المتحف اليوناني الروماني ينظم فعالية «إسكندرية.. نافذة التراث» احتفالًا باليوم العالمي للمتاحف
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
hحتفل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، برئاسة الدكتورة ولاء مصطفى، باليوم العالمي للمتاحف من خلال فعالية مميزة بعنوان "إسكندرية.. نافذة التراث". وشهدت الفعالية، التي أقيمت بالتعاون مع جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية، برنامجًا حافلاً تضمن ندوة بعنوان "ثراث الإسكندرية الأثري" ألقتها الدكتورة إيمان الشهاوي، مدير التسجيل والتوثيق لمتاحف الإسكندرية ورشيد.
تناولت الندوة مختلف جوانب التراث الأثري الغني لمدينة الإسكندرية، عروس المتوسط، بدءًا من منطقة كوم الدكة، التي وصفتها الشهاوي بمنتزه أثري يقع في موقع استراتيجي هام، وصولًا إلى المدرج الروماني، أحد أجمل المعالم الأثرية في مصر، والذي وصفه عمرو بن العاص بجمالٍ فريد في رسالة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
كما سلطت الشهاوي الضوء على تميز الإسكندرية بعمارتها الجنائزية ومقابرها، مشيرةً إلى وجود العديد من المقابر التي مازالت قابلة للزيارة، بينما اندثرت أخرى بفعل الزحف العمراني. ومن بين أهم تلك المقابر، ذكرت الشهاوي مقبرة الشاطبي في الجبانة الشرقية، وهي أقدم مقابر الإسكندرية، ومقبرة مصطفى كامل التي تشبه مقابر الأمراء في قبرص، ومقابر نيجران في الحديقة المتحفية في كوم الشقافة، والتي تجمع بين الفن المصري واليوناني.
و تابعت الشهاوي، أن المدرج الروماني من أهم و أجمل الأماكن في مصر، و وصف عمرو بن العاص جماله في رسالة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، متابعة أن الأوديتريا "قاعات الدراسة" لم تكن موجودة في منطقة حوض البحر المتوسط..
و أشارت مدير للتسجيل و التوثيق لمتاحف الإسكندرية و رشيد، إلى أن الإسكندرية بها منشأت وصلتها للعالمية، و أكثر ما يميزها العمارة الجنائزية و المقابر، موضحة أنه مازال هناك مقابر موجودة للزيارة و هناك اللي أندثر بسبب الزحف العمراني.
و أوضحت أن الجبانة الشرقية، تضم مقبرة الشاطبي التي تعد أقدم المقابر في إسكندرية، و مقبرة مصطفى كامل التي تشبه مقابر الأمراء في قبرص، و مقابر نيجران في الحديقة المتحفية في كوم الشقافة، و تجمع بين الفن المصري و اليوناني.
و تحدثت الشهاوي، عن الجبانة الغربية و التي تضم مقبرة كوم الشقافة و مقابر الورديان و مقابر الأنفوشي التي تقع في جزيرة فاروس و مقبرة الألباستر في باب شرق.
و أشارت الدكتورة هدى الساعاتي صحفية بجريدة الشروق و عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن التراث هو احد عناصر القوى الناعمة التي تساهم في حفظ الهوية الوطنية، و نشر الإرث الثقافي و الإنساني، متابعة أنه عرفته منظمة اليونسكو على أنه إرث ورثناه من الماضي و ننعم به اليوم و ننقله لأجيال الغد.
و أكدت الساعاتي، أن العلاقة بين الإعلام و التراث علاقة ترابطية وثيقة، و أن دور الإعلام الحفاظ على التراث و الهوية من الإندثار و حمايته، قائلة إنه "إذا كان التراث هو صانع الهوية، فالإعلام هو الحامى له من التدمير".
و أضافت، أن الإعلام له دور بالتوعية بالتراث و أهميته و التعريف بها، و إلقاء الدور على مشاكل التراث لوضع حلول عاجلة للصيانة و وقف الإهدار، مؤكدة على أن الإعلام له دور كبير و فعال في التعريف بالموروث الثقافي و الحضاري و الدفاع عن الهوية في ظل التشوية المتعدد للهوية و التدمير المتعمد للآثار، و أماكن العبادة و الأعمال الفنية و هو ما يطلق عليه الحرب الثقافية الشاملة.
و أوضحت الساعاتي، أن دور الإعلام و الصحافة الحديث عن التراث و المهن و إظهار كل ما يتعلق بالتراث حتى لا يندثر و توعية الشعب به.
و تحدث وسام الرافعي، كبير مخرجي القناة الخامسة، أن الدراما هي القوى الناعمة الذي لديها تأثير كبير على الناس و تعد من أخطر القوى الناعمة، مضيفا أن مثلما لها جانب سلبي، فلها جانب إيجابي أيضا مضيفا أن مسلسل الراية البيضا يعد من أخطر الأعمال الدرامية، التي نبهتنا لقيمة مبنى تراثي، و الصراع بين الجهل و العلم، مؤكدا أن الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة كان لديه قدرة على استقراء المستقبل، و أعماله الدرامية ستظل عالقة مع الناس.
و وضح كبير مخرجي القناة الخامسة، أن الأعمال الدرامية الحالية بالرغم من تحقيقها للنجاح إلا أننا لم نتذكرها بينما نتذكر أعمال درامية مر عليها فترة كبيرة و علقت مع المشاهدين مثل أرابيسك و زيزينيا و ليالى الحلمية و ضمير أبلة حكمت و الراية البيضا.
و أوضح الرافعي، أن المخرج جمال عبد الحميد قال أن زيزينيا كان امتداد لأرابيسك و لكن ليس كدراما و اختتم حديثه، أنه يجب إضافة مادة التربية المتحفية، لتوعية الأجيال القادمة و الصغار بأهمية المتحف.
تزامنًا مع الندوة، أقيم معرضًا للصور الفوتوغرافية يوثق معالم الإسكندرية الأثرية، من خلال مجموعة من الصور النادرة التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة. وشهد المعرض إقبالًا كبيرًا من الزوار، الذين أعجبوا بالصور التي عكست جمال و عظمة مدينة الإسكندرية عبر العصور.
أثبتت فعالية "إسكندرية.. نافذة التراث" نجاحها في تسليط الضوء على أهمية التراث الأثري الغني لمدينة الإسكندرية، ودور المتحف اليوناني الروماني في الحفاظ عليه ونشره كما أكدت الفعالية على ضرورة تضافر الجهود من أجل حماية هذا الإرث الثمين للأجيال القادمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التراث اليوم العالمي للمتاحف المتحف اليوناني الروماني الإسكندرية الإعلام الدراما التربية المتحفية
إقرأ أيضاً:
انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39 بمنطقة الخوخة بالبر الغربي بالأقصر
قامت البعثة الأثرية المكسيكية بالأقصر، اليوم الخميس، بالانتهاء من أعمال الترميم بمقبرة 39 TT، بعد ترميمها، بعد إنتهاء مشروع الترميم والتوثيق والتسجيل على مدى 19 عاما، فى المنطقة التاريخية بمنطقة الخوخة فى البر الغربى بالأقصر.
وقامت اليوم الدكتورة جابريلا أراتشى ، رئيسة البعثة الأثرية المكسيكية، بمرافقة سفيرة المكسيك بالقاهرة، السفيرة ليونورا رويدا، فى إطار المؤتمر الصحفى الذى أقيم أمام مقبرة 39 TT، بحضور الدكتور أيمن عشماوى ، رئيس قطاع الأثار المصرية، ممثلا عن الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار بجمهورية مصر العربية، كما حضر المؤتمر الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالأقصر، والاستاذ الدكتور بهاء عبد الجابر، المدير العام لآثار البر الغربى بالأقصر.
حظى المؤتمر الصحفى بحضور الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار و المصريات الشهير ، و وزير الآثار المصرى الأسبق، و الذى شهد بداية أعمال ترميم البعثة بالمقبرة.
يعد المشروع شاهدا على التعاون الدولى الذى يصب فى مصلحة التراث الثقافى، و الذى يبرز الدور المكسيكي للاهتمام بالآثار.
صفات مقبرة 39 TT
المقبرة منحوته ، وذات أبعاد تتمثل فى : 16:77متر طول ، 12.15 متر عرض، و 3,79 متر إرتفاع، تم نحتها فى طبقة صخرية من الحجر الجيرى، بها فناء خارجى به رواق، و ممر يؤدى إلى ثلاث غرف داخلية مزخرفة و متعددة الألوان.
تعد مقبرة 39 TT رمزا هاما للفن المعمارى و الجنائزى الذى يميز مقابر النبلاء المصريين من الأسرة الثامنة عشر، أى 1500 عاما قبل الميلاد تقريبا، و هى مقبرة الكاهن بو ام رع، الذى شغل منصب الكاهن الثانى للإله أمون أثناء حكم الملكة حتشبسوت و الملك تحتمس الثالث.
منذ عام 2005، قامت البعثة الأثرية المكسيكية، تحت قيادة الدكتورة جابريلا أراتشى، و عضوية عدد كبيرا من علماء الآثار ، و المتخصصين فى الترميم ، و المؤرخين و الخطاطين المكسيكيين ببذل جهود دؤوبة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام، و طوال فترة المشروع استطاع فريق العمل من ترميم قطع أثرية فريدة ذات أهمية تاريخية بالغة، كما تم استخدام وسائل ترميم مستدامة لفترة طويلة للتأكد من الحفاظ على هذا الكنز الثقافى للأجيال القادمة.
مشروع للتعاون الدولى يصب فى مصلحة التراث الثقافى
يعبر مشروع ترميم مقبرة 39 TT عن إلتزام المكسيك بالحفاظ على التراث الثقافى للبشرية، و على مدى عمق أواصر الصداقة و التعاون بين مصر و المكسيك. حيث قام فريق العمل بالبعثة المكسيكية، بمساندة ما بين 15 و 50 عاملا مصريا، فى فترات العمل المختلفة بالمقبرة ببذل جهود مشتركة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام.
كما يجسد هذا المشروع الجهد الجماعى المبذول من أجل حماية التراث الثقافى المصرى و التعبير عن مدى تقدير العالم له.
إن مقبرة 39 TT بعد ترميمها الآن، ستظل شاهدا على التراث الثقافى و الفنى للعصر الفرعونى، و تعد اسهاما فى فهم التاريخ المصرى القديم و شاهدا على مدى التقارب بين الأمم.