الكبرى التي يواجهها القطاع، مثل الأمن الغذائي، وتدبير الموارد المائية، والابتكار الفلاحي.