دبلوماسي أميركي: على القضاة الفرنسيين تأكيد مذكرة الاعتقال الصادرة بحق الأسد
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
تساءل ستيفن راب سفير الولايات المتحدة السابق لدى العدالة الجنائية الدولية في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما "هل يمكن لدكتاتور لا يرحم أن يتهرب من المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه على أساس أنه يتمتع بالحصانة كرئيس دولة في منصبه؟" مؤكدا أن الحصانة ينبغي ألا تكون مرادفة للإفلات من العقاب، وذلك في الوقت الذي ستصدر فيه محكمة الاستئناف في باريس قرارها بشأن هذه القضية يوم 26 يونيو/حزيران المقبل.
وذكر السفير -في مدونته على موقع ميديا بارت- بأن محكمة العدل الدولية قضت عام 2002 بأن رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية الموجودين في مناصبهم يتمتعون بالحصانة الشخصية أمام المحاكم الأجنبية المحلية ولكن ليس أمام المحاكم الدولية، مما يشير إلى أن محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد أمام المحاكم الفرنسية غير ممكنة.
ولأنه من غير الممكن محاكمة الأسد أمام محكمة دولية، لأن سوريا ليست طرفا في المحكمة الجنائية الدولية، قدمت فرنسا قرارا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإحالة الوضع في سوريا إلى الجنائية الدولية، لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضده.
حصانة الدولولذلك، لجأ ضحايا الهجمات بالأسلحة الكيميائية، وبعضهم فرنسيون، إلى المحاكم الوطنية. وأصدر قضاة التحقيق الفرنسيون عام 2023، بعد عامين من التحقيقات، مذكرات اعتقال بحق الأسد وشقيقه ماهر واثنين آخرين من كبار المسؤولين السوريين.
وتتعلق هذه القضية بهجمات بالأسلحة الكيميائية ارتكبت ضد السكان المدنيين في الغوطة في أغسطس/آب 2013، ولقي فيها حوالي 1400 شخص، بينهم نساء وأطفال، حتفهم في معاناة رهيبة كما أصيب آلاف آخرون.
وأجرت منظمات غير حكومية وآلية تحقيق أممية ولجنة تحقيق أخرى، بالإضافة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تحقيقات بهذه الجرائم، مكّنت من جمع العديد من الأدلة التي تثبت مسؤولية كبار المسؤولين السوريين بمن فيهم الرئيس، ولكن مكتب المدعي العام الفرنسي لمكافحة "الإرهاب" طلب إلغاء مذكرة الاعتقال الصادرة بحق الأسد بسبب حصانة رئيس الدولة.
ليس ممثلا شرعيا لسورياوقال السفير الأميركي إنه إذا كان القانون الدولي يعترف تقليديا بحصانة موظفي الدولة فيما يتعلق بالأعمال التي يقومون بها بصفتهم الرسمية، فإن فرنسا لا تعترف بأن الأسد هو الممثل الشرعي لسوريا، واعترفت عام 2012 بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة باعتباره "الممثل الوحيد للشعب السوري".
ولعبت باريس دورا رائدا في حظر الأسلحة الكيميائية، وقادت مجلس الأمن إلى الدعوة إلى محاسبة مرتكبي الهجمات الكيميائية في سوريا، الأمر الذي قد يسمح لقضاة الاستئناف بمحاكمة الأسد ذات يوم، كما يستطيعون قصر هذه السابقة على قادة الأنظمة الخارجة عن القانون الذين يعاقب المجتمع الدولي تصرفاتهم.
وخلص السفير الأميركي إلى أن الحظر المفروض على استخدام الأسلحة الكيميائية -لكي يكون فعالا- لا بد أن يمتد إلى الأسد المشتبه في أنه يتحمل مسؤولية هائلة عن انتهاك هذا الحظر على مدار عقود، خاصة أن العدل الدولية نفسها ذكرت في حكمها الصادر عام 2002 بأن الحصانة ينبغي ألا تكون مرادفة للإفلات من العقاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الأسلحة الکیمیائیة
إقرأ أيضاً:
للمرة الأولى منذ سنوات.. وفود من الجزائر ومنظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» تزور سوريا
وصل وزير الشؤون الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف، اليوم السبت، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية.
وحسب بيان وزارة الخارجية الجزائرية، يقوم الوزير أحمد عطاف، بزيارة إلى سوريا، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وتندرج هذه الزيارة في إطار العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، بهدف استعراض السبل الكفيلة بتعزيزها والانتقال بها إلى أسمى المراتب المتاحة، وفقا لبيان الوزارة.
ومن المنتظر أن يستقبل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وزير الخارجية الجزائري خلال تواجده في دمشق، لتسليمه رسالة خطية من الرئيس عبد المجيد تبون، كما جاء في بيان الوزارة.
يذكر أنه تم تعيين أحمد الشرع، رئيسا للجمهورية العربية السورية للمرحلة الانتقالية، يوم الأربعاء 29 يناير/ كانون الثاني الفائت، وأصدر المتحدث باسم ما يسمى “إدارة العمليات العسكرية” في سوريا، حسن عبد الغني، بيانا قال فيه: “نهنئ شعبنا السوري العظيم بانتصار ثورته المباركة”، معلنًا تشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين.
وأعلن المتحدث باسم “إدارة العمليات العسكرية” في سوريا، “حل جيش النظام البائد وإعادة بناء الجيش على أسس وطنية، وحل مجلس الشعب المشكل في زمن النظام البائد واللجان المنبثقة عنه، وإلغاء العمل بدستور سنة 2012 وبالقوانين الاستثنائية”.
للمرة الأولى منذ سنوات.. وفد من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يزور دمشق
كما استقبل رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفدا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية برئاسة فرناندو غونزاليز المدير العام للمنظمة في دمشق اليوم السبت.
وحسب وكالة “أسوشيتد برس” فإن وفد المنظمة يضم خبراء فنيين يأملون في الاتصال بنظرائهم السوريين، خلال أول زيارة يقوم بها مسؤولو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لسوريا منذ عام 2022.
ودفع مصير مخزون البلاد من المواد الكيميائية السامة إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد أيام من الإطاحة بنظام بشار الأسد في هجوم خاطف شنته فصائل مسلحة في ديسمبر الماضي.
وأخبرت المنظمة قادة سوريا الجدد أنه يتعين عليهم الامتثال لقواعد حماية وتدمير المواد الخطرة، مثل غاز الكلور.
كما أعرب مسؤولو المنظمة عن مخاوفهم من أن وابل الغارات الجوية الإسرائيلية التي ضربت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري السابق، ربما أدت إلى تلوث بالمواد السامة أو تدمير الأدلة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع صرح السفير الروسي لدى هولندا والمندوب الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فلاديمير تارابرين بأن فريقا من خبراء المنظمة يستعد للانتشار في سوريا، وأن المنظمة تتخذ خطوات فعالة لحل عدد من القضايا المتعلقة، وإغلاق الملف الكيميائي السوري بشكل نهائي.
وفي الأيام الأولى بعد انهيار نظام الأسد أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة تعتقد أن سوريا لديها مخزون من الأسلحة الكيميائية، مضيفا أن واشنطن تحاول العثور عليها لمنع استخدامها.
وانضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013، بعدما قالت المنظمة إنها عثرت على أدلة على الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية من جانب حكومة بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية ضد المدنيين والمسلحين، وهي اتهامات نفاها الأسد أكثر من مرة.
وفي يناير 2016 أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية القضاء على الترسانة الكيميائية السورية بالكامل تحت إشرافها.
عشرات الإصابات في اشتباكات على الحدود اللبنانية السورية
نقل الصليب الأحمر والدفاع المدني اللبناني حوالي 21 إصابة الى مستشفيات مدينة الهرمل شرق البلاد بينهم مدنيون جراء قصف واشتباكات دائرة على الحدود اللبنانية السورية.
وأصيب عدد من المدنيين جراء سقوط صواريخ في منطقة جرود الهرمل شرق البلاد، مصدرها ريف القصير جنوب غربي محافظة حمص السورية.
ولليوم الثالث على التوالي تستمر الاشتباكات بين المسلحين على الحدود اللبنانية السورية حيث تستخدم خلال المعارك مختلف أنواع الأسلحة، فيما تظهر مقاطع إسقاط أول مسيرة من قبل مقاتلي العشائر اللبنانية، وقد أطلقت من الجانب السوري باتجاه مدينة الهرمل شرق لبنان.
ونقل “الصليب الأحمر” اللبناني، عددا من الإصابات الذين سقطوا من جراء القصف المدفعي، ومصدره الجماعات المسلحة في ريف القصير الذي استهدف منطقة مراح الشعب في جرود الهرمل شرق لبنان.
وتتعرض بلدة جرماش على الحدود اللبنانية السورية، لقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة “مصدرها الجماعات المسلحة في الجانب السوري”، في حين دمر مقاتلو العشائر اللبنانية، دبابة تابعة للقوات السورية في البلدة.
ونشرت صفحات محلية سورية مقطعا مصورا قالت إنه لقصف مواقع حزب الله اللبناني على أطراف جرماش الحدودية.
وسقطت صواريخ في محيط بلدة القصر وسهلات الماء شرق لبنان، ما أدى لإصابة مواطن بجروح تم نقله إلى المستشفى.
واحتدمت المعارك مجددا عند الحدود اللبنانية السورية، من جهة مدينة الهرمل شرق لبنان بين قوات الإدارة السورية الجديدة ومقاتلي العشائر اللبنانية.
وذكر مراسلنا، أن قذيفة صاروخية سقطت بجانب مركز للجيش اللبناني في وادي فيسان في جرود الهرمل شرق لبنان، أطلقها المسلحون من الأراضي السورية.
وقتل أمس الجمعة 3 أشخاص وسقوط عدد من الجرحى في صفوف مقاتلي العشائر اللبنانية جراء الاشتباكات على الحدود السورية اللبنانية مع القوات الأمنية السورية.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون أجرى مساء أمس اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري أحمد الشرع،
واتفق رئيسا البلدين على “التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين”، وذلك بعد أن أعلن المكتب الإعلامي التابع للحكومة السورية في محافظة حمص الخميس أن إدارة أمن الحدود شنت حملة موسعة في قرية حاويك، بهدف إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات.