الثورة نت|

كرّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم، عددا من قيادات وموظفي الوزارة تقديراً لجهودهم المبذولة في تحسين مستوى الأداء وتبسيط الإجراءات والالتزام بمدونة السلوك الوظيفي، في إطار مشاريع الرؤية الوطنية .

وفي حفل التكريم، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال، حسين حازب، أهمية تكريم هذه الكوكبة من قيادات وموظفي الوزارة تقديراً لجهودهم المتميزة في تحسين الأداء وتجويد الخدمات المقدمة للموطنين، والالتزام بمضامين وموجهات مدونة السلوك الوظيفي .

وأشار إلى أهمية العمل بالمدونة فهي ليست بديلاً عن القانون والدستور وإنما إجراءات مكملة لهما واستشعاراً من المسئولية الاخلاقية والدينية والإيمانية للانضباط بالقواعد السلوكية والأخلاقية أثناء العمل الوظيفي باعتبار الوظيفة العامة مسئولية وطنية لخدمة الناس.

وأشاد بحرص فريق العمل الإداري والوحدة التنفيذية للرؤية الوطنية على العمل بروح الفريق الواحد لإنجاح المهام الموكلة على مختلف القطاعات والعمل وفقاً للمبادئ والقيم والقواعد والسلوكيات المهنية التي تضمنتها المدونة لتصحيح مفهوم الوظيفة العامة باعتبارها خدمة للناس وإحساناً إليهم .

وفي الفعالية، التي حضرها نائب الوزير الدكتور علي شرف الدين ووكلاء الوزارة والوكلاء المساعدون ومدراء العموم ، أكد مدير الموارد البشرية بالوزارة متعب الحمزي ، أن التكريم يأتي تقديراً لدور قيادات وموظفي الوزارة والمؤسسات التابعة لها في التطوير الإداري وتحسين مستوى الخدمات والأداء في مختلف القطاعات .

ونوه بالتزام قيادات وموظفي الوزارة بمدونة السلوك الوظيفي والمسؤوليات بشكل صحيح وأمانة ومصداقية وتنفيذ المهام والأعمال التي أوكلت إليهم بالشكل المطلوب وفقاً للإمكانيات المتاحة، مؤكداً أن هذا التكريم دافع وحافز للآخرين للعمل وفقاً لمبادئ مدونة السلوك الوظيفي بما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.

وفي ختام الحفل كرّم وزير التعليم العالي ونائبه عدد من وكلاء الوزارة والوكلاء المساعدين، ووكيل الوزارة السابق الدكتور عبدالكريم الروضي والمدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات ، ومديري العموم وموظفي الوزارة ، تقديراً لجهودهم في تطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات والعمل بالقواعد والسلوكيات الواردة في مدونة السلوك الوظيفي .

حضر التكريم وكيل وزارة الخدمة المدنية لقطاع الرقابة والتقيبم، عبدالله حيدر ، والمدرب بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية ،عبد الحكيم سفيان .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صنعاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التعلیم العالی السلوک الوظیفی

إقرأ أيضاً:

التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية

 

عباس المسكري

مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.

في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.

وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.

تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.

ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.

إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم العالي تؤكد عدم شرعية قبول وتدريس الطلاب بمراكز الجامعات والكليات بالخارج عقب قرار إغلاقها
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • وزارة التعليم العالي: 3.3 مليارات جنيه تكلفة إنشاءات جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية
  • التعليم العالي: جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية إحدى ثمار المشروعات القومية
  • منظومة التعليم العالي تشهد طفرة غير مسبوقة بسيناء ومدن القناة
  • وزير الخدمة المدنية يُكرّم عددًا من مدراء الموارد البشرية المبرزين في تطبيق النظام الموحد
  • وزير التعليم العالي: 23 مليار جنيه لمشروعات التعليم الجامعي في سيناء
  • الأوقاف تستعرض مشروعاتها وخططها التنفيذية بجنوب الباطنة
  • وزارة التعليم العالي تدرس إمكانية صرف المنحة الجامعية للطلبة شهريا وفقا للوزير ميداوي
  • المغرب..وزارة التعليم العالي تدرس صرف المنح الجامعية شهريًا لدعم الطلبة المعوزين