هل تشتري الأمل لمرضى السرطان بنصف مليون دولار؟
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
إذا علمت أن دواء ثمنه نصف مليون دولار سيشفي طفلة تعاني من السرطان، فهل تشتريه؟ وهل تملك ثمنه أصلا؟
تتقاطع الاكتشافات العلمية المتطورة مع مرونة الجسم البشري، مما يوفر الأمل للعائلات التي تتصارع مع سرطان الدم الذي شخص به اطفالهم. ولكن هذا الأمل لا يقدم مجانا على مفترقات الطرق، بل يباع بأثمان باهظة لا يمتلكها الآباء في أغلب الأحيان.
يناقش أليكس هوفر من قسم زراعة الدم والنخاع لدى الأطفال بكلية الطب بجامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة الاميركية في مقالة افتتاحية نشرت في مجلة أونكوساينس (Oncoscience) في 25 أبريل/نيسان 2024 تكلفة أحد العلاجات الرائدة لسرطان الدم الأكثير شيوعا بين الأطفال. وكتب عن المقالة موقع يوريك أليرت (EurekAlert).
العلاج الثمينيعرف هذا العلاج باسم تيزاجينليكلوسيل او اختصارا تيسا سيل (Tisagenlecleucel)، وهو علاج مناعي تستخدم فيه الخلايا التائية للشخص نفسه بعد تعديلها وراثيا. ويعد هذا الدواء تطورا رائدا في علاج سرطان الدم الأكثر شيوعا لدى الأطفال والمعروف باسم سرطان الدم الليمفاوي الحاد من سلالة الخلايا البائية (B-cell lineage acute lymphoblastic leukemia (B-ALL)).
تساعد الخلايا "التائية" في تنسيق الاستجابة المناعية في الجسم، وهي تقوم بقتل الكائنات الممرضة بشكل مباشر. قام الباحثون بهندسة هذه الخلايا لتصبح علاجا حيا. منذ العام 2017 قامت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بالموافقة على 6 علاجات مناعية تنتمي لهذه العائلة تستخدم في علاج سرطانات مختلفة.
يتم جمع الخلايا التائية من المريض ومن ثم يعاد هندستها في المختبر ليتم إنتاج بروتينات تظهر على سطح هذه الخلايا تسمى مستقبلات المستضدات الخيمرية أو ما يعرف اختصارا بـ(CARs). يتم تكثير هذه الخلايا في المختبر ليصبح تعدادها بالملايين ثم يتم حقن المريض بها وإذا سارت الأمور على ما يرام فإن هذه الخلايا تتضاعف داخل الجسم وتقوم بالتعرف من خلال المستقبل الذي تم تطويره على سطحها على الخلايا غير السليمة ومن ثم تقوم بقتلها.
سرطان الدم الأكثر شيوعاوفقا لمؤسسة أبحاث السرطان البريطانية فإن سرطان الدم الليمفاوي الحاد (Acute Lymphoblastic Leukemia) هو نوع من سرطان الدم. يبدأ من خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا الليمفاوية الموجودة في نخاع العظم. النخاع العظمي هو الجزء الداخلي الناعم من العظام، حيث يتم تصنيع خلايا الدم الجديدة.
يتطور سرطان الدم الليمفاوي الحاد عادة بسرعة على مدى أيام أو أسابيع. وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطانات الدم التي تصيب الأطفال، ولكنه يمكن أن يصيب البالغين أيضا. في سرطان الدم الليمفاوي الحاد، يقوم نخاع العظم بإنتاج عدد كبير جدا من الخلايا الليمفاوية البائية أو التائية. لا تنضج هذه الخلايا الليمفاوية بشكل كامل ولا تكون قادرة على العمل بشكل طبيعي. سرطان الدم الذي ينتج فيه عدد كبير جدا من الخلايا البائية هو الأكثر شيوعا.
هل مبلغ نصف مليون دولار ثمنا للعلاج مبالغ فيه؟بعد تجربة سريرية ، تمت الموافقة على تيسا سيل في الولايات المتحدة لعلاج الانتكاس (عودة السرطان) لمرضى سرطان الدم اللمفاوي الحاد من سلالة الخلايا البائية في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما. ويتضمن هذا العلاج المبتكر كما أسلفنا تعديلا وراثيا للخلايا التائية الأصلية للمريض وهي خلايا مناعية لها القدرة على قتل و/أو تنظيم الخلايا المصابة أو المريضة. تم تصميم منتج تيسا سيل خصيصا لاستهداف البروتين سي دي 19 (CD19) والذي تحمله الخلايا من السلالة البائية، وقد أظهر نتائج واعدة ضد أعتى الحالات التي كانت تمثل تحديا تاريخيا في علاج المرضى الذين عانوا من انتكاسات.
عند الموافقة عليه في عام 2017، قامت شركة نوفارتيس (Novartis) بتسعير تيسا سيل بمبلغ 475000 دولار – وهو رقم رفضه العديد من أنظمة الرعاية الصحية والدافعين في البداية – وفي عام 2023 ارتفع السعر إلى 508250 دولارا. ومع ذلك، بالمقارنة مع العلاجات الجينية خارج الجسم الحي التي تمت الموافقة عليها مؤخرا مثل أحد الأدوية المستخدمة في علاج الثلاسيميا من النوع بيتا بسعر 2.8 مليون دولار أو أحد علاجات مرض فقر الدم المنجلي بسعر 2.2 مليون دولار، فإن سعر تيسا سيل الذي يبلغ نصف مليون دولار أصبح أقل إثارة للدهشة.
الأهم من ذلك، أن التكلفة المدرجة لهذه العلاجات تشمل المنتج فقط ولا تشمل تكلفة الرعاية الصحية للرعاية الضرورية الأخرى بما في ذلك فصل الكريات البيض وإدارة العلاج الكيميائي ومراقبة المضاعفات وإدارتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأکثر شیوعا ملیون دولار هذه الخلایا فی علاج
إقرأ أيضاً:
البحرين تحقق إنجازا طبيا عالميا في علاج فقر الدم بزراعة النخاع
حقق مركز البحرين للأورام إنجازاً طبياً تاريخيًا رائداً بنجاحه في استكمال علاج مريض مصاب بمرض فقر الدم المنجلي باستخدام علاج كاسجيفي (Exagamglogene Autotemcel) القائم على تقنية كريسبر لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني ليكون أول مريض خارج الولايات المتحدة الأمريكية يُعلن عن تلقيه العلاج بنجاح على مستوى العالم، مما يعزز مكانة مملكة البحرين كدولة رائدة عالميًا في مجال الطب الدقيق والحلول الصحية المبتكرة.
تم تطوير علاج "كاسجيفي"، من قِبل شركتي "فيرتكس فارماسيتيكالز" و"كريسبر ثيرابيوتيكس"، وهو أول علاج مرخص يعتمد على تقنية كريسبر/كاس9 لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني، والتي حصل مبتكروها على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 2020. ويوفر هذا العلاج علاجًا وظيفيًا محتملاً لمرض فقر الدم المنجلي (SCD) ومرض الثلاسيميا الكبرى المعتمد على نقل الدم (TDT) – وهما امراض دم وراثية تؤثر بشكل كبير على الصحة والعمر المتوقع.
يُعد هذا الإنجاز خطوة نوعية في مجال الطب الدقيق في مملكة البحرين والمنطقة، ويأتي بعد أن أصبحت مملكة البحرين في 2 ديسمبر 2023 ثاني دولة على مستوى العالم، والأولى في الشرق الأوسط، التي تعتمد استخدام "كاسجيفي" لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (SCD) والثلاسيميا بيتا المعتمدة على نقل الدم (TDT)، وذلك بعد تقييم شامل ودقيق لمعايير السلامة والجودة وفعالية العلاج.
تتضمن عملية الزرع تحفيز نخاع عظم المريض لإنتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية باستخدام حقن متخصصة، ومن ثم تعديل الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا دم حمراء تحمل هيموغلوبين يعادل في وظيفته الخلايا الطبيعية وتشمل آخر مرحلة زرع الخلايا المعدلة مرة أخرى في مجرى دم المريض بعد اختبارات دقيقة لضمان الجودة والسلامة. ويمكن أيضا استخدام هذه التقنية الحديثة لعلاج الثلاسيميا (انيميا البحر الأبيض المتوسط).
وبهذه المناسبة، صرحت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة قائلة: "يمثل هذا الإنجاز التزام مملكة البحرين بدمج الابتكارات الطبية العالمية في استراتيجيتها الصحية الوطنية. من خلال تعزيز الشراكات بين المؤسسات، نحقق مهمتنا في توفير وصول شامل إلى علاجات تغير حياة جميع المواطنين، ونعزز مكانة مملكة البحرين كمركز للرعاية الطبية المبتكرة، تماشيًا مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله".
وأضاف العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، قائد الخدمات الطبية الملكية: "تفخر مملكة البحرين بكونها في طليعة الابتكار الطبي في المنطقة. نجاحنا في تقديم علاج فقر الدم المنجلي عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني يعكس التزام المملكة بتوفير أحدث التقنيات الطبية وتعزيز ريادتها الإقليمية في مجال الطب الدقيق. فهذا العلاج يوفر أملًا جديدًا لمرضى أمراض الدم الوراثية، ويعزز الجهود الرامية لتطوير دور مملكة البحرين المتنامي في مجال الابتكار الصحي."
وقال الدكتور إدوارد رولاند، الرئيس التنفيذي لمركز البحرين للأورام: “نيابة عن الفريق الطبي المسؤول عن تقديم هذا العلاج الرائد القائم على تقنية CRISPR، يشرفنا أن نتيح العلاج للمرضى في مملكة البحرين وخارجها. يعكس نجاحنا التزام مركز البحرين للأورام بدمج التكنولوجيا المتقدمة مع الخبرة العالمية. فهذا الإنجاز، الذي تم تحقيقه بعد الحصول على الاعتماد الدولي لخدمات زرع النخاع العظمي، يؤكد حرصنا على تحسين الحلول الصحية المتوفرة للمرضى من خلال الطب الدقيق والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة."
يأتي إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني ضمن استراتيجية مملكة البحرين الصحية الرامية إلى تعزيز الشراكات العالمية وضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية، مع تحقيق تحسين مستمر في الخدمات الصحية، في إطار الرعاية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للقطاع الصحي في المملكة، وتنفيذاً للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوفير أفضل الطرق العلاجية وأحدث مستويات الرعاية الصحية بمملكة البحرين.
وتم إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني بالتنسيق ما بين وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية – مركز البحرين للأورام، والمستشفيات الحكومية، والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية لتبني أعلى معايير الممارسات الطبية العالمية في تقديم الرعاية الصحية.
ويُعد مركز البحرين للأورام من أبرز المراكز المتخصصة في تقديم خدمات شاملة لعلاج مرضى السرطان في مملكة البحرين. يلتزم المركز بتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية من خلال نهج متعدد التخصصات واستخدام أحدث التقنيات والعلاجات المتقدمة، وقد حصل مركز البحرين للأورام على اعتماد فيرتكس في عام 2024، مما يمكنه كمركز تميز عالمي من إتاحة علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني.