الجزيرة:
2025-01-29@00:08:35 GMT

كيف تريد روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف؟

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

كيف تريد روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف؟

موسكو- في خضم معارك ضارية، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده بدأت في إنشاء منطقة عازلة بمقاطعة خاركيف لمنع هجمات القوات الأوكرانية على المدن الحدودية في روسيا، في خطوة لم تتضح معالمها بعد، ويستبعد محللون روس أن تؤدي إلى الحماية الكاملة.

وشدد بوتين على أن القيادة الروسية ليس لديها خطط للاستيلاء على خاركيف، واصفًا التحركات الحالية للقوات الروسية في المقاطعة بأنها جاءت ردا على الهجمات المنتظمة التي تشنها القوات الأوكرانية على المناطق الروسية.

 وأوضح ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن كلام بوتين يدور حول الحاجة إلى منطقة عازلة على الحدود مع أوكرانيا، بحيث تكون الأراضي الروسية بعيدة عن متناول أي أسلحة معادية، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بوتين عن ضرورة إنشاء منطقة أمنية لحماية بيلغورود ومناطق أخرى داخل روسيا من هجمات القوات المسلحة الأوكرانية.

ففي مارس/آذار 2023، أشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو "ستضطر في مرحلة ما، عندما ترى ذلك مناسبا، إلى إنشاء منطقة عازلة معينة في الأراضي الحالية التابعة لنظام كييف، والتي سيكون من الصعب التغلب عليها بوسائل التدمير التي يستخدمها العدو".

خريطة تظهر مناطق تقدم القوات الروسية على محور خاركيف (الجزيرة) حدود المنطقة العازلة

لكن ما لم يكن واضحًا في كلام بوتين هو حدود هذه المنطقة العازلة، وهل يمكن أن تتوسع مع الوقت؟ وما الذي سيعنيه إنشاؤها بالنسبة إلى الجانب الأوكراني؟

يشير مراقبون روس إلى أن إنشاء منطقة عازلة بمقاطعة خاركيف، لن يكون كافيا لصد الهجمات على المناطق الروسية الحدودية مع أوكرانيا بنسبة 100%، ولكن يمكن التقليل منها عن طريق حرمان القوات الأوكرانية من فرصة توجيه القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

ولهذا الغرض، لا مفر من السيطرة على مدن "فولتشانسك" و"ليبتسي" و"فيليكي بورلوك"، وإنشاء منطقة أمنية على شكل دائرة نصف قطرها يتراوح بين 25 و40 كيلومترًا.

في نفس الوقت، يرى مراقبون عسكريون آخرون أن نطاق المنطفة العازلة يجب أن لا يقل عن 300 كلم، نظرا لاستخدام أوكرانيا المسيرات في شن الهجمات على المناطق الحدودية الروسية، فضلا عن احتمال اللجوء للصواريخ بعيدة المدى ضدها.

وكما يوضح للجزيرة نت محلل الشؤون العسكرية، نيكيتا غروموف، فإن تحريك الحدود مسافة 25 كلم داخل العمق الأوكراني، سيؤدي إلى حل مشكلة قصف بيلغورود باستخدام الطائرات بدون طيار والمدفعية الخفيفة وقذائف الهاون.

حسابات عسكرية

لكن الحماية الكاملة من استخدام قذائف من عيار 155 ملم أكثر صعوبة، إذ يبلغ مدى إطلاق بعض النماذج الغربية منها حوالي 40 كلم، وهو ما يعني أن إجراء حسابات عمق المنطقة العازلة يجب أن يكون على هذا الأساس، يوضح غروموف.

بموازاة ذلك، يلفت المحلل الروسي إلى ضرورة عدم استبعاد عامل الطيران الحربي الأوكراني وإمكانية استخدام راجمات صواريخ هيمارس، وعليه، فإن حماية المناطق الروسية من احتمال استخدام هذه الأنواع من الأسلحة ضدها تتطلب تحريك الجبهة مسافة 60 أو حتى 80 كيلومترًا، وإشباعها بأسلحة الدفاع الجوي.

ويؤكد المتحدث على أهمية منطقة ليبتسي لخلق نقاط ضغط على المنشآت العسكرية في خاركيف، موضحًا أن نشر أسلحة روسية فيها سيؤدي إلى فقدان القوات الأوكرانية فرصة استخدام وسط وشمال خاركيف كمركز لوجستي.

أما السيطرة على فيليكي بورلوك الواقعة في الوسط بين فولتشانسك وكوبيانسك، فستسمح للقوات الروسية بخلق نفس نقطة الضغط على كوبيانسك نفسها، مما يمكن أن يؤدي بدوره إلى انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق أكبر.

رسائل سياسية

محلل الشؤون السياسة، سيرغي بيرسانوف، يشير إلى رسالة سياسية تضمنها حديث بوتين عن المنطقة العازلة، إذ جاء حديثه من الصين التي تتنازع مع واشنطن على قيادة العالم، لا سيما في الاقتصاد.

ويتابع بأن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يواصل تزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، ولهذا السبب يشير الرئيس الروسي إلى ضرورة إنشاء وتوسيع منطقة عازلة.

ووفقًا له، من السابق لأوانه تحديد كيف ستبدو هذه المنطقة، وكيف ستكون حدودها، لكن الرسالة بحد ذاتها واضحة للغاية وتحمل لهجة التصميم على تحرك عسكري جاد.

ويتابع بأن بوتين لم يعط أرقاما محددة، لكنه أوضح مبدأ تشكيل هذه المنطقة. ووفقاً لهذا المنطق، إذا قام الغرب بتزويد أوكرانيا بصواريخ يصل نصف قطرها إلى 300 كلم، فسوف تقوم روسيا بتعميق المنطقة العازلة كذلك إلى 300 كلم.

وحسب بيرسانوف، فهذا الكلام يعني وجود احتمال أن تضطر روسيا إلى إنشاء منطقة "آمنة" تكون خاركيف داخل نطاقها.

ويشير إلى أن طول الحدود الروسية الأوكرانية يبلغ آلاف الكيلومترات بتضاريس مختلفة تماما، تشمل غابات وسهولا ومستنقعات، وبالتالي يجب أن تكون هناك "منطقة رمادية" حيث لن يكون هناك مدنيون ولا وحدات "معادية"، ويضيف "مثل هذه المنطقة ستجعل من الممكن إبقاء الجانب الأوكراني بعيدا، فضلا عن القضاء على مخاطر تسلل المجموعات التخريبية وهجمات قذائف الهاون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات القوات الأوکرانیة المنطقة العازلة إنشاء منطقة منطقة عازلة هذه المنطقة

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها

قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، إن روسيا ستسعى جاهدة خلال المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا إلى تحقيق ما يخدم مصالح البلاد.

روسيا تطالب إسرائيل بإلغاء قوانين حظر الأونروا روسيا: إدراج 205 منظمات أجنبية ودولية على القوائم "غير المرغوب فيها"


وبحسب"سبوتنيك"، أوضح بوتين، خلال تصريحات اليوم، "إنها قضية خطيرة للغاية، وينبغي أن تضمن أمن روسيا وأوكرانيا، لسنوات طويلة، وسوف نسعى بطبيعة الحال إلى ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا المشتركة.


وأكد بوتين، أن اتفاقيات إسطنبول لعام 2022 كانت مبنية على مقترحات أوكرانية، مشيرا إلى أنه وخلال المفاوضات في إسطنبول، كان واضحا لروسيا أن الخداع يمكن أن يحصل، ومع ذلك، وافقت موسكو على سحب القوات.


وقال، "في وقت ما في نهاية شهر مارس (2022)، تلقينا ورقة من كييف، وبالمناسبة، تم توقيعها من قبل رئيس مجموعة التفاوض الأوكرانية، السيد أراخاميا. كانت هذه المقترحات أوكرانية، وأود أن أؤكد على هذا، وهو أمر مهم للغاية، هي التي شكلت أساس مشروع معاهدة السلام التي تم إعدادها في إسطنبول.


وتابع، أود أن أؤكد أن هذه المقترحات الأوكرانية هي التي شكلت الأساس لمشروع معاهدة السلام الذي تم تطويره في إسطنبول، وقد حدث هذا في 15 أبريل (نيسان) 2022، ولكن قبل ذلك، أخبرني بعض الزعماء الأوروبيين عبر الهاتف أن أوكرانيا من المستحيل أن توقع معاهدة سلام وبندقية موجهة إلى رأسها، قلت: "نعم، وماذا يجب أن نفعل؟"


وتابع: "أجابوا، نحن بحاجة إلى سحب القوات من كييف، كان الأمر واضحًا، لقد أوضحنا من حيث المبدأ أن الخداع ممكن تمامًا، ومع ذلك، واستنادًا إلى اعتبارات منع إراقة الدماء الخطيرة والحرب الخطيرة، فقد وافقنا مع ذلك على هذا".


المفاوضات مع أوكرانيا بدأت منذ بدء العملية العسكرية وموسكو عرضت على كييف مغادرة دونيتسك ولوغانسك مقابل وقف الأعمال القتالية


وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا يمكنها إلغاء مرسوم حظر المفاوضات مع روسيا إن أرادت وبطريقة قانونية ويمكن القيام بذلك عن طريق رئيس "رادا" (البرلمان الأوكراني).


وأكد بوتين أن الغرب أقنع كييف بمواصلة الحرب.

وفي وقت سابق، توقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في الأول من يناير، بعد انتهاء أجل اتفاق لنقلها ورفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.
وتسعى سلوفاكيا والمجر منذ ذلك الحين إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل لاستئناف توريد الغاز إليهما من خلال خط أنابيب رئيس.
وجاء الإعلان الأوكراني في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي أحدثت خسائر كبيرة في صفوف البلدين المُتحاربين.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت، يوم الأحد الماضي ، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.

وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانية في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".

وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط  أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".

وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".


وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".

وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".

وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بين البلدين. بدأت الأزمة منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا. تصاعدت حدة النزاع بسبب قضايا سياسية وجغرافية، أبرزها رغبة أوكرانيا في التقارب مع الغرب والانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي. الحرب تسببت في دمار واسع، أزمة إنسانية كبرى، وملايين النازحين، كما أثرت على الاقتصاد العالمي وأثارت توترات دولية، مع فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ودعم عسكري غربي لأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها
  • القوات الروسية تدمر محطة اتصال "ستارلينك" تابعة للقوات الأوكرانية
  • إلى أجل غير مسمى..وزير دفاع إسرائيل: لا انسحاب من المنطقة العازلة مع سوريا
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة دفوريتشنايا في مقاطعة خاركيف
  • روسيا تهاجم خاركيف جوًا.. إصابات في صفوف المدنيين وخسائر مادية كبيرة
  • روسيا تحاول السيطرة على جزر بالقرب من خيرسون الأوكرانية
  • سوريون يتظاهرون في القنيطرة مطالبين بانسحاب إسرائيل
  • الدفاع الروسية: استهداف البنية التحتية للمطارات العسكرية الأوكرانية
  • ماذا قالت إسرائيل حول السيطرة على الأراضي السورية؟
  • روسيا تُعلن سيطرتها على قرية جديدة في دونيتسك الأوكرانية