فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
فيودور دوستويفسكي أديب وروائي روسي ولد عام 1821 في موسكو. كتب روايته الأولى في سن الـ25 وترجمت أعماله لأكثر من 170 لغة، وسجن وأصدر في حقه حكم بالإعدام لكنه ألغي في اللحظة الأخيرة. وتوفي عام 1881 في سانت بطرسبرغ.
تزوج مرتين وأنجب 4 أبناء، وكانت أوضاعه المادية سيئة دوما بسبب إدمانه القمار، وعانى كثيرا مع المرض وكان يصاب باستمرار بنوبات الصرع، وخاصة بعد سجنه ونفيه إلى سيبيريا.
ولد فيودور ميخائيلوفتش دوستويفسكي يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1821، بالعاصمة الروسية موسكو لأسرة متدينة من الطبقة المتوسطة.
كان والده ميخائيل طبيبا عسكريا متقاعدا، ويعالج بعض الحالات في مستشفى ماريانسكي للفقراء في موسكو تطوعا، كما كان يدير عيادة خاصة.
أما والدته ماريا نيشاييفا فقد كانت عكس والده الصارم تماما، وهي ابنة عائلة مثقفة من التجار، وكان دوستويفسكي الثاني بين 7 أبناء.
نشأ في بيت مهتم بالفلسفة والدين، وفيه قرأ مبكرا مؤلفات مهمة فيهما إضافة إلى الأدب، وكان والداه أول من تولى مهمة تعليمه.
أغلب أفراد عائلة أبيه كانوا رجال دين، لكن والده غير الاتجاه والتحق بكلية الطب في موسكو، وحصل على رتبة طبيب جامعي مقيم عام 1828 ما منحه مكانة مساوية لبعض النبلاء، واشترى عقارا عام 1831.
ورغم امتلاك العائلة منزلا صيفيا بعيدا عن المدينة، فإن دوستويفسكي وأشقاءه الستة عاشوا في موسكو، بمسكن على أرض مستشفى ماريانسكي الذي كان والده يعمل فيه.
عام 1837 توفيت والدة دوستويفسكي إثر إصابتها بالسُّل، وتوفي والده فجأة بعدها بنحو عامين بسبب سكتة دماغية، وتقول رواية أخرى إنه مات مقتولا.
وكان دوستويفسكي عند وفاة والده طالبا في معهد الهندسة العسكرية في سانت بطرسبرغ، وهو التخصص الذي اختاره له أبوه، إلا أنه وشقيقه الأكبر ميخائيل كانا مفتونين بالأدب.
الدراسة والتكوين العلميكان دوستويفسكي يتلقى تعليمه في المنزل حتى عام 1833، ثم التحق بمدرسة نهارية خاصة، كما أرسل إلى مدرسة فرنسية داخلية، وبعدها إلى مدرسة داخلية في موسكو.
ولم يكن مندمجا مع زملائه الأكثر أرستقراطية، وفي سن الـ15 أُجبر وشقيقه الأكبر ميخائيل على العمل في مهنة عسكرية بمعهد نيكولاييف للهندسة العسكرية في سانت بطرسبرغ.
وعندما بلغ الـ18 التحق بمعهد مجاني، تخوله الدراسة فيه العمل مهندسا في القوات المسلحة، وهي المهنة نفسها التي لم يقبل فيها شقيقه ميخائيل بسبب مانع صحي.
مكتب فيودور دوستويفسكي في بيته الذي تحول متحفا (غيتي)وأثناء دراسته في المعهد أضجره الروتين والافتقار للخيال، فكان ميالا لقراءة الأدب في معظم وقته، وقليل الاهتمام بالرياضيات والعلوم.
وبعد إنهاء تعليمه في المعهد، لم يخفت اهتمامه بالأدب، وحرص على كتابة المقالات بروح فلسفية وأدبية، كما كان كثير الزيارة لأخيه ميخائيل وحضور المناسبات الثقافية.
عام 1843 عين في منصب مهندس ملازم، إلا أن اهتمامه بالأدب شتته، وبدأ العمل ناشرا للترجمات، وكانت أولاها ترجمته رواية "أوجيني غراندي" للكاتب الفرنسي أونوري دو بالزاك، ثم أتبعها بترجمات أخرى. وعام 1846 استقال من عمله العسكري وتفرغ للكتابة.
دوستويفسكي كاتبابدأ فيودور دوستويفسكي عمله في الكتابة بتأليف القصص الخيالية حول من يعانون الفقر والبؤس، وكانت رواية "الفقراء" أول أعماله.
واكتملت الرواية عام 1845، وساعده صديقه وزميله في السكن ديمتري غريغوروفيتش في عرض مخطوطة الرواية أمام شخصيات في المجتمع الأدبي، ونشرت في يناير/كانون الثاني 1946.
وحظيت رواية "الفقراء" بانتشار كبير ونالت إعجاب جماهير القراء، وتلتها في نهاية يناير/كانون الثاني من العام نفسه رواية "المزدوج"، التي تناولت الازدواجية والجنون والصراع الداخلي، إلا أنها لم تلق الانتشار الذي لاقته رواية الفقراء.
وانطلقت بعدها كتاباته التي رحب بها القراء وأحبوها، إذ كان فيودور يكتب بأسلوب مختلف، شديد الإبحار في النفس البشرية ودواخلها وصراعاتها.
وأثر اطلاع دوستويفسكي المبكر على معاناة المرضى والفقراء في مستشفى ماريانسكي على كتاباته، فكانت مراقبته في صباه لأحوالهم جلية في وصفه الدقيق لشخصياته.
إيفان ليبراندي المسؤول في وزارة الداخلية وهو من اعتقل دويستويفسكي (مواقع التواصل الاجتماعي) المنفى وحكم الإعدامعاش فيودور دوستويفسكي فترة هادئة في بدايته مع الكتابة ونجاح روايته "الفقراء"، ولكنه عانى بعدها وبالتزامن مع بحثه الفلسفي من تراجع في ثورته الأدبية والمالية، وبدأ يعاني من مشاكل صحية.
تزامن ذلك مع انضمامه لجماعة "التفكير المتحرر"، وهي جماعة اشتراكية مناهضة للحكومة عام 1847، قدمت له المساعدة واحتوته.
وكانت المجموعة تعقد اجتماعات متكررة لمناقشة الإصلاحات الاجتماعية، مثل إلغاء العبودية وضمان حرية الصحافة وإلغاء الرقابة عليها.
وفي 23 أبريل/نيسان 1849، تم الإبلاغ عن الدائرة إلى إيفان ليبراندي، وهو مسؤول حكومي في وزارة الداخلية، فقبض على دوستويفسكي مع بعض أعضاء المجموعة، واتهمهم بقراءة وتوزيع أعمال محظورة تنتقد الحكومة.
اعتبرت حكومة القيصر نيكولاس الأول هؤلاء المنتقدين مجرمين خطيرين، فسجنتهم 7 أشهر. وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 1849 تم اقتيادهم إلى ساحة سيميونوفسكي، وهناك صدر في حقهم حكم بالإعدام رميا بالرصاص.
وبينما كانت تجري الاستعدادات الأخيرة، وبعدما أخرج 3 سجناء تجهيزا لإعدامهم، وصل رسول القيصر معلنا أن الإمبراطور قد خفف الحكم عنهم، وكانت مراسم الإعدام الوهمية في الواقع جزءا من العقوبة، وظلت تلك التجربة محورية في حياة دوستويفسكي.
خفف الحكم من الإعدام، وأصبحت العقوبة هي النفي إلى سيبيريا، مع الأشغال الشاقة والتجنيد الإجباري، وفي المنفى عانى دوستويفسكي من مضاعفات صحية ونوبات صرع.
سجن سيبيريا الذي نفي إليه دوستوفيسكي وتحوّل الآن مكانا سياحيا للزوار (غيتي)وفي السجن غير قناعاته حول المثقفين، واعتبر أنهم قوم متعالون يريدون فرض أفكارهم السياسية على المجتمع.
وبعد 4 سنوات من النفي أنهى فترة عقوبته في فبراير/شباط عام 1854، وعن تلك الفترة كتب روايته "بيت الموتى" المنشورة عام 1861.
وبعد خروجه من السجن، انتقل لإكمال عقوبة التجنيد الإجباري في سيميبالاتينسك (تقع الآن في أفغانستان)، وهناك انضم إلى كتيبة الخط السابع في فيلق الجيش، كما عمل في الفترة نفسها مدرسا لأطفال من أبناء النبلاء في المنطقة.
زواج دوستويفسكيأثناء فترة التجنيد الإجباري التقى دوستويفسكي بزوجته الأولى ماريا ديميتريفنا إيسايفا وقد كانت متزوجة حينها، وبعد وفاة زوجها ألكسندر، انتقلت مع ابنها للعيش مع دوستويفسكي، الذي تزوجها عام 1857، بعد أن أرسل خطاب اعتذار رسمي عام 1856، واستعاد حقوقه في الزواج والنشر مرة أخرى.
ولم يكن زواج الاثنين سعيدا لكثرة خلافاتهما الشخصية، والمشاكل الصحية التي عاناها دوستويفسكي باستمرار، والتي قادت لإعفائه من التزاماته العسكرية عام 1859، وبعد ذلك سمح له بالعودة من المنفى.
وكان زواجه الثاني عام 1867، من سكرتيرته آنا دوستويفسكايا التي تصغره بـ25 عاما، وأنجبا في مارس/آذار 1868 ابنتهما سونيا، لكن الطفلة توفيت بعد 3 أشهر من ولادتها، وفي عام 1869 أنجبا ابنتهما الثانية ليوبوف، وولد لهما فيما بعد طفلان آخران هما فيودور وأليكسي.
إدمان دويستويفسكي على القمار جعله يعاني وأسرته من أزمة مالية مستمرة (غيتي) العودة إلى سانت بطرسبرغبعد عودته إلى سانت بطرسبرغ، نشر دوستويفسكي عددا من القصص القصيرة، ومن بينها قصة "البطل الصغير"، وهي العمل الوحيد الذي أنتجه في السجن.
وفي عامي 1862 و1863 جال خارج روسيا وفي جميع أنحاء أوروبا الغربية، وكتب مقالا بعنوان "ملاحظات الشتاء عن انطباعات الصيف"، مستوحى من هذه الرحلات، وفيه انتقد مجموعة واسعة مما اعتبره أمراضا اجتماعية، من الرأسمالية إلى المسيحية المتطرفة وغيرها.
وفي باريس التقى بالكاتبة الروسية بولينا سوسلوفا، وكانت عشيقته حتى عام 1865، وقامر أثناء تلك العلاقة بالكثير من ثروته، ما أضر به عام 1864.
إضافة إلى ضياع ماله في المقامرة، فشلت المجلة التي أسسها مع شقيقه، فعاد بعدها للكتابة باستمرار، ونشر أحد أهم أعماله "الجريمة والعقاب" عام 1866، وفي نهاية العام كان قد أنهى روايته القصيرة "المقامر".
وكانت زوجته آنا هي من ساعدته على إنهاء رواية "المقامر"، ورغم العائد الكبير الذي حققته روايته "الجريمة والعقاب"، فإنها اضطرت لبيع ممتلكاتها الشخصية لتسديد ديونه.
وفي العام التالي أكمل رواية "الأبله"، وبحلول 1871 كانت أوضاع الأسرة المادية سيئة، ورغم ذلك أسس مع زوجته شركة عام 1873.
وعمل دوستويفسكي في صحيفة "المواطن"، وكان ينشر فيها مقالات مقابل راتب سنوي، لكنه قرر ترك العمل فيها عام 1874، بسبب الضغط الحكومي والمراقبة من جهة، ولتدهور صحته من جهة أخرى.
مخطوطة لصفحة من رواية الشياطين لدوستويفسكي موجودة في مجموعة مكتبة الدولة الروسية بموسكو (غيتي) مرض دوستويفسكيكان دوستويفسكي عرضة للأمراض العصبية، كما عانى من الاكتئاب، فاقترح الأطباء أن يغادر روسيا لبعض الوقت لعل صحته تتحسن، وأمضى بالفعل فترة بعيدا مع عائلته، ثم عاد إلى سانت بطرسبرغ.
وكانت فترة معاناته الشديدة مع المرض متزامنة مع نجاح كتاباته، فكان يصاب بـ4 نوبات شهريا في أوائل 1877، كما توفي ابنه الأصغر أليكسي بسبب نوبة صرع عام 1878.
وفيما بين عامي 1879 و1880، حصل دوستويفسكي على عدة أوسمة وتعيينات فخرية، منحتها إياه الأكاديمية الروسية للعلوم، والجمعية السلافية الخيرية، والجمعية الأدبية والفنية الدولية.
وكان قد ألقى خطابا في ذكرى رحيل الكاتب الروسي بوشكين في موسكو، بصفته نائبا لرئيس الجمعية السلافية الخيرة، ولقي خطابه إشادة واسعة كما لقي انتقادا أثّر عليه وزاد من تدهور حالته الصحية.
المؤلفاتمن أبرز الأعمال الأدبية لدوستويفسكي:
"الشياطين". "الإخوة كارامازوف". "المراهق". "الفلاح ماري". "حلم رجل مثير للسخرية". "يوميات كاتب". رسمة لجنازة دوستويفسكي يوم 12 فبراير/شباط 1881 للفنان أرنولد كارل (غيتي) "ملاحظات من تحت الأرض". "الليالي البيضاء". "عقلية الحالم". "الزوج الأبدي". "مذلون مهانون". الوفاةأصيب دوستويفسكي بنزيف رئوي، واستدعى أولاده لرؤيتهم قبل موته. وبعدها بأسبوعين توفي يوم التاسع من فبراير/شباط 1881، ودفن في مقبرة تيخفين بدير ألكسندر نيفسكي في سانت بطرسبرغ، وهي المقبرة ذاتها التي دفن بها شعراؤه المفضلون نيكولاي كارامزين وفاسيلي جوكوفسكي.
ونُقش على شاهد قبره اقتباس من إنجيل يوحنا جاء فيه "الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی سانت بطرسبرغ فی موسکو
إقرأ أيضاً:
قصة الدكتورة التي طلبت زوجها في «بيت الطاعة».. مهندس يهجر زوجته عامين
تزخر محاكم الأسرة بمصر بالكثير من غرائب القصص التي تكشف عن حالة مجتمعنا الأسري، وما وصلنا إليه.
ضمن هذه القصص، قصة الدكتورة الصيدلانية التي طلبت زوجها في بيت الطاعة، على عكس الشائع في قضايا الأسرة، وهو أن يطلب الزوج زوجته في بيت الطاعة. القصة قد تبدو من ظاهره طريفة، لكن تفاصيلها تحمل مأساة
انقلبت حياة سيدة، تعمل دكتورة صيدلانية، رأسًا على عقب، بعدما تحولت معاملة زوجها المهندس لها، بعد عشرة وزواج داموا 8 سنوات، وذلك بسبب انحراف الزوج عما وصانا به الله سبحانه وتعالى، ونبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بشأن معاملة الرجال لزوجاتهم، وأصبح يعامل زوجته بحدة وقسوة، بل وصل به الحال لخيانتها، وهجرها لمدة عامين، تاركًا وراءه أطفاله دون النظر إليهما، وكل ذلك لأن زوجته قررت ترك عملها، وحينما طلبت الزوجة الطلاق منه، رفض حتى لا يعطيها حقوقها الشرعية، فلم تجد الزوجة أمامها سوى اللجوء لمحكمة الأسرة حتى تحتمي بعدالة القضاء المصري، ورفعت دعوى إنذار بالهجر، وهي بمثابة «طلب زوجها في بيت الطاعة».
قبل 8 سنوات من وقتنا الحالي، تزوجت سيدة من شاب، ميسور الحال ويعمل مهندس بشركة شهيرة، بعد قصة حب وعشق بينهما، وثقاها بعقد الزواج، وأنجبا طفليهما الاثنين، وتشارك الزوجان المعيشة سويًا، حتى يوفروا حياة كريمة لأبنائهما، وفي سبيل ذلك، قررت الزوجة أن تذهب للعمل بشهادتها، دكتورة صيدلانية، وساهمت براتبها لقضاء احتياجاتها واحتياجات أطفالها.
وحينما، وجد الزوج زوجته تشارك في «المصاريف»، انتابته حالة شيطانية، وانحرف عن طريقه، وبعدما كان يكرس حياته لزوجته وأطفالهما، أصبح يتعرف على سيدات أخريات، وتنشأ بينه وبينهمن علاقة، وينفق أمواله عليهن، فضلًا عن شرب الخمور، تاركًا المسئولية بأكملها على زوجته.
ولم تبالي الزوجة عن تقاعس زوجها عن مسئوليته تجاهها وأطفالها، وصمدت في الوقوف بجانبه، آملة أن ينصلح حاله بيوم من الأيام، لكن كان الأمر يزداد سوءًا وتتدهور الأمور أكثر، وأصبح الزوج يعامل زوجته وأطفاله بنفور وحدة وقسوة.
محكمة الأسرةوقررت الزوجة أن تتوقف عن العمل، وأخبرت زوجها بأنه يجب أن ينفق على المنزل وأن يراعي أولاده، فضلًا عن أنها ستترك العمل وتنتبه لرعايته ورعاية أطفالهما، وحينها أصاب الزوج حالة من الذعر، ورفض أن يجعلها تترك عملها، وإذ به حتى فوجئ بأن زوجته توقفت عن أداء مهام عملها كدكتورة صيدلانية.
واشتدت قسوة الزوج لزوجته وأطفالهما، حتى أنه أصبح يدقق على أبسط التفاصيل لكي يتشاجر معهم، وبإحدى المشاجرات الزوجية، ترك الزوج «عش الزوجية»، غير مباليًا بأطفاله، ومعيشتهما ومأكلهما ومشربهما، وذهب لكي «يمتع نفسه ويعيش حياته»، وذلك على حد وصف الزوجة.
وبقي الحال على ما هو عليه لمدة عامين، عاشت بهما الزوجة كأم وأب للطفلين، تربيهما بمفردها وتنفق على مأكلهما ومشربهما وتعليمهما دون مساعدة أحد، وأصبحت الزوجة تعمل في صيدليتين، حتى تتمكن من توفير احتياجات أطفالها.
ولجأت الزوجة لأسرة زوجها حتى يعاونها في الإنفاق على أطفالها، أو الوصول لمحل تواجد زوجها ويتدخلون لإصلاح حاله والرجوع لصوابه، لكنهم رفضوا التدخل وأخلوا مسئوليتهم من كل شئ.
وحاولت الزوجة خلال العامين، مرارًا وتكرارًا، أن تعثر على زوجها، وفي نهاية المطاف وجدته، لكنها اكتشفت خيانته لها، فلم تتحمل ذلك، وطلبت منه الطلاق، وأبى الزوج أن يطلقها ويعطيها حقوقها الشرعية، على الرغم أن راتبه الشهري حوالي 20 ألف جنيه، قائلًا لها: «روحي اخلعيني.. ».
وانتابت الزوجة حالة من الصدمة، وسارت بالشوارع مكلومة والدموع تسيل من عينيها، لأنها وجدت عكس ما كانت تحلم به برفقة حبيبها، وأصبح واقعها هو كابوس أليم لا تفيق منه، وراودتها فكرة اللجوء لمحكمة الأسرة والاحتماء بعدالة القضاء المصري.
وفي سبيل ذلك، توجهت الزوجة إلى المستشارة نهى الجندي، المتخصصة في قضايا الأسرة، لتخلصها مما وقعت به، وروت لها كل ما دار معها خلال سنوات زواجها.
المحامية نهى الجنديومن جانبها، تواصلت «الأسبوع» مع «الجندي»، لتكشف عن الإجراءات المتبعة، لنجدة تلك الزوجة من بطش زوجها، وأوضحت أنها رفعت دعوى إنذار بكف الهجر داخل ربوع محكمة الأسرة، منوهة أن تلك الدعوى شبيهة لدعوى الإنذار بالطاعة، لكن بتلك الحالة يكون الزوج غير ملزم بطاعة زوجته.
وأضافت المحامية نهى الجندي أنها رفعت دعوى إنذار بكف الهجر، حتى تكون بمثابة سلاح قوي حينما تقرر الزوجة أن ترفع دعوى الطلاق للضرر وتحصل على حقوقها كاملة.
اقرأ أيضاً25 نوفمبر.. الحكم على المتهين في « أحداث عنف ألف مسكن»
إحباط محاولة تهريب أجهزة تنصت وتجسس بمطار برج العرب