“الشارقة للكتاب” تضع الفلسفة في حوار مع الفن في “سالونيك الدولي للكتاب”
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
نظمت هيئة الشارقة للكتاب، ضمن برنامج فعاليات الشارقة أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب في اليونان، جلسة حوارية فنية، بعنوان فلسفات ”محاكاة بصرية“، استضافت من الإمارات الفنانين: ناصر نصر الله، وراشد الملا، وعلياء الحمادي، ومن اليونان: دانييلا ستمتياذي، فاسيليوس غريفاس، أنطونيوس نيكولوبوليس، للحديث حول مشروع “فلسفات” الذي عقد في الشارقة وفتح حواراً إبداعياً بين الفنانين الإماراتيين واليونانيين المتخصصين.
واستعرض الفنانون خلال الجلسة، التي أدارها الكاتب محمد مهدي حميدة، أثر التواصل بين المبدعين وأهميته في تبادل التجارب والخبرات، وتأثيرها على راهن ومستقبل صناعة النشر ورسوم كتب الطفل، حيث توقف المتحدثون عند ثمار مشروع “فلسفات” وما أتاحه من فرصة لإنتاج أعمال فنية مشتركة، واستحداث فضاء واسع لحوار بصري بين الثقافتين الإماراتية واليونانية.
واستعرض الفنان ناصر نصر الله تجربته في تحويل مقولة الفيلسوف ابن حزم الأندلسي “الحكمة هي البصيرة”، حيث قدم في لوحات فنية تجسيداً بصرياً لشخصيات أسطورية. فيما اختارت الفنانة دانيلا مقولة الفيلسوف اليوناني أفلاطون: “التعب في طريق الخير جميل، حتماً التعب سيتلاشى، ويبقى فقط الخير”، إذ استخدمت تقنيات رقمية بأسلوب الألوان المائية، وقالت: “لوحاتي هي شكل سردي، له بداية ووسط ونهاية”.
واختار الفنان الإماراتي راشد الملا مقولة الفيلسوف أرسطو: “لا وجود لعقل عظيم أن يوجد من دون لمسة من الجنون” ، مشيراً إلا أنه اختار هذه المقولة لأنها تجسد بصورة أو بأخرى مفهوم التناظر، وذلك ما ينسجم مع تجربته الفنية، وأوضح أنه توقف عند رمزية شخصيات فان كوخ، وبيكاسو، وسلفادور دالي.
وعمل الفنان اليوناني فاسيليوس على مقولة الفيلسوف سقراط: “لا يمكنني أن أعلِّم أي أحد أي شيء، كل ما يسعني فعله هو حثهم على التفكير”، محولاً مشاهد من حياة سقراط إلى أعمال بصرية تعتمد على تقنيات التلوين بالأبيض والأسود، واختار أن يقدم سقراط بثلاثة رؤوس للدلالة على تعدد أبعاد فلسفته.
وأخذت الفنانة علياء الحمادي مقولة: “النوع الإنساني لا يتم وجوده إلا بالتعاون” للفيلسوف ابن خلدون، لتقدم من خلالها ثلاثة أعمال بالأبيض والأسود؛ إذ أشارت إلى أنها توقفت عند النظرية المركزية لابن خلدون حول المجتمعات والحضارات، التي تقول: إن الحضارات تمر بثلاث مراحل: النشوء، والتطور ثم الزوال.
ومن مقولة ابن رشد: “إن الحكمة هي النظر في الأشياء حسب ما تقتضيه طبيعة الأشياء”، انطلق الفنان انطونيوس، في رحلة لاستحضار عوالم ابن رشد وملامح شخصيته وما يتبناه من فكر، حيث قدّم شخصية ابن رشد بزيها وملامحها العربية مدخلاً إليها عناصر من الفلسفة اليونانية مثل تمثال أفلاطون.
يشار إلى الشارقة تحل أول ضيف شرف عربي على “معرض سالونيك الدولي للكتاب”، ويأتي اختيارها لهذا اللقب تقديراً لمساهمتها في النهوض بواقع الثقافة العربية والعالمية، ودورها في دعم مسار التنمية القائمة على الاستثمار بمقومات المعرفة من مؤلفين، وناشرين، ومترجمين، وفنانين، ومكتبات، ومؤسسات، وهيئات ثقافية، وتنظم الشارقة خلال مشاركتها في المهرجان سلسلة فعاليات ثقافية وإبداعية وعروضاً فنية تجسد ثراء الثقافة المحلية والعربية أمام جمهور المعرض من اليونان وكافة أنحاء العالم.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط أجواء ثرية بالإبداع والتفكير النقدي، سلَّط معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على العلاقة المتشابكة بين الفن والفلسفة من خلال ورشة عمل مميزة قدَّمها الدكتور بدر الدين مصطفى. الورشة، التي كانت جزءاً من البرنامج الثقافي للمعرض، جمعت تحت سقفها نخبة من الفنانين التشكيليين، المهتمين بالمجال الأدبي والفلسفي، وصُنَّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملهم.
وفي حديثه، أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفلسفة تُعنى بفهم العالم عبر التفكير النقدي والتحليل العقلي المجرد، وأوضح أن القوانين التي تحكم المجتمع هي ذاتها التي تُشكِّل لغته وإدراكاته ومفاهيمه وقيمه وفنونه، وقال: "على ضوء هذه القوانين، برزت ثقافتنا مثالاً على وجود نظام متكامل، وجميع معارفنا وفنوننا تدين لهذا النظام".
وأضفى مصطفى بُعدًا عملياً على الورشة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الرسومات والصور والأفلام، وناقش كيفية تناول الفلسفة لهذه الأعمال لخلق مفاهيم متعددة، وعلَّق: "الفن دائمًا مجال للتأويل، حيث تتعدد وجهات النظر حوله. لا يمكننا محاكمة الفن فلسفياً، ولكن من المشروع قراءة الفن من زاوية فلسفية".
وعلى مدار أيامه، شهد معرض جدة للكتاب 2024 إقبالاً كبيراً من الزوار وضيوف البرنامج الثقافي، الذين تفاعلوا مع فعاليات ثرية شملت ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وحديث كتاب. هذا التفاعل أسهم في إبراز المعرض بوصفه منصة ثقافية تجمع بين الأدب والفن والفكر، وسط حضور مميز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها.
ويستمر المعرض في استقبال زواره حتى يوم السبت 21 ديسمبر الجاري، ويمكن للزوار الحضور يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة، حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً. لا تفوتوا الفرصة لاكتشاف أحدث العناوين والفعاليات الفكرية والثقافية.