ذكاء اصطناعي بلا أحكام بشرية مسبقة.. كيف نكسر الحلقة الجهنمية؟
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
يحدث الذكاء الاصطناعي تحوّلاً تدريجياً في حياة الناس اليومية، إذ يُسهّل المهام البسيطة أو المعقدة، لكنّ الأحكام البشرية المسبقة تكثر في الكمّ الكبير من المعلومات التي يقوم عليها، مما ينذر بانتقال عدوى التمييز إلى العقل الآلي، فهل يمكن جعلُه محايداً؟
في رأي الخبراء الذين تحدثوا لوكالة فرانس برس فإن هذا الأمر غير ممكن في الوقت الراهن، ملخصّين وجهة نظرهم بأن "الخميرة لا يمكن أن تُزال من قالب الحلوى بعد خَبزِه".
وهذا الاستنتاج يصحّ خصوصاً على الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ أن برامجه تنهل معلوماتها من الإنترنت، فتتغذى من المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو، وسوى ذلك، لتُنتِج في المقابل كل أنواع المحتوى، على الطلب.
إلاّ أن الانطباع الذي تتركه قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يكون خادعاً، إذ أن برامجه على غرار "تشات جي بي تي" تبقى مجرّد آلات قائمة على منطق الرياضيات، تتنبأ بالكلمات أو وحدات البكسل الأكثر احتمالاً واحدة تلو الأخرى.
وقال مدير المنتجات في شركة "المبيك" الناشئة للذكاء الاصطناعي جايدن زيغلر إن النماذج اللغوية لبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي "لا تُدرك ما تعرفه، أو لماذا تعرفه". وشرح أنها "لا تستطيع تمييز ما هو متحيز أم لا، وما يتسم بالشمول أم لا، لذلك لا يمكنها فعل أي شيء حيال ذلك".
وفي غياب الإعدادات الإضافية، إذا طلب المستخدم صورة لمدير شركة، يحصل على صور لرجال بيض أربعينيين يرتدون بدلات.
ولاحظ جوشوا ويفر الذي يدير منظمات غير حكومية في تكساس تُعنى بحقوق الإنسان في القضاء أن "هذه النماذج بمثابة مرايا لتاريخ البشر وثقافتهم". وأكّد أنها "لن تتوصل إلى نتائج تختلف جوهرياً عن المعلومات المخزّنة".
"المُرشِّح الاجتماعي"ورأى هذا المحامي أن الخطر يتمثل في انتقال أحكام البشر المسبقة إلى برامج الذكاء الاصطناعي "الذي يعزز بدوره أفكارهم المسبقة"، واصفاً هذا الوضع بـ"حلقة جهنمية".
وتبدو الحلول التكنولوجية لهذا الخطر محدودة، إذ أن إعادة التدريب الكاملة لبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي التأسيسية وتلقينها بيانات غير متحيزة ستستغرق وقتاً طويلاً، وترتّب تكلفة باهظة، ولا توجد أصلاً مجموعة محددة من المعلومات "المحايدة".
من هذا المنطلق، تحاول الشركات "مواءمة" نماذج الذكاء الاصطناعي مع القيم المنشودة، من خلال فرض القواعد عليها. وبالتالي، توقفت معظم برامج الدردشة الآلية عن التعبير عن المشاعر التي لا تتمتع بها، واصبحت تنتج نتائج أكثر تنوعاً.
وقال المؤسِس المشارك لشركة "ألمبيك" توماس بويغ "نضع لهذه النماذج مُرشِّحات اجتماعية" فتصبح أشبه "بالأشخاص ذوي الآراء الحادّة الذين تعلموا ألا يجاهروا بما يفكرون فيه".
ولكن تبيّن في فبراير الفائت أن ثغرات ونقاط ضعف تشوب طريقة "الفلاتر"، عندما استجاب برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي "جيميناي" (من "غوغل") طلبات لإدراج رجل أسود وامرأة آسيوية ضمن صور عن جنود ألمان من الحرب العالمية الثانية.
وتحت ضغط المنافسة، تستعجل شركات التكنولوجيا العملاقة ابتكار أدوات مساعدة قائمة على الذكاء الاصطناعي وتوفيرها للمستخدمين بسرعة كبيرة.
ولاحظت الباحثة في منصة الذكاء الاصطناعي التعاونية "هاغينغ فايس"، ساشا لوتشيوني، إن هذه الشركات ترغب كثيراً في أن تكون قادرة على مَحو ما تعلمته النماذج اللغوية آلياً.
لكنها اعتبرت أن "السعي إلى أيجاد حل تكنولوجي هو خيار في الاتجاه الخاطئ".
"علاج"وشدّد جوشوا ويفر على أن الأكثر إلحاحاً هو تثقيف البشر في شأن هذه الأدوات الجديدة، وهي آلات توحي أن لديها وعياً. وتمنى لو يتوافر "القليل من الفطرة السليمة".
ونصح بالحرص على التنوّع في فرق المهندسين المسؤولين عن هذه البرامج، إذ غالباً ما يكون أعضاؤها شديدي التجانس، من الشباب المنتمين إلى خلفيات متشابهة، وليس بينهم الكثير من وجهات النظر المختلفة".
ومع أن "تشات جي بي تي" أظهر خلال أحدث عرض توضيحي للشركة التي صممته "أوبن إيه آي" قدرة على "قراءة" مشاعر مستخدميه على وجوههم، يبقى السؤال هل سيكون في وسعه تفسير تعابير وجوه الأشخاص المنتمين إلى كل الثقافات بشكل صحيح؟
إلاّ أن الخبراء ذكّروا بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال في مراحله الأولى. وتستكشف شركات ناشئة عدة طرقاً مختلفة.
فشركة "بينيكون" مثلاً تخصصت في "التوليد المعزز بالاسترداد" أو ما يُعرف اختصاراً بـ"راغ" RAG، وهو عبارة عن إنشاء قواعد بيانات موثوق بها ومضبوطة بصرامة، تغرف منها أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي العناصر.
وأعطى كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، رام سريهارشا، مثالا تطبيقاً في إحدى شركات المحاماة: "أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي - نموذج اللغة - خبيرة في اللغة الإنكليزية، وليس في القانون. فلنتخيل لو كان يستطيع الوصول إلى محامٍ يعرف كل الملفات. سيتمكن في هذه الحالة من الإجابة عن أي سؤال قانوني!".
على المدى البعيد، يأمل المهندسون في أن يتيحوا للآلات القدرة على أن تقدّر عواقب سلوكها.
وقال جايدن زيغلر "في الوقت الراهن، هي مجرّد صناديق سوداء لا يمكن فهمها (...) ولكن ربما يمكننا في المستقبل تصميم مستوى أعلى يستطيع فيه النموذج فرز المعلومات الجيدة من تلك السيئة، مع نظام مكافآت".
وقال توماس بويغ مازحاً "باختصار، ستتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي من الخضوع للعلاج".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی على الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
“أوبن إيه آي” تطلق برنامج ذكاء اصطناعي لتنفيذ المهام عبر الإنترنت
مقالات مشابهة بسبب الذكاء الاصطناعي.. ماسك وألتمان في مواجهة مفتوحة
ساعتين مضت
يبحث عنه الملايين.. جوجل تطلق خدمة محرر الصور السحري مجانًا15/04/2024
اختراع مذهل يتيح “التحدث” مع الموتى بكل سهولة30/03/2024
تطور يفوق الخيال وكأنه مذيع حقيقي.. شاهد “سالم” مذيع مصنوع بالذكاء الاصطناعي يثير تفاعلا كبيرا بأسلوبه وطلاقته الفائقة.. فيديو03/03/2024
إبدأ باستخدامه الآن.. جوجل تطلق رسميا نموذج خيالي للذكاء الاصطناعي.. وبقدرات أقوى 10 أضعاف من GPT واليك رابط جوجل للذكاء الاصطناعي20/02/2024
نظام غوغل الجديد للذكاء الاصطناعي يفاجئ الجميع ويتفوق على ChatGPT.. شاهد16/12/2023
“أوبن إيه آي” تطلق برنامج ذكاء اصطناعي لتنفيذ المهام عبر الإنترنت.
كاليفورنيا – تقارير تقنية
أعلنت شركة “أوبن إيه آي” عن إطلاق برنامج ذكاء اصطناعي جديد يحمل اسم “أوبرييتر” (Operator)، يُتيح للمستخدمين إنجاز مجموعة واسعة من المهام عبر الإنترنت، مثل طلب المنتجات، ملء الاستمارات، وحتى التفاعل مع صفحات الويب بالنقر والتصفح، بطريقة مشابهة لما يقوم به البشر.
وفي منشور عبر الإنترنت، أوضحت الشركة أن البرنامج يهدف إلى تعزيز كفاءة المستخدمين من خلال تقليص الوقت المستغرق في المهام الروتينية، ما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الأفراد والشركات.
قدرات مبتكرة:
يُصنف “أوبرييتر” ضمن فئة “الوكلاء الأذكياء”، التي تمثل أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي. يستطيع البرنامج استخدام الصفحات الإلكترونية بنفس الأدوات والطرق التي يعتمدها المستخدمون يوميًا، بما في ذلك إنشاء محتوى كصور الميم الساخرة، والقيام بمهام متعددة بشكل متزامن.
منافسة تقنية:
يتزامن إطلاق “أوبرييتر” مع خطوات مشابهة من شركات تقنية أخرى، مثل “غوغل” التي طرحت نموذجها الذكي “جيميناي 2.0″، وشركة “أنثروبيك” التي أضافت ميزة “استخدام الكمبيوتر” إلى نظامها “كلود”.
التوافر والمزايا:
“أوبرييتر” متاح حاليًا فقط للمستخدمين في الولايات المتحدة المشتركين في خدمات “أوبن إيه آي” المدفوعة. كما يتمتع البرنامج بقدرة على التصحيح الذاتي عند مواجهة تحديات أو ارتكاب أخطاء، مع تدريب خاص على ترك المهام التي تتطلب تسجيل دخول أو إدخال تفاصيل دفع للمستخدمين أنفسهم.
نظرة مستقبلية:
يعد “أوبرييتر” خطوة جديدة نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في تسهيل الحياة اليومية، ما يرسخ مكانة “أوبن إيه آي” في المنافسة ضمن قطاع التقنية المتسارع في وادي السيليكون.
الوسومأوبن إيه آي الذكاء الاصطناعي
السابق واقعة غريبة في مصر: بلاغ كاذب بدفن شخص حي يكشف عن صراع عائلياترك تعليقاً إلغاء الرديجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار “أوبن إيه آي” تطلق برنامج ذكاء اصطناعي لتنفيذ المهام عبر الإنترنت 41 ثانية مضت واقعة غريبة في مصر: بلاغ كاذب بدفن شخص حي يكشف عن صراع عائلي 15 دقيقة مضت ترامب يستفز الأوروبيين: مكالمة ساخنة مع رئيسة وزراء الدنمارك حول غرينلاند 16 دقيقة مضت توقعات بارتفاع «بتكوين» إلى 700 ألف دولار بدعم من صناديق الثروة السيادية 30 دقيقة مضت محمد صلاح يكشف عن طموحه قبل مغادرة ليفربول 46 دقيقة مضت إنجاز نووي جديد للصين: “الشمس الاصطناعية” تسجل 100 مليون درجة في 1000 ثانية ساعة واحدة مضت مستخدمو تيك توك في أمريكا: نواجه رقابة متزايدة رغم رفع الحظر.. ماذا يحدث ساعة واحدة مضت بسبب الذكاء الاصطناعي.. ماسك وألتمان في مواجهة مفتوحة ساعتين مضت “ميتا” تعرض 5000 دولار لمن ينظم إلى “فيسبوك” و”إنستغرام” بشروط محددة ساعتين مضت انهيار جديد للريال اليمني أمام الدولار والريال السعودي في عدن 13 ساعة مضت فضيحة تهز الرأي العام: شيخ معالج يستولي على زوجة جندي “بواسطة الجن” والضحية يكشف تفاصيل مرعبة يوم واحد مضت بشرى سارة.. صرف راتب كامل لهذه الفئة من الموظفين يومين مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | لموقع الميدان اليمني