نظمت هيئة الشارقة للكتاب، ضمن برنامج فعاليات الشارقة أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب في اليونان، جلسة حوارية فنية، بعنوان فلسفات ”محاكاة بصرية“، استضافت من الإمارات الفنانين: ناصر نصر الله، وراشد الملا، وعلياء الحمادي، ومن اليونان: دانييلا ستمتياذي، فاسيليوس غريفاس، أنطونيوس نيكولوبوليس، للحديث حول مشروع “فلسفات” الذي عقد في الشارقة وفتح حواراً إبداعياً بين الفنانين الإماراتيين واليونانيين المتخصصين.

واستعرض الفنانون خلال الجلسة، التي أدارها الكاتب محمد مهدي حميدة، أثر التواصل بين المبدعين وأهميته في تبادل التجارب والخبرات، وتأثيرها على راهن ومستقبل صناعة النشر ورسوم كتب الطفل، حيث توقف المتحدثون عند ثمار مشروع “فلسفات” وما أتاحه من فرصة لإنتاج أعمال فنية مشتركة، واستحداث فضاء واسع لحوار بصري بين الثقافتين الإماراتية واليونانية.

واستعرض الفنان ناصر نصر الله تجربته في تحويل مقولة الفيلسوف ابن حزم الأندلسي “الحكمة هي البصيرة”، حيث قدم في لوحات فنية تجسيداً بصرياً لشخصيات أسطورية. فيما اختارت الفنانة دانيلا مقولة الفيلسوف اليوناني أفلاطون: “التعب في طريق الخير جميل، حتماً التعب سيتلاشى، ويبقى فقط الخير”، إذ استخدمت تقنيات رقمية بأسلوب الألوان المائية، وقالت: “لوحاتي هي شكل سردي، له بداية ووسط ونهاية”.

واختار الفنان الإماراتي راشد الملا مقولة الفيلسوف أرسطو: “لا وجود لعقل عظيم أن يوجد من دون لمسة من الجنون” ، مشيراً إلا أنه اختار هذه المقولة لأنها تجسد بصورة أو بأخرى مفهوم التناظر، وذلك ما ينسجم مع تجربته الفنية، وأوضح أنه توقف عند رمزية شخصيات فان كوخ، وبيكاسو، وسلفادور دالي.

وعمل الفنان اليوناني فاسيليوس على مقولة الفيلسوف سقراط: “لا يمكنني أن أعلِّم أي أحد أي شيء، كل ما يسعني فعله هو حثهم على التفكير”، محولاً مشاهد من حياة سقراط إلى أعمال بصرية تعتمد على تقنيات التلوين بالأبيض والأسود، واختار أن يقدم سقراط بثلاثة رؤوس للدلالة على تعدد أبعاد فلسفته.

وأخذت الفنانة علياء الحمادي مقولة: “النوع الإنساني لا يتم وجوده إلا بالتعاون” للفيلسوف ابن خلدون، لتقدم من خلالها ثلاثة أعمال بالأبيض والأسود؛ إذ أشارت إلى أنها توقفت عند النظرية المركزية لابن خلدون حول المجتمعات والحضارات، التي تقول: إن الحضارات تمر بثلاث مراحل: النشوء، والتطور ثم الزوال.

ومن مقولة ابن رشد: “إن الحكمة هي النظر في الأشياء حسب ما تقتضيه طبيعة الأشياء”، انطلق الفنان انطونيوس، في رحلة لاستحضار عوالم ابن رشد وملامح شخصيته وما يتبناه من فكر، حيث قدّم شخصية ابن رشد بزيها وملامحها العربية مدخلاً إليها عناصر من الفلسفة اليونانية مثل تمثال أفلاطون.

يشار إلى الشارقة تحل أول ضيف شرف عربي على “معرض سالونيك الدولي للكتاب”، ويأتي اختيارها لهذا اللقب تقديراً لمساهمتها في النهوض بواقع الثقافة العربية والعالمية، ودورها في دعم مسار التنمية القائمة على الاستثمار بمقومات المعرفة من مؤلفين، وناشرين، ومترجمين، وفنانين، ومكتبات، ومؤسسات، وهيئات ثقافية، وتنظم الشارقة خلال مشاركتها في المهرجان سلسلة فعاليات ثقافية وإبداعية وعروضاً فنية تجسد ثراء الثقافة المحلية والعربية أمام جمهور المعرض من اليونان وكافة أنحاء العالم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

3 مخاوف تدفع إلى التدخل الدولي في ليبيا، و5 أسباب وراء “فشل الدولة”

قال المجلس الأطلسي إن ليبيا بحاجة إلى أفكار جديدة وإرادة وطنية ودولية لإعادة ضبط مسار واقعي نحو بناء دولة حديثة، على أساس الاعتراف بتاريخها، وليس فقط وفقاً لمصالح المجتمع الدولي، ولكن لصالح شعبها أيضاً.

وأضاف المجلس الأطلسي في تقرير له، أن العديد من الليبيين اليوم يرون إلى حد كبير أن الانتخابات التي يروج لها الغرب ليست سوى جزء من إستراتيجية تهدف إلى إضفاء الشرعية على حكومة تخدم المصالح الأجنبية بدلاً من تلبية احتياجات الليبيين في تحقيق الاستقرار وبناء المؤسسات.

وتابع المجلس أن الليبيين لا يثقون في أن الانتخابات التي تُجرى في ظل الظروف الحالية والتي تتسم بعدم وجود أسس دستورية، ويمكن أن يؤدي انتشار الفساد، وعمليات الاعتقال القسرية، وسيطرة الميليشيات وأمراء الحرب على الشوارع إلى نتائج عادلة.

في الوقت نفسه، قال المجلس إن الغرب وشركاءه المنهمكين في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، يشعرون بالذنب لفشلهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا بعد تدخل تحوّل بشكل غريب من مهمة حماية السكان من بطش معمر القذافي إلى تغيير النظام، مضيفا أن التحالف لجأ مرة أخرى إلى الأمم المتحدة “غير الكفؤة” لدفع عجلة التغيير الديمقراطي من خلال الانتخابات، ومع ذلك لم يتحقق هذا الهدف، ومن غير المرجح أن يتحقق في المستقبل القريب.

ولفت المجلس الأطلسي إلى أن دوافع التدخل الدولي في ليبيا تتشكل بناءً على 3 مخاوف رئيسية، أولها: قلق أوروبا بشأن التدفق الهائل للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الليبية وما يترتب على ذلك من تداعيات أمنية واجتماعية واقتصادية كبيرة.

وثاني هذه الدوافع هي المخاوف من التدهور المحتمل للأوضاع الاجتماعية والسياسية في دول شمال إفريقيا والساحل، مما قد يضرّ بالمصالح الاقتصادية للشركات الكبرى في المنطقة، وثالثها القلق من أن يؤدي انهيار الدولة الليبية إلى ازدهار الجماعات الإرهابية وانتشارها، مما يزيد من التهديدات الأمنية.

وأوضح المجلس أن هذه المخاوف تتطلب في نظر المجتمع الدولي، التعامل مع سلطة مركزية في ليبيا، بغض النظر عن مدى شرعيتها أو قيمتها الحقيقية للشعب الليبي وجهود بناء المؤسسات، وفق قوله.

ولفت المجلس إلى أنّ هناك 5 أسباب رئيسية لفشل الجهود السابقة التي بذلها المجتمع الدولي لإقامة دولة حديثة في ليبيا، أولها الجذور التاريخية للانقسام التي لم يعالج بعد، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى فشل محاولات البعثة الأممية لإشراك الأطراف الليبية في خطط الاستقرار المختلفة على مدى السنوات الـ13 الماضية، مستبعدا عملياً تصوّر انتخابات رئاسية وبرلمانية فعالة في المستقبل القريب دون الاعتراف بهذه الجذور التاريخية للانقسام.

وأضاف المجلس أن من أسباب فشل قيام دولة حديثة هو أن الفاعلين السياسيين والأمنيين في كلا المنطقتين في ليبيا استغلوا هذه الانقسامات لمصلحتهم السياسية والمالية، من خلال تحالفات مع الميليشيات الراعية ورجال الأعمال الفاسدين وأفراد الطبقة الجديدة من الأثرياء ومهربي الحدود.

وأوضح المجلس أن هذا المزيج من “العسكرية الحديثة” و”النهب المؤسسي” يؤثر تأثيرا كبيرا على القرارات السياسية والأمنية في الفروع التنفيذية والتشريعية والقضائية والأمنية في ليبيا، مما يضمن بقاءهم في السلطة في المستقبل المنظور.

ثالثاً، بعد 42 عاماً من القمع وإنكار الحقوق والديمقراطية تحت حكم القذافي، و14 عاماً أخرى من الفقر وانعدام الأمن بعد انهيار مؤسسات الدولة في 2011،

وبحسب المجلس، فإن السبب الثالث هو أن الناس أصبحوا مشغولين بتأمين معيشتهم اليومية، ويفتقرون إلى الوسائل الضرورية للتعبير عن استيائهم، إلى جانب شعورهم بالهزيمة بعد فشل الربيع العربي، يجعل من غير المحتمل ظهور أي حركة شعبية كبرى في الشوارع الليبية في المستقبل القريب، مما يخلق أرضية لاستمرار الوضع الراهن.

ورابع الأسباب وفق المجلس، أنّ ظهور صراعات عالمية أكثر إلحاحاً وتغير أولويات المجتمع الدولي خلال السنوات الـ4 الماضية مع التركيز بشكل خاص على أوكرانيا وجنوب شرق آسيا قلل من الاهتمام والموارد المخصصة لليبيا. وذلك رغم قلق الغرب من التوسع الكبير في النفوذ الروسي والصيني في ليبيا وإفريقيا ككل.

والسبب الخامس الذي أشار إليه المجلس، أن شعوب العديد من الدول النامية، وخاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا (بما في ذلك ليبيا)، ترى أن الحكومات الغربية فقدت بوصلتها الأخلاقية ولم تعد تُعتبر حراساً موثوقين للتغيير الديمقراطي والإنساني، وقد تفاقم هذا الشعور بسبب العدوان على غزة والتي فشلت الدول الغربية في منعها أو دعمتها علناً.

وأكد المجلس أن قدرة الغرب على تقديم المشورة أو الإشراف أو الإسهام في أي مبادرات ديمقراطية أو لبناء الدولة في ليبيا أصبحت موضع شك، وأن هذا الشعور السائد منذ عقد من الزمن بين العرب يعززه بأن الغرب يتعامل مع الأنظمة الاستبدادية والجيوش في العالم العربي من الجزائر إلى مصر إلى السعودية ودول الخليج بما يكرّس الشكوك حول جدوى الانتخابات والتغيير الديمقراطي، بحس المجلس.

المصدر: المجلس الأطلسي

المجلس الأطلسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • التومي تشارك في ندوة عن العلاقات “الليبية الجزائرية” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • "قضايا الفن التشكيلي المصري" .. مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • ” الأدب والنشر” تدشّن مشاركتها في معرض نيودلهي الدولي للكتاب
  • هيئة “الأدب والنشر والترجمة” تنظم ندوة حوارية عن “معتزلات الكتابة “في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • "قضايا الفن التشكيلي المصري" مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • 3 مخاوف تدفع إلى التدخل الدولي في ليبيا، و5 أسباب وراء “فشل الدولة”
  • رموز الفن المصري في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • هايدي موسى تسجّل “مغرمة”.. محمد يحيى يعد بـ”قنبلة فنية”
  • "ذاكرة الوطن" مائدة مستديرة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • في دورته الـ56: فعاليات وإصدارات متنوعة لمركز “المستقبل” في “القاهرة الدولي للكتاب”