اللاجئ.. جنود أمريكا العائدون من الحرب تلاحقهم الصدمات والاشباح
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
لا شك أن حروب أمريكا وصراعاتها الكثيرة وتدخلاتها في الدول كانت لها اثارها الاجتماعية والنفسية العميقة وظلت اصداؤها ونتائجها قائمة على جميع المستويات وكان من علاماتها هم أولئك العائدون من تلك الحروب والصراعات فضلا عن الصورة التي تم تقديمهم من خلالها.
ولم تكن السينما الهوليوودية بعيدة عن كل ذلك بل انها كانت على تماس مباشر بل انها قدمت العديد من الأفلام التي عرضت قصص تلك الحروب وقصص الجنود والضباط الذين شاركوا فيها ويمكننا ان نتذكر أفلاما مثل: الملوك الثلاثة -1999، وفيلم منقّح -2007 وفيلم مباشر من بغداد -2002 وفيلم دروس الظلام -1999، وفيلم اتصال 1992 وفيلم المنطقة الخضراء 2002 ، وفيلم الشخص الذي ذهب بعيدا -1996، وفيلم قواعد الاشتباك -2000، وفيلم جارهيد -2005 وفيلم مذكرات جندي -2008 وفيلم القناص الأميركي -2014- وفيلم رعب الصحراء -2017 وفيلم سيل تيم 2008 وأفلام أخرى.
على ان التحدي الأكبر في كل هذا يتمثل في الأوضاع والاحوال التي يعود بها أولئك العائدون من حروب أمريكا فهم في الغالب سوف يعودون وهم يحملون معهم ما عرف بمتلازمة ما بعد الصدمة او كما اختصرت PTSD حيث ما يزال أولئك الجنود والضباط يعانون منها بشدة من بقي منهم على قيد الحياة لأن قسما كبيرا منهم اقدموا على الانتحار من فرط المعاناة اذ رغم عودتهم لبلادهم وديارهم بقيت أصوات صراخ الضحايا واصوات الانفجارات وصور القتلى والذكريات القاسية وغيرها عالقة في عقولهم وتصم آذانهم وهو ما اعترفوا به رغم ان اعدادهم بالالاف المؤلفة ينتشرون في المصحات في عموم الولايات الاميركية.
يقدم هذا الفيلم نموذجا حيّاً من كل ذلك من خلال قصة الجندي ريك – الممثل استون مكاولي الذي أصيب بهذه المتلازمة بعد وقت قصير من ذهابه في مهمة قتالية الى أفغانستان وكان ابوه ما يزال يعاني من ذات الصدمة بعد مشاركته في حرب الخليج الثانية -1991 حيث ما يزال يتلقى العلاج.
يبني المخرج الفنلندي رينيه هارلن والذي يقيم في الولايات المتحدة قصة الفيلم على أساس الرعب والفانطازيا وهو ما برع فيه على مر تاريخه السينمائي ويكفي انه احد مخرجي سلسلة متسابق المتاهة الشهيرة والحاصل انه الفيلم الأول في تقديري الذي يمعن في خلط متلازمة ما بعد الصدمة بالميثولوجيا والسحر.
ها نحن نشاهد ذلك الجندي وهو في حفل زواجه من كيت – الممثلة صوفي سيمنيت، ثم مباشرة ننتقل اليه وهو في ساحة الحرب في أفغانستان وها هي المواجهة تشتد مع وجود الانتحاريين والصراع المشتعل مع حركة طالبان الى درجة اننا نشاهده وهو يُقذَف بعيدا من جراء انفجار وتلتصق بوجهه بعض أشلاء صديقه الذي كان قريبا من الانتحاري.
يبقى ذلك المشهد يؤرقه مهما حاول التخلص منه حتى يدخل احد الكهوف التي يختبئ فيها المسلحون وهناك يعثر على رسوم غريبة على جدران الكهف هي اقرب الى رسومات السحرة ثم يطلق النار وهو في ظلام الكهف على من اشتبه به انه مسلح لكنه لم يكن الا صبي وأيضا سرعان ما يتعملق امامه وتبدو عيناه مثل كتلتي جمر تشعان في وجهه.
يوحي الفيلم في خلاصة معالجته الدرامية ان الجندي ريك قد تلبسته قوة سحرية وهو واقف على ارض تعج بأرواح الضحايا على مرّ عقود الصراعات هناك فأخلي من جبهات الحرب في أفغانستان عائدا الى الولايات المتحدة ليتوزع بين المنزل وبين مصحة معالجة المصابين بمتلازمة ما بعد الصدمة.
وكجزء من العلاج ولكي يفرغ هؤلاء المبتلون بذلك المرض النفسي/ العقلي يتم الباسهم اقنعة لكي يعبروا عن انفسهم ويقدموا تجاربهم وما اختزن من ذكرياتهم القاسية من دون احراج، وهكذا يندرج الجندي ريك معهم.
لاشك ان ثنائية الأصل والقناع تشكل هنا مدخلا مهما للشخصية الدرامية، ما بين الشخصية الحقيقية وبين الشخصية الأخرى التي تشوهت بفعل الحرب وأصبحت قسوة الحرب ومشاهدها القاسية مغروسة في عمق الشخصية لكن المخرج يذهب بنا بعيدا مع هذه الثناية وذلك من خلال تحول ريك الى كائن عدواني شديد القسوة ومن الصعب السيطرة عليه الى درجة اقدامه على الهجوم على زوجته ثم على والده وطبيبته حتى يوشكون على الموت ثم يتركهم في اللحظات الأخيرة.
في موازاة ذلك يوجد المخرج خطا دراميا آخر ملفت للنظر وذلك من خلال امام المسجد إبراهيم – الممثل رضا جعفري، فيقدم الفيلم صورة إيجابية قوامها تسامح ذلك الامام ثم دخوله على خط معالجة ريك مما يظن انه مسّ شيطاني وهكذا يمضي إبراهيم مستجيبا لاستغاثة الزوجة بالتدخل في انقاذ ريك.
بالطبع سوف يذهب بنا المخرج الى ما هو ابعد من ذلك وتحديدا الى مشاهد الاكسورسيت، ذلك النوع من الأفلام المتعلقة بالتلبس وكيف يستخدم الوعظ الديني للتخلص من الأرواح الشريرة بينما يشرح الامام ان الانسان عندما يكون في حالة ضعف فإنه معرض للمس ليكمل ريك تلك الصورة التراجيدية ان هنالك قوتان تسيطران عليه وهما الخوف والكراهية طيلة مدة خدمته، خوفه من الموت في أفغانستان مع تصاعد المواجهات الدامية والخوف من العدو في مقابل الكراهية الشديدة لذلك العدو وللمجتمع الذي وجد نفسه في وسطه.
بالطبع كانت الاحالات الى ما يسمى " شيطان من العرب" وان يقع انقاذ ريك على يدي امام الجامع مع خلط ذلك بالمؤثرات البصرية الخاصة ومشاهد الرعب والتلبس وما الى ذلك، كل ذلك كانت كافية لاثارة حفيظة بعض النقاد ومنهم الناقد جيم مورازيني في موقع بالكوني الذي قال انه "حتى النصف ساعة الأخيرة من الفيلم كانت هنالك إثارة ممتعة ممتزجة ببعض الرعب، ولكن تم تقويضها بحوار مثل "لماذا لم تخبرني أن ابني كان ممسوسًا بشيطان من العرب" و"إنه يحتاج إلى رجل دين حقيقي، وليس بعض الملابس القماشية".
في رأي الناقد ان ذلك النوع من الحوار كان ضعيفا وليس بالمستوى وانه كان توفيقيا بشكل غير مقنع.
من جهة أخرى قدم الفيلم صورة مجتمع يتعامل بعض افراده باستعلاء وعنصرية وهو ما انعكس على ردود أفعال فريد وهو ابن امام الجامع بينما يمضي الامام في مهمته تعاطفا مع الزوجة المفجوعة التي تشعر ان زوجها يضيع منها بعدما عجز الأطباء النفسانيون وأطباء الاعصاب عن علاجه.
من هنا وجدنا تقرد المخرج بصرف النظر عن درجة الاقناع في جمعه كل تلك المتضادات على صعيد واحد وكيف تداخلت الايات القرآنية مع صرخات الضحية ومع مشاهد الرعب والهلع ومع استخدام المؤثرات الخاصة وما يشاع عن حالات المس والتلبس كلها جميعا في مزيج ملفت للنظر قدم قصة الحرب من خلال مقاربة أخرى مختلفة وجدت في الايات القرآنية والأدعية والرقى خلاصا للشخصية.
...
اخراج رينيه هارلن
مدير التصوير: ماتي كيركالين
المؤثرات الخاصة نيكولاي كيروف ودانييل لاروسا
تمثيل: استون مكاولي ،صوفي سمينيت، رضا جعفري
التقييم: روتين توماتو 70%، آي ام دي بي 5 من 10
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
الإسلاميون والجيش واستراتيجية المليشيات: أدوات السيطرة التي تهدد مستقبل السودان
في الأسابيع الأخيرة، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار عن تأسيس مليشيات جديدة للقتال بجانب الجيش مثل الأورطة الشرقية، حركة تحرير الجزيرة، تيار شباب البجا، وغيرها. قبل الحرب أيضاً وبذرائع مختلفة كالمطالبة بالحقوق والتمثيل في السلطة، وعدم حصول مناطق على إمتيازات أو تجاهلها في إتفاق جوبا وغيرها، تم تأسيس مليشيات مثل قوات درع البطانة، درع الوطن، وقوات كيان الوطن، تحت بصر وسمع الأجهزة العسكرية والأمنية، وفي الغالب هذه الأجهزة هي من أسست هذه المليشيات، مما يدل على أن استراتيجية الجيش والإسلاميين الرئيسية هي تأسيس واستخدام المليشيات، سواء التي أسسها الجيش أو التي تحالفت معه، بما في ذلك تلك المرتبطة بالإسلاميين كالبراء بن مالك. هذه المليشيات استخدمت قبل الحرب لإشاعة الفوضى ولتهديد قوى الثورة المدنية بالحرب، ولإشاعة حالة من الضعف الأمني. بعد إندلاع الحرب تستخدم هذه التشكيلات للقتال ضد مليشيا الدعم السريع. وللمفارقة العجيبة، فإن قوات درع الوطن بقيادة كيكل كانت قد إنضمت للدعم السريع وتسببت في إجتياح مدني وسنجة وغيرها وسقوطها في قبضة مليشيا الدعم السريع، ثم قبل أسابيع عاد كيكل بعدد قليل من هذه القوات وإنضم للجيش كمليشيا شبه مستقلة تحت اسم درع البطانة وليست تحت سيطرة الجيش بالكامل وإن تم الإدعاء بغير ذلك.
في بعض الأحيان، تُستخدم هذه المليشيات كأداة ضغط سياسي، وربما لاحقاً عسكري، كما يحدث حالياً في مطالبة ما يسمى تيار شباب البجا بإخراج مليشيات العدل والمساواة وتحرير السودان من ولايات الشرق. تُستخدم هذه المليشيات الآن لإنهاء الحرب والإنتصار على مليشيا الدعم السريع، على حساب استقرار الدولة ومستقبلها.
يناقش هذا المقال لماذا يرفض الجيش والإسلاميون دمج أو ضم، ولو مؤقتاً، كل التشكيلات والأفراد الراغبين في القتال ضد مليشيا الدعم السريع في الجيش، وماهي أسباب استخدامهم لاستراتيجية المليشيات وتأثيرها على مستقبل السودان.
أسباب استخدام المليشيات
إحدى الأسباب الرئيسية وراء الاعتماد على هذه المليشيات، وربما السبب الرئيسي، هو الخشية من صعود تيار داخل الجيش بعد إنضمام فئات مختلفة من الشعب للقتال معه، قد ينحاز إلى مطالب الشعب السوداني التي عبرت عنها ثورة ديسمبر. هذه الخشية تُفسر رفض الجيش والإسلاميين لانضمام الكثير من العسكريين المفصولين أو المعاشيين إلى صفوف الجيش في الحرب الحالية، حيث يرون أن هؤلاء قد يشكلون تياراً مناهضاً لهم وقد يصبح لهم صوت ووزن داخل الجيش، وربما أصبحوا أداة للتغيير السياسي خارج سيطرتهم. كذلك قتال هذه التشكيلات هذه بجانب الجيش بشكل شبه مستقل بعيداً عن سيطرة الجيش الكاملة عليها، يطرح تساؤلاً بشأن دور هذه المليشيات بعد الحرب وقابلية استخدامها للتمكن من السلطة، أو للحصول على إمتيازات سياسية، أو لقمع الشعب والقوى السياسية.
وفي الوضع الإقتصادي الحالي، فإن تشكيل المليشيات يُعتبر أقل تعقيداً وأقل تكلفة من تدريب الجنود وفق المعايير النظامية. هذه التشكيلات المسلحة تعتمد غالباً على دعم مالي ولوجستي من قنوات غير رسمية كالدعم الشعبي، ولكن مثلاً يتحدث العديد من المواطنين عن كثرة الإرتكازات الأمنية والمطالبة بالرسوم من المركبات العابرة وغيرها من الظواهر. هذا الشكل من التمويل يقلل من الأعباء المباشرة والإلتزامات المالية على القيادة العسكرية والسياسية. كما أن الإرث التاريخي للمليشيات، الذي يعود إلى نزاعات السودان الطويلة، جعلها أداة مفضلة لتحقيق السيطرة وتقسيم القوى داخل الدولة.
التحديات الناجمة عن المليشيات
هذا النهج يمثل خطراً كبيراً على مستقبل السودان. وجود المليشيات يضعف المؤسسات الوطنية ويؤدي إلى ازدواجية السلطة، ويعيق الإلتزام بالقوانين وتطبيقها. كما أن الغالب في تكوين هذه المليشيات أنه على أسس قبلية وإثنية أو مناطقية مما يزيد من التوترات الاجتماعية ويخلق صراعات محلية طويلة الأمد، تهدد الوحدة الوطنية. تزايد هذه التوترات يؤدي إلى إضعاف التماسك المجتمعي ويعيق إنتصار الجيش نفسه، ويزيد من تعقيد أي جهود للوصول إلى تسوية سياسية.
الاعتماد على المليشيات يؤدي إلى إضعاف الجيش النظامي، حيث تصبح هذه التشكيلات بديلاً غير منضبط للقوة الرسمية، مما يقوض فعالية الجيش ويهدد تماسكه. بالإضافة إلى ذلك، التمويل المالي لهذه المليشيات لاحقاً سيعتمد غالباً على السيطرة على الموارد وربما النهب، مما يؤدي إلى استنزاف الاقتصاد وتعطيل التنمية كما حدث في حالة مليشيا الدعم السريع. كما أن انعدام الأمن الناتج عن نشاطها يفتح الباب لممارسات كالتهريب والأنشطة غير المشروعة، ويعوق الاقتصاد ويزيد من الأزمات المعيشية.
الدور الخارجي والتدخلات الإقليمية
تدخل القوى الخارجية لدعم هذه المليشيات يضيف حلقة أخرى من التعقيد، ويحول السودان إلى ساحة صراعات إقليمية ودولية. وفي تناقض غريب، ورد أن الأورطة الشرقية ومليشيات أخرى قد تم تدريبها في إريتريا، حيث بدأت مليشيا الدعم السريع كقوة محلية ثم طورت علاقات خارجية لتصبح مستقلة عن الدولة، ما يعكس إمكانية تحول هذه المليشيات إلى كيانات ذات علاقات خارجية معقدة وربما تصبح تحت سيطرة خارجية. هذه العلاقات تُعقد أي محاولة لفرض السيادة الوطنية وقد تؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في الأراضي والموارد الوطنية.
على المدى الطويل، تُعرف المليشيات باستخدامها للعنف المفرط وغير المنضبط، مما يؤدي إلى تصاعد الانتهاكات وزيادة الفوضى. هذا الوضع يجعل الإنتصار الشامل أو تحقيق السلام أمراً صعباً، حيث تصبح هذه التشكيلات المسلحة عقبة رئيسية أمام أي حل. حتى في حال الإنتصار الكامل للجيش، فقد تتغير أهداف المليشيات مع مرور الزمن وقد تستخدمها أطراف خارحية كما حدث مع الدعم السريع، مما يهدد استقرار الوضع حتى بعد انتهاء الصراع العسكري.
التحديات في المستقبل: تفكيك المليشيات ودمجها في الجيش
حتى إذا تحقق إنتصار كامل للجيش على مليشيا الدعم السريع وهو أمر مستبعد في الظرف الحالي، أو تم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن تفكيك المليشيات أو دمجها في الجيش يمثل تحدياً كبيراً، كما أظهرت تجارب دول أخرى في المنطقة مثل الصومال وليبيا. منذ بداية التسعينات، واجهت الصومال صراعاً طويل الأمد بسبب وجود المليشيات المسلحة التي دعمتها قوى خارجية مختلفة، مما أدى إلى انهيار الدولة وتفككها إلى مناطق سيطرة متعددة. وبعد أكثر من ٣٥ عام على إندلاع الحرب في الصومال لا تزال المليشيات تستخدَم في صراعات محلية ودولية، مما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار المستمر والتدخلات العسكرية الإقليمية والدولية. في ليبيا، تسببت المليشيات المدعومة خارجياً في تمزيق الدولة إلى كيانات متناحرة على السلطة. فإن كان قرار الجيش والإسلاميين أنهم لن يذهبوا لإتفاق مطلقاً، فالأفضل لمستقبل السودان أن يكون كل المقاتلين تحت القوات المسلحة فعلياً والإبتعاد عن استراتيجية المليشيات هذه.
في النهاية، الاعتماد على استراتيجية المليشيات يعكس ضعف الفكر وعدم قدرة قادة النظام السياسي والعسكري الحالي في السودان على التعلم من التجارب الذاتية والخارجية، وعدم الاكتراث لأرواح السودانيين. إن تحقيق السيطرة الآنية باستخدام المليشيات، وإن حدثت وهي مستبعدة في الظرف الحالي، على حساب الاستقرار الوطني لن يحقق الأمن المستدام، بل يقود السودان نحو التفتت والانقسام، مع تداعيات كارثية على الشعب السوداني لعقود قادمة. الحلول الحقيقية تكمن في بناء مؤسسات قوية، والبدء بإصلاح الجيش إلى مؤسسة مهنية ذات عقيدة وطنية تمثل كل السودانيين الآن وأثناء هذه الحرب.
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد