تتصاعد الأزمة الدبلوماسية بين مصر والاحتلال الاسرائيلي، عقب شروعه بالعدوان على رفح المتواجدة قرب الحدود المصرية، مما يثير مخاوف الاسرائيليين من أن مصر تدرس خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال، وذلك بعد وقت قصير من إعلان أنها ستنضم للالتماس الذي قدمته جنوب أفريقيا ضد الاحتلال، في محكمة العدل الدولية، بلاهاي، وهو ما دفع المسؤولين الإسرائيليين لوصف الوضع بأنه تدني جديد في علاقاتهما.



عميرام غيل، وهو رئيس مشروع تعزيز المؤسسات الديمقراطية والمدير السابق للبرنامج القانوني بجامعة رايخمان، أكد أن "سلسلة التصريحات التي أدلى بها مؤخرا وزيرا المالية، بيتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، تجاه مصر، تُظهر أنه بالنسبة لليمين المسيحاني، فإن الأزمة هي فرصة للترويج لخطوة استراتيجية".

وأوضح في مقال نشره موقع "زمن اسرائيل"، وترجمته "عربي21" أنه  "تتمثل في نهاية المطاف بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة معها عام 1979، تمهيدا لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، وإعادة بناء المستوطنات التي تم إخلاؤها في أعوام 1979-1982".

وأضاف أن "الأسابيع الأخيرة التي شهدت وساطة مصرية حاسمة بين الاحتلال وحماس لإبرام صفقة تبادل أسرى، تزامن معها صدور تصريحات لسموتريتش اتهم فيها المصريين بأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة عن أحداث السابع من أكتوبر"، واصفا إمكانية موافقة الاحتلال على الخطوط العريضة المصرية لصفقة التبادل بأنها "استسلام مهين"، ممّا دفع مصر لوصف كلماته بأنها "غير مسؤولة"، في إشارة للتهديد الكامن بتقويض علاقات الجانبين".

وأوضح أنه "للتذكير فقط فإن اتفاق السلام المصري هو أحد أعظم إنجازات دولة الاحتلال في كل سنواتها، حتى في الحرب الحالية الدائرة في غزة، فإن الاتفاقية تثبت أنها رصيد استراتيجي من الدرجة الأولى، مما يجعل من التصريحات الهجومية التي أطلقها سموتريتش".

وأردف: "تتجاوز النقد الموضوعي، وتقوّض استقرار العلاقات مع الجار الجنوبي، وتعرّض اتفاق السلام للخطر، رغم أنها تعبّد الطريق لتحقيق أطماعه المعلنة لاستعادة سيناء، ويبدو أنه يعمل عامدا لتدهور العلاقات مع مصر بشكل لا رجعة فيه".

وأشار أن "من يحتاج دليلا إضافيا على أن سموتريتش يعرف بالضبط ما يفعله حين يصب الزيت على نار الأزمة مع مصر، فإنه مدعو لمراقبة سياسته تجاه القضية الفلسطينية، فهو لم يشارك في مؤتمر دعا لتجديد الاستيطان في غزة فحسب، بل إنه يقود الخط الذي ينفي تماما استيعاب السلطة الفلسطينية في التسوية المطلوبة بخصوص "اليوم التالي" في غزةا". 


وأكد أن "الخط المتطرف لسموتريتش يستند إلى "خطة الحسم" التي نشرها عام 2017، واقترح فيها ضم الأراضي الفلسطينية، وتوطين مئات آلاف المستوطنين الجدد، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين طوعًا، وإدخال القمع العسكري بقوة أكبر مما نفعل اليوم، وترك الفلسطينيين ليبقوا رعايا في وضع أدنى تحت الحكم الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد أن سموتريتش يعمل كل يوم وكل ساعة لتنفيذ تلك الخطة، وينطبق الشيء نفسه على توتير العلاقات مع مصر". 

وأضاف أن "خطة الحسم الخاصة بسموتريتش لها فصل خاص بالعودة إلى سيناء، وهي جزء من نفس الرؤية المروعة، وترتكز إلى حد كبير على المفهوم الذي عبر عنه في بداية الخطة، مما يؤكد أن التيار المسيحاني بقيادته مصمم على إعادة تشكيل إسرائيل كمملكة وإمبراطورية دينية في نظرها، معزولة عن جيرانها والعالم، تعيش إلى الأبد على سيفها، وترى هدفها في تحقيق وعد الله بغزو أكبر قدر ممكن من الأراضي، ومن الواضح أن سلوكه غير الشرعي ضد مصر يمكن اعتباره حملة أخرى تستهدف تحقيق أطماعه، لكن الخطر أخطر بكثير، وينبع من التأثير غير المسبوق للمسيحانيين في إسرائيل 2024". 

وأبرز أن "الأمر لا يقتصر على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وحاشيته فقط، ممّن يشكلون التيار المسيحاني في دولة الاحتلال، ففي نهاية المطاف، ومنذ الانتخابات الأخيرة، لم يكن هناك تقريبًا أي معلم في الدولة إلا سيطر عليه هؤلاء، بدءاً من تسليم ورثة الحاخام مائير كهانا إلى جهاز الشرطة، واللعب بالنار في المسجد الأقصى، مروراً بالانقلاب القانوني، وانتهاءً بإحباط صفقة التبادل بزعم تحقيق "النصر المطلق المتوهم".


إلى ذلك، تكشف هذه السطور عن مخاوف إسرائيلية جدّية من مصير اتفاقية التسوية مع مصر، في ضوء الأجندة اليمينية المجنونة الحاكمة حالياً في دولة الاحتلال، وهناك تخوف أكثر من أن يصبح هذا التطلع موقفاً شعبياً يحظى بدعم الحكومة، يصل حدّ شن الحرب على مصر، مما يعني أن إلغاء اتفاق السلام معها مخاطرة كبيرة للغاية، لا تستطيع دولة الاحتلال تحمّلها في ضوء المكاسب الأمنية والعسكرية والسياسية التي حققتها منها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مصر العدل الدولية مصر العدل الدولية الازمة الدبلوماسية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال مع مصر

إقرأ أيضاً:

الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث هجوم نووي إسرائيلي على طرطوس السورية

سوريا – أفاد موقع “INDIA.COM” إنه وفي خطوة صدمت العالم أجمع نفذت القوات الإسرائيلية غارة على مستودع أسلحة في طرطوس بسوريا يوم 16 ديسمبر 2024.

وبحسب التقارير، دمرت إسرائيل خلال الضربة الضخمة منشأة صواريخ “سكود”.

ويضيف الموقع الإخباري أنه “ومع ذلك، تتكهن التقارير بأن الضرر الناجم عن الضربة كان أكبر بكثير وربما تم استخدام سلاح نووي محدود”.

ونتيجة للهجوم، حدث زلزال بقوة 3 درجات على مقياس ريختر إلى جانب الانفجار الهائل.

وكان الزلزال ضخما لدرجة أن الشعور به وصل إلى مدينة إزنيك في تركيا على بعد 820 كيلومترا.

وعلاوة على ذلك، قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية آنذاك إن إسرائيل استهدفت طرطوس بصاروخ جديد من سفينة حربية.

وتقول بعض التقارير أيضا إن القنبلة النووية “B61” التي طورتها أمريكا استخدمت هنا.

وأضافت التقارير أن مراقبة البيئة الإشعاعية التابعة للاتحاد الأوروبي وجدت بشكل مفاجئ أن كمية الإشعاع زادت في تركيا وقبرص بعد 20 ساعة من الانفجار الشديد، مما يشير إلى هجوم نووي صغير.

ومنذ الهجوم السريع الذي شنته المعارضة السورية المسلحة على دمشق والذي أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد في الـ 8 من ديسمبر، تحركت قوات إسرائيلية إلى المنطقة منزوعة السلاح التي أنشئت بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973.

ووصف المسؤولون الإسرائيليون الخطوة بأنها إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن حدود إسرائيل، لكنهم لم يعطوا أي إشارة إلى موعد سحب القوات.

ولا يسمح للقوات المسلحة الإسرائيلية والسورية بالدخول إلى المنطقة منزوعة السلاح وهي منطقة فصل تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع بموجب اتفاق فض الاشتباك 1974.

جدير بالذكر أن مئات الطائرات المقاتلة والقطع الجوية الإسرائيلية والبحرية أيضا، وجهت ضربات جسيمة للأسلحة الأكثر استراتيجية في سوريا.

وأدت معظم الهجمات إلى إلحاق أضرار فادحة بمنظومة الدفاع الجوي السوري وتدمير أكثر من 90% من صواريخ أرض جو الاستراتيجية التي تم تحديد موقعها.

كما توغل الجيش الإسرائيلي عدة كيلومترات داخل الجولان السوري وسيطر على موقع جبل الشيخ العسكري السوري بعد أن غادرته قوات النظام.

المصدر: RT + موقع “india.com”

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: إجلاء موظف أممي من اليمن بعد إصابته في هجوم إسرائيلي
  • توتر بين المسيحيين.. الكاردينال ساكو يرى خوفاً وتساؤلات بعد سوريا
  • هجومٌ جوي على معبر لبناني.. بيانٌ إسرائيلي يتحدّث
  • الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث هجوم نووي إسرائيلي على طرطوس السورية
  • تخوف وقلق صهيوني كبير من الرد اليمني
  • انفوجرافيك- أوسع هجوم إسرائيلي على اليمن.. مرحلة حرب جديدة
  • وزير التعليم ينعى مدير مديرية المنيا الذي وافته المنية اليوم
  • 5 غارات.. قصف إسرائيلي يدمر برج مطار صنعاء الدولي
  • توغل إسرائيلي في جنوب لبنان واليونيفيل قلقة من استمرار الانتهاكات
  • إعلام إسرائيلي: صور وفيديوهات الجنود التي توثق الانتهاكات بغزة تهدد باعتقالهم