القاهرة "العُمانية": شاركت وزارة الثقافة والرياضة والشباب في ملتقى التمكين بالفن في دورته الثانية الذي يستضيفه المتحف القومي للحضارة المصرية بالعاصمة المصرية القاهرة ويستمر حتى 22 من مايو الجاري، بمشاركة 5 فنانات تشكيليات عُمانيات وهن، فخرية اليحيائية ونائلة المعمرية وحفصة التميمية وندى الرويشدية ومريم الوهيبية.

يركز الملتقى على الأعمال الفنية للمرأة بمشاركة 144فنانة من 40 دولة حول العالم، ويتضمن معرضًا للفنانات التشكيليات والعديد من الندوات والمحاضرات حول الفن الحديث وتطويره إلى جانب حلقات فنية تقام خلال أيام الملتقى لعدد من الفنانات العالميات.

في هذا السياق تقول الفنانة نائلة المعمرية تأتي هذه المشاركة تأكيداً على الفائدة التي يجنيها الفنان من الاطلاع بتجارب مختلفة في عدة مجالات فنية ومن مختلف دول العالم، التي لها مردود مباشر للثراء البصري، وتبادل الخبرات الفنية من خلال التواصل المباشر مع عدد كبير من الفنانات المشاركات سواءً من خلال الاطلاع والنقاش عن اللوحات المعروضة أو من خلال حلقات العمل المقامة بالملتقى.

وتضيف: شاركت بـ٥ لوحات فنية بأسلوب المدرسة التجريدية، وبعمل واحد كعمل تركيبي، ولوحاتي هي عبارة عن دراسة لشكل الدائرة سواءً كانت مساحة محصورة على شكل دائرة أو نقطة، في بعض من الكائنات، مثل الحيوانات أو الحشرات أو النباتات أو الأحجار أو خلايا الأجسام وما شابه في هذا الكون.

كما قالت الفنانة مريم الوهيبية: تعد المشاركة مكسبًا كبيرًا للفنانة العُمانية للاطلاع على تجارب فنيه مختلفة من أنحاء العالم والتعرف عن قرب على المدارس الفنية المختلفة التي تتنوع بتنوع مرتاديها ومنتسبيها، إضافة إلى الفنانات العُمانيات اللاتي ينتمين أيضا إلى مدارس مختلفة من الفنون مما يثري الركن العُماني في المعرض بالتنوع المطلوب.

ووضحت الفنانة ندى الرويشدية أن المشاركة في الملتقى لأجل تبادل الخبرات ورؤية ما وصل إليه الآخر في المنجز الفني على مستوى العالم، كون أنه يجمع نخبة من فنانات من أقاليم وبيئات مختلفة، وعليه فإنه سيجمع بين جنباته خلاصة ما توصلت إليه الفنانات في مختلف المجالات الفنية، وتهدف مشاركتي في هذا المعرض إلى نقل تجربتي في رسم وتصوير البورتريه بالأسلوب الواقعي الحديث إلى المشاركين في المعرض والمتذوقين من الزائرين.

وتشير الفنانة حفصة التميمية إلى أن تواجد الفنانة العُمانية في حفل دولي تشكيلي يجمع فنانات عالميات سيؤدي إلى التعرف على تجارب وأعمال وأساليب متنوعة مما يؤدي إلى تبادل ثقافي بين الفنانات، معبرة عن سعادتها بالمشاركة الدولية وعرض أعمالها الفنية بأسلوب تعبيري ومجموعة من البورتريهات الفنية التي لها دلالة تعبيرية ورمزية بأسلوب تجريدي معاصر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سرد بصري للتاريخ العُماني في السينما الوثائقية

شهد معرض مسقط الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان "سلطنة عمان بعدسة صناع الأفلام - تجارب عالمية"، أدارها اطلال الشحري، واستضافت الكاتبة والمخرجة البريطانية بتني هيوز، والمخرج الألماني فريدرش كلوتشه، وسط حضور من المهتمين بالتاريخ والسينما والثقافة العُمانية.

واستعرضت بتني هيوز تجربتها في إنتاج سلسلة "كنوز عالم الإنسان"، مؤكدة أن سلطنة عمان كانت محطة محورية في هذه السلسلة، لما تحمله من إرث حضاري عريق. وتطرقت إلى زيارتها لمواقع أثرية تعود لآلاف السنين، كمقابر أقدم من الأهرامات، وأنظمة الري القديمة، ومسارات تجارة اللبان ، كما تحدثت عن كتابها الصادر مؤخرًا والذي تصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة، مؤكدة أن تجربتها في عمان ألهمتها كثيرًا لما لمسته من عمق التاريخ والحضارة.

وأكدت هيوز أن الشعور بالدهشة هو حاجة إنسانية أساسية، لا تقل أهمية عن الطعام أو المأوى، وهو ما دفعها لتأليف كتابها عن عجائب الدنيا السبع، موضحة أن الكتابة عنها تنبع من قناعة بأن الإنسان بطبيعته يسعى إلى الإبداع والتعاون وتحقيق المستحيل، مشيرةً إلى أن صناعة الأفلام تمثل نموذجًا لهذا التعاون البشري، حيث تُخلق المعرفة والجمال بتضافر الجهود.

ولفتت إلى أن الحاجة إلى "الدهشة" تتجلى أكثر في أوقات الأزمات، كما حدث خلال جائحة كورونا، حين لجأ الناس إلى مشاركة الفنون والقصائد وصور العجائب، بما في ذلك مشاهد من تاريخ سلطنة عمان، تعبيرًا عن البحث عما يغذي الروح. وكشفت هيوز أنها زارت مواقع جميع عجائب الدنيا السبع القديمة باستثناء حدائق بابل المعلقة، مؤكدة وجود صلة بينها وبين تقنيات الري العُمانية، مثل نظام "الفلج"، الذي يُعتقد أنه ألهم طرق الري في بابل، وهو ما ذكرته في كتابها.

وأضافت أن فهم "الإرث الرمزي" لعجائب الدنيا يسهم في فهم الإنسان لذاته، وأن أبحاثًا حديثة في علم الأعصاب تشير إلى أن البشر يولدون بذاكرة رمزية، وأن الدهشة تخلق تفاعلًا يؤدي إلى الفهم، ومن ثم الحب، مشيرة إلى أن خلق الدهشة هو "فعل حب".

وتحدثت هيوز عن بداية اهتمامها بعُمان منذ الطفولة، حين ارتبط في ذهنها اللبان الذي قُدِّم مع الذهب للطفل يسوع، مما دفعها لاحقًا للبحث عن مصدره، وأضافت عند دراستها للجغرافيين القدماء مثل بطليموس، اكتشفت أن "الميناء الخفي" الذي أشار إليه كان ميناء مسقط، الذي وُصف قبل أكثر من 2000 عام.

وأشارت إلى أنها زارت عُمان بهدف توثيق الاكتشافات الأثرية من خلال الفيلم الوثائقي Treasures of Oman، مؤكدة أن الهدف من الفيلم هو تعريف الجمهور العالمي بتاريخ عمان المدهش، مبينةً أن اختيار القصص لم يكن سهلاً نظرًا لغنى التاريخ العُماني وتعدد رواياته، لكن الفريق ركّز على القصص ذات الصدى الإنساني والبصري، والتي تتعلق بالطبيعة والشعر، وتحمل قيمة عالمية.

وأكدت أن الحوار مع العُمانيين ساعد الفريق على اختيار القصص الأنسب للفيلم، مشيرة إلى أن الفيلم شاهده أكثر من 450 مليون مشاهد حول العالم، ما يعكس أهميته في تسليط الضوء على تاريخ عمان، كما عبّرت عن رغبتها في ترجمة كتابها إلى اللغة العربية، داعية المترجمين المهتمين إلى التواصل معها.

تاريخ حيّ على جدران المنازل

من جانبه، استعرض المخرج الألماني فريدرش كلوتشه تجربته في إنتاج الفيلم الوثائقي "بيت العجائب"، الذي يوثق الحضور العُماني في زنجبار وشرق أفريقيا. وذكر أن اهتمامه بعمان بدأ بعد أن شاهد أحد المهتمين في سلطنة عمان أحد أفلامه عن المحيط الهندي، وتلقى بعدها دعوة من عبدالله بن محمد السالمي عضو مجلس إدارة الجامعة الألمانية في سلطنة عمان لإنتاج فيلم عن محطات بارزة في التاريخ العُماني، وانه في تلك الفترة تجوّل في أرجاء عمان وبدأ يكتشف عمق القصص التاريخية، وذكر تجربة شخصية تركت فيه أثرًا، حين زار ولاية إبراء في الداخل العماني، واكتشف منازل تجار عمانيين كبار بُنيت على بعد 300 كيلومتر من الساحل، ومع ذلك كانت مرتبطة بالتجارة البحرية، على عكس ما اعتاده في ألمانيا حيث يقطن التجار المدن الساحلية.

وأشار الى انه صعد الدرج في أحد تلك البيوت شبه المهدّمة، ووجد رسومًا قديمة على الجدران في الأعلى ، إحداها لسفينة شراعية ، ربما رسمت قبل 200 أو 300 عام، مؤكداً ان هذا ما جعله يدرك أن التاريخ حي هنا، وأنه ينتظر من يكتشفه.

وتحدث كلوتشه عن فيلم "بيت العجائب" الذي تم عرضه خلال الجلسة، مشيرًا إلى أن المبنى، الواقع في قلب زنجبار، يعكس مزيجًا من التقنيات الغربية والتأثيرات الهندية والرموز المعمارية العُمانية. وقال إن "بيت العجائب" مكّن فريق العمل من ربط قرون من التاريخ في محور سردي واحد.وأوضح أن الفكرة في جعل المبنى نفسه راويًا للفيلم وُلدت خلال جائحة كورونا، حين أتاح توقف التصوير وقتًا إضافيًا للمونتاج، حيث استُخدمت تقنية LiDAR لمسح المبنى ثلاثي الأبعاد بالتعاون مع اليونسكو، وعند مشاهدة النموذج الرقمي، تقرر منحه "صوتًا" لرواية القصة.

وأشار إلى أن الفيلم مكوّن من ثلاثة أجزاء، تناولت الحضور العُماني في زنجبار وشرق أفريقيا، وأُنتجت بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والسواحيلية، وسلطت الضوء على إسهامات العُمانيين في السياسة والتجارة والثقافة. وتصدّر الجزء الأول سعيد بن سلطان، بينما تناول الثاني شخصية "تيبوتيب"، وجسد الثالث شخصية يؤديها مبارك الهنائي.

وأوضح أن التصوير جرى في مواقع متعددة حول العالم، من بينها زنجبار، ودول أفريقية وآسيوية، وأوروبا، والولايات المتحدة، وسلطنة عُمان، مؤكدًا أن الهدف من الفيلم هو استعادة قصة عُمانية كبرى طواها النسيان بعد أحداث عام 1964.

وأضاف كلوتشه أن الفريق قرر تحويل المواد التي لم تُدرج في الفيلم إلى كتاب شامل يوثق كل ما جمعوه خلال البحث، مشيرًا إلى أن العمل على الفيلم بدأ عام 2019 واستغرق سنوات من البحث والإنتاج والترجمة.

شهدت الجلسة عرض مقتطفات مرئية من أعمال الضيفين، ونقاشات حول الحساسية الثقافية، والنية الإبداعية، والبعد البصري في توثيق التاريخ العُماني، ودور التكنولوجيا الحديثة، مثل استخدام LiDAR في تصوير المباني الأثرية.

مقالات مشابهة

  • سرد بصري للتاريخ العُماني في السينما الوثائقية
  • ترامب: في ولايتي الثانية أنا أقود الولايات المتحدة والعالم
  • الأولمبياد الخاص المصري يشارك في ملتقى الرياضيين العالمي "من باريس إلى أمريكا" بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
  • 60 مشاركًا في ختام ملتقى أخصائي التمكين الأول
  • مساحات بصرية تحتفي بالإبداع العُماني في «ردهة الفنون»
  • ناهد السباعي: الأعمال الفنية ليس من دورها تغير القوانين
  • الطيران العُماني والاستدامة المالية
  • شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. الفنانة وجدان الملازمين تشعل حماس كبار السن من الرجال وتدخل معهم في وصلة رقص مثيرة
  • مي كساب تستعيد ذكريات البداية الفنية وتوجه رسالة شكر لأستاذها الأول
  • ريهام عبد الغفور: طلبت تغيير دوري في «العميل 1001» وكان نقطة تحول في مسيرتي الفنية