درعا-سانا

تهدف مبادرة (كوكتيل جامعي) الإلكترونية التي أطلقتها مجموعة طلاب من محافظة درعا إلى توفير المحاضرات والملخصات والإجابة عن جميع أسئلة واستفسارات طلاب الكليات والمعاهد بكل الاختصاصات في المحافظة، وتزويدهم بالقرارات والمراسيم التي تخص الجامعات، من خلال مجموعات على تطبيقي واتس آب وتلغرام.

وأوضحت مجموعة من الطلاب المشرفين على المبادرة خلال حديثهم لـ سانا الشبابية أن فكرتهم جاءت لتحقيق أهداف عدة، من بينها الحفاظ على الكتاب الجامعي وتخفيف الأعباء المادية عن زملائهم في الكلية في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فضلاً عن تعزيز الإحساس بالمسؤولية تجاه العلم والكلية وزرع روح الألفة والتعاون فيما بينهم.

وقال محمود أرحيل وهو أحد المشرفين وطالب إرشاد نفسي سنة ثالثة: “إن المبادرة تجمع نحو 2500 طالب وطالبة من جميع الاختصاصات في كليات ومعاهد درعا، حيث يقوم المشرفون عليها بالتنسيق مع الطلاب الأعضاء والمسؤولين لتنزيل المحاضرات والملخصات لكل فرع”.

وبين أن المحاضرة تمر بعدة مراحل قبل تنزيلها على المجموعة فبدايةً يتم تقسيم المواد بين متطوعي الكلية الواحدة الموجودين بهذه المبادرة ليكونوا مسؤولين عن تجميع المعلومات من المراجع وأساتذة المقرر، ثمّ صياغتها وتدقيقها وتنسقيها ضمن قوالب مريحة لتسهيل الدراسة على الطلاب، إضافة لتجميع محاضرات كل فصل وتنزيلها عبر حساب التلغرام ليعود إليها الطلاب الذين حملوا مواد معينة في الفصول السابقة، كما تتم مساعدة الطلاب المستنفدين بتقديم ملخصات عن المقررات المطلوبة منهم عن طريق أعضاء مسؤولين عنهم.

محمد كيوان مشرف وطالب كلية حقوق سنة ثانية بين أنه يتم من خلال المجموعة مساعدة الطالب في الحصول على الكتاب الذي ينقصه من زميله الموجود بالمجموعة نفسها، لتعميم الفائدة وتوفير الأعباء المادية عن الطلبة، إذ تساعد هذه المبادرة في التخلص من كميات كبيرة من الكتب بطريقة تحافظ على البيئة، وخصوصاً أن هناك العديد من الكتب الجامعية تتأخر بإصدارها مكاتب الكليات، حيث يتم تمرير الكتب والملخصات بين الطلاب بعد نجاح الطالب في المقرر.

بدوره، أكد أشرف الحايك مشرف وطالب سنة ثانية معهد مصرفي أن هذه المنصة لا تدعم فقط طلاب الكليات بل تساعد عدداً كبيراً من طلاب المعاهد بكل الاختصاصات، من خلال الإجابة عن استفساراتهم فيما يخص التسجيل والدوام وتأمين المحاضرات والكتب، معتبراً أنها ملتقى تعليمي لجميع طلاب كليات ومعاهد المحافظة لما يقدمه من دعم وتعاون فيما بينهم للسير قدماً في العملية التعليمية وغرس بذور الألفة والمحبة بين الطلاب.

ليلى حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة

في مشهد يعكس إصرارا استثنائيا، عاد عدد من طلاب غزة إلى مدارسهم المدمرة لاستئناف تعليمهم، متحدّين الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة. ورغم غياب الزي المدرسي والكتب، فإن الأمل في مستقبل أفضل كان دافعًا لهم للاستمرار في مسيرتهم التعليمية.

صامد إيهاب (13 عامًا) طالب في الصف التاسع من مخيم البريج وسط قطاع غزة، كان من بين مئات الطلاب الذين هرعوا إلى مدارسهم على أمل أن يجدوا مقاعدهم الدراسية كما تركوها. لكن الواقع كان مختلفًا، إذ يقول لوكالة الأنباء الألمانية "لم نجد في المدرسة سوى بضع جدران مدمرة وبقايا صفوف دراسية. ومع ذلك، فضلنا العودة إلى حياتنا التعليمية حتى إن كان كل شيء مدمرًا حولنا".

لم تكن المدرسة وحدها ما فقده إيهاب، بل أيضًا زيه المدرسي الذي تعذر عليه الاحتفاظ به خلال شهور النزوح المتكررة. ويضيف "صحيح أننا فقدنا كل شيء تقريبًا، لكن ذلك لن يمنعنا من التعلم. نحن مصممون على بناء مستقبلنا، حتى إن كانت مدارسنا مدمرة".

ويؤمن إيهاب بأن التعليم هو السبيل الوحيد للخروج من الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، قائلا إن "التعليم هو الطريق الوحيد للنجاة، ليس فقط من الظروف القاسية، بل أيضًا من الجهل الذي تسعى إسرائيل لفرضه علينا".

إعلان

ويضيف "لم يكن سهلًا عليّ أن أعود إلى المدرسة ولا أجد العديد من زملائي. بعضهم قتلهم الجيش الإسرائيلي، وآخرون نزحوا إلى مناطق أخرى. لكنني تعرفت على أصدقاء جدد يجمعنا الإصرار ذاته لمواصلة تعليمنا مهما كانت الظروف. التعليم هو السلاح الأقوى ضد الجهل، ونحن نعلم أن العلم هو أداة التغيير في هذا العالم".

مئات الآلاف من التلاميذ انتظموا في بقايا المدارس التي دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 80% منها (الأناضول) دراسة وسط الدمار

وكانت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة قد أعلنت قبل أيام عن بدء العام الدراسي الجديد، في أول استئناف للعملية التعليمية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة، في مؤتمر صحفي بمدينة غزة، إن مئات الآلاف من التلاميذ انتظموا في بقايا المدارس التي دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 80% منها، إضافة إلى خيام ونقاط تعليمية أقيمت لضمان استئناف التعليم الوجاهي.

وأضافت "يبدأ اليوم العام الدراسي الجديد في ظل ظروف استثنائية، ورغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب والدمار الهائل الذي خلفته".

وشددت الوزارة على التزامها بضمان حق التعليم لجميع الطلبة، سواء في المدارس التي لا تزال قائمة، أو تلك التي رُمّمت وجُهزت، أو عبر المدارس البديلة التي أنشئت في مناطق عدة.

هلا السبع (13 عامًا)، طالبة في الصف التاسع، كانت من بين الطلاب الذين عادوا إلى مقاعدهم الدراسية رغم كل الظروف. وتقول "لقد افتقدنا المدرسة وحياتنا التعليمية، وهذه بداية جديدة لرحلتنا الدراسية".

وتضيف لوكالة الأنباء الألمانية "صحيح أننا لا نمتلك الكتب أو الدفاتر أو حتى الزي المدرسي، لكننا نمتلك الإصرار والعزيمة لمواصلة تعليمنا، حتى إن اعتمدنا فقط على الحفظ".

وتتابع "نحن جيل المستقبل الذي سيعتمد على العلم سلاحا أساسيا لإعادة بناء وطننا والارتقاء به".

إعلان التعليم عن بعد

لم يتمكن جميع الطلاب من العودة إلى المدارس الوجاهية بسبب نقص مقومات الحياة الأساسية، مثل المواصلات، وذلك ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى توفير خيار التعليم عن بعد للطلبة الذين تعذر عليهم الحضور.

وأوضحت الوزارة أنها تعمل على استخدام منصات افتراضية مثل "Teams" و"Wise School" لضمان استمرار العملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية.

إبراهيم عبد الرحمن، من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كان من بين الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى المدرسة. ويقول لوكالة الأنباء الألمانية "كنت أحلم بالعودة إلى المدرسة ومقابلة أصدقائي وأساتذتي، لكن الدمار الكبير الذي لحق بها حرمني من ذلك".

ويضيف "حتى التعليم الإلكتروني ليس بالأمر السهل علي، فمع انقطاع الإنترنت المتكرر أخشى أن أفقد عامي الدراسي أو أن يتأثر مستقبلي التعليمي إذا استمر الوضع هكذا مدة طويلة".

التحدي الأكبر

من جانبها، تؤكد المعلمة أمينة التي تعمل في إحدى مدارس غزة أن الطلاب رغم الظروف القاسية يظلون متمسكين بالتعليم.

وتقول لوكالة الأنباء الألمانية "الأمل في نفوس الطلاب كان دائمًا أكبر من كل الصعوبات. ورغم الدمار الكبير في مدارسنا، نرى في عيونهم رغبة عميقة في التعلم".

وتضيف "لقد تعلمنا من هؤلاء الأطفال أن التعليم ليس مجرد عملية أكاديمية، بل هو مقاومة حقيقية في وجه التحديات".

وتوضح أمينة "من الصعب توفير المواد التعليمية في ظل هذه الظروف، لكننا نواصل التدريس لأننا نعلم أن كل درس نقدمه هو خطوة نحو مستقبل أفضل".

وتشير إلى أن المعلمين يبذلون جهودًا كبيرة لدعم الطلاب نفسيا، إلى جانب العملية التعليمية، قائلة "نساعدهم على تجاوز الصعوبات النفسية باستخدام طرق تعليمية مبتكرة، ونوفر لهم الدعم العاطفي لاستكمال تعليمهم رغم كل شيء".

مقالات مشابهة

  • «الثقافة والسياحة» تطلق مبادرة هريس رمضان بواحة العين
  • جامعة عين شمس تتألق في رمضان بحفل إفطار ضخم
  • بنك مصر يشارك في مبادرة «كرتونة الخير» بـ 100 ألف كرتونة غذائية خلال شهر رمضان
  • من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
  • «اقتصادي» يطلق مبادرة «المواطن المصري يستحق حياة أفضل»
  • اقتصادي: مبادرة “المواطن المصري يستحق حياة أفضل" ستُحدث تحولًا كبيرًا في قطاع النقل
  • (كسرة خبز) … مبادرة لمساعدة الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان ‏المبارك ‏
  • منذ عشر سنوات… مبادرة “مي وتمر” تنشر الخير والمحبة برمضان
  • مجلس مدينة درعا يطلق مبادرة لتحسين الواقع الخدمي والجمالي
  • بنك مسقط يساهم في الإفراج عن 346 حالة إنسانية ضمن مبادرة "فك كربة"