الجزيرة:
2025-04-10@05:44:14 GMT

هل اقتربت أميركا والصين من الانفصال اقتصاديا؟

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

هل اقتربت أميركا والصين من الانفصال اقتصاديا؟

اتّهمت الصين الرئيس الأميركي جو بايدن بالتراجع عن تعهده "بعدم السعي للانفصال عن الصين"، وذلك بعد رفعه بشكل حاد الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية ومنتجات الطاقة النظيفة الأخرى.

واتهم منتقدون بايدن بإرضاء ذوي الياقات الزرقاء (العُمال) في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان، وهي ساحات معركة انتخابية حاسمة في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

وتساءل آخرون عما إذا كان الرئيس الديمقراطي يستخدم التعريفات الجمركية كسلاح في محاولة للظهور أكثر صرامة تجاه الصين من دونالد ترامب، منافسه الجمهوري في سباق البيت الأبيض هذا العام، الذي شن حربا تجارية على الصين في عام 2018 وتعهد مؤخرا بفرض رسوم على كافة الواردات من الصين بنسبة 60%.

يشار إلى أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان قالا -قبل نحو عام في مناسبتين منفصلتين- إن واشنطن لا تحاول الانفصال عن الصين (تجاريا)، إنما تسعى إلى "إزالة المخاطر".

فصل أم حرب تجارية؟

وفي الوقت الذي ناقش فيه خبراء في واشنطن مزايا استخدام التعريفات الجمركية لحماية الصناعة الأميركية، اعتبر قليل منهم أن التدابير التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع هي إما "فك ارتباط" أو علامة على اندلاع حرب تجارية جديدة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن الخبيرة التجارية في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد إميلي كيلكريس، قولها إن الرسوم المرتفعة التي تم الإعلان عنها الاثنين الماضي على المركبات الكهربائية وغيرها من منتجات التكنولوجيا النظيفة، بما في ذلك البطاريات، كانت بمثابة "تكثيف لأجندة إزالة المخاطر".

وأضافت أن إزالة المخاطر هو مصطلح يغطي كل شيء، بدءا من الحد من التهديدات الأمنية من بكين إلى توزيع اعتماد الولايات المتحدة على سلاسل التوريد الصينية.

ونوهت الخبيرة بأن بايدن استهدف القطاعات التي تقع في قلب المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، لكنه أضاف عاملا جديدا يتمثل في الرسوم الجمركية، فأدوات السياسة العادية، مثل ضوابط التصدير، غير فعالة على الإطلاق في مجالات التكنولوجيا التي تتمتع فيها الصين بقدرة كبيرة، فضلا عن الإنتاج الزائد في بعض الحالات.

أما كليت ويليامز، المسؤول التجاري السابق في البيت الأبيض في إدارة ترامب، فلديه مصطلح مختلف يعبر عن التركيز المخصص للإجراءات الجديدة على قطاعات معينة، وفق ما ذكرت فايننشال تايمز.

وقال: "إن التجاور بين الفصل الكامل ومجرد إزالة المخاطر هو فجوة واسعة للغاية.. إنه انفصال إستراتيجي".

وحتى يوم الاثنين الماضي (يوم فرض التعريفات الجديدة) كان بايدن يركز إلى حد كبير على الإجراءات المتعلقة بالأمن لمنع الصين من الحصول على التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، مثل أشباه الموصلات.

ووصف سوليفان هذه الإستراتيجية الضيقة التي تركز على القطاعات الرئيسية، مثل الذكاء الاصطناعي، بأنها نهج "مساحات صغيرة ذات سياج عالٍ" في إشارة إلى منع الصين من الوصول إلى تكنولوجيا محددة.

 

السيارات الكهربائية الصينية في قلب الرسوم الأميركية الجديدة (رويترز) جذب الناخبين

وكان التساؤل الذي طرحه البعض، الثلاثاء الماضي، هو ما إذا كان بايدن يغير مساره في جذب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء الذين يغازلهم هو وترامب عبر "حزام الصدأ" الصناعي الأميركي، تقول الصحيفة.

وحزام الصدأ يشير إلى المنطقة الجغرافية الممتدة من نيويورك عبر الغرب الأوسط الأميركي التي كانت تهيمن عليها الصناعات التحويلية في السابق، وهو مرادف للمناطق التي تواجه تدهورا صناعيا مما يؤدي إلى هجر المصانع التي تصدأ بسبب التعرض للعوامل الجوية.

وبعد مراجعة قانونية للتعريفات التي فرضها ترامب على بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار خلال حربه التجارية، أبقى بايدن الرسوم كما هي، وهو الذي انتقدها عند فرضها، لكنه أضاف الرسوم الأخرى على منتجات الطاقة النظيفة، مؤخرا.

وقال ويليامز: "ما ترونه هو الكثير من الرمزية ذات الدوافع السياسية الواضحة".

ونقلت الصحيفة عن الخبيرة التجارية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، إميلي بنسون قولها إنه من المهم النظر إلى كل منتج تم استهدافه في نظام التعريفات الجمركية الجديد لبايدن.

وأضافت على سبيل المثال أنه لم يكن ردع واردات السيارات الكهربائية مثالا على الانفصال، لأن قطاع السيارات الصيني والاقتصاد الأميركي "لم يكونا متشابكين بشكل كبير في البداية".

وعلى نحو مماثل، فإن مضاعفة التعريفة الجمركية على أشباه الموصلات الصينية إلى 50% من شأنها أن تخلف تأثيرًا محدودًا، لأن الولايات المتحدة تستورد القليل من الرقائق.

وعلى النقيض من ذلك، فإن أي استهداف للمنتجات تامة الصنع التي تتضمن الرقائق من شأنه أن يمثل خطوة جديدة نحو الفصل.

وقال الخبير التجاري في مجلس العلاقات الخارجية، براد سيتسر، إن أفضل تفسير للتعريفات الجمركية هو ببساطة أن واشنطن كانت تحاول منع الصين من الحصول على موطئ قدم في أجزاء من قطاع الطاقة النظيفة الناشئ في الولايات المتحدة.

وقال سيتسر إن التعريفات الجديدة مصممة لتجنب الارتباط في قطاعات لم يتم دمجها تاريخيا (بين البلدين)، مثل السيارات التي لم تكن فيها الصين مصدرا رئيسيا للإمدادات إلى الولايات المتحدة.

واستبعد سيتسر أن تؤدي هذه التعريفات إلى مزيد من الانفصال بالنظر إلى أنها لا تغطي بقية جوانب التجارة بين البلدين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة الصین من

إقرأ أيضاً:

تصعيد تجاري خطير: أول رد أمريكي على رفع الصين الرسوم الجمركية لـ 84%

صورة تعبيرية (وكالات)

في خطوة مثيرة للتوترات التجارية، علّق وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على القرار الصيني الأخير برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية بنسبة 84%.

وقال بيسنت في تصريح له إن هذه الزيادة الكبيرة في الرسوم هي خطوة "مؤسفة" من قبل الصين، مشيراً إلى أن هذا التصعيد التجاري سيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد الصيني نفسه.

اقرأ أيضاً لقاء أمريكي ـ يمني لمناقشة عملية عسكرية ضد قوات صنعاء.. تفاصيل هامة 9 أبريل، 2025 الريال اليمني يحقق تحسنا جديدا أمام العملات الأجنبية اليوم.. تغير مفاجئ 9 أبريل، 2025

وأضاف بيسنت في تصريحاته لقناة "فوكس نيوز" أن هذه الزيادة في الرسوم الجمركية ستؤدي إلى "خسائر كبيرة" للصين، محذراً من أن مثل هذه التحركات التجارية قد تؤدي إلى تبعات اقتصادية غير مرغوب فيها للطرفين.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب وتدرس ردود الفعل المناسبة.

وفي سياق متصل، وعند سؤاله عن إمكانية إلغاء إدراج الأسهم الصينية في البورصات الأمريكية كإجراء انتقامي، قال بيسنت: "كل شيء مطروح للمناقشة".

هذا التصريح يفتح الباب أمام احتمال تصعيد إضافي في العلاقات التجارية بين البلدين، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات أزمات متعددة.

يأتي هذا التصعيد وسط توترات مستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تتبادل الولايات المتحدة والصين العقوبات التجارية والجمركية، مما يزيد من تعقيد العلاقة التجارية بينهما.

مقالات مشابهة

  • حرب الرسوم الجمركية.. الصين تحذر مواطنيها من السفر إلى أمريكا
  • شريف عامر: حرب الرسوم الجمركية بين الصين وأمريكا مستمرة
  • الصين تهدد أمريكا بالقتال حتى النهاية في حرب التعريفات الجمركية
  • بأثر فوري.. ترامب يرفع التعريفات الجمركية على الصين إلى 125%
  • "جنون الحرب التجارية".. ترامب يرفع التعريفات على الصين إلى 125%
  • تصعيد تجاري خطير: أول رد أمريكي على رفع الصين الرسوم الجمركية لـ 84%
  • البيت الأبيض: على الصين التوصل إلى اتفاق مع أميركا
  • تجارة أميركا والصين تربو على 600 مليار دولار.. فكيف ستُدار حرب الرسوم؟
  • الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا
  • حرب التعريفات الجمركية.. ترامب يهاجم الصين.. وبكين تتعهد بحماية المستثمرين