واشنطن بوست: حرب مياه تختمر بين الولايات المتحدة والمكسيك
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
سلط تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الضوء على ما وصفها بأنها "حرب تختمر" بين الولايات المتحدة والمكسيك، في ظل نقص كميات المياه جنوبي تكساس، مما تسبب في القضاء على صناعة السكر هناك، وربما يتسبب في إبطاء النمو في البلدات الحدودية.
وأوضح التقرير أن النزاع على المياه بين الولايات المتحدة والمكسيك، يعود لعقود مضت، وبات أكثر إلحاحا في مجتمعات تكساس التي تعتمد على نهر ريو غراندي، ويطالب قادة تلك المجتمعات الحكومة حاليا بمواجهة الأزمة، ومطالبة الحكومة المكسيكية إما بتقاسم المياه أو خفض المساعدات الأميركية.
ووصل معدل المياه في خزانين رئيسيين إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، مما جعل بعض بلدات تكساس تقترب من نقطة الانهيار، وفق واشنطن بوست.
ولفت التقرير إلى أن نقص المياه تسبب هذا العام في إجبار مصنع رئيسي لقصب السكر على الإغلاق، مما كلف المنطقة مئات الوظائف ومحصولا يدّر أرباحا كبيرة. كما تواجه بلدة حدودية واحدة على الأقل احتمال وقف أعمال البناء الجديدة بشكل مؤقت، بسبب شح المياه.
وناشد زعماء تكساس وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الضغط على المكسيك، وطالبوا الكونغرس الأميركي بـ"حجب المساعدات الأميركية حتى تتدفق المياه من وراء السدود المكسيكية".
وتقضي المعاهدة القديمة بين البلدين، أن تسمح الولايات المتحدة بعبور 1.5 مليون قدم من مياه نهر كولورادو سنويًا، فيما تسمح المكسيك بوصول 1.75 مليون قدم من المياه إلى الولايات المتحدة كل 5 سنوات من نهر ريو غراندي.
ويعني ذلك أن المكسيك تسمح بوصول مياه تكفي حوالي مليوني أسرة أميركية سنويًا في المتوسط.
وأشار التقرير إلى أن المكسيك سمحت فقط منذ نوفمبر 2020 بكمية مياه تعادل ما تأمل واشنطن الحصول عليه خلال عام واحد فقط، وحدث ذلك على مدار سنوات متتالية منذ عام 1997.
ولا تفرض الاتفاقية عقوبة على عدم التمكن من السماح بمرور الكمية المتفق عليها، لكن عدم الالتزام جعل حجم المياه في خزاني أميستاد وفالكون الواقعان داخل الولايات المتحدة قرب الحدود المكسيكية، 28 بالمئة و12 بالمئة من طاقتهما، على الترتيب.
ورفض مسؤولون في المكسيك الرد على طلب "واشنطن بوست" بالتعليق على المسألة، وأحالوا الصحيفة إلى المسؤولين الأميركيين. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في السفارة المكسيكية في واشنطن للتعليق.
وتعثرت مفاوضات في ظل معارضة داخلية في المكسيك للوصول إلى اتفاق. واعتبر أحد أعضاء مجلس الشيوخ المكسيكي بتصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الوصول إلى اتفاق "سيجعل الري مستحيلا في مساحات واسعة من البلاد، وسيعيق النمو والتنمية على طول الحدود الشمالية للبلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أن المرات التي كانت المكسيك تلتزم فيها بالتزاماتها، كان ذلك بسبب وجود أعاصير وأمطار غزيرة ضربت المنطقة.
ويتأثر جانبا الحدود بأزمة المياه، حيث أشار باحثون في جامعة تكساس، في ديسمبر، إلى أن خسارة المحاصيل ستكلف منطقة وادي ريو غراندي الجنوبية في تكساس نحو 500 مليون دولار ونحو 8400 وظيفة.
وفي المكسيك، لا تقل آلام المزارعين، حيث احتل بعضهم سدا عام 2020 في احتجاج على توصيل المياه إلى الولايات المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة واشنطن بوست إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: دموع وصدمة في أوكرانيا وأوروبا بعد مشادة زيلينسكي وترامب
قالت صحيفة واشنطن بوست إن المواجهة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض أثارت ردود فعل غاضبة وخائفة لدى المراقبين الأوروبيين والأوكرانيين، بعد أن تضاءلت آمال كييف في اتفاق وجهة نظرها مع وجهة نظر ترامب حول الحرب.
وغادر زيلينسكي البيت الأبيض مبكرا، وتخلى عن مؤتمر صحفي كان مخططا له، وبين ترامب موقفه في منشور على منصته "تروث سوشال" قائلا إن زيلينسكي "ليس مستعدا للسلام" واتهمه بعدم احترام الولايات المتحدة، مضيفا "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام". في حين شكر زيلينسكي ترامب و"الكونغرس والشعب الأميركي" في بيان مقتضب، موضحا أن "أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل من أجل ذلك".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: ستيف ويتكوف صانع الصفقات الذكي لترامبlist 2 of 2توماس فريدمان: كمين ترامب لزيلينسكي لم يفعله أي رئيس أميركي من قبلend of listوأكد مسؤول في البيت الأبيض عدم توقيع صفقة المعادن المتوقعة التي كانت ستمنح واشنطن وصولا جزئيا إلى معادن أوكرانيا، في سياق جهود إدارة ترامب لاسترداد تكلفة المساعدات الأميركية لأوكرانيا.
"الحرب خير من سلام مخز"
وقال أحد المشرعين الأوكرانيين، متحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف، "أنا أبكي بسبب ما أسمعه" وكتب الضابط الأوكراني أوليكساندر الذي يقاتل في منطقة كورسك الروسية "لا يزال أمامنا الكثير من العمل. الحرب أفضل من سلام مخز".
إعلانواحتشد المسؤولون الأوروبيون حول زيلينسكي، وأعرب العديد من المشرعين والدبلوماسيين عن صدمتهم وفزعهم، ونشر الزعماء الأوروبيون في عدة دول رسائل تضامن مع زيلينسكي، فكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على إيكس "عزيزي زيلينسكي. أيها الأصدقاء الأوكرانيون الأعزاء. لستم وحدكم".
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لأوكرانيا وقال "أعتقد أننا كنا على حق في مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا، وعندما أقول نحن أعني الولايات المتحدة والأوروبيين والكنديين واليابانيين وآخرين".
وكتب الفائز بالانتخابات الألمانية فريدريش ميرتس، والذي ربما يكون المستشار الجديد للبلاد، إلى زيلينسكي قائلا "نحن نقف مع أوكرانيا في الأوقات الجيدة وفي المحن" وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إن بلاده تواصل دعم أوكرانيا "خاصة الآن".
وحتى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني (حليفة ترامب) قالت إن "الانقسام لن يناسب أحدا" ودعت الزعماء في أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة إلى الاجتماع لمناقشة "التحديات الكبرى اليوم، بدءا من أوكرانيا".
وأشارت الصحيفة إلى وجود استثناء واحد بارز في جوقة الأصوات المؤيدة بين الزعماء الأوروبيين، وهو رئيس الوزراء المجري المؤيد لموسكو فيكتور أوربان، الذي أشاد بترامب يوم الجمعة، قائلا إنه "وقف بشجاعة من أجل السلام". وأضاف "الرجال الأقوياء يصنعون السلام، والضعفاء يصنعون الحرب".
"بلطجة ترامب وفانس"وقوبل التبادل المتشنج بين ترامب وزيلينسكي بالصدمة والغضب في بريطانيا، وسرعان ما تلاشى التفاؤل الذي أعقب اجتماع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع ترامب، ووصف أحد أعضاء حزب المحافظين معاملة ترامب ونائبه لزيلينسكي بأنها "مزعجة" ودعا العديد من أعضاء البرلمان ستارمر إلى إلغاء الدعوة التي قدمها الملك تشارلز لترامب لزيارة بريطانيا.
إعلان
وقال زعيم حزب المحافظين البارز روبرت جينريك إنه أصيب بالاشمئزاز من هذا "المشهد المهين". وكتب إد ديفي زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين على منصة إكس "هذه بلطجة من ترامب وفانس، ببساطة إنهم يرهبون الوطني الحقيقي الشجاع زيلينسكي لقبول صفقة تمنح النصر فعليا لروسيا. ما لم تتدخل المملكة المتحدة وأوروبا فإننا نواجه خيانة لأوكرانيا".
وأشادت المحللة السياسية الأوكرانية ماريا زولكينا بزيلينسكي ونهجه في الاجتماع رغم الانتقادات السابقة لأسلوبه العاطفي في التواصل، ودافع أندريه يرماك كبير مستشاري زيلينسكي عن هذا النهج، وقال "أنا أؤيد الرئيس وهو يدافع عن مصالح أمتنا البطولية. في كل موقف. نحن ممتنون لأولئك الذين يقفون معنا".
أما النائب الأوكراني المعارض ميكولا كنياجيتسكي فقد وصف النبرة العاطفية للاجتماع بأنها مؤسفة، وقال "الكرملين فقط هو السعيد بالوضع الحالي. يجب أن يكون الشعب الأميركي متأكدا من أن الأوكرانيين يريدون السلام أكثر من أي شيء آخر".
وفي روسيا، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا الرئيس الأوكراني بالكذب في الاجتماع، وتساءلت "كيف تمكن ترامب وفانس من ضبط نفسيهما وعدم توجيه لكمة لهذا الوغد".