عربي21:
2024-12-22@05:32:15 GMT

ما الذي ينتظر الأتراك بعد أردوغان؟

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

في الانتخابات الرئاسية التركية الماضية شككت الأحزاب المعارضة في الصحة الجسدية للرئيس رجب طيب أردوغان، والتي كانت ربما إحدى حيل الانتخابات، وهو ما نفته الدوائر الرسمية في الدولة حينها. وكُللت الانتخابات بفوز أردوغان بالرئاسة، في ولاية هي الأخيرة وفق الدستور التركي، ووفق تصريحات لاحقة للرئيس نفسه، ثم كانت الانتخابات المحلية التركية، والتي شهدت خسارة هي الأولى منذ التأسيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمام حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، وهو ما أثار التساؤلات حول ما الذي ينتظر الأتراك بعد أردوغان، أو بالأحرى ماذا إذا لم يتدارك حزب العدالة والتنمية أخطاءه ويستعد للانتخابات القادمة؟

تاريخ غير مستقر

خلال أكثر من مئة عام منذ تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، لم تشهد تركيا حالة استقرار سياسي إلا خلال حكم حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان.



فمنذ تأسيس الجمهورية التركية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1923، على يد مصطفى كمال أتاتورك، كان عدم الاستقرار السياسي هو الغالب على معظم الحقب الزمنية، فكان الحكم الديكتاتوري هو الغالب في أكثر الأوقات، فمنذ التأسيس أُجبر المتدينون الأتراك على تغير نمط حياتهم الإسلامي لآخر علماني، في إطار عملية تغريب للدولة، كما قُمع الأكراد تحت وطأة القومية التي كانت كالعلمانية من مبادئ تأسيس الجمهورية التركية، كما شهدت تركيا قبل العدالة والتنمية أربعة انقلابات كانت جميعها ناجحة، وكان أعنفها انقلاب 1980، الذي قاده الجنرال كنعان أفرين.

أغلب الانقلابات العسكرية في تركيا، جاءت بذريعة عدم الاستقرار السياسي في البلاد، خاصة مع أعمال العنف التي يقوم بها اليساريون الأكراد أو من الإسلاميين أو حتى القوميون، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

في تلك الاضطرابات كان النظام البرلماني هو النظام السياسي السائد في تركيا، قبل أن يتحول لنظام رئاسي بموجب استفتاء شعبي عام 2017، كان للنظام البرلماني خصائصه المميزة بجمع الأحزاب الأيديولوجية المختلفة في حكومات ائتلافية، وهو ما يؤدي لتمثيل أكبر لطوائف الشعب المختلفة، لكنه كان أيضا نقمة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي.

يتميز المجتمع التركي بالتعدد العرقي والديني والأيديولوجي ولكل فئة منهم حزب سياسي يمثلهم، فتقترب نسبة الأتراك من 70 إلى 78 في المئة، والأكراد المتواجدون في الشرق والجنوب الشرقي من تركيا بين 14 و20 في المئة من السكان، بالإضافة إلى أقليات من القوقاز والعرب والروم وغيرهم، وذلك وفق إحصائيات غير رسمية.

وعلى الرغم من أن الأتراك هم مسلمون بنسبة تتجاوز الـ99% إلا أن ما يقارب الـ20 في المئة منهم من المذهب الشيعي وخاصة العلوي.

كما تمثل الأحزاب السياسية في تركيا أيدولوجيات مختلفة ربما تكون متطرفة في بعضها، وتحمل عداء تاريخيا مع أحزاب أخرى أو طوائف من الشعب.

تقلص نفوذ حزب العدالة والتنمية أو الأحزاب المشابهة التي لا تملك عداء مع طوائف الشعب، قد يهدد السلم الاجتماعي في تركيا، وقد تدخل البلاد في مرحلة غير مستقرة، كما أن ارتباط الاستقرار البلاد بشخصية سياسية متميزة كالرئيس أردوغان، بما يتملكه من ذكاء وكاريزما، خاصة بعد تحول البلاد لنظام رئاسي، دون وجود بديل حقيقي على الساحة من الحزب أو خارجه ذي خلفية معتدلة، هي معضلة تجعل من المشهد أكثر صعوبة
الأحزاب القومية مثل حزب الحركة القومية وحزب الجيد لديها عداء تاريخي مع الأكراد، وعلى الجانب الآخر حزب المساواة والديمقراطية والذي يسوق نفسه كممثل للأكراد، لديه علاقات بمنظمات انفصالية تصنفها تركيا إرهابية كمنظمة البي كا كا، على الجانب الآخر حزب الشعب الجمهوري المعارض له موروث سيئ عند الإسلاميين الأتراك، بالإضافة للأكراد أنفسهم وإن تحالفوا معه في بعض الاستحقاقات الانتخابية مؤخرا.

هل الحل في الأحزاب المحافظة؟

مع وصول حزب العدالة والتنمية للحكم عام 2013، اتخذ نموذجا متصالحا مع طوائف الشعب التركي المختلفة دون عداء مع إحداها، وذلك من خلال مرجعيته الأقرب للوسط المحافظ، فلم يصطدم مع النظام العلماني التي أُسست عليه الدولة، وفي نفس الوقت أعاد للإسلاميين الأتراك حقوقهم في التعبد والملبس والتعليم وغيرها من الحقوق، كما حاول الوصول لتسوية سياسية مع حزب العمال الكردستاني عام 2015، وهو الذي أعطى للأكراد حقوقهم التاريخية والثقافية كغيرهم من المواطنين الأتراك، كما أولى اهتماما خاصة بالطائفة العلوية وسعى في إرضائها.

لذلك فإن تقلص نفوذ حزب العدالة والتنمية أو الأحزاب المشابهة التي لا تملك عداء مع طوائف الشعب، قد يهدد السلم الاجتماعي في تركيا، وقد تدخل البلاد في مرحلة غير مستقرة، كما أن ارتباط الاستقرار البلاد بشخصية سياسية متميزة كالرئيس أردوغان، بما يتملكه من ذكاء وكاريزما، خاصة بعد تحول البلاد لنظام رئاسي، دون وجود بديل حقيقي على الساحة من الحزب أو خارجه ذي خلفية معتدلة، هي معضلة تجعل من المشهد أكثر صعوبة، فهل يصحح حزب العدالة والتنمية من مساره في الفترة القدامة ويقدم بدائل، أو تخرج أحزاب أخرى تحمل أيديولوجية مقاربة كحزب الرفاه من جديد الذي يرأسه فاتح أربكان، أم تنجح المعارضة في الوصول للحكم من جديد؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأحزاب أردوغان العدالة والتنمية تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب أيديولوجيا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

من أردوغان الى الشعب السوري

كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى الشعب السوري بعد سقوط نظام البعث بقيادة بشار الأسد. وقال أردوغان في رسالته: “تركيا والشعب التركي، كما كنا بالأمس، اليوم وغداً سنكون إلى جانبكم.”

وكتب أردوغان رسالة تهنئة للشعب السوري بعد انتصاره الكبير في الإطاحة بنظام البعث الذي استمر 61 عامًا. في رسالته، قال: “تركيا والشعب التركي، كما كنا بالأمس، اليوم وغداً سنكون إلى جانبكم.” وتم إرسال رسالة الرئيس إلى السوريين مرفقة بـ 75 ألف طرد غذائي من أنقرة إلى سوريا.

اقرأ أيضا

صحفية تركية تواجه تهماً خطيرة بعد تصريحاتها المسيئة عن الجيش

الجمعة 20 ديسمبر 2024

ووفقاً لما ذكرته قناة TRT Haber، تم وضع رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان داخل 75 ألف طرد غذائي تم تحضيره من قبل المديرية العامة للأوقاف لإرسالها إلى السوريين. وتم ترجمة الرسائل إلى اللغة العربية وشحنها مع القوافل إلى سوريا من أنقرة.

مقالات مشابهة

  • دعوها فإنها مأمورة
  • أحمد داوود أوغلو: مستعد لدعم العدالة والتنمية للنهاية
  • من أردوغان الى الشعب السوري
  • أردوغان يشن هجوما لاذعا على حزب الشعب الجمهوري
  • إذا دعاني الرئيس سأذهب.. هل يعود داود أوغلو إلى حضن العدالة والتنمية؟
  • أردوغان: تركيا ستساعد إدارة سوريا الجديدة في بناء هيكل الدولة
  • تركيا.. متى سيصلي «أردوغان» في «المسجد الأموي» بدمشق؟
  • الرئيس أردوغان يحذر من حظر يهدد مستقبل الأتراك
  • كيف تفوقت تركيا على مصر والولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي؟
  • تركيا: دعم سوريا للحفاظ على أراضيها واقتلاع الإرهاب