بعد ملاحم جباليا ورفح.. عاصفة إقرار بالفشل تجتاح الاحتلال وتصل واشنطن
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
مع احتدام المعارك في قطاع غزة وفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه، بدت إشارات الإقرار بالفشل تخرج من أوساط الاحتلال العسكرية والسياسية بل تعدى ذلك حتى وصل للمسؤولين الأمريكيين.
ومنذ مطلع الشهر الجاري بدأ الاحتلال عملية في رفح جنوبي القطاع بالتزامن مع عملية أخرى في مخيم جباليا شمالي غزة.
ورغم الكثافة النارية للاحتلال والقصف العنيف والعشوائي لم ينجح الاحتلال بتحقيق أي من أهدافه، فلم يحرر الأسرى الذين زعم وجودهم في رفح كما فشل باستئصال المقاومة بعد نحو ثمانية أشهر من المعارك في الشمال.
تخبط الاحتلال
يقول قال القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي شماني، إن "الجيش الإسرائيلي يتخبط في غزة، ومن الواضح أن إسرائيل لن تحقق أهدافها المعلنة".
ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن شماني قوله خلال حوار إذاعي، إن من الصعب رؤيةَ كيف ستتم إعادة جميع الأسرى من قطاع غزة.
وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية حماس ستتكبد الكثير من الخسائر بسبب الحرب، ولكن لن يتم القضاء عليها عسكريا.
وأردف، "نحن ببساطة ندور في دائرة مفرغة. يتم إرسال الجيش للقتال في جباليا وخانيونس، ومرة أخرى نتعرّض للهجوم. وحتى في الشمال، لم يتم تحديد أهداف في هذه المناورة".
وتابع، أن حكومة بنيامين نتنياهو حكمت على "إسرائيل" بالتخبط لسنوات وبالعزلة وبأضرار جسيمة على الاقتصاد.
وأردف، "أخطر ما في الأمر هو التآكل الدراماتيكي لمكانة إسرائيل التي كانت قوة إقليمية حتى هجوم حماس على غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
إسقاط حماس غير ممكن
ولم يكن هذا الاعتراف هو الأول من نوعه، فقد أكد قال اللواء احتياط بجيش الاحتلال إسحق بريك الأسبوع الماضي أن "الجيش الإسرائيلي لا يملك القدرة على إسقاط حركة حماس حتى لو طال أمد الحرب".
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن بريك تشكيكه، في جدوى استمرار القتال في قطاع غزة، مبينا "أن إسرائيل في حال استمرارها في الحرب ستتكبد خسائر جسيمة تتمثل في انهيار جيش الاحتياط الإسرائيلي خلال فترة وجيزة كما تشمل انهيار الاقتصاد، فضلا عن تدهور علاقاتها الدولية وتمزق مجتمعها من الداخل".
وأضاف، "أن عدم اتخاذ قرار بشأن اليوم التالي للحرب سيؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد أن عاد للقتال في المناطق نفسها التي كان فيها من قبل".
وذكر بريك أن دخول رفح جنوب قطاع غزة سيكون بمنزلة المسمار الأخير في نعش القدرة على إسقاط حركة حماس.
وحول الجبهة مع حزب الله في الشمال المحتل أكد الجنرال "الإسرائيلي"، "أن الجيش غير قادر على إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني والسماح لنحو 100 ألف نازح إسرائيلي بالعودة إلى منازلهم بالشمال بسبب استمرار التوتر".
تغير تكتيكات المقاومة
وكانت شراسة القتال في جباليا وبعض مناطق بيت حانون وحي الزيتون، مفاجئة للاحتلال، فمن المفترض أن الحرب بتلك المناطق قد وضعت أوزارها وأن جيش الاحتلال أكمل إنهاء كتائب المقاومة هناك كما أعلن، إلا أن الواقع كان مغايرا فقد عادت المعارك وكأن الحرب بدأت للتو.
وأكدت صحيفة هآرتس العبرية، أن حركة حماس ترمم قدراتها بسرعة كبيرة وتعيد تأسيس نفسها مجددا في مناطق أخرى بغزة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير بجيش الاحتلال قوله، "إن إسرائيل في حرب تعليمية مع حماس لأن الأخيرة غيرت تكتيكات الحرب مؤخرا، وباتت تركز أكثر على تفخيخ المباني".
وأوضحت هآرتس، أن العمليات في حي الزيتون ومناطق أخرى أظهرت أن تقديرات الجيش ليست صحيحة في ما يتعلق بالبنية التحتية لحماس.
وبينت الصحيفة، "أن أغلبية الجنود في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش في جباليا هي عملية عبثية".
لا طائل من الحرب،
وتحت ضربات المقاومة التي أكدت مرارا أنها مستعدة لحرب طويلة الأمد، يتعالى السخط في الجانب "الإسرائيلي"، من مسار الحرب المفتوحة التي تورط بها جيش الاحتلال في غزة.
يقول رام بن باراك النائب السابق لرئيس الموساد، وعضو الكنيست عن حزب "يوجد مستقبل"، "هذه حرب بلا هدف ونحن نخسرها بشكل لا لبس فيه".
وأضاف باراك الذي كان رئيس لجنة الأمن والخارجية من لعامي 2021 و2022، للإذاعة العامة العبرية، "نحن مجبرون على العودة للقتال في نفس المناطق، وخسارة المزيد من الجنود".
وأردف، "كذلك نحن نخسر على الساحة الدولية، وتشهد علاقاتنا مع الولايات المتحدة تدهورا شديدا، والاقتصاد الإسرائيلي ينهار"، ليتساءل مستنكرا "أرني شيئا واحدا نجحنا فيه!".
وفي ذات السياق قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية "إن حماس تنشط من جديد في الأماكن التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي قبل أشهر فعلى الرغم من الدمار، إلا أن حماس عادت إلى الظهور في جباليا، حيث قامت بقصف إسرائيل بالصواريخ من أنقاض المدينة".
وروت الصحيفة تفاصيل مقتل جنود بنيران صديقة كدليل على تخبط جيش الاحتلال حيث ذكرت، "مساء أحد الأيام الماضية اكتشف طاقم الدبابة، الذي كان في حالة تأهب قصوى بحثا عن علامات وجود كمين، ماسورة بندقية تخرج من أحد المباني وأطلقوا قذيفتين من المدفع الرئيسي للمركبة عيار 120 ملم، ولم تكن لديهم أي فكرة أن المبنى كان المقر الميداني لنائب قائد الكتيبة 202. وقتل خمسة جنود إسرائيليين وأصيب سبعة آخرون، ثلاثة منهم في حالة خطيرة".
وأضافت، "أن ذلك يرمز إلى ما تقول القوات الإسرائيلية إنه أصبح على نحو متزايد مهمة عبثية بينما تقوم بتجديد الأراضي المتضررة بالفعل في شمال غزة، والتعامل مع حماس الناهضة في نفس المناطق التي استولت عليها قبل أشهر".
الحرب "السيزيفية"
وأكدت الصحيفة، "الآن بعد أن وجه الجنرالات الإسرائيليون تقاريرهم العلنية ضد الزعماء المدنيين في البلاد وشجبوا الافتقار إلى هدف سياسي لجهودهم الحربية، بدأ الشعور بعدم الجدوى يتخلل الهجوم على غزة".
وقال هرتزل هاليفي، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، "نحن الآن نعمل مرة أخرى في جباليا. طالما لا توجد خطوة دبلوماسية لتطوير هيئة حكم في القطاع غير حماس، سيتعين علينا العمل مرارا وتكرارا في أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية لحماس، ستكون مهمة سيزيفية"، وفقا للقناة القناة 13 العبرية.
ويعود هذا الوصف إلى "سيزيف" الأسطورة الإغريقية حيث حكم عليه بأن يدحرج حجرا من سفح الجبل حتى قمته، وكلما وصل إلى القمة سقط منه الحجر متدحرجا إلى السفح ثانية، ليعاود مرة أخرى الفعل نفسه دونما نهاية، إلى الأبد وفقا للأسطورة.
ونقلت الصحيفة عن يوهانان تزوريف، خبير الإرهاب ومستشار الحكومة الإسرائيلية السابق في غزة، قوله، "جيشنا الإسرائيلي لا يعرف ماذا يفعل إذا كنتم تريدون منا إنشاء نظام عسكري، من فضلكم أخبرونا".
وأضاف، “إذا كنت تريد منا أن نحتل هذه المنطقة، علينا أن نفهم أنه يتعين علينا تحمل المسؤولية عن المدنيين".
وصلت واشنطن
ويبدو أن الإقرار بالفشل لم يقتصر على المسؤولين في دولة الاحتلال فقط بل وصل إلى الولايات المتحدة التي أصرت على دعم الاحتلال بشتى الطرق في حربه على غزة وتبنت أهداف نتنياهو في القطاع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقابلة تلفزيونية، "لقد تعلّم الأمريكيون بالطريقة الصعبة من خلال هزيمتهم في الوحل الفيتنامي والأفغاني والعراقي، أنه في غياب التحرك الدبلوماسي فإن المعارك تميل إلى التحوّل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تكلّف خسائر فادحة".
وبدا شعور الإحباط واضحا في حديث مسؤول كبير في البيت الأبيض للتليغراف عندما قال، "إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل قادرة على تحقيق نصر كامل ضد حماس، في دحض واضح لوعود السيد نتنياهو. ، رئيس وزراء إسرائيل".
من جانبه قال كيرت كامبل، نائب وزير الخارجية الأمريكي، الاثنين الماضي، "إن واشنطن لا تعتقد أن النصر الساحق، أمر محتمل أو ممكن".
ونقلت "معاريف" عن مسؤول كبير، منخرط بشكل كبير في الحوار مع الأمريكيين قوله، "أن الإدارة توصّلت إلى حقيقة مفادها أن حماس لن تختفي على الأرجح من القطاع، وأن الاتجاه الصحيح من وجهة نظر بايدن وشعبه هو حماس ضعيفة وغير قادرة على تكرار هجوم السابع من أكتوبر".
المقاومة وعدت.. ونفذت
وفي عدة مناسبات أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها مستعدة لحرب طويلة في غزة، كما توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس "بأن رمال غزة ستبتلع الغزاة وأن المقاومة متجهزة للحرب البرية".
والجمعة، عاد أبو عبيدة ليؤكد "استعداد المقاومة في غزة لحرب استنزاف طويلة".
وقال "إو العدو يدخل الجحيم من جديد ويواجه مقاومة أشد، ومجاهدونا تمكنوا خلال 10 أيام من استهداف 100 آلية عسكرية صهيونية في محاور القتال بغزة".
وأضاف، "أن العدو في كل مناطق توغله يعد قتلاه وجرحاه بالعشرات ولا يكاد يتوقف عن انتشال جنوده، والعدو يعلن عن جزء من خسائره لكن ما نرصده أكبر بكثير".
وتابع، "مجاهدونا يجابهون في محاور المواجهة العدو بزخم كبير بمختلف ما لديهم من الأسلحة، ونواجه العدو بالأسلحة المضادة للدروع والأفراد وبتفجير المباني وفتحات الأنفاق وحقول الألغام والقنص".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة رفح جباليا غزة رفح العدوان جباليا فشل الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال فی جبالیا قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين بغزة: إنهاء الحرب ليس إخفاقا والأهم عودة أبنائنا
أكدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة، أن إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
وقالت العائلات إنه يجب على القيادة التوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع المحتجزين.
وأشارت العائلات إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومن معه ضللوا الإسرائيليين من أجل إحباط الصفقة
حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
كما أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:
نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.
وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:
1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.
2. تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.
3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.
4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.
5. في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.